واشنطن بوست: حماس تلجأ إلى جهات اتهمت بتمويل القاعدة للحصول على المال
تاريخ النشر: 12th, January 2024 GMT
تسبب الصراع بين إسرائيل وحركة حماس في غزة في إعادة تنشيط حملات تبرعات مالية ضخمة عبر الإنترنت لحماس، بعضها تقوده شبكات متهمة بمساعدة تنظيم القاعدة وجماعات إرهابية أخرى، وفقا لصحيفة "واشنطن بوست".
تقول الصحيفة إن هذه الحملات بدأت مباشرة بعد ثلاثة أيام من هجوم السابع من أكتوبر عندما ظهر رئيس المكتب السياسي السابق لحركة حماس خالد مشعل في كلمة متلفزة نشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
في حينها حث مشعل أنصار الحركة في جميع أنحاء العالم على "الجهاد بالمال" دعما لغزة ومن أجل فتح جبهة جديدة في الصراع مع إسرائيل، معركة لا ينبغي خوضها بالرصاص فقط، بل بالدولار، وفقا للصحيفة.
وتضيف الصحيفة أنه وفي غضون أيام، بدأ سيل من الأموال يتدفق على الحسابات التي تم إنشاؤها لمساعدة سكان غزة، ومعظمها من أشخاص تأثروا بصور ضحايا الغارات الجوية الإسرائيلية والذين يريدون المساعدة حقا.
وتضيف أن هناك جهات أخرى أيضا استجابت لهذا النداء وهي عبارة عن مجموعات تتمتع بسنوات من الخبرة في تقديم هذا "النوع من الجهاد".
ووفقا لمسؤولين أميركيين سابقين في مجال مكافحة الإرهاب فقد أدى الصراع في غزة إلى "إعادة تنشيط شبكات جمع الأموال القديمة التي لها علاقات بالجماعات المتشددة، بما في ذلك تلك المتهمة بجمع الأموال في الماضي لصالح تنظيم القاعدة وطالبان وكذلك الجناح العسكري لحركة حماس".
ساعدت هذه المجموعات في جمع ملايين الدولارات بين عشية وضحاها، باستخدام حملات التمويل الجماعي على وسائل التواصل الاجتماعي التي تم إنشاؤها بالاستعانة بالصور ومقاطع الفيديو التي تظهر معاناة المدنيين في غزة.
وقال المسؤولون إن "بعض هذه الأموال وصلت في نهاية المطاف لحسابات تسيطر عليها حماس، باستخدام مجموعة من الأساليب والطرق، شملت العملات المشفرة والاستعانة بشبكات تحويل مالي غير رسمية موجودة في دول شرق أوسطية".
وأكد المسؤولون أن من بين أولئك الذين يدعمون حملات التمويل الجماعي لحماس، مجموعات مثل جمعية كويتية، اتهمتها كل من الأمم المتحدة والولايات المتحدة بجمع الأموال لصالح تنظيم القاعدة".
كذلك شملت حملات التبرع جمعيات خيرية مقرها أوروبا، يقول مسؤولون أميركيون إن قادة حماس ومؤيدوها أنشأوها لتسهيل تحويل الأموال إلى الجماعة.
يقول ماثيو ليفيت، المسؤول السابق في مكافحة الإرهاب في وزارة الخزانة والذي يعمل الآن في معهد واشنطن للدراسات إن "هناك حاجة مشروعة وكبيرة في غزة في الوقت الحالي، ومن السهل جدا أن يقوم شخص ما بإنشاء موقع على شبكة الإنترنت يحتوي على صورة طفل مصاب"، مضيفا أن "هذا الأمر يمثل فرصة حقيقية لجامعي التبرعات لحماس".
وتشير "واشنطن بوست" إلى أن من الصعب الحصول على أرقام دقيقة حول حجم الأموال التي جمعتها حماس من خلال حملات التبرع في الأشهر التي تلت اندلاع الصراع.
لكن مسؤولين إسرائيليين قدروا المبلغ الإجمالي بنحو 200 مليون دولار، يشمل ذلك أموالا جمعتها جمعيات خيرية مشروعة تسعى إلى مساعدة الملايين من سكان غزة الذين هم في أمس الحاجة إلى الغذاء والدواء والمأوى.
ويقول مسؤولون إسرائيليون إن حماس تستخدم بعض الأموال لدفع رواتب مسلحيها وتمويل العمليات السياسية وعمليات النفوذ التي تقوم بها الحركة في الخارج.
ويؤكد هؤلاء المسؤولين أن قادة حماس يمكنهم في المستقبل استخدام هذه الأموال لتجديد مخزون الحركة من الصواريخ والأسلحة الأخرى.
وتبين الصحيفة أن المسؤولين الأميركيين والأوروبيين والشرق أوسطيين يؤكدون أن حملات التبرع باتت مصدرا مهما بشكل خاص للدخل بالنسبة لحماس منذ بدء الصراع في غزة.
ويأتي ذلك وفقا للصحيفة بعد أن أصبحت حماس غير قادرة إلى حد كبير على تحصيل الضرائب والرسوم من سكان غزة، أكبر مصدر دخل لها، بعد بدء الهجوم البري الإسرائيلي في أواخر أكتوبر.
واحد من الأمثلة التي أوردتها الصحيفة بشأن حملات التبرع لحماس هي تلك التي انطلقت من الكويت في التاسع من أكتوبر.
بدأت الحملة على الإنترنت وأطلقت عليها اسم "حملة التعبئة من أجل فلسطين"، لالتماس التبرعات لـ "الأسر المتضررة" في غزة.
