فلكيون يكتشفون سلالة غامضة من النجوم المتجهة إلى مستعرات عظمى
تاريخ النشر: 19th, December 2023 GMT
كشف علماء الفلك أنه عندما تموت النجوم الضخمة، فإنها لا تذهب بهدوء، بل يعد موتها عبارة عن مشهد مستعر أعظم يمكن أن يتوهج بشكل أكثر سطوعًا من مجرة بأكملها في سماء الليل، ما يؤدي إلى قذف أشياء من النجوم إلى الفضاء المحيط بهم وينهار قلبهم متحولًا إلى ثقب أسود أو نجم نيوتروني.
وأوضح العلماء أنهم قاموا بفهرسة عدد من هذه الانفجارات، وقاموا بتحليل الضوء لمعرفة ما تتكون منه النجوم بالضبط، وقد لاحظ العلماء وجود نمط غريب.
وأكدوا أن هناك عدد كبير من المستعرات الغظمى الخالية بشكل غامض من الهيدروجين، ما يشير إلى أنه يجب أن يكون هناك أيضًا عدد كبير من النجوم الفقيرة بالهيدروجين من حيث تأتي مثل هذه المستعرات العظمى.
وتوقع علماء الفلك أن نحو ثلث جميع أسلاف المستعرات العظمى الضخمة يجب أن تكون فقيرة بالهيدروجين.
وقالت عالمة الفلك ماريا دروت، من جامعة "تورنتو"، التي شاركت في قيادة البحث مع عالمة الفيزياء الفلكية إيلفا جوتبيرج، من معهد العلوم والتكنولوجيا في النمسا: "إذا تبين أن هذه النجوم نادرة، فإن إطارنا النظري برمته لجميع هذه الظواهر المختلفة خاطئ، مع ما يترتب على ذلك من آثار على المستعرات العظمى، وموجات الجاذبية والضوء القادم من المجرات البعيدة، وهذا الاكتشاف يوضح أن هذه النجوم موجودة بالفعل".
المصدر: البوابة نيوز
إقرأ أيضاً:
بنان نايف يماني.. شغفٌ يلامس النجوم
محمد باحارث
لطالما كان الفضاء رمزاً للحلم والطموح، وشغفاً يأخذنا إلى أبعد من حدود الأرض. أجد نفسي أحياناً أعود بذاكرتي إلى طفولتي، حين زرتُ مركز ناسا في الولايات المتحدة برفقة والدي. كان ذلك اليوم نقطة التحول التي أوقدت داخلي شعلة حب الفضاء. أدركت حينها أن هذا الكون الفسيح يحمل بين طياته أسراراً عميقة تنتظر من يكتشفها. ومنحني الأمير سلطان بن سلمان، بأول خطوة سعودية على سطح الفضاء، الإلهام لأحلم بأن أكون جزءاً من هذه الرحلة العظيمة. كان هو أول من فتح لنا الباب لنرى ما هو ممكن، وكان بمثابة النجم الذي أضاء الطريق أمامنا.
اليوم، حين أقرأ عن مسيرة بنان نايف يماني، أرى في قصتها انعكاساً لذلك الحلم، لكن بصيغة أكثر شجاعة وإصراراً. قررت بنان أن تترك كل شيء خلفها وتسافر لتتعلم وتتدرب، مكرسة حياتها لهذا الهدف السامي. ألهمها حب الفضاء وشغفها بالمعرفة لأن تصبح واحدة من تلك الشخصيات التي تدفع البشرية نحو الأمام، التي تضع بصمتها في السعي لفهم الكون.
التحقت بنان بدورة تدريبية في international institute of astronautical science بمدينة ملبورن بفلوريدا، حيث اجتازت تدريبات مكثفة لم تكن سهلة. تعلمت تقنيات الطيران الفضائي، ومحاكاة المهمات شبه المدارية، وتدريبات الجاذبية الصغرى، والتعامل مع بدلات الفضاء، والملاحة السماوية، والتواصل العلمي، وأكثر من ذلك. كل خطوة في رحلتها كانت بمثابة حجر أساس يبني الحلم الذي بدأت رؤيته تتشكل بوضوح.
بالإضافة إلى تدريبها الفضائي، تستكمل بنان دراستها في جامعة زيورخ، حيث تجرّب البحث العلمي في مجالات الفيزياء وعلم الكونيات. إنها مثال للروح الطموحة التي لا تتوقف عند حدود، بل تسعى بلا كلل لجعل الحلم حقيقة.
بالنسبة لوكالة الفضاء السعودية، أرشح لهم بنان. فهي الشابة التي تحمل شغفاً حقيقياً بالفضاء، مدعومةً بحماس ورغبة في التعلم جعلتها تتحدى الصعاب وتسافر إلى المجهول. أؤمن بأنها قادرة على تحقيق ما لم نستطع تحقيقه، وأنها ستصبح رمزاً يُحتذى به. شغفها، وتفانيها، وإصرارها، كل ذلك يؤهلها لتكون سفيرة مميزة لوطنها في الفضاء.
إنني أهنئ بنان على شجاعتها، وأثق بأن مستقبلها سيكون مليئاً بالإنجازات. قصتها ليست مجرد رحلة شخصية نحو النجوم؛ إنها رسالة لنا جميعاً أن الحلم، مهما كان بعيداً، يمكن تحقيقه بالإصرار والعزيمة. بنان نايف يماني، أنتِ الأمل الذي يعبر بنا إلى فضاءٍ جديد، ونحن جميعاً ننتظر بفخر اليوم الذي تقفين فيه على عتبة التاريخ، لتكتبي فصلاً جديداً من الإلهام والإبداع.