الولايات المتحدة – أظهرت دراسة جديدة أنه تماما مثل البشر، فإن روبوتات الدردشة الذكية اصطناعيا مثل ChatGPT ستغش وتكذب عليك إذا “ضغطت” عليها، حتى لو تم تصميمها لتكون صادقة وشفافة.

وظهر هذا السلوك الخادع بشكل عفوي عندما تم إعطاء الذكاء الاصطناعي نصائح حول “التداول الداخلي”، ثم كلف بجمع الأموال لمؤسسة قوية.

وكتب الخبراء في بحثهم المنشور على خادم ما قبل الطباعة arXiv: “في هذا التقرير، نعرض سيناريو واحدا حيث يتصرف “نموذج اللغة” بشكل غير صحيح ويخدع مستخدميه بشكل ممنهج دون أن يطلب منه التصرف بهذه الطريقة. على حد علمنا، هذا هو أول دليل على مثل هذا السلوك الخادع استراتيجيا في أنظمة الذكاء الاصطناعي المصممة لتكون غير ضارة وصادقة”.

وفي الدراسة الجديدة، تم إعداد المحول التوليدي المدرّب مسبقا Transformer-4، أو GPT-4 (الذي يشغل ChatGPT Plus)، ليكون بمثابة نظام ذكاء اصطناعي يقوم باستثمارات نيابة عن مؤسسة مالية.

وقام الباحثون بتغذية GPT-4 بمجموعة من المطالبات النصية لإنشاء بيئة محاكاة. ومنح الذكاء الاصطناعي إمكانية الوصول إلى الأدوات المالية لتحليل الأسهم وتنفيذ الصفقات والتخطيط لخطواته التالية وتقديم التحديثات للمديرين في الشركة.

وتفاعل الباحثون مع الذكاء الاصطناعي من خلال واجهة الدردشة، ومارسوا الضغط عليه وأعطوا النموذج نصيحة وانتظروا ليروا كيف سيتصرف.

وفي حوالي 75% من الحالات، عندما واجه GPT-4 هذه الشروط، نفذ صفقة تجارية بناء على المعلومات الداخلية التي تلقاها، ثم حاول التستر عليها عن طريق الكذب على مديريه بشأن تفكيره. وفي حوالي 90% من الحالات، تضاعف الكذب.

وأجرى الفريق العديد من تجارب المتابعة، ما أدى إلى تغيير درجة تشجيع أو تثبيط المحفزات للأنشطة غير القانونية، بالإضافة إلى درجة الضغط الذي وضعوا النموذج تحته في بيئة المحاكاة.

ونظرا لأن هذا مجرد سيناريو واحد، لم يرغب الباحثون في استخلاص استنتاجات قاطعة حول مدى احتمالية تواجد الذكاء الاصطناعي في بيئات العالم الحقيقي. لكنهم يريدون البناء على هذا العمل للتحقيق في هذا السلوك الغريب.

المصدر: لايف ساينس

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی

إقرأ أيضاً:

الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني.. من يحمي من؟

في خضم التطور السريع لتقنيات الذكاء الاصطناعي، يبرز الأمن السيبراني كساحة معركة جديدة بين الدفاعات الذكية والهجمات المتطورة. فهل يكون الذكاء الاصطناعي حامياً أم مصدراً لخطر جديد؟.
شهدت السنوات القليلة الماضية تسارعاً كبيراً في دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في أنظمة الأمن السيبراني حول العالم.
وقد شمل ذلك مجالات مثل تحليل التهديدات، والتعرف على أنماط السلوك غير الطبيعي، والتعامل الآلي مع الحوادث الأمنية.
لكن في الجهة الأخرى، فإن نفس التقنيات باتت تُستخدم أيضاً من قبل جهات خبيثة لتطوير هجمات سيبرانية أكثر ذكاءً وخداعاً.
هذا التوازن الحساس بين الدفاع والهجوم يطرح تساؤلات جوهرية: من يسبق الآخر؟ وهل يمكن السيطرة على الذكاء الاصطناعي قبل أن يتفوق على البشر في ساحة المعركة الرقمية؟

الذكاء الاصطناعي.. درع رقمي
بحسب تقرير أصدرته شركة "Fortinet"، فإن أنظمة الأمن القائمة على الذكاء الاصطناعي تُسهم في تحسين زمن الاستجابة للحوادث بنسبة تصل إلى 90%، مقارنة بالأنظمة التقليدية.
وتعتمد هذه الأنظمة على تقنيات مثل التعلم الآلي وتحليل البيانات السلوكية، مما يمكّنها من رصد التهديدات المحتملة في لحظاتها الأولى، حتى تلك التي لم تُسجل من قبل.
ويشير خبراء إلى أن هذه القدرات أساسية في التصدي للهجمات من نوع "Zero-Day"، والتي لا تتوافر لها قواعد بيانات معروفة.
كما تستخدم شركات كبرى، مثل "Microsoft" و"IBM"، منصات تعتمد على الذكاء الاصطناعي لحماية شبكاتها الضخمة وتحليل المليارات من الأحداث الأمنية بشكل يومي.

