الجديد برس| أكد قائد أنصار الله في اليمن، عبد الملك الحوثي، الثلاثاء، أن الموقف اليمني الداعم لغزة “تحرك فيه بلدنا رسميا وشعبيا بكل صدق وببذل أقصى الجهد على كل المستويات”. وقال الحوثي في خطاب متلفز، إن “موقف شعبنا مشرّف وفخر وشرفٍ وعزٍ وكرامة، وأداء واجب مقدس، ولم يكن موقفا هامشيا أو عبثيا أو مستهترا أو متهورا”، مؤكداً أن “موقف شعبنا مدرسة للثبات في كل الظروف والتجاوز لكل الصعوبات دون كلل ولا ملل ولا فتور ولا عجز”.

ونعى الحوثي في خطابه الفريق الركن محمد الغماري، رئيس أركان قوات صنعاء، مشيراً إلى أنه “من المعالم المهمة في شخصية الشهيد الغماري الرشد والحكمة والتوازن النفسي والوعي والتقدير للهدى، ومن المعالم البارزة في شخصية الشهيد الغماري حُسنُ الخلق وسعة الصدر والاحترام للناس”. وأضاف :” لو كانت الشهادة تؤدي إلى الوهن والضعف والانكسار لكانت هذه الأمة المجاهدة قد انتهت منذ الجولة التي استشهد فيها شهيد القرآن مؤسس وقائد مسيرتنا السيد المجاهد حسين بدرالدين الحوثي”. وأوضح أنه ” بفضل الله تعالى اليمن هو البلد الأول في كل الدول العربية في الإنتاج الحربي والصناعة الحربية”، مؤكداً أن “بلدنا في الصناعة الحربية ينتج من المسدس إلى الكلاشينكوف وسلاح المدفعية والقناصات إلى الطائرات المسيّرة والصواريخ بأنواعها، وأن الإنتاج الصاروخي في بلدنا هو في مسار تطوير مستمر، وهناك إنجاز كبير في مجال الطائرات المسيّرة وإبداع وتطوير مستمر”. وأشار إلى تحقيق “نجاحات كبيرة جدا مع البناء والتربية الإيمانية، والتثقيف القرآني ومع المهارة العسكرية والتدريب والتأهيل على كل المستويات بما في ذلك المستويات القيادية”، مبيناً أن ” الإنجاز كبير جدا في التعبئة بالتدريب لأكثر من مليون مجاهد مع التثقيف القرآني والتربية الإيمانية والروحية الجهادية، وسيستمر العمل في التعبئة بوتيرة وزخم كبير”. كما أكد قائد أنصار الله، أن “الإسرائيلي فشل مع الأمريكي ومع البريطاني ولم يتمكنوا من تدمير قدرات الشعب اليمني ولا من إرغامه على التخلي عن موقفه الحق واستمر بكل ثبات”، موضحاً أنهم “في هذه المرحلة في أقوى مرحلة من كل المراحل الماضية فيما وصلنا إليه، وفي مستوى متقدم على كل المستويات”. ولفت إلى أنه ” سنبقى في حالة جهوزية تامة للعودة إلى العمليات وإلى مستويات التصعيد العليا إذا عاد العدو الإسرائيلي إلى عدوانه في الإبادة الجماعية والحصار والإبادة والتجويع للشعب الفلسطيني”، مؤكداً أن “التعبئة العامة ستزداد وتيرة عملها إن شاء الله في الساحة، وكذا البناء للقدرات العسكرية الجهوزية على كل المستويات بإذن الله تعالى “. وتابع “لا يمكن أن نسكت في أي مرحلة من المراحل، ولسنا في وارد الذهاب إلى مساومات على مواقف مبدئية إيمانية جهادية قرآنية، وشعبنا يتحرك على أساس تعليمات الله لا يخنع ولا يركع للطغاة والمجرمين والظالمين ولا ننظر بالنظرة اليائسة والضعيفة والمهزومة للبعض”. وأضاف الحوثي، أنه “في بناء الوضع الرسمي وإصلاحه، وما يتعلق بالاهتمام بالجانب الاقتصادي والقضايا والمبادرات الاجتماعية، لا نحتاج إلى أن نتخلى عن اهتماماتنا الرئيسية والكبرى، بل في إطارها”، مؤكداً أن “الأعداء يحاولون في إطار المخطط الأمريكي والإسرائيلي إغراق الناس في الأزمات والمشاكل وصرف أنظارهم تماما حتى يكفروا بالتوجه الصحيح الذي يفيدهم بالدنيا والآخرة”.

