أكد د. جهاد أبولحية، أستاذ القانون الدولى، أن إسرائيل لم تنفّذ أى قرار دولى، ولم تحترم أى ميثاق أممى، وكانت وما زالت لا تلتفت إلى أى مادة من مواد القانون الدولى الذى يحظر أنشطتها الإجرامية ضد الشعب الفلسطينى والأراضى الفلسطينية، فهى لم تنتهك فقط القوانين والأعراف الدولية، بل نسفتها نسفاً بالغاً دون خجل.

. وإلى نص الحوار: 

إلى أى مدى خالفت إسرائيل القانون الدولى؟

- القانون الدولى وضع أساسيات واضحة، وذلك للحفاظ على الأمن والسلم الدوليين وعدم تعرّضهما للخطر، وبالتالى تجد هناك قواعد قانونية واضحة «وضوح الشمس» تنظم العلاقات فى السلم والحرب، وإسرائيل منذ بدء عدوانها على قطاع غزة فى السابع من أكتوبر الماضى، وهى لا تتوقف لحظة واحدة عن ارتكاب جريمة من الجرائم المعاقب عليها وفق القانون الدولى، وتتنوّع جرائمها فى القطاع ما بين جرائم حرب وإبادة جماعية وضد الإنسانية، حيث وصل عدد الشهداء إلى أكثر من 20 ألف شهيد، وعدد الجرحى أكثر من 60 ألف جريح، وجلّ هذه الأرقام من صفوف الأطفال والنساء الذين يوفر لهم القانون الدولى الحماية الكاملة فى وقت الحرب، وناهيك عن استهداف الأعيان المدنية والمستشفيات والطواقم الطبية والإسعافات والمدارس والجامعات والصحفيين والإعلاميين، وحتى موظفى الأمم المتحدة لم يسلموا من إجرام جيش الاحتلال الإسرائيلى.

ماذا عن عقاب قادة الاحتلال؟

- نظام روما الأساسى للمحكمة الجنائية الدولية لسنة 1998، هو الأساس الذى نستند به فى العصر الحديث لملاحقة مجرمى الحرب نتيجة أفعالهم الإجرامية، التى تُشكل انتهاكاً واضحاً للقوانين الدولية، وهذا ينطبق على دولة الاحتلال التى يشير الكثير من الأدلة إلى ارتكاب قادتها السياسيين والعسكريين وجنودهم جرائم تستوجب العقاب والمساءلة القانونية على كل ما ارتكبوه من جرائم فى قطاع غزة.

هل ترضخ إسرائيل للأعراف الدولية؟

- إسرائيل منذ نشأتها على أراضى الشعب الفلسطينى المحتلة فى عام 1948 لم تُنفّذ أى قرار دولى، ولم تحترم أى ميثاق أممى، وكانت وما زالت لا تلتفت إلى أى مادة من مواد القانون الدولى، الذى يحظر أنشطتها الإجرامية ضد الشعب والأراضى الفلسطينية، فهى لم تنتهك فقط القوانين والأعراف الدولية، بل نسفتها نسفاً بالغاً، وما يتم بثه من مشاهد فى غزة يوضّح للجميع مدى الإجرام الإسرائيلى، وكيف تدوس إسرائيل على القانون الدولى والقانون الإنسانى الدولى علانية ودون خجل، وذلك لأن هناك من يوفّر لها الغطاء الدولى ويحميها من المساءلة على مدار كل هذه السنوات الطويلة.

ماذا عن موقف القانون الفلسطينى؟

- القوانين الوطنية برمتها، بما فيها القانون الفلسطينى، لا تتطرّق إلى جرائم الحرب، التى يتم ارتكابها من قِبل الأشخاص، إنما يكون الاختصاص لمثل هذه الجرائم فى المحكمة الجنائية الدولية التى لها الولاية للنظر فى مثل هذه الجرائم والتحقيق بها وإدانة مرتكبيها، وهذا ما نصّت عليه المواد (5 - 6 - 7 - 8) من نظام روما الأساسى للمحكمة الجنائية الدولية لسنة 1998.

جهاد أبولحية: «نتنياهو» يحاول إطالة أمد العدوان ليتهرّب من المساءلة والحساب 

ما موقف محكمة العدل تجاه إسرائيل؟

- الأهمية البالغة لنظر الدعوى من قِبل المحكمة، أنها بداية ستتّخذ المحكمة تدابير مؤقتة، وهذا قد يؤدى إلى وقف إطلاق النار، بناءً على قرار المحكمة، وسيتم إحالة هذا القرار فى حال لم تنفذه إسرائيل إلى الأمين العام للأمم المتحدة، والذى بدوره سيُحيله إلى مجلس الأمن لتنفيذ القرار وإجبار إسرائيل على وقف العدوان على غزة والمستمر منذ 94 يوماً، وبالتالى ستحمى المواطنين الفلسطينيين الساكنين فى غزة من آلة القتل الإسرائيلية، التى لم تتوقف للحظة واحدة، الأهمية الثانية تكمن فى إدانتها على ارتكابها جريمة الإبادة الجماعية، حيث إن الأدلة دامغة فى هذا السياق، وتُؤيد الدعوى التى رفعتها دولة جنوب أفريقيا، وبالتالى فإن الإدانة سوف تشكل سنداً قانونياً مهماً لمقاضاة المجرمين الإسرائيليين فى الجنائية الدولية، وهذا سيُشكل قوة ضغط على المدعى العام للمحكمة، الذى لم يقُم بأى دور حتى اللحظة فى التحقيق، بما يحدث فى غزة، رغم أن نظام روما الأساسى للمحكمة لعام 1998، يتوجب عليه مباشرة التحقيق بالانتهاكات الجسيمة للقانون الدولى والقانون الإنسانى الدولى، والأهمية الثالثة للدعوى أنها فيما إذا حكمت المحكمة بإدانة إسرائيل بجريمة الإبادة الجماعية، فإن هذا الحكم ستنسحب آثاره إلى الولايات المتحدة، استناداً إلى البند (ب) من المادة ٣ باتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقب عليها لعام ١٩٤٨، وذلك بتهمة التآمر على ارتكاب الإبادة الجماعية.

