في خضم الأزمة الحالية في السودان، كان موقف مصر واضحًا أنه لا بد من حل الأزمة الحالية في السودان، مشيرًا إلى أن الخاسر الوحيد في الصراع الحالي هو السودان وشعبه، داعية جميع الأطراف السودانية لتغليب لغة العقل ووقف إطلاق النار ونصرة الشعب السوداني.

وإيمانًا منها بضرورة حل الأزمة في السودان، استضافت مصر في العاصمة القاهرة في يوليو 2023 قمة دول جوار السودان، حيث شددت القمة، من خلال بيانها الختامي، على الاحترام الكامل لسيادة السودان وأراضيه ومطالبة الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بإنهاء الحرب الدائرة منذ أبريل الماضي، والدعوة إلى حوار جامع بعيدًا عن التدخلات الخارجية.


ووفق البيان الختامي للقمة، التي حشدت مصر لها حضورًا دوليًا بارزًا، فإنه تم التوافق على أهمية إيجاد ممرات آمنة وتسهيل مرور المساعدات الإنسانية، وتجنيب المدنيين تبعات الحرب الدائرة.

كما شددت الدول المشاركة على أهمية الاحترام الكامل لسيادة السودان و”عدم التدخل في شئونه، واعتبار النزاع الحالي شأنًا داخليًا”.

كما قال الرئيس عبدالفتاح السيسي، في كلمته خلال القمة، إن مصر ستبذل كل ما في وسعها لوقف نزيف الدم السوداني، وأوضح السيسي أنه يتعين على دول جوار السودان توحيد رؤيتها نحو حل الأزمة الراهنة، لافتًا إلى أن الاقتتال الدائر في السودان دمّر البنية التحتية والمرافق الحيوية.

كذلك دعا السيسي إلى الحفاظ على مؤسسات الدولة السودانية حتى التوصل لحل سياسي شامل، مشيدًا بمواقف دول جوار السودان التي استقبلت مئات الآلاف من النازحين، كما طالب المجتمع الدولي بالوفاء بتعهدات دعم دول جوار السودان.

وفي أغسطس الماضي، زار قائد الجيش السوداني، عبدالفتاح البرهان، مصر من مدينة بورتسودان في زيارة هي الأولى له خارج البلاد منذ بدء الحرب ضد تمرد قوات الدعم السريع، لمناقشة سبل حل الأزمة في السودان مع الشقيقة الكبرى مصر.

وأكدت مصر في هذا اللقاء التأكيد على دعم السودان ووحدة أراضيه ورفض أعمال العنف، وكانت الزيارة تعبيرًا قويًا عن دعم الاستقرار ورفض أي حرب تتسبب في معاناة الشعب السوداني.

وانطلاقًا من رؤية مصر لحل الأزمة في السودان ووقف الحرب، أكد وزير الخارجية سامح شكري في أكثر من محفل دولي على أهمية وقف إطلاق النار في السودان.

وخلال مشاركة شكري في اجتماع افتراضي لمجلس السلم والأمن الإفريقي حول السودان، بمشاركة وزراء خارجية وممثلي الدول الأعضاء في مجلس السلم والأمن الإفريقي ودول مجموعة نواة الآلية الموسعة الخاصة بأزمة السودان ومفوض الشئون السياسية والسلم والأمن بالاتحاد الإفريقي وسكرتير عام منظمة الإيجاد- أكد على ضرورة وقف إطلاق النار في السودان وإحلال السلام والهدوء.

وبجانب المبادرات السياسية والدعوات لوقف العنف والحرب، لم تتوان مصر عن تقديم كل أشكال الدعم والمساعدة الإنسانية للشعب السوداني، واستضافة الفارين من جحيم الحرب، لتكون أكبر دولة من دول جوارالسودان في استضافة الفارين من الحرب، حيث تسضيف مصر حوالي 5 ملايين سوداني، وتقدم لهم كل أوجه الدعم والمساندة، ومعاملتهم على قدم المساواة مثل إخوانهم المصريين.

صحيفة الدستور

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: دول جوار السودان فی السودان حل الأزمة

إقرأ أيضاً:

4 يوليو.. ذكرى وفاة الشاعر السوداني الكبير محمد طه القدال

 

يصادف اليوم الرابع من يوليو، ذكرى رحيل الشاعر السوداني الكبير محمد طه القدال الذي غيّبه الموت، بتاريخ 4 من يوليو 2021 عن عمر يناهز السبعين عاما بعد رحلة طويلة من العطاء الشعري الذي الهم الكثير من السودانيين.
الخرطوم ــ التغيير

والقدال يعد أحد أبرز الشعراء السودانيين المعاصرين الذين يكتبون بالعامية، واشتهر بكتاباته ذات العمق السياسي والعاطفة الوطنية الجياشة .

وعرف الراحل الذي هجر دراسة الطب – من أجل التفرغ للشعر – بمفرداته الخاصة المستمدة من البيئة الثقافية واللغوية التي نشأ فيها في منطقة “الجزيرة” وسط السودان، وصنفه عبد الرحمن الأبنودي كواحد من أفضل الشعراء العرب.