المصدر: الجديد برس

كلمات دلالية: الصناعات العسكرية اليمن غزة قائد انصار الله على کل المستویات

إقرأ أيضاً:

وكالة بريطانية: الحوثي يحكم اليمن باسم الدين ويغذّي حروبه بأموال الإغاثة

أكد تقرير نشرته وكالة أخبار بريطانية أن ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران تحكم مناطق سيطرتها في اليمن عبر شبكة معقدة من القمع الديني والسياسي، وبتوظيف الجوع والمساعدات الإنسانية كأدوات للسيطرة والابتزاز، في وقت تُظهر فيه نفسها خارجيًا كحركة "مقاومة" ضد إسرائيل.

وأوضح التقرير الذي نشرته وكالة رويترز البريطانية الذي استند إلى مقابلات مع مئات المدنيين وموظفي إغاثة ووثائق داخلية للأمم المتحدة، أن الواقع في الداخل اليمني "قاتم"، ويقوم على تقديس الزعيم، وكمّ الأفواه، وتوجيه موارد الإغاثة لخدمة أهداف الجماعة ومقاتليها.

كشف التقرير أن الحوثيين يحظون بإشادات في الخارج، خصوصًا خلال الحرب على غزة، بسبب هجماتهم على السفن الإسرائيلية، غير أن "الصورة اللامعة" تتناقض تمامًا مع معاناة اليمنيين تحت حكمهم. ونقلت رويترز عن نازحين يمنيين قولهم إن الحوثيين يستخدمون الترهيب والحرمان من المساعدات لإجبار الناس على الولاء، حيث يُخيَّر المواطن بين الحصول على سلة غذائية أو إعلان الولاء للجماعة والمشاركة في مسيراتها.

وأشار التقرير إلى أن من ينتقد الجماعة يواجه الاعتقال أو التعذيب في سجون سرية تحت الأرض، فيما وصف أحد المعتقلين السابقين الحياة في مناطق الحوثيين بأنها "عيشة بلا تنفس".

وبيّن التقرير أن الحوثيين أقاموا منظومة أمنية مغلقة تُدار بتوجيه مباشر من زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي، الذي يحكم من خلف الشاشات ولا يظهر علنًا، فيما تُفرض خطبه ومقولاته على المدارس والموظفين والشارع العام. وأكد أن الجماعة تعتمد على "التعبئة الأيديولوجية"المستمرة، إذ يُجبر الموظفون والطلاب على حضور محاضرات دينية أسبوعية تُبث فيها خطابات الحوثي، بينما تنتشر صوره وشعاراته في كل مدينة، ويردد الحضور شعارات "الموت لأمريكا.. الموت لإسرائيل".

وأوضح التقرير أن آلاف اليمنيين تعرضوا للاعتقال والتعذيب والاختفاء القسري، وأن جماعات حقوقية وثقت عشرات السجون التي تُدار بمعزل عن القضاء.

وأكدت رويترز في تقريرها أن الحوثيين يسيطرون فعليًا على سلسلة الإمداد الإنساني في شمال اليمن، ويتلاعبون بقوائم المستفيدين من المساعدات الدولية. وكشف موظفون في منظمات إغاثة أن قوائم المستفيدين تتضمن "مستفيدين أشباحًا"أو مقاتلين حوثيين، بينما يُحرم الجائعون الحقيقيون من المساعدات إن لم يظهروا الولاء للجماعة.

