شهد مهرجان الكُتّاب والقُراء مناظرة بين نقاد وأدباء وسينمائيون حول الأدب والفن، أقيمت في مركز الأمير سلطان الحضاري بمحافظة خميس مشيط بمنطقة عسير، حاولت فهم الفجوة بين الأدب والسينما، بحضور 6 من الأدباء والسينمائيين.

وحملت المناظرة عنوان "الأدب والفن.. أيهما جنى على الآخر؟"، وضمت فريقين؛ الأول فريق الأدب؛ وفيه الأديب والشاعر والروائي الدكتور شتيوي الغيثي، والصحفي والناقد السينمائي أحمد العياد، والصحفي والناقد السينمائي فراس الماضي، فيما ضم فريق السينما الممثل والكاتب والمنتج عبدالعزيز المزيني، والكاتبة والمخرجة ورئيسة جمعية السينما السعودية هناء العمير، ومؤسسة منصة "ميم" السينمائية مها سلطان، وأدار المناظرة الإعلامي وصانع المحتوى محمد بازيد.

وفي الجولة الأولى من المناظرة، ناقشت ميل الرأي العام إلى أن العمل على كتابة نص سيناريو جديد أكثر مرونة من تحويل الأعمال الأدبية القائمة لإنتاج سينمائي، ورأى فريق السينما على لسان عبدالعزيز المزيني بأنه لا يفضل الاعتماد على الرواية المكتوبة، لا سيما الناجحة، لأن القارئ قد يكون رسم فكرة في مخيلته الخاصة تخالف منظور المخرج، فقد تسيء الأفلام للرواية الأصلية، إلا في حالات قليلة، ويرى أن الكاتب لو كتب فيلماً من العدم لكان ذلك أفضل، لافتاً إلى أن أحد أسباب فشل الأفلام المبنية على رواية هو الميزانية المحدودة التي قد تؤدي إلغاء أحداث أو ديكورات أو بيئة ما.

فيما رد فريق الأدب بأن "لدينا أعمال روائية جاهزة لكي تتحول إلى أفلام سينمائية، لذا فإن المشكلة في الإنتاج وليست في الأدب نفسه"، بحسب رأي الروائي شتيوي الغيثي، وزاد الناقد فراس الماضي بأن أفضل الأفلام العالمية هي في حقيقتها مقتبسة من روايات.

وفي الجولة الثانية، ناقشت المناظرة ميل الرأي العام إلى أن تجسير الهوة بين السينما السعودية والأدب يلزم وجود كتاب السيناريو بين الأدباء، ورد فريق السينما عبر الكاتبة مها سلطان بأنه ليس بالضرورة أن يتحول العمل الروائي إلى فيلم، ما زلنا في طور صناعة السينما وكتابتها، ويجب تشجيع الكُتاب على تجريب مجال الكتابة السينمائية، بدلاً من الحديث عن وجود هوة بين الأدب والسينما.

بدوره رد فريق الأدب بأن جزءاً من مشكلة الأفلام السعودية يتمثل في الكتابة وسرد الحكاية والقصة "هناك أعمال أدبية نالت جوائز دولية لكنها لم تتحول إلى أفلام"، متسائلاً الغيثي "لماذا ننتظر أن يتعلم كُتاب السيناريو كتابة الأفلام بينما لدينا أعمال روائية ناجحة تتحين الفرصة لتحويلها إلى فيلم؟".

وفي مداخلة لها، لفتت مها سلطان إلى أن الرواية لو كانت ناجحة ومكتوبة جيداً، فإنها في كل الحالات ستخضع للمعالجة السينمائية وكتابتها مجدداً لتلائم السينما.

وفي الجولة الثالثة من المناظرة، حول ميل الرأي العام إلى أن التعددية الثقافية في عصر التكنولوجيا تسببت في تراجع الأدب عن مواكبة السينما، قالت العمير في ردها الممثل لفريق السينما بأن الأفلام وسيلة أقرب للجيل الجديد، وهناك إقبال كبير وأسماء جديدة دخلت عالم السينما، وباتت طريقة التعبير اليوم تميل إلى الصورة أكثر، كما أن السينما فن جماهيري.

فيما رد أحمد العياد ممثلاً لفريق الأدب بأن الأفلام السعودية تساعد على قراءة الروايات، مستدلاً بفيلم (حوجن) السعودي الذي دفع المشاهدين إلى البحث عن الرواية، وكذلك الأفلام المقتبسة عن روايات نجيب محفوظ، والتي أعادت إحياء رواياته، وأضاف بدوره الناقد الماضي بأن عمر السينما نحو 120 سنة، في حين أن الأدب والروايات فن ممتد في الزمن، ولم يتراجع، كما أن هناك علاجاً بالأدب والكتابة، وليس هناك علاج بالسينما.

وأتاح المهرجان لحضور المناظرة التفاعل عقب كل جولة، والتصويت لأحد فريقي المناظرة، حيث مالت كفة الجمهور لفريق الأدب، في مناظرة شهدت حضوراً واسعاً من الزوار، ونخبة من الإعلاميين والسينمائيين والأدباء والمثقفين.

