عربي21:
2025-05-18@08:01:28 GMT

مصير تضحيات غزة إلى أين؟

تاريخ النشر: 16th, January 2024 GMT

تنطلق هذه المقالة من القول المتعارف عليه ومفاده أن التاريخ يكرر نفسه، وبالتحديد في التحايل واحتواء النضالات والانتفاضات الفلسطينية وإفراغها من محتواها وتعطيل أسباب انطلاقها، والمتمثلة بتقرير المصير والخلاص من الاحتلال، وكأن قدر الشعب الفلسطيني عدم قطف ثمار تضحياته وإنهائها بدون تحقيق أي من الأهداف الوطنية.



وكل ذلك يتم تنفيذه من قبل الولايات المتحدة الأمريكية بشكل دائم، حيث تقوم بتنفيذ ذلك من خلال بعض رؤساء الدول العربية الذين ينفذون الإملاءات الأمريكية، فهم دائما جاهزون لتقديم المساعدة للإدارة الأمريكية في تحقيق ما تريد تنفيذه. وكل ما سبق طوفان الأقصى من انتفاضات تم إفراغها من أهدافها، ابتداء من الانتفاضة الأولى عام 1987، التي انتهت باتفاقية أوسلو المشؤومة سنة 1993 ولم تلتزم إسرائيل بأي بند من بنودها، ومرورا في الانتفاضة الثانية (الأقصى) عام 2000، وصولا لطوفان الأقصى.

وهذا يدفعنا إلى مناقشة أوجه الشبه في المواقف الأمريكية والعربية من انتفاضة الأقصى ومعركة طوفان الأقصى، مما يقودنا إلى السؤال الرئيس: هل سيكون مصير التضحيات الجسام في معركة طوفان الأقصى نفس مصير الانتفاضات السابقة؟

وبناء على ذلك، لا بد لنا من تناول سبب الانتفاضة الثانية وكيف تم التحايل على تضحيات الشعب الفلسطيني في قمة بيروت العربية سنة 2002، التي لم يلتزم بها من وقعوا عليها وذهبوا للتطبيع مع إسرائيل قبل الحل السلمي للقضية الفلسطينية. فقد عاد الرئيس ياسر عرفات من كامب ديفيد خالي الوفاض تماما، بعد رفضه التنازل عن القدس واللاجئين وحق العودة، ما دفعه لدعم انتفاضة الأقصى، على إثر زيارة أرئيل شارون الاستفزازية لساحات المسجد الأقصى المبارك.

السياسات الأمريكية والإسرائيلية نجحت في تحويل حل الصراع من الداخل الفلسطيني إلى الخارج العربي، حيث تزايدت وتيرة التطبيع من قبل الدول العربية مع إسرائيل. ومن شأن ذلك قبول إسرائيل في محيطها العربي قبل إنهاء الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني، ما يعني تهميش القضية الفلسطينية
عمدت إسرائيل خلال الانتفاضة إلى استهداف الشعب الفلسطيني عبر القتل والاعتقال والهدم والحصار والاغتيال، كما طال العدوان مؤسسات السلطة من خلال تدمير البنية التحتية للسلطة. وقد حظيت انتفاضة الأقصى في البداية بدعم سري من الرئيس عرفات، فقد أيد وموّل العمل المسلح، بسبب قناعته بأن الأمور لا يمكن حلها مع إسرائيل إلا عبر القوة، كما تحالف مع حركة حماس، إلى جانب باقي الفصائل الأخرى، مما فتح المجال لممارسة العمل المقاوم لجميع الفصائل من أوسع أبوابه.

لقد تعرض الرئيس عرفات في قمة كامب ديفيد لمؤامرة مزدوجة من قبل بيل كلينتون ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود باراك، فقد كان الهدف من القمة هو الضغط على الرئيس عرفات للقبول بالإملاءات والشروط الإسرائيلية التي حددها باراك مسبقا، إلا أن الرئيس عرفات لم يتراجع عن موقفه فيما يتعلق بالسيادة على مدينة القدس.

إن فشل المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية بسبب رفض الرئيس عرفات التنازل عن القدس، أدى إلى تغيير السياسة الأمريكية والأوروبية والعربية تجاهه، فبدأت محاصرة الرئيس عرفات، الذي أدرك حينها أن راعي السلام الأمريكي لم يكن طرفا محايدا، وأن القمة لم تكن سوى مؤامرة، وتأكّد بأنه كان على صواب برفضه للاقتراحات الإسرائيلية، واطمأن إلى هذه القناعة أكثر حين خرجت مظاهرات التأييد الحاشدة، والتي عبرت عن أضخم دعم شعبي له.

وبعد فشل القمة قامت كل من أمريكا وأوروبا بقطع علاقتهما بالرئيس عرفات والسلطة، وفرض حصار اقتصادي عليها، كما وجه كلينتون تحذيرا شديد اللهجة للرئيس بأن واشنطن سوف تعيد النظر في العلاقات الثنائية مع السلطة، كما مارست عدد من الدول العربية ضغوطا على السلطة ورئيسها، فخلال حصاره في رام الله لم يزره أحد من الرؤساء العرب، ولم يهاتفه إلا واحد أو اثنان خلال أربع سنوات.

لقد حددت الدول العربية موقفها من القضايا المطروحة لحل القضية الفلسطينية من خلال القمة العربية التي عقدت في بيروت في 27 آذار/ مارس 2002، لمواجهة التصعيد العسكري الإسرائيلي لحكومة أرييل شارون ضد الشعب الفلسطيني، وقد تغيب الرئيس عرفات عنها بسبب الحصار الإسرائيلي، ولم يتح له العرب المجال لإلقاء كلمته في القمة من مكتبه في رام الله كما كان مقررا، وهذا يدلل على أن غالبية القادة العرب كانوا موافقين على حصار الرئيس وعقابه على موقفه في كامب ديفيد.

إن السياسات الأمريكية والإسرائيلية نجحت في تحويل حل الصراع من الداخل الفلسطيني إلى الخارج العربي، حيث تزايدت وتيرة التطبيع من قبل الدول العربية مع إسرائيل. ومن شأن ذلك قبول إسرائيل في محيطها العربي قبل إنهاء الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني، ما يعني تهميش القضية الفلسطينية.

أما في عهد الرئيس دونالد ترامب، فيؤكد الموقف العربي الرسمي تجاه قراره باعتبار القدس عاصمة دولة الاحتلال ونقل السفارة الأمريكية لها، بأن علاقاتهم مع إسرائيل أهم من المقدسات الإسلامية ومن القضية الفلسطينية. فردود الفعل الرسمية على القرار لم تصل لمستوى