السيد القائد يكشف المعالم البارزة في شخصية الشهيد الغماري سلام الله عليه
تاريخ النشر: 21st, October 2025 GMT
في كلمة استثنائية لقائد استثنائي ، تناولت ملامح الإيمان، ومسيرة الجهاد، وقيم التضحية والبصيرة، قدّم السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه، قراءة شاملة في حياة الشهيد القائد محمد عبد الكريم الغماري، باعتباره نموذجًا متكاملاً في المدرسة القرآنية الإيمانية الجهادية التي تُخرّج القادة العظماء الذين يخلّدهم التاريخ لا بالألقاب، بل بالمواقف والتضحيات والعمل الصادق في سبيل الله.
يمانيون / خاص
الشهيد الغماري .. منطلق إيماني وهوية قرآنية
السيد القائد وضع منذ بداية كلمته محددًا رئيسيًا لشخصية الشهيد الغماري، وهي الهوية الإيمانية والوعي القرآني، مؤكدًا أن انطلاقة الشهيد لم تكن سطحية أو انفعالية، بل نابعة من ارتباط وثيق بكتاب الله ومنهج الله، ووعي عميق بمسؤولياته في هذه الحياة، وهو ما يشكّل الأساس المتين لكل القادة المجاهدين المؤمنين الصادقين.
الثقة بالله وتجاوز حسابات القوة المادية
في تأكيد على جانب بارز في شخصية الشهيد، أوضح السيد القائد أن الغماري لم يكن ينظر إلى حجم قدرات العدو، ولا إلى موازين القوى من منطلق مادي بحت، كما تفعل كثير من الجيوش والأنظمة، بل كان يثق بالله ويعتمد عليه، ويتحرك بإيمان عميق بأن النصر ليس في السلاح وحده، بل في النية الصادقة والاعتماد على الله.
الإخلاص .. عنوان الانطلاق
من أبرز ما أكده السيد القائد في كلمته، أن الشهيد الغماري تحرك بإخلاص مطلق، خالص لله، بلا أي حسابات شخصية أو طموحات دنيوية، وهذا ما جعله يُنجز، ويثبت، ويؤثّر. فالإخلاص هو جوهر التربية الإيمانية، وركيزة الانطلاقة الجهادية السليمة.
روح المبادرة والمسارعة إلى المسؤولية
في دلالة واضحة على الجانب العملي الفعّال في حياة الشهيد الغماري، سلط السيد القائد الضوء على روح المبادرة والمسارعة، وهي سمة محورية في نجاح أي قائد، الغماري لم يكن من المتباطئين أو المتثاقلين، بل كان يسبق الحدث، ويتقدم الصفوف، ويستشعر المسؤولية، وهي قيم أكد السيد القائد أنها من أعظم القيم الإيمانية وأكثرها فاعلية وتأثيرًا.
الصبر .. عنوان الثبات في كل الظروف
وفيما يتعلق بقدرة التحمل، والصمود النفسي والجسدي، أشار السيد القائد إلى أن الشهيد الغماري كان في مقام عالٍ من الصبر الجميل، الذي لا يصاحبه جزع ولا تردد، بل صبر العارف بقدسية الهدف، والمتيقن أن طريق الجهاد محفوف بالتحديات. هذا الصبر كما قال السيد القائد هو ركن أساسي في التربية الإيمانية، وشرط أساسي للثبات في مواجهة الشدائد.
التفاني في سبيل الله وبيع النفس له
واحدة من أعظم ما تميز به الشهيد الغماري حسبما جاء في وصف السيد القائد لع، هي التجرد الكامل والتفاني في سبيل الله، حيث باع نفسه لله، وارتقى بإخلاصه لمرتبة لا يغريه فيها شيء مما يُغري الناس عادة، السيد القائد وصف هذا التفاني بأنه تجلٍ لرحمة الله وكرمه، حيث يُتيح لعباده الشهادة كأسمى وسيلة للخلود والرفعة.
الرشد والبصيرة والوعي المتكامل
كما أشار السيد القائد إلى جانب بالغ الأهمية في شخصية الشهيد الغماري، وهو الرشد الفكري والنفسي والتوازن في التقدير والحكم. لم يكن الشهيد من أصحاب الانفعالات أو الأحكام المزاجية، بل من الذين يمتلكون بصيرة تستند إلى الهداية القرآنية، وتوازنًا نفسيًا يجعله متزنًا في كل المواقف، سواء في الغضب أو الرضا، في الشدة أو السعة.
حُسن الخلق .. وأدب القائد مع رفاقه
حُسن الخلق، وسعة الصدر، والاحترام، كانت حاضرة بقوة في سلوك الشهيد الغماري، كما أوضح السيد القائد، معتبرًا أن مكارم الأخلاق لا تنفصل عن القيادة والنجاح، بل كلما عظُمت المسؤولية، كان القائد أحوج إلى التواضع والخلق وحسن التعامل مع الناس.
