محامي الشيطان أنتوني بلينكن
تاريخ النشر: 10th, January 2024 GMT
محامي الشيطان أنتوني بلينكن
يثبت بلينكن أنه مجرد متطرف يصلح كسفير للكيان الصهيوني في أمريكا، أو وزير خارجية ووزير حرب للكيان؛ فاعلا ناشطا في مجلسه العسكري.
عاد بلينكن لا كداعم للاحتلال في حربه على غزة فقط، بل بصفته محاميا للشيطان في حركة مليئة بالحذلقة، يساعده على إعداد أوراقه التي سيقدمها لمحكمة العدل الدولية.
استبدل بلينكن بالدعوة الأمريكية لعودة الفلسطينيين إلى منازلهم بإدخال وفد أممي، ما يعني قبولا بالاستراتيجية الإسرائيلية في العقاب الجماعي والقتل الجماعي، ومباركتها بحلول شيطانية.
حيلة جديدة توصل إليها بلينكن لتبرير الشرط الإسرائيلي بتهجير الغزيين من منازلهم قبيل انعقاد جلسة الاستماع الاولى لمحكمة العدل الدولية لشكوى دولة جنوب افريقيا على الكيان الصهيوني.
* * *
آخر إنجازات وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن؛ الإعلان عن اتفاق مع حكومة الحرب الإسرائيلية، يسمح بإدخال بعثة أممية لشمال قطاع غزة كبديل لعودة النازحين إلى بيوتهم.
بلينكن قدم مخرجاً خبيثاً للاحتلال من الاستحقاق الأساس، وهو السماح بعودة النازحين الفلسطينيين إلى بيوتهم وأماكن سكناهم، والتي وعد بها قادة الدول العربية ووسائل الإعلام العالمية قبل ساعات قليلة.
حيلة جديدة توصل إليها بلينكن لتبرير الشرط الإسرائيلي بتهجير الغزيين من منازلهم قبيل انعقاد جلسة الاستماع الاولى لمحكمة العدل الدولية لشكوى دولة جنوب افريقيا على الكيان الصهيوني، والتي دعت فيها الاحتلال لوقف الحرب لخرقه اتفاقية الابادة الجماعية التي وقع عليها قبل أكثر من 70 عاما.
الوفد الاممي يتوقع أن يدخل من المعابر التي يشرف عليها الكيان المحتل، وبالتأكيد سيملك سموتريتش وبن غفير وغالانت وهاليفي الحق في الاعتراض على إدخال من لا يعتقدون بأهليته لعدم انحيازه لرواية وسردية الاحتلال، وهو وفد على الارجح سيتشكل من الألمان المناصرين للكيان المحتل كوزيرة الخارجية الالمانية المعروفة بعنصريتها وهمجيتها، إلى جانب عدد من أعضاء الحزب الجمهوري الأمريكي كمبعوث السلام نائب الرئيس الأمريكي (مايك بنس) الذي زار شمال فلسطين، ووقع على قنابل المدفعية التي استهدفت المدارس والمعابد جنوب لبنان.
مهزلة جديدة الهدف منها مساعدة الكيان المحتل على تجاوز محنة محكمة العدل الدولية، وإكسابه مزيداً من الوقت والادوات التي تقدمه بصورة إنسانية تنفي عنه جرائم الحرب، علماً بأن وزير الحرب الإسرائيلي غالانت اشترط لعودة النازحين إطلاق سراح الاسرى لدى المقاومة، أي أن الفلسطينيين النازحين رهينة بيد الاحتلال الإسرائيلي.
وهو شرط عالجه محامي الشيطان بلينكن باستبدال الدعوة الأمريكية بعودة الفلسطينيين إلى منازلهم بإدخال وفد أممي، ما يعني قبولا أمريكيا ضمنيا بالاستراتيجية الإسرائيلية المتمثلة بالعقاب الجماعي والقتل الجماعي، ومباركتها بحلول شيطانية.
