السودان.. “الدعم السريع” تعلن انفتاحها على وقف “فوري” للقتال
تاريخ النشر: 2nd, January 2024 GMT
قال قائد قوات الدعم السريع بالسودان محمد حمدان دقلو “حميدتي”، الثلاثاء، إنه مستعد لعقد اتفاق سلام “اليوم قبل غد” لإنهاء الحرب المستمرة منذ أبريل الماضي، فيما وقعت قوات الدعم السريع بياناً مع القوى المدنية ينص على استعدادها لـ”وقف الأعمال العدائية بشكل فوري وغير مشروط عبر التفاوض المباشر”.
وأضاف حميدتي في اجتماع مع رئيس الوزراء السوداني السابق عبد الله حمدوك رئيس تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم”، في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا: “نريد سلاماً حقيقياً ينهي الحرب، ويضم كافة الأطراف لحل الأزمة السودانية جذرياً”، لافتاً إلى أن “السودان يشهد أكبر كارثة إنسانية بسبب تدمير البنية التحتية”.
وكان قائد قوات الدعم السريع قال الاثنين، إن الحرب ضد الجيش ستنتهي “قريباً”، ونفى تورط منتسبين لقواته في انتهاكات واسعة النطاق بولاية الجزيرة.
واستقبل قادة في أوغندا وإثيوبيا وجيبوتي، “حميدتي” خلال جولته الخارجية الأولى منذ اندلاع الحرب في 15 أبريل الماضي، مع الجيش السوداني، بعد خلافات على دمج قوات الدمج السريع في الجيش.
وذكر قائد الجيش ورئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، الأحد، أن القوات المسلحة تدعم التفاوض، وبحث سبل وقف الحرب المستمرة منذ 8 أشهر، لكنه اعتبر أن الطريق الوحيد لوقفها، وهو خروج قوات الدعم السريع من المدن.
واندلع القتال بين الجيش والدعم السريع في أبريل الماضي، بعد توتر دام أسابيع بين الطرفين بسبب خلافات بشأن خطط لدمج الدعم السريع في الجيش، في الوقت الذي كانت الأطراف العسكرية والمدنية تضع فيه اللمسات النهائية على عملية سياسية مدعومة دولياً.
وأعلنت الدعم السريع وتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم”، الثلاثاء، توقيع إعلان “أديس أبابا” للعمل على وقف الحرب في البلاد.
ووفقاً للإعلان، فإن قوات الدعم السريع “مستعدة لوقف الأعمال العدائية بشكل فوري وغير مشروط عبر التفاوض المباشر مع الجيش” السوداني.
وقال الإعلان إن مشروع خارطة الطريق وإعلان المبادئ “يشكل أساساً جيداً لعملية سياسية تنهي الحرب في السودان”، مضيفاً أن “تقدم” ستطرح التفاهمات المتفق عليها مع قوات الدعم السريع على الجيش السوداني لتكون أساساً للوصول لحل سلمي ينهي الحرب.
وشدد طرفا إعلان “أديس أبابا” أيضاً على أن السلام المستدام في السودان يجب أن يستند على وضع حد قاطع لتعدد الجيوش، وتشكيل جيش واحد مهني يعبر عن الجميع وفقاً لمعيار التعداد السكاني.
وذكر الإعلان أيضاً أن “السلام المستدام في السودان يجب أن يستند على إطلاق عملية شاملة للعدالة الانتقالية”.
وشدد الطرفان الموقعان على الإعلان على أهمية وحدة السودان شعباً وأرضاً وسيادته على أرضه وموارده، وأن “المواطنة المتساوية هي أساس الحقوق والواجبات الدستورية، وأن تقوم وحدة السودان على الاعتراف والاحترام للتنوع والتعدد السوداني”.
ووفق الإعلان، فإن نظام الحكم يجب أن يكون “فيدرالياً ومدنياً وديمقراطياً يختار فيه الشعب من يحكمه عبر انتخابات حرة ونزيهة، وفي ظروف سياسية وأمنية ودستورية ملائمة”.
وأكد الإعلان ضرورة “العمل على تهيئة الأجواء لعودة المواطنين لمنازلهم في المناطق التي تأثرت بالحرب (الخرطوم ودارفور وكردفان والجزيرة)، وذلك بتوفير الأمن عبر نشر قوات الشرطة في المناطق المدنية وتشغيل المرافق الخدمية والإنتاجية”.
كما اتفقت قوات الدعم السريع مع “تقدم” على تشكيل إدارات مدنية بتوافق أهالي المناطق المتأثرة بالحرب لإعادة الحياة لطبيعتها، وتشكيل لجنة مشتركة لوقف وإنهاء الحرب وبناء السلام.
كما سيتم تشكيل لجنة وطنية مستقلة ذات مصداقية لرصد كافة الانتهاكات بالسودان وتحديد المسؤولين عن ارتكابها، وذلك بما يضمن محاسبتهم وتشكيل لجنة ذات مصداقية لكشف الحقائق حول من أشعل الحرب.
وأكد الإعلان أيضا الاتفاق على “القيادة المدنية للعملية السياسية مع الالتزام بمشاركة لا تستثني إلا المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية”.
وتعهدت قوات الدعم السريع أيضا بفتح ممرات آمنة لوصول المساعدات الإنسانية إلى مناطق سيطرتها، وإطلاق سراح 451 من أسرى الحرب والمحتجزين كبادرة لحسن النوايا.
الشرق للأخبار
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: قوات الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
اتهامات للدعم السريع باختطاف وقتل فتيات بالفاشر
اتهمت اللجنة العليا لنازحي مخيم زمزم في شمال دارفور غرب السودان قوات الدعم السريع باختطاف 23 فتاة من المخيم، وسط تقارير تؤكد وفاة 5 منهن بعد احتجازهن في سجن دقريس بنيالا، عاصمة جنوب دارفور، في ظروف يُعتقد أنها ناجمة عن التعذيب وسوء المعاملة.
