الارتقاء بالأخلاق والسلوك فى ضوء مقاصد الشريعة الإسلامية «12»

إن الزواج من نعم الله على الإنسان ووجب على الإنسان أن يشكر الله على نعمه، قال تعالى:
(وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُون) (الروم ـ 21).
وللنكاح آداب وفوائد، فمن فوائد النكاح الولد؛ لأن المقصود بقاء النسل ومن فوائد النكاح محبة الله والسعي للولد يبقى جنس الإنسان، ومن فائد النكاح طلب محبة الرسول (صلى الله عليه وسلم)، فقد قال:(تزوجوا الولود الودود، فإني مكاثر بكم الأمم) (أخرجه أبو داود) كما أن من فوائد النكاح التبرك بدعاء الولد الصالح والشفاعة بموت الولد الصغير، فأخرج أحمد وابن جرير والبيهقي عن عتبة بن عبد الله السلمي ـ رضي الله عنه ـ قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول:(ما من عبد يموت له ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث إلا تلقوه من أبواب الجنة الثمانية .

من أيها شاء دخل)، ومن فوائد النكاح التحصن من الشيطان بدفع غوائل الشهوة، وفيه ترويح النفس وإيناسها بمخالطة الزوجة.
إن من فوائد النكاح تفريغ القلب بالنسبة للرجل من تدبير المنزل لوجود الزوجة التى تهيئ أسباب العيش، فإن الإنسان يتعذر عليه ذلك إذا كان وحيدًا، ولو تكفل بذلك لضاع كثير من الأوقات التى يحتاجها، وإنما بوجود الزوجة يتفرغ للعلم والعبادة.
ومن فوائد النكاح مجاهدة النفس ورياضتها والولاية، والقيام بحقوق الأهل، والصبر على أخلاقهن واحتمال الأذى منهن والعمل على إصلاحهن، ورعاية وتربية الأولاد، وذلك كله عظيم النفع والفضل.
إن النفقة على الأهل لها أجر كبير، ففي أفراد مسلم عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه قال:
(دينار أنفقته في سبيل الله، ودينار أنفقته في رقبة، ودينار تصدقت به على مسكين، ودينار أنفقته على أهلك، أعظمها أجرًا الذي أنفقته على أهلك).
إن تربية الأولاد والبنات لهو جهاد كبير فإذا أخرج الزوج والزوجة للمجتمع النسل الصالح الذى ينفع نفسه وينفع المسلمين وبعمل على أن تكون كلمة الله هي العليا والسعي لتقدم الأمة الإسلامية لتتبوأ المكانة اللائقة بها بين الأمم، ولذلك بمشيئة الله فسوف تناول في عدة مقالات مستقبلية آداب وأخلاق النكاح لتجنب كثير من النزاعات والمشكلات التي تنشب داخل الأسر ويترتب عليها خراب البيوت وتشريد الأبناء وفرح الشيطان؛ لأنه استطاع أن يهدم بيتًا قائمًا على تقوى الله والله من وراء القصد، وهو وحده الهادي إلى سواء السبيل.

د. أحمد طلعت حامد سعد
كلية الآداب ـ جامعة بورسعيد بجمهورية مصر العربية
AHMEDTHALAT468@GMAIL.COM

المصدر: جريدة الوطن