الابتكار والتكيّف .. أدوات التقدم رغم التحديات
وفي محور مهم يعكس الأثر العملي، بيّن السيد القائد أن الشهيد الغماري كان من روّاد الابتكار والتكيّف مع الظروف، وأنه استطاع مع رفاقه أن يُحقق نقلات نوعية في القدرات رغم ضيق الإمكانيات، من خلال العقلية المتجددة والإيمان بأن التحديات فرص وليست عوائق.
كلمة السيد القائد لم تكن فقط تأبينًا أو استذكارًا لمواقف فرد، بل كانت خطابًا تعبويًا تربويًا عامًا، يستعرض من خلال سيرة الشهيد الغماري معالم النموذج الذي تريد القيادة أن تكرسه في الأذهان، المجاهد الصادق، المتفاني، المخلص، الصبور، المبادر، المتزن، المتطور فكريًا وعمليًا.
وفي ظل واقع تشهده اليمن والمنطقة من تحديات وصراعات ومواجهات، فإن هذه الكلمة تُعد رسالة توجيهية للأجيال، ودفعة معنوية للمجاهدين، وأداة تذكير بأهمية مواصلة السير على درب الشهداء، باعتبارهم ليسوا فقط من رحلوا، بل من صنعوا تاريخًا ومدرسة لا تزال تُنتج القادة.
أخيراً
كلمة السيد القائد عبد الملك الحوثي حول الشهيد الغماري، جاءت لتُجدد التأكيد على قيمة الإنسان المؤمن المجاهد، القائد الذي يملك الوعي قبل السلاح، والبصيرة قبل التكتيك، والتقوى قبل الخطط. وهي ليست مجرد إشادة بسيرة رجل، بل إعادة إحياء لقيم ومسارات وأهداف ما زالت حاضرة بقوة في معركة الوعي والكرامة والسيادة.
الشهداء كما قال السيد القائد يخلّدهم التاريخ، لا لأنهم ماتوا، بل لأنهم عاشوا بعزةٍ وصدقٍ وهمةٍ وجهادٍ، وقدموا أرواحهم في سبيل الله بإيمان لا يلين.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: الشهید الغماری السید القائد شخصیة الشهید فی سبیل الله
إقرأ أيضاً:
الصيادي: الشهيد الغماري جسّد القائد النموذجي وخلّد حضور اليمن في معادلة التحرر
يمانيون |
أكد الدكتور عبده فازع الصيادي أن استشهاد الفريق الركن المجاهد محمد عبدالكريم الغماري جسّد نموذج القائد الميداني الذي يصنع الفارق على أرض الواقع، ويخلّد حضور اليمن في معادلات الصراع مع قوى الاستكبار العالمي، ممثلة بالولايات المتحدة وكيان الاحتلال الصهيوني.
ووصف الصيادي الغماري بأنه قائد نشأ بين التراب والبارود، تربى على الثقافة القرآنية، وخاض مع رفقاء الجهاد أصعب معارك الميدان، حتى أصبح قدوة صنعت أسطورة بوعي وإرادة لا تلين.
وأوضح أن الشهيد الغماري حوّل مفاهيم المشروع القرآني الذي انطلق به منذ العام 2002م إلى أفعال ملموسة على أرض الواقع، مؤكداً أن قيادته الميدانية كانت الفارق بين النظرية والتطبيق في تجربة اليمن العسكرية والجهادية.
وأشار الصيادي إلى أن الغماري مثل القائد النموذجي الذي يعرفه الناس من الميدان وليس من خلف المكاتب، وأن القرار اليمني بالتقدم عمليًا في معركة القدس والاصطفاف الفعلي إلى جانب الشعب الفلسطيني لم يكن خطوة رمزية أو عاطفية، بل خيارًا استراتيجيًا مدروسًا، مدعومًا بوعي الشعب واستعداد الجيش والقيادة السياسية والعسكرية.
ولفت إلى أن ذروة موقف اليمن تجسدت في مسيرات السبعين، حيث أعطت الجماهير رسالة واضحة عن التزام اليمن بقضية فلسطين، مؤكدًا أن التضحيات ستتواصل حتى كسر الهيمنة وطرد المحتل، مشيراً إلى أن بعض الجيوش التي تملك قدرات هائلة على الأرض تغيب عن المشهد في أول اختبار حقيقي، كما حدث مع معركة “طوفان الأقصى”.
وأضاف الصيادي أن جولات وقف إطلاق النار في غزة لا تعني نهاية المعركة، بل محطة ضمن سلسلة جولات قادمة، مستندًا إلى تصريحات السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي التي وضعت النقاط على الحروف: “الجولة القادمة قادمة.. والنصر حتمي”، مشيراً إلى أن تحركات العدو تكشف نيته لنقض الاتفاق، ما يبقي خيارات المقاومة مفتوحة.
واختتم بالقول إن القيادات التي تتحول إلى قدوة وتلتحم مع الميدان تجعل النصر مسألة وقت، واليمن اليوم، بشهدائه وجيشه وقيادته، يكتب المعادلة الجديدة لصناعة المستقبل وتحقيق الحرية والاستقلال.