تنوع فريد في الطبيعة الجيولوجية والحياة الفطرية التي يحتضنها (وادي المدرية) أحد أهم روافد وادي بني عوف بولاية الرستاق بمحافظة جنوب الباطنة. لا سيما وأنه ينحدر من أعلى جبال الحجر الغربي المتاخمة للجبل الشرقي بولاية الحمراء، ليلتقي بالعديد من الأودية والشعاب كـوادي الصير على مشارف قرية هاط تلك القرية الوادعة بين الجبال، فترتوي مزارعُها بالفلج الذي يغذّيه الوادي، ثم يمر خلف مدرسة هاط للتعليم الأساسي (1-12) ومسجد هاط ليسمى هناك بوادي هاط - وله حديث شائق آخر- ثم يلتقي بوادي قرية بلد سيت السياحية الجميلة بعد أن يغذي بساتين قرية الحاجر ليدخل بعدها في وادي الثعابين - المعروف هو الآخر بالمغامرات والإنزال بالحبال والسباحة - ويمتزج مع وادي بيمة في الوسط ليخرج من صِيْر الزامة، وبعدها إلى صِيْر الحُوّيت مرورا بقرى وادي بني عوف حتى يلتقيه سد الفرعي وما أن يفيض السد بالمياه الجارفة حتى يلتقي بوادي السن متجهين جميعهم إلى ولاية الرستاق ثم بحر عُمان بعد رحلة طويلة وشاقة.

المعالم الطبيعية

(وادي المدرية) لمحبي وممارسي رياضة المغامرات والمشي الجبلي والتسلق والإنزال بالحبال والسباحة والقفز أو ما يعرف بـ(الهايكنج) هو وجهة سياحية وتحدٍ يترك انطباعا جميلا وإيجابيا لزائريه؛ لما يتمتع به من جماليات طبيعية وما حباه الله به من تنوُّع في الصخور والحجارة والحياة الفطرية بين الأشجار والأزهار والنباتات البرية ووفرة المياه العذبة والبرك المائية العميقة بألوانها الخلابة ودرجة الحرارة المنخفضة شتاءً والمعتدلة صيفا؛ نظرا لوجوده في منطقة مرتفعة وبين الجبال التي تحول أحيانا من دخول أشعة الشمس، لذلك يُفضّل زيارته صيفا نظرا لشدة برودة المياه في الداخل. الوادي يتميز بالطبيعة البكر نظرا لصعوبة الوصول إليه وسبر أغواره إلا لأصحاب المعرفة والخبرة والتمكن في سياحة المغامرات والإنزال بالحبال والسباحة واستخدام المعدات والأدوات الخاصة والمعتمدة في ذلك. كما يجب الانتباه جيدا لحالة الطقس والحذر من هطول الأمطار ونزول الوادي.

أبرز النشاطات

تبدأ المغامرة من أعلى قرية هاط في الجهة الشرقية في مكان يدعى (مخطَى جابر) القريب من بعض عزب وحضائر الأغنام -كما يوجد أعلى الجبل القريب مكان مخصص لممارسة رياضة التسلق- ويمكن الوصول إلى وادي المدرية من مدخل وادي بني عوف مرورا بعدة قرى صعودا في الجبال في الطريق الترابية الوعرة بسيارة دفع رباعي، أو نزولا من الجبل الشرقي بولاية الحمراء. في نقطة البداية يبدأ المشي نزولا إلى وادي المدرية الذي تتخلله السباحة الإجبارية في البرك المائية العميقة أحيانا لا سيما في موسم الأمطار، كذلك القفز في المياه وبين الصخور تارةً أخرى. وأهم ما يميز المغامرة والتي يجب أخذها بعين الاعتبار هي أماكن النزول بالحبال؛ فاجتياز الوادي بأمن وأمان يتطلب عبور ونزول أحد عشر إنزالا تتراوح بين خمسة أمتار إلى ثلاثين مترا ! كذلك أن بعض أماكن ومواضع الإنزالات لا يوجد بها ركائز اصطناعية لتثبيت الحبال بأمان واحترافية؛ فيتطلب من المغامرين استخدام الركائز الطبيعية كالأشجار القوية -إن وجدت في تلك النقطة أو الثقوب الطبيعية في الحجارة والصخور- لذلك لابد أن يتحلى المغامرون بقدر كافٍ من المعرفة والخبرة في هذا المجال. وتنتهي المغامرة التي تتسم بالحماس والإثارة والتحدي بعد عدة ساعات بين المزارع وارفة الظلال وأصوات الطيور والحياة البرية في مزارع المدرية ثم قرية هاط.

جدير بالذكرِ أن وادي المدرية يعد من الأودية الجميلة بتفاصيله المتنوعة والطبيعة البكر، والحفاظ عليه جميلا وأن تظل الحياة الفطرية والبرية على طبيعتها هو مطلب ملح وواجب إنساني ووطني. كذلك يشار إلا أن المغامرة في الوادي قد تتطلب عدة ساعات قد تصل لأكثر من خمس ساعات وإن كانت المسافة لا تتعدى خمسة كيلومترات تقريبا وتنعدم فيها وسائل التواصل والاتصال حتى الخروج في قرية هاط التي تتمتع بعدة خدمات تنموية ونهضة مستدامة كالمدرسة الحكومية الحديثة وخدمات الكهرباء والاتصالات وغيرها. كما يأمل الأهالي والسيّاح رصف وتأهيل طريق وادي بني عوف الجبلي وربطه بالجبل الشرقي لينهي المعاناة والمشقة في عبور واجتياز ذلك الوادي التي يحتضن عدة قُرى ومساكن ومزارع وتفاصيل الحياة الطبيعية وكل هذه الأماكن والمواقع تعزز الحركة السياحية المحلية والعالمية.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

وزيرة البيئة تلتقى مع الجمعية المصرية لحماية الطبيعة وجمعية Global Birdfair

التقت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة مع الدكتور خالد النوبى رئيس الجمعية المصرية لحماية الطبيعة، والسيد Tim Appleton مؤسس ومدير جمعية Global Birdfair والوفد المرافق له، لتعزيز التعاون في صون التنوع البيولوجي وخاصة حماية الطيور المهاجرة، وقد تم تسليم جدارية تتضمن رسما لأنواع الطيور المهاحرة لوضعها في موقع الجلالة لمراقبة الطيور المهاجرة توضح مدى الاهتمام بالحفاظ عليها واهميتها لصون التنوع البيولوجي، وذلك بحضور السيدة هدى عمر مساعدة الوزيرة للسياحة البيئية.