تمكنت الحملة من جمع ما قيمته 8.3 مليون دولار في الأيام الثلاثة الأولى فقط، وفقا لمراجعة أجرتها شركة "Kharon"، وهي شركة استخبارات خاصة مقرها ولاية كاليفورنيا.
من بين الرعاة المدرجين للحملة جمعية إحياء التراث الإسلامي، التي فرضت وزارة الخزانة الأميركية عليها عقوبات في عام 2008 لتقديمها الدعم المالي لتنظيم القاعدة والجماعات الإرهابية الأخرى.
وبالمثل، اتهمت الأمم المتحدة في عام 2011 فرعي الجمعية في باكستان وأفغانستان بمساعدة زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن ونقل الأموال والرسائل إلى أعضاء القاعدة في باكستان.
وفي عام 2013، شاركت الجمعية في حملة لجمع الأموال لشراء الصواريخ والأسلحة الأخرى لصالح جماعات إسلامية مسلحة خلال الحرب الأهلية السورية، وفقا للصحيفة.
يؤكد مارك نخلة، مسؤول العقوبات السابق بوزارة الخزانة والذي يدير حاليا التحقيقات في الشبكات المالية غير المشروعة لصالح شركة " Kharon": "لقد لفتت هذه الحملة الانتباه بسبب المنظمات المشاركة بها والتي تمكنت من جمع 8 ملايين دولار في أقل من أسبوع"، مشيرا إلى أن "هذا الأمر مستمر، والحملات الجديدة تظهر أسبوعيا".
وتقول الصحيفة أن مسؤولي الجمعية لم يردوا على طلبات للتعليق بشأن هذه المعلومات.
وخلال الأسابيع التي تلت اندلاع الصراع في غزة فرضت وزارة الخزانة الأميركية وبريطانيا حزمة عقوبات على أفراد في تركيا ومناطق أخرى لصلتهم بحركة حماس.
شملت العقوبات أفراد يعملون على استمرارية نشاط حماس من خلال تمثيل مصالح الحركة في الخارج وإدارة شؤونها المالية وتوجيه حملات جمع أموال لصالح الحركة وتحويل تلك الأموال غير المشروعة لدعم أنشطتها العسكرية في غزة.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: تنظیم القاعدة حملات التبرع جمع الأموال فی غزة
إقرأ أيضاً:
ثلث سكان توفالو يتقدمون للحصول على تأشيرة المناخ في أستراليا
يسعى ثلث سكان توفالو، الأرخبيل الواقع في جنوب غرب المحيط الهادي والمهدد بارتفاع منسوب مياه البحر، للحصول على "تأشيرة المناخ"، التي تمكّنهم من العيش في أستراليا بموجب معاهدة وقّعت عام 2024، حسب معلومات رسمية حصلت عليها وكالة الصحافة الفرنسية.
وكل عام، تقدم أستراليا تأشيرات لـ280 مواطنا من توفالو بموجب معاهدة "اتحاد فاليبيلي"، الذي وصفته كانبيرا بأنه "الاتفاق الأول من نوعه في العالم".
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2جفاف غير مسبوق يهدد محاصيل القمح في سورياlist 2 of 2حوض المتوسط وأوروبا يواجهان أسوأ جفاف في يونيو منذ عقدend of listوفي إطار هذه المعاهدة، فتحت أستراليا فئة جديدة من التأشيرات مخصصة للمواطنين البالغين في توفالو.
وتسجّل أكثر من 3 آلاف مواطن من توفالو للمشاركة في السحب الأول على التأشيرات، وهو ما يمثل حوالي ثلث سكان الأرخبيل، وفق الأرقام الرسمية التي وفرها البرنامج الأسترالي.
وتظهر البيانات الرسمية الخاصة بالبرنامج أن 3125 مواطنا من توفالو سجلوا للمشاركة في السحب خلال الأيام الأربعة التي تلت افتتاحه الأسبوع الماضي، وفي عام 2022، كان عدد سكان توفالو 10 آلاف و643 نسمة.
وتبلغ كلفة التسجيل 25 دولارا أستراليا (حوالي 16 دولارا أميركيا) ويغلق السحب في 18 يوليو/تموز.
ووصف ناطق باسم وزارة الشؤون الخارجية والتجارة الأسترالية المعاهدة بأنها "الاتفاق الأول من نوعه في العالم"، الذي يسمح لمواطني توفالو "بالانتقال بكرامة فيما يتفاقم تغير المناخ".
ويخشى العلماء من أن يصبح أرخبيل توفالو، أحد أكثر المناطق المهددة بتغير المناخ، غير صالح للسكن خلال 80 عاما.
وقال المتخصص في الجغرافيا بجامعة سيدني جون كونيل إن الراغبين في الهجرة من الأرخبيل يأملون في العثور على فرص عمل وتعليم ورعاية صحية أفضل في أستراليا، لكن الهجرة الطويلة الأمد للعمال المهرة قد تهدد مستقبل توفالو.
إعلانوأوضح أن "الجزر المرجانية لا تقدم مستقبلا: الزراعة صعبة، وصيد الأسماك يوفر إمكانات هائلة لكنه لا يولد فرص عمل".
الدفاع عن توفالووبموجب "اتحاد فاليبيلي"، تلتزم أستراليا الدفاع عن توفالو في مواجهة الكوارث الطبيعية والأوبئة الصحية وأي "عدوان عسكري" محتمل.
في المقابل، تمنح المعاهدة أستراليا حق التصويت في أي اتفاقات دفاعية قد تبرمها توفالو مع دول أخرى، وهو أمر أثار مخاوف.
وتقول كانبيرا إن هذه المعاهدة تهدف أيضا إلى الحد من النفوذ الصيني في المنطقة.