وأفاد التقرير أن برنامج الأغذية العالمي اضطر إلى تعليق عملياته في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون عام 2023 بعد أن فشل في التوصل إلى اتفاق يضمن الشفافية، مؤكدًا أن الجماعة استخدمت المساعدات "وسيلة ضغط لتجنيد المقاتلين وإجبار الناس على المشاركة في أنشطتها السياسية".

وأوضح التقرير أن الأمم المتحدة جمعت نحو 28 مليار دولار منذ 2015 لتلبية الاحتياجات الإنسانية في اليمن، ذهب معظمها إلى مناطق الحوثيين، لكن جزءًا كبيرًا منها لم يصل إلى مستحقيه بسبب سيطرة الجماعة على التوزيع.

وأبرزت رويترز أن الحوثيين فرضوا شبكة واسعة من الضرائب والجبايات على التجار والمواطنين، حتى باتت التجارة الصغيرة مهددة بالانهيار. ونقلت الوكالة عن أحد التجار في صنعاء قوله إنه اضطر إلى بيع متجره وممتلكاته بعد أن أغرقته سلطات الحوثي بالضرائب والإتاوات، مؤكّدًا أن الجماعة "تنهب كل شيء باسم دعم الجبهات أو المسيرات".

وأضاف التقرير أن استمرار هذه السياسات الاقتصادية القسرية يدفع آلاف اليمنيين إلى الهجرة والنزوح، بينما تتدهور الخدمات العامة إلى أدنى مستوياتها، وتغرق المناطق في فقر مدقع وانعدام شبه كامل للمرتبات والوقود.

وكشف التقرير أيضًا أن الحوثيين جندوا آلاف الأطفال منذ اندلاع الحرب، وأن الأرقام تضاعفت منذ حرب غزة في أكتوبر 2023، مشيرًا إلى أن التدريب يشمل تلقينًا دينيًا يربط الولاء للحوثي بـ"الطريق إلى الجنة". ونقلت الوكالة البريطانية عن فتى يُدعى عبدالـمغني السنانـي، جُنِّد في سن العاشرة، قوله: "كانوا يقولون لنا إن ختم السيد عبدالملك الحوثي هو مفتاح الجنة". وأكدت منظمة هيومن رايتس ووتش والأمم المتحدة هذه الممارسات، بينما واصل الحوثيون نفيهم لها، واعتبروها "افتراءات سياسية".

خلص تقرير رويترز إلى أن جماعة الحوثي بنت سلطتها على مزيج من الخوف، والدعاية، والسيطرة على الموارد الإنسانية، محولةً معاناة الملايين إلى وسيلة لبسط نفوذها السياسي. وأشار إلى أن "الطريق إلى النجاة"بالنسبة لليمنيين في مناطق الجماعة بات يتمثل فقط في الهروب، إذ يجدون أنفسهم بين خيارين قاسيين: "الولاء أو الجوع".

وأكدت الوكالة أن الأزمة في اليمن تجاوزت البعد الإنساني لتصبح قضية سلطة تُحكم باسم الدين وتُموّل باسم الإغاثة، في واحدة من أعقد المآسي التي يشهدها العالم المعاصر.

مقالات مشابهة

  • اليمن تودع فارس الفتح الموعود وجندي الجهاد المقدس
  • قائد القوات البحرية المصرية في ذكرى إغراق إيلات: نعمل 365 يومًا سنويًا ونجمع بين الردع والمبادأة
  • اليمن.. جماعة «أنصار الله» تطلق سراح موظفين أمميين
  • اليمن: انتهاكات الحوثي تفاقم الأوضاع المعيشية
  • هكذا فعل الغماري وهكذا رحل!
  • “ميك والاس” يشيد بدور اليمن و”أنصار الله” في دعم غزة
  • “ميك والاس” يشيد بدور اليمن و”أنصار الله” في دعم غزة
  • وكالة بريطانية: الحوثي يحكم اليمن باسم الدين ويغذّي حروبه بأموال الإغاثة
  • الغماري .. قائد تحوّلات اليمن وبوصلة فلسطين