أنتوني بلينكن عاد هذه المرة لا بصفته كداعم للاحتلال في حربه على قطاع غزة، بل بصفته محاميا للشيطان في حركة مليئة بالحذلقة، يساعده فيها على إعداد أوراقه التي سيقدمها لمحكمة العدل الدولية الخميس المقبل، وليثبت وللمرة الخامسة بأنه مجرد متطرف لا يصلح لشيء إلا لتمثيل الكيان الصهيوني داخل الولايات المتحدة كسفير، وكوزير خارجية للاحتلال في العالم، ووزير للحرب داخل الكيان؛ فاعل وناشط في مجلسه العسكري.
*حازم عياد كاتب صحفي من الأردن
المصدر | السبيلالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: أمريكا إسرائيل الاحتلال بلينكن غزة جنوب افريقيا الكيان الصهيوني حكومة الحرب الأمم المتحدة القتل الجماعي العقاب الجماعي لمحکمة العدل الدولیة أنتونی بلینکن
إقرأ أيضاً:
عين الشيطان على الدولار الأمريكي
بدر بن علي بن سعيد الهادي
منذ عقود، تسعى إسرائيل، بدعم أمريكي وغربي، إلى تحقيق مشروع “إسرائيل الكبرى” الممتد من النيل إلى الفرات. واليوم، نشهد تسارعًا غير مسبوق في خطوات الاحتلال نحو تنفيذ هذا المشروع، لكن لماذا الآن تحديدًا؟ ولماذا باتت المواجهة مع الدول العربية أكثر شراسة؟ الحقيقة أن إسرائيل لا تتحرك فقط بدافع التوسع، بل بدافع الخوف من انهيارها الداخلي، حيث تواجه أزمة سياسية تهدد وجودها.
في 7 أكتوبر 2023، نفذت حماس عملية عسكرية ضد الاحتلال الإسرائيلي، لكن سرعان ما تحولت هذه العملية إلى فرصة ذهبية لإسرائيل لتنفيذ خططها الجيوسياسية:
كل ذلك يشير إلى أن إسرائيل لم تُفاجأ بالهجوم؛ بل ربما سمحت به أو استغلته لتبرير إبادة غزة وتهجير أهلها نحو مصر أو الأردن، كخطوة أولى لضم القطاع إلى أراضيها.
إسرائيل ليست في وضع مستقر؛ بل تعاني من صراعات داخلية تهدد كيانها؛ حيث الصدام بين التيارات السياسية يزداد حدة، خاصة بين اليمين المتطرف واليسار، وبين العلمانيين والمتدينين، وحتى داخل الجيش الإسرائيلي، هناك تصدعات وانقسامات خطيرة.
لذلك، تحاول القيادة الإسرائيلية الهروب إلى الأمام من خلال:
• مواصلة إشعال حرب واسعة ضد غزة ولبنان وسوريا، لإشغال الإسرائيليين عن خلافاتهم الداخلية.
• استخدام الحرب كذريعة لفرض حالة الطوارئ ومنع تفكك المجتمع الإسرائيلي.
• توجيه الغضب الشعبي نحو “العدو الخارجي” بدلًا من التركيز على فشل الحكومة.
• تحقيق انتصار عسكري يرسخ سلطة اليمين المتطرف ويمنع أي تغيير سياسي داخلي.
بعبارة أخرى، إسرائيل تسابق الزمن، لأن انهيارها من الداخل قد يصبح واقعًا قريبًا إن لم تحقق مكاسب توسعية الآن.
وبعد أن أنهكت سوريا والعراق وليبيا، جاء الدور على مصر؛ حيث نقرأ تصريحات متزايدة من مسؤولين إسرائيليين وأمريكيين تُظهر أن الاحتلال يسعى إلى:
• إضعاف الجيش المصري عبر استدراجه إلى معركة استنزاف.
• إجبار مصر على استقبال اللاجئين الفلسطينيين في سيناء، مما يتيح لإسرائيل قصف المنطقة المصرية بحجة “محاربة الإرهاب”.