واستعرضت وزيرة البيئة خلال اللقاء رحلة مصر مع حماية الطبيعة، حيث كان قطاع حماية الطبيعة هو نواة الهيكل المؤسسى للبيئة في مصر عامّ ١٩٨٣، بما يعكس مدى اهتمام مصر بصون الطبيعة منذ سنوات عديدة، والذي عززه استضافة مصر لمؤتمر اتفاقية الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي في  ٢٠١٤، حيث بدأت مصر في مواجهة تحدي كبير للتوفيق بين اختيار التوسع في الطاقة المتجددة مع حماية الطيور المهاجرة وصون التنوع البيولوجي في ذات الوقت، حيث أتاح فرصة كبيرة لمصر لبناء قدراها الوطنية في مجال مراقبة وحماية الطيور المهاجرة، وكان خطوة فارقة في اعادة النظر للإجراءات، مما أثمر عن حصول مصر على جائزة أيوا العالمية لصون الطيور المهاجرة في إفريقيا واليورو اسيوي في ٢٠١٩.

واوضحت وزيرة البيئة ان جهود حماية الطيور المهاجرة ايضا تضمنت العمل على انشاء مواقع مشاهدة ومراقبة الطيور، وكان بدايتها في شرم الشيخ حيث تم معالجة بحيرات الأكسدة لتكون موقع مناسب، وعقد شراكات مع الشركات السياحية لوضع مشاهدة الطيور ضمن أنشطة السياحة البيئية المقدمة بها، وبالتوازي مع ذلك تم إطلاق حملة ايكو ايجيبت للترويج لعدد ١٣ مقصد سياحى بيئي في مصر، وايضًا العمل على خلق المناخ الداعم للسياحة البيئية في مصر بتهيئة القطاع الخاص لفهم السياحة المستدامة ثم السياحة البيئية، وإصدار اول معايير منظمة للنزل البيئية بالتعاون مع وزارة السياحة.

كما اشارت سيادتها لجهود الحكومة المصرية في استعادة موقع طبيعي آخر لمراقبة الطيور في بحيرة قارون بالفيوم، حيث تدخلت وزارة البيئة في ٢٠١٨ لمواجهة التدهور البيئي في البحيرة والذي ادى لعزوف الطيور عن المرور به وتم استعادة النظام البيئي له مرة أخرى، وبعد ٣ سنوات عادت الطيور له مرة أخرى

كما لفتت د. ياسمين فؤاد لتزايد الاهتمام الشعبي بالحياة البرية والشغف بمتابعة مسارات الطيور المهاجرة، مشيرة لمعرض الصور الفوتوغرافية الذي اقامه مؤخرا رابطة الحفاظ على الحياة البرية والتي تضم مجموعة من المهتمين بالحياة البرية في مصر، مما يعكس اثر توسيع قاعدة اصحاب المصلحة المهتمين بالحياة الرسم في مصر بدءا من المواطن والمجتمعات المحلية وصولا لمختلف فئات المجتمع.

ومن جانبه، ثمن ممثل الجمعية المصرية لحماية الطبيعة دعم وزيرة البيئة لحماية الطيور المهاجرة، وجهود الوقوف على التهديدات التي تواجهها وكيفية التغلب عليها، وتعزيز الاستثمار في السياحة البيئية، والترويج وجذب اهتمام المواطنين والسياح  بالتمتع بمشاهدة الطيور، موضحا ان مصر لديها سوق واعد في مجال السياحة البيئية ومن أنشطتها مشاهدة الطيور مع تزايد قاعدة محبي الطيور حول العالم.

في حين أشار السيد خالد النوبي، إلى قصة نجاح مرصد الطيور المهاجرة بالجلالة في رصد الألف الطيور ومنها النسر المهدد بالانقراض وتوفير اجراءات حمايته، والذي يعد جهد مصري يضاف إلى الجهود العالمية.

مقالات مشابهة

  • وزيرة البيئة تلتقي مسئولي جمعيات حماية الطبيعة لتعزيز التعاون في صون الطيور المهاجرة|صور
  • «الزيوت الطبيعية».. مي عز الدين تكشف روتين عنايتها ببشرتها
  • وزيرة البيئة تلتقى مع الجمعية المصرية لحماية الطبيعة وجمعية Global Birdfair
  • أول حديقة مخصصة للشباب.. ملاعب وممرات وجيم في أحضان الطبيعة
  • سطوة الطبيعة.. الغبار يغطي جبال حوض تاريم الصيني
  • سلماه.. ارتباط الإنسان بالمكان رغم قسوة الطبيعة
  • لقطات نادرة تكشف ملامح قرية في وادي الدواسر قبل 53 عامًا
  • السيطرة على حريق في قرية بأهناسيا
  • تدفّق الشلالات في الباحة يجذب الزوّار ويُنعش السياحة الطبيعية
  • اكتشاف سبب غير متوقع للكوارث الطبيعية