عملية السابع من أكتوبر

ما حدث فى السابع من أكتوبر هو فشل كبير لدولة الاحتلال على جميع المستويات، ابتداءً من المستوى السياسى، ومروراً بالمستوى الأمنى والاستخباراتى، ووصولاً إلى المستوى العسكرى، هذا الفشل سوف يدفع ثمنه عاجلاً أم آجلاً «نتنياهو»، الذى هو على رأس الحكومة، والذى يحاول إطالة أمد العدوان على غزة، للبحث عن نصر ليتهرّب من المساءلة والحساب الذى يعدّه له الجمهور الإسرائيلى، الذى منحه الثقة لحمايتهم، وبالتالى فإن الحديث يدور عن نهاية المسار السياسى لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: فلسطين إسرائيل محكمة العدل الجنائیة الدولیة الإبادة الجماعیة القانون الدولى

إقرأ أيضاً:

شروط حددها القانون لاستمرار تلقى الأسر للدعم النقدى.. تفاصيل

جاء قانون الضمان الاجتماعي، والذي صدق عليه الرئيس عبد الفتاح السيسي، بهدف مساعدة الأسر الأكثر احتياجا، وضمان وصول الدعم لمستحقيه.

وحدد قانون الضمان الاجتماعي، عدة اشتراطات لاستمرار تلقي الأسر للدعم النقدي، حيث نص القانون فى  المادة 8 من القانون على انه يُشترط لاستمرار حصول الأسرة المستفيدة على الدعم النقدى المشروط (تكافل) بشكل كامل ودورى توافر الشروط الآتية:

- أن تلتزم الأسرة، بحسب الأحوال، بمتابعة برامج الصحة الأولية للأمهات والحوامل والمرضعات والأطفال أقل من ست سنوات، بما يشمل متابعة نمو الأطفال، والالتزام بجميع التطعيمات المقررة للأولاد، وذلك طبقا لبرامج الرعاية الصحية وفقا للضوابط التى يصدر بها قرار من الوزير المعنى بشئون الصحة بالتنسيق مـــع الوزير المختص.

- أن يكون الأولاد فى الفئة العمرية (6-18 سنة) مقيدين بالمدارس بنسبة حضور لا تقل عن 80% فى كل فصل دراسى، والأولاد فى الفئة العمرية (18 - 26 سنة) مقيدين بمراحل التعليم فوق المتوسط أو التعليم الجامعى بشرط انتظام النجاح فى كل عام دراسى.

ويجوز الاستثناء من شرط نسبة الحضور أو انتظام النجاح أو إتمام الدراسة فى السن المحددة للظروف القهرية التى يقدرها الوزير المختص طبقًا للضوابط والإجراءات التى تحددها اللائحة التنفيذية لهذا القانون.


الفئات المستحقة لدعم تكافل

طبقا لقانون الضمان الاجتماعي، يشمل دعم تكافل الأسر التي تعاني من ظروف معيشية خاصة، وهي:

1. الأسرة المكونة من زوج وزوجة أو أكثر، مع أبناء معالين.

2. الأسرة المعالة.

3. أسرة نزيل مراكز الإصلاح والتأهيل.

4. أسرة المجند.

5. الأسرة مهجورة العائل.


الفئات المستحقة لدعم كرامة

الفئات المستحقة للدعم حددتها المادة 11 من مشروع قانون الضمان الاجتماعي والدعم النقدي، وجاءت كالتالي:

1. الأشخاص ذوو الإعاقة.

2. المصابون بأمراض مزمنة شديدة.

3. المسنون، سواء كانوا مقيمين بمفردهم أو مع أسرهم أو في مؤسسات الرعاية.

4. المرأة غير المعيلة.

5. الأيتام.

6. أبناء الرعاية اللاحقة.

7. قدامى الفنانين والرياضيين والأدباء والتشكيليين الذين تنطبق عليهم شروط الاستحقاق.

8. الأنثى غير المتزوجة. 

طباعة شارك قانون الضمان الاجتماعي الرئيس السيسي الأسر الدعم النقدي تكافل كرامة

مقالات مشابهة

  • خبير قانون دولي يتحدث عن دلالات رفض نتنياهو “المدوي” لطلبات 3 دول كبرى بوقف الحرب على غزة
  • هنغاريا تبدأ انسحابها من المحكمة الجنائية الدولية بدعوى تسييسها
  • برلمان المجر يوافق على مشروع قانون الانسحاب من المحكمة الجنائية الدولية
  • شروط حددها القانون لاستمرار تلقى الأسر للدعم النقدى.. تفاصيل
  • أستاذ قانون دولي يكشف: البيان الثلاثي تحول تاريخي في موقف الغرب.. والمطلوب عقوبات فورية
  • أستاذ قانون دولي: البيان الثلاثي تحول تاريخي في موقف الغرب.. والمطلوب عقوبات فورية
  • وزير العدل: تعديلات قانون التحكيم التجاري ضرورية وجاءت في وقتها
  • أستاذ قانون جنائي: إعادة نشر فيديو قديم باعتباره جديدًا جريمة
  • أستاذ علوم سياسية: 3 مقترحات لحل أزمة قانون الإيجار القديم
  • مستأجري الإيجار القديم: المحكمة الدستورية ملزمة للدولة بشأن القانون