وفي 13 أبريل/نيسان الماضي، شنت قوات الدعم السريع هجوما واسعا على مخيم زمزم، الذي يقع على بُعد 15 كيلومترا جنوب مدينة الفاشر، فرضت خلاله سيطرتها على المنطقة، وسط معارك عنيفة في محيط المدينة، مما أدى إلى تصاعد التوتر الأمني وتفاقم الأزمة الإنسانية.
وقال المتحدث الرسمي باسم النازحين في مخيم زمزم، محمد خميس دودة، للجزيرة نت إن الفتيات المختطفات نُقلن إلى نيالا عقب اجتياح المخيم، مشيرا إلى معلومات موثوقة تفيد بوفاة 5 منهن تحت التعذيب، بينما لا تزال أوضاع المحتجزات الأخريات مجهولة وسط تكتم شديد.
ووصف المتحدث هذه الحادثة بأنها انتهاك جسيم لحقوق الإنسان، مطالبا المجتمع الدولي بالتحرك الفوري لحماية المدنيين وضمان الإفراج عن المحتجزات.
من جهته، وصف الناشط محمد آدم ما حدث بأنه "جريمة إنسانية مروعة"، مشيرا إلى أن التقارير الميدانية تؤكد أن الفتيات فارقن الحياة نتيجة الجوع والتعذيب داخل السجن. ودعا المنظمات الحقوقية إلى اتخاذ إجراءات عاجلة والضغط دوليا لإنقاذ المحتجزات وتقديم الدعم الإنساني للنازحين.
وفي سياق متصل، أفادت مصادر ميدانية بسقوط قتيلين و3 جرحى إثر قصف طائرة مسيّرة تابعة لقوات الدعم السريع على حي أولاد الريف بمدينة الفاشر، ليلة الاثنين، مما زاد من معاناة السكان الذين يعانون بالفعل من نقص حاد في الغذاء والدواء بسبب الحصار المفروض على المدينة.
وقال العقيد أحمد حسين مصطفى، المتحدث الرسمي باسم القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح، للجزيرة نت إن قوات الدعم السريع لا تزال تستهدف المدينة بالمدفعية الثقيلة والطائرات المسيّرة، لكنه أكد أن قواته تحقق تقدما ملموسا لفك الحصار عن الفاشر، مشددا على أن "النصر بات قريبا"، في ظل العمليات العسكرية الجارية.
الوضع الإنسانيويواجه سكان الفاشر أوضاعا إنسانية قاسية، حيث قفزت أسعار المواد الغذائية إلى مستويات غير مسبوقة، في حين أغلقت غالبية المتاجر في الأسواق بسبب القصف المستمر، وسط نقص حاد في الإمدادات الضرورية، مما يجعل الحياة أكثر صعوبة للمدنيين المحاصرين داخل المدينة.
وأفاد تاجر البضائع صالح هارون، أحد الموردين الرئيسيين في الفاشر، بأن الأوضاع قد تفاقمت بشكل كبير بعد الهجمات التي شنتها قوات الدعم السريع على 3 قرى غرب الفاشر، وهي قولو وقرني والشريف.
إعلانوأوضح للجزيرة نت أن هذه الأحداث أدت إلى تفاقم الأزمات الاقتصادية في المنطقة، مما أثر سلبا على حياة السكان المحليين، مشيرا إلى أن بعض التجار كانوا يعتمدون في السابق على عربات الكارو التي تجرها الحمير للوصول ليلا إلى هذه القرى وجلب البضائع الضرورية، إلا أنه منذ وقوع تلك الحوادث، توقفت هذه الأنشطة التجارية تماما، مما زاد من معاناة الأهالي الذين يعتمدون على هذه الإمدادات.
وأضاف هارون أن الوضع الحالي يتطلب تدخلا عاجلا لمساعدة السكان والتجار على حد سواء، وأن استمرار تدهور الأوضاع قد يؤدي إلى تفشي المجاعة وفقدان المزيد من سبل العيش الضرورية.
وفي بيان عبر صفحتها الرسمية على فيسبوك، حذّرت تنسيقية لجان المقاومة بالفاشر من أن المجاعة تهدد آلاف الأسر، نتيجة استمرار أزمة الغذاء لعدة أشهر والتدهور السريع في الأوضاع المعيشية. وأضافت أن الأزمة امتدت لتشمل نقص الدواء والمياه، مما يزيد من صعوبة الحياة اليومية للسكان الذين يعانون من الحصار والقصف.
وأكدت التنسيقية أن القصف المتواصل يجبر السكان على البقاء داخل منازلهم، مما يمنعهم من البحث عن الغذاء أو تلقي الرعاية الصحية، بينما تعرقل الظروف الأمنية وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين.
ودعت التنسيقية المنظمات الدولية والجهات الحكومية إلى التدخل العاجل لإنقاذ المدنيين، محذرة من كارثة إنسانية واسعة إذا استمرت الأزمة دون حلول ملموسة.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2023، وسّعت قوات الدعم السريع عملياتها إلى 4 ولايات في دارفور، شملت الجنوب والشرق والغرب والوسط، ضمن محاولة للسيطرة على المنطقة، مما أدى إلى ارتكاب مجازر واسعة.
وفي أبريل/نيسان الماضي، تخلّت الحركات المسلحة في الفاشر عن حيادها، وأعلنت دعمها للجيش السوداني، مما دفع قوات الدعم السريع إلى محاصرة المدينة ومهاجمة مخيم زمزم المجاور.
إعلان