• إيجاد مبرر لتدخل أمريكي-إسرائيلي مباشر لضرب قدرات الجيش المصري.
هذه الاستراتيجية ليست جديدة، فقد تم استخدامها مسبقًا في سوريا والعراق وليبيا، والآن يتم تطبيقها على مصر.
واشنطن - عين الشيطان - تدرك أن أي قوة عربية قادرة على مواجهة إسرائيل يجب تحييدها قبل أن تصبح تهديدًا حقيقيًا. لذلك، يتم تنفيذ خطة تقوم على:
• تفكيك الجيوش العربية القوية (كما حدث مع العراق وسوريا وليبيا).
• إشغال الشعوب العربية بالأزمات الاقتصادية والداخلية، حتى لا تتمكن من دعم فلسطين أو مقاومة الهيمنة الأمريكية.
• تحويل الصراع في الشرق الأوسط من صراع عربي-إسرائيلي إلى صراع عربي-عربي وطائفي.
والعين الموجودة على الدولار الأمريكي، والمعروفة بـ”عين العناية الإلهية”، ليست مجرد رمز عابر، إنها تمثل الهيمنة الأمريكية الصهيونية على العالم من خلال الدولار، الذي يُستخدم كسلاح اقتصادي لتركيع الدول.
الولايات المتحدة، عبر سيطرتها على النظام المالي العالمي، تستطيع فرض عقوبات وتجويع الشعوب وإشعال الثورات. والدول التي تحاول الفكاك من هذه الهيمنة، مثل روسيا والصين وبعض الدول العربية، تُحارَب بكل الوسائل الممكنة.
لذلك، فإن خطة إسقاط الدول العربية لا تعتمد فقط على القوة العسكرية؛ بل أيضًا على الحرب الاقتصادية؛ حيث يتم:
• إبقاء الدول العربية معتمدة على الدولار؛ مما يسهل التحكم في اقتصاداتها.
• خلق أزمات اقتصادية تؤدي إلى احتجاجات وفوضى داخلية.
• إغراق الدول بالديون والقروض المشروطة التي تُستخدم كأداة ابتزاز سياسي.
لذا يجب على القيادات العربية إدراك أن المخطط أضحى واضحًا؛ فالمعركة ليست عسكرية فقط.. بل معركة وجودية، معركة بين الإسلام والكفر.
وإسرائيل وأمريكا تدركان أن المنطقة تمر بمرحلة حاسمة، وأن أي تغيير في ميزان القوى قد يعني انهيار المشروع الصهيوني، لذا، يسعون لتسريع مخططاتهم قبل فوات الأوان، لكن إذا وعينا هذه اللعبة، وأدركنا أن الحرب ليست فقط ضد غزة؛ بل ضد جمهورية مصر العربية وبعدها الخليج العربي والمنطقة بأكملها، فسنكون قادرين على إفشال المشروع الصهيوني وإنقاذ الأمة من مؤامرة كبرى تهدف إلى محو سيادتها واستعباد شعوبها.
إسرائيل اليوم ليست في موقع قوة؛ بل في موقع ضعف يجعلها أكثر شراسة، الدعم الأمريكي اللامحدود ليس دليلًا على الاستقرار؛ بل على الخوف من انهيار إسرائيل من الداخل. لذلك، تسعى الولايات المتحدة وإسرائيل إلى تصفية أي تهديد محتمل قبل أن يصبح واقعًا.
وإذا لم تتحرك الدول العربية بحذر، فقد تجد نفسها أمام سيناريو مُشابه لما حدث في العراق وسوريا وليبيا؛ حيث تم تدمير الجيوش وخلق فراغ استراتيجي مكّن إسرائيل وأمريكا من فرض سيطرتهما.
لكن الوعي هو السلاح الأهم.. ومن يقرأ التاريخ بوعي، يدرك أن مشروع إسرائيل الكبرى لن يتحقق إلا إذا استسلمنا له.