وبدأ القدال مسيرته الشعرية في نهاية ستينيات القرن الماضي، لكن نجمه سطع بقوة في بداية الثمانينات حيث برز كشاعر ثوري وجد شعره صدا كبيرا في الشارع السوداني في ذلك الوقتـ وكان أحد الملهمين لانتفاضة أبريل 1985 التي اطاحت جعفر النميري.
ولمحمد طه القدال مواقف سياسية جعلته عرضة لاعتقالات متكررة في عهد الرئيس المخلوع عمر البشير بسبب أشعاره المنددة بالديكتاتوريات والمحرضة على الثورة، كما كان القدّال أيضا أحد الملهمين لثورة ديسمبر التي اطاحت نظام الإخوان أبريل 2019.

تغنى بأشعاره العديد من الفنانين السودانيين، على رأسهم الفنان الراحل مصطفى سيد أحمد وفرقة عقد الجلاد الغنائية.

وعن مجزرة القيادة العامة كتب الجميل الحاضر الغائب في 5 يونيو 2019:
ما شفتوا الرصاص هضرب؟/ صباح الغدر والبهتان؟/ هداك العسكري الرداح/..
ما شايفنوا كاتل الروح .. كتَل روحوا؟/ ومن بعد الكَتِل يا خيبة قام كضب؟/
فلا برهان بعد ما اتجلبط البرهان بريحة الدم. ودم الدم،/ وزعزعة الدبابير بالكضبة تلمع فالصو/ هِن لا هيبة لا فوق الكتِف ترتاح/ مَرَقَت طلقة المطلوق
وركَّت فوق وطن ممهول بيأبى يروح

وكان الراحل القدال– بجانب كتابة الشعر- عازفاً ماهراً وتشكيلياً، عمل في بداية حياته بتلفزيون السودان القومي.

ويعتبر محمد طه القدال، إلى جانب الشاعرين الراحلين محجوب شريف ومحمد الحسن سالم حميد، من أهم أعمدة الشعر السوداني المقاوم الذي عبّر عن صوت الشارع.

ولد القدال في 12 ديسمبر 1951 بقرية (حليوة) بولاية الجزيرة. ويقول القدال عن الجزيرة وعن خصوصية مفردته: (أنا أفتكر الجزيرة لها أثر كبير في اكتسابي لهذه المفردة… ولاية الجزيرة.. بوتقة فيها كل الأعراق والألسن.. السودان كله موجود في تلك المنطقة التي حضرت منها.. الناس هناك يجمعهم ظرف اجتماعي واقتصادي واحد.. ومن هنا خرجت لغة (خاصة) بالجزيرة و(عامة) في نفس الوقت.

رحلة علاجية:
وكان الشاعر القدال، غادر البلاد في أبريل 2021 ، للاستشفاء عقب وعكة صحية ألمت به.

وعانى القدال خلال تلك الفترة من آلام حادة، واشتبه في إصابته بسرطان البنكرياس.

وشرعت عائلته على الفور في الحجز له بالعاصمة القطرية الدوحة لإجراء الفحوصات اللازمة.

لكن سفر الشاعر إلى قطر جابهته صعوبات بعدما قامت عائلته بتقديم جواز السفر لاستخراج تأشيرة الدخول، حيث فوجئوا بعودة الجوازات غير مؤشرة.

واستاءت عائلة القدال بسبب ضياع أكثر من اثني عشر يوماً في الانتظار، مع تراجع الحالة الصحية للشاعر.

ولم تبد وزارة الخارجية السودانية السودانية والسفارة القطرية، أي أسباب واضحة لرفض دخول الشاعر القدال، ما أثار غضب واستياء محيط القدال ومحبيه.

وعشية سفر القدال، كان في وداعه محبوه من الشعراء والأصدقاء الذين حفوه بدعوات الشفاء العاجل، والذين أشاروا إلى أن القدال ورغم حالته الصحية، لم تفارق الابتسامة محياه.

الوسومالجزيرة الشاعر السوداني سرطان البنكرياس محجوب شريف محمد الحسن سالم حميد محمد طه القدال

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة تحذر: فيضانات وشيكة بالسودان تهدد جهود الإغاثة
  • جنرال هندي: الصين زودت باكستان بمعلومات لحظية خلال الحرب الأخيرة
  • الجيش السوداني يسعى لاستعادة زمام الأمور في محور كردفان
  • الهند تتهم الصين بالتعاون مع باكستان خلال الحرب
  • 4 يوليو.. ذكرى وفاة الشاعر السوداني الكبير محمد طه القدال
  • أنماط طرائق التفكير السوداني: مقدمة تمهيدية
  • بمشاركة السعودية والإمارات ومصر.. أمريكا تستضيف مؤتمراً وزارياً لبحث الأزمة السودانية
  • تداعيات إعلان تشكيل الهيئة القيادية لتحالف السودان التأسيسي برئاسة “حميدتي” على مسار الحرب
  • اعترافات صادمة من جنود الاحتلال: العمليات في غزة بلا نتائج ومجرد دوافع سياسية
  • هل دفع التحرك الدولي للسلام بالسودان لتشكيل قيادة لتحالف تأسيس؟