أمر حذرت منه مصر.. ماذا تعني ضربات أمريكا وبريطانيا على الحوثيين؟
تاريخ النشر: 12th, January 2024 GMT
قال الدكتور طارق البرديسي، الخبير في العلاقات الدولية، إن مصر كان لها رؤية استباقية استراتيجية فيما يتعلق بالتوترات في البحر الأحمر، وتخشى أن يتحول الأمر إلى حرب إقليمية وتتسع رقة الصراع في الشرق الأوسط، وهو أمر حذرت منه القاهرة والقيادة السياسية أكثر من مرة.
وأضاف الخبير في العلاقات الدولية لـ«الوطن»، أن المسؤولين الأمريكيين أكدوا أن الضربات على أهداف جماعة الحوثي في اليمن انتهت، لكنهم يحتفظون بحق الرد، ومن الطبيعي أن جماعة الحوثي سترد على الهجمات الأمريكية والبريطانية، وحينها، سترد واشنطن أيضًا، ويزداد الصراع.
وكانت الخارجية المصرية، كشفت عن خطورة تحقيق سيناريو توسيع رقعة الصراع، خاصة مع تزايد حدة المناوشات على الساحة اللبنانية وفى العراق وسوريا، كما شددت على أن أمن الملاحة في البحر الأحمر ضرورة لانسياب وأمن حركة التجارة العالمية.
مقاتلات تابعة لسلاح الجو الأميركي والبريطاني استهدفت أهداف الحوثيين في اليمنوشنت مقاتلات تابعة لسلاح الجو الأميركي والبريطاني، غارات على أهداف الحوثيين في اليمن، وذلك ردًا على احتجاز واستهداف الحوثيين السفن في البحر الأحمر بالتزامن مع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
ورد القيادي في جماعة أنصار الله الحوثيين علي القحوم، قائلا إن الرد لم يتأخر، فالقوات المسلحة اليمنية ترد وبقوة على البوارج الأمريكية البريطانية في البحر الأحمر، مؤكدًا أن المعركة ستكون أكبر وأكبر وفوق الخيال وهي حرب مفتوحة.
خبير العلاقات الدولية: واشنطن تريد فتح جبهات جديدة للحربالدكتور محمد اليمني، خبير العلاقات الدولية، قال في تصريحات لـ«الوطن»، إن هذه الضربات تعني الكثير في هذه التوقيت الحرج خاصة مع استمرار استهداف واحتجاز جماعة الحوثي السفن الإسرائيلية المتهجة إلى دولة الاحتلال أو الذاهبة خارجها، خاصة مع التحالف الدولي ضد هجمات الحوثي، مشيرًا إلى أن واشنطن حذرت مرارًا وتكرارًا من هذه الضربات ولم تستجب جماعة الحوثي.
وأكد الخبير في العلاقات الدولية أن أمريكا تريد بهذه الضربات على اليمن السيطرة في الشرق الأوسط، وتريد فتح جبهات جديدة للحرب، وتستغل الحرب على قطاع غزة كما تستفيد من التحالف الدولي في البحر الأحمر، وجود بريطانيا معها.
وأوضح أن واشنطن كأنها تريد بهذه الضربات حربًا شاملة وإقليمية في الشرق الأوسط، والأخطار ليس على محور المقاومة الفلسطينية فقط، بل على أذرع إيران في المنطقة، مثل العراق وسوريا ولبنان واليمن.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: البحر الأحمر الحوثيون اليمن واشنطن الشرق الأوسط العلاقات الدولیة فی البحر الأحمر جماعة الحوثی
إقرأ أيضاً:
من فرض المعادلة إلى شلّ مطار “بن غوريون” .. اليمن يقود الحظر الجوي على كيان الاحتلال بجدارة
يمانيون | تقرير
في تطور لافت ومتسارع في مسار المواجهة المفتوحة بين صنعاء ويافا المحتلة “تل أبيب”، باتت القوات المسلحة اليمنية تقود وبجدارة “الحظر الجوي” على مطارات الاحتلال، وعلى رأسها مطار اللّد المسمى “بن غوريون”، أهم البوابات الجوية لكيان العدو، الذي تلقّى خلال الأيام الماضية ضربات مركزة أربكت حركته الجوية، وعزلته عن أجواء العالم تدريجياً.
وفيما كانت العواصم الغربية تتعامل بتحفظ تجاه ما يجري في فلسطين المحتلة، جاء القرار الألماني، اليوم الثلاثاء، بتعليق رحلات خمس من أبرز خطوطها الجوية إلى الأراضي المحتلة، ليشكل صفعة جديدة للكيان الصهيوني، وليؤكد في ذات الوقت أن التأثير اليمني لم يعد مقتصراً على الجانب العسكري فحسب، بل بات يطرق أبواب الجغرافيا السياسية ويعيد صياغة التوازنات الجوية والاقتصادية في المنطقة.
اليمن يحاصر جو الاحتلال.. وشركات الطيران تنسحب
أعلنت شركة لوفتهانزا الألمانية، إحدى أكبر شركات الطيران في أوروبا والعالم، وقف رحلاتها إلى مطار اللّد، نتيجة استمرار الضربات الصاروخية اليمنية على هذا المطار الحيوي. وامتد القرار ليشمل كذلك شركات “سويس” السويسرية، و”أوستريان” النمساوية، و”براسلز” البلجيكية، و”ايتا” الإيطالية، بالإضافة إلى خطوط الشحن الجوية التابعة للمجموعة الألمانية.