الذكاء الاصطناعي.. أداة هجومية
الذكاء الاصطناعي لا يقتصر على الجانب الدفاعي، فقد أظهرت تحقيقات تقنية أن جماعات سيبرانية بدأت في استخدام أدوات تعتمد على نماذج توليدية لإنشاء رسائل بريد إلكتروني خادعة يصعب تمييزها عن الرسائل الحقيقية.
وفي مايو 2025، كشفت وكالة "رويترز" عن حادثة استخدمت فيها جهة خبيثة صوتاً مزيفاً لأحد كبار المسؤولين في إيطاليا لإقناع رجل أعمال بارز بتحويل مبلغ مالي كبير.
وقد استخدمت التقنية خوارزميات توليد الصوت بالذكاء الاصطناعي، وهي متاحة بشكل تجاري عبر الإنترنت.
كما تُستخدم تقنيات توليد النصوص آلياً لشن هجمات تصيّد ذكي، تستهدف الأفراد برسائل مصممة بعناية بعد تحليل بياناتهم عبر الإنترنت، مما يزيد من احتمالية وقوعهم ضحية للهجوم.

سباق غير محسوم بين المدافعين والمهاجمين
وصف عدد من الباحثين في مجال الأمن السيبراني ما يجري بأنه سباق تسلّح رقمي، فكلما طوّر المدافعون تقنيات ذكاء اصطناعي أكثر تطوراً، يسعى المهاجمون لاستغلال نفس التقنيات، بل ومحاكاتها في بعض الأحيان.
وأشار تقرير صادر عن شركة "Palo Alto Networks" في الربع الأول من العام 2025، إلى أن نسبة الهجمات التي تستخدم خوارزميات ذكاء اصطناعي، أو تستغل ثغرات في أنظمة تعمل بالذكاء الاصطناعي قد زادت بنسبة 37% خلال عام واحد فقط.
وتكمن الخطورة في أن أنظمة الذكاء الاصطناعي ذاتها قد تصبح أهدافاً للهجمات، سواء من خلال التلاعب بنتائجها أو تدريبها على بيانات مغلوطة تُعرف بهجمات التسميم "Data Poisoning".

تحديات الخصوصية والحوكمة
من جانب آخر، تتزايد المخاوف حول الأثر المحتمل لأنظمة الذكاء الاصطناعي على الخصوصية والشفافية.
وفي تقرير أصدرته شركة "KPMG"، أوصت فيه بوضع أطر تنظيمية واضحة تحكم استخدام الذكاء الاصطناعي في المجالات الحساسة، وعلى رأسها الأمن السيبراني، وذلك لتفادي سوء الاستخدام أو التحيزات الخوارزمية.
وفي الوقت الذي تعتمد فيه هذه الأنظمة على مراقبة سلوك المستخدمين وتحليل البيانات بشكل دائم، يظل هناك جدل قانوني وأخلاقي حول مدى قانونية هذا التتبع، خاصة في ظل غياب تشريعات موحدة على المستوى الدولي.

حوكمة ذكية
لا شك أن الذكاء الاصطناعي يعيد تشكيل مشهد الأمن السيبراني العالمي، وبينما يوفّر إمكانيات هائلة لتعزيز الحماية، إلا أنه يطرح في المقابل تحديات معقدة تتطلب حلولاً مرنة وذكية.
التحدي الأكبر ربما لا يكمن فقط في تطوير تقنيات أكثر ذكاءً، بل في ضمان استخدامها المسؤول والآمن.
ولهذا، يدعو خبراء إلى تعاون عالمي بين الحكومات وشركات التكنولوجيا ومراكز الأبحاث لوضع أُطر تنظيمية تواكب سرعة هذا التطور المتسارع، وتحمي المستخدمين من مخاطره غير المتوقعة.

أمجد الطاهر (أبوظبي)

أخبار ذات صلة "فاراداي فيوتشر" للمركبات الكهربائية تؤسس منشأتها الإقليمية الأولى في رأس الخيمة "ميتا" تبدأ تدريب الذكاء الاصطناعي في ألمانيا

مقالات مشابهة

  • الأخلاقيات في الأتمتة: معالجة التحيز في الذكاء الاصطناعي
  • الذكاء الاصطناعي يقلب موازين البحث في في غوغل
  • الذكاء الاصطناعي.. إلى أين يقود العالم؟
  • الذكاء الاصطناعي يدخل عالم التسوق
  • “جامعة نورة” تطلق مقررًا إلكترونيًا في الذكاء الاصطناعي لطالبات التخصصات غير التقنيَّة
  • الذكاء الاصطناعي والدراما العراقية.. صراع بين تطور التقنية السريع وبطء الواقع
  • "ديب سيك" الصينية تحدث نموذج الذكاء الاصطناعي R1
  • الذكاء الاصطناعي واقـــع لا مفـــرّ منـــه
  • إيكونوميست: الذكاء الاصطناعي يُسرّع العمل ولن يقصي البشر
  • الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني.. من يحمي من؟