المصدر: صحيفة عاجل

كلمات دلالية: فریق السینما بین الأدب إلى أن

إقرأ أيضاً:

نجوم السينما يدعون لكسر الصمت تجاه غزة.. ولجنة مهرجان كان تحيي الشهيدة فاطمة حسونة (شاهد)

وجهت رئيسة لجنة تحكيم مهرجان "كان" السينمائي، الممثلة الفرنسية جولييت بينوش، تحية إلى روح المصورة الصحفية الفلسطينية فاطمة حسونة، التي استشهدت في قصف إسرائيلي على غزة في منتصف أبريل/ نيسان الماضي.

وقالت بينوش في افتتاح الدورة الثامنة والسبعين للمهرجان الثلاثاء "كان ينبغي أن تكون فاطمة معنا الليلة. الفن يبقى. فهو الشهادة القوية على حياتنا وأحلامنا"، بحسب ما نقلت وكالة "رويترز".\
وذكرت بينوش في كلمتها الأسرى الإسرائيليين بعد أحداث السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.


في رسالة مفتوحة نُشرت الثلاثاء، دعا ما يقرب من 400 شخصية من نجوم السينما العالمية، بينهم بيدرو ألمودوبار وريتشارد غير، إلى كسر الصمت في مواجهة الإبادة الجماعية في غزة، كما أشادوا بفاطمة حسونة التي يتمحور حولها فيلم وثائقي يُعرض في فئة موازية ضمن مهرجان كان.

وأعلنت جولييت بينوش أيضا أن "الحرب والفقر وتغير المناخ وكراهية النساء وشياطين همجيتنا لا تسمح لنا بأي قسط من الراحة".

وأضافت أمام نخبة من نجوم السينما العالمية ومن بينهم روبرت دي نيرو وليوناردو دي كابريو "في مواجهة ضخامة هذه العاصفة، علينا الدفع قدما لإبراز اللطف وتحويل رؤانا" و"علاج جهلنا والتخلي عن مخاوفنا وأنانيتنا وتغيير مسارنا".

يختتم مهرجان كان السينمائي فعالياته في 24 أيار/مايو الحالي بمنح جائزة السعفة الذهبية لأحد الأفلام الـ22 المشاركة في المنافسة.

ويُعرض فيلم "ضع روحك على كفك وامشِ"، الذي توثق أحداثه الحياة في قطاع غزة، ضمن قسم "ACID" في مهرجان "كان" السينمائي، وذلك بعد اغتيال المصورة الفلسطينية فاطمة حسونة، إحدى المشاركات الرئيسيات في العمل، في غارة جوية إسرائيلية استهدفت منزلها.


وكانت حسونة عملت على توثيق جرائم الإبادة منذ بداية الحرب على قطاع غزة، قبل أن يغتالها الاحتلال الإسرائيلي بقصف استهدف منزلها في مدينة غزة، ما أدى إلى استشهادها مع 10 أفراد من عائلتها، الأربعاء الماضي.

وقبل ساعات قليلة من استشهادها، تلقت المصورة الفلسطينية اتصالا من مخرجة الفيلم، سبيدة فارسي، تبلغها فيه باختيار الفيلم للعرض في مهرجان "كان".

ونعى فريق "ACID"، المصورة الفلسطينية، قائلا في بيان: "كان لابتسامتها سحر يشبه عنادها: كانت شاهدة على ما يحدث، تلتقط صورا لغزة، توزع الطعام رغم القصف، تحزن وتقاوم الجوع. سمعنا قصتها، وفرحنا بكل ظهور لها لأنها كانت على قيد الحياة، وكنا نخشى عليها".

مقالات مشابهة

  • بحضور يسرا وحسين فهمي.. ندوة في «كان» تناقش مكانة السينما المصرية عالميًا وتحدياتها
  • سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة: مكتبة الإسكندرية شريك مهم فى مهرجان الفيلم الأوربي
  • حسين فهمي في كان السينمائي: بدأنا ننهض مرة أخرى
  • القاهرة السينمائي يشارك بجلسة رابطة منتجي الأفلام الدولية بمهرجان كان
  • خلال جلسة نقاشية حاشدة.. مصر تعرض قدراتها الإنتاجية أمام صُنّاع السينما في «كان»
  • أحمد بدوي: مصر عادت وجهة مميزة لتصوير الأفلام الأجنبية
  • غلوريا نجيم تحصد جائزة تنويه خاص في مهرجان مالمو للسينما العربية
  • نجوم السينما يدعون لكسر الصمت تجاه غزة.. ولجنة مهرجان كان تحيي الشهيدة حسونة
  • نجوم السينما يدعون لكسر الصمت تجاه غزة.. ولجنة مهرجان كان تحيي الشهيدة فاطمة حسونة (شاهد)
  • أفلام ومشاركة نشطة لصناع السينما العرب في مهرجان كان 2025