هذا الانسحاب الجماعي لشركات الطيران الأوروبية يأتي بعد تصنيف شركات التأمين الدولية لكيان الاحتلال ضمن المناطق شديدة الخطورة، وهو ما يضاعف تكاليف التأمين ويجعل تشغيل الرحلات إليها غير مجدٍ اقتصادياً. لم يعد الأمر مجرد تهديدات أو مواقف رمزية؛ إنه تغيّر جذري في قواعد اللعبة، تُدير صنعاء محوره من قلب الجزيرة العربية.
صفعة أوروبية لتحالف العدوان على غزة
إلى جانب تداعيات الضربات، أثار القرار الألماني بتعليق الخطوط الجوية جدلاً واسعًا داخل الأوساط السياسية الأوروبية، لا سيما في ظل تصريحات المستشار الألماني، الذي أكد أن “تجاوزات الاحتلال لم تعد تبرر بحجة الحرب على حماس”، مشيرًا إلى نيته الاتصال بنتنياهو للحث على وقف التصعيد.
كما أعلن وزير الخارجية الألماني رفض بلاده القاطع لأي عملية تهجير لسكان غزة، في حين أدان البرلمان الألماني الحصار الصهيوني على القطاع، ووصفه بمحاولة “قتل جماعي بالتجويع”.
هذه المواقف السياسية تشير إلى تراجع تدريجي في التأييد الأوروبي المطلق لـ”كيان الاحتلال”، وهو ما يعكس أثرًا غير مباشر للتحرك اليمني الذي أجبر الحلفاء على إعادة النظر في سياساتهم.
الضربات اليمنية: استهداف استراتيجي ونوعي
وفي بيان عسكري، أعلن متحدث القوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع اليوم تنفيذ عملية مزدوجة استهدفت مطار اللّد وهدفاً حيوياً في يافا، بصاروخين بالستيين، أحدهما فرط صوتي من نوع “فلسطين 2″، والثاني من نوع “ذو الفقار”. وقد أسفرت العملية عن حالة من الهلع الجماعي في أوساط المستوطنين الصهاينة، حيث هرع الملايين إلى الملاجئ، وتوقفت حركة المطار بالكامل.
وتأتي هذه العملية النوعية امتداداً لسلسلة من الضربات الجوية التي استهدفت مطار اللد خلال الأيام الماضية، من بينها ثلاث ضربات بصواريخ فرط صوتية خلال 24 ساعة فقط، وهو ما يُظهر تنامي القدرة الصاروخية اليمنية، ودقتها العالية في ضرب مراكز الثقل العسكري والمدني في كيان العدو.
إعلام العدو: مطار اللد صار فارغًا واليمنيون فرضوا الحظر
صحيفة “ليكودنيك” الصهيونية اعترفت بأن “إسرائيل تحمي سماءها، لكنها لا تستطيع حماية مجالها الجوي”، مشيرة إلى أن الضربات من اليمن وجهت ضربة قاصمة لقلب الطيران المدني داخل الأراضي المحتلة.
وأضافت أن شركات الطيران باتت عاجزة عن التعامل مع الصواريخ اليمنية، ووصفت الواقع الجديد بالكارثي، مؤكدة أن “اليمنيين لن يحتاجوا للسيطرة على المطار، كل ما عليهم فعله هو جعله فارغًا”.
هكذا تتحدث وسائل إعلام العدو عن عجز واضح وفشل تام في تأمين أهم منشآته الجوية، ليصبح مطار بن غوريون عنوانًا لأزمة سيادية تزداد تعقيداً مع كل صاروخ يمني جديد.
الحظر الجوي والمقاطعة الاقتصادية: سلاح يمني جديد
الضربات اليمنية، وإن كانت عسكرية في جوهرها، إلا أنها أثمرت تأثيرات اقتصادية عميقة، تجسدت في انقطاع سلاسل النقل الجوي، وهروب الشركات الدولية من مطارات الكيان، خصوصاً تلك التي تربط أوروبا بالشرق الأوسط.
وهذا الحصار الجوي، المصحوب بحصار بحري قائم منذ أكثر من عام ونصف على السفن المرتبطة بالاحتلال، بات يشكل ثقلاً استراتيجياً متزايداً على قدرة “كيان الاحتلال” على الانفتاح على العالم.
فصنعاء لا تستهدف فقط ضربات رمزية، بل تخوض حرباً مركبة تمتد إلى كل ما يربط كيان العدو بالعالم الخارجي: طائرات، سفن، تجارة، سياحة، ومجال حيوي، وهي بذلك تضرب منظومة الأمن القومي الصهيوني في عمقها.
اليمن يقود محور السماء
لقد أعاد اليمن صياغة مفهوم الحرب الإقليمية، من خلال توسيع نطاق الصراع ليشمل البر والبحر والجو، وتمكن من فرض حصار جوي فعلي على مطارات العدو، وهو ما لم تستطع حتى الجيوش التقليدية أن تحققه في حروب سابقة مع الكيان الصهيوني.
إنه تحول استراتيجي يقلب الطاولة، ليس فقط على الاحتلال، بل على الحلف الغربي الذي ظل لعقود يدعم “كيان الاحتلال” دون شروط. اليوم، وعلى وقع صواريخ ومسيّرات اليمن، تتغير المعادلة، ويتحول اليمن من مجرد داعم للمقاومة إلى رأس حربة إقليمي يفرض معادلات السماء والسيادة والمصير.
“لن نوقف عملياتنا حتى وقف العدوان على غزة ورفع الحصار عنها” — القوات المسلحة اليمنية
هذا هو العهد الذي قطعته صنعاء، والذي تتجلى آثاره في كل طائرة أوروبية ألغت وجهتها، وكل مطار فارغ، وكل صفارة إنذار تدوي في يافا المحتلة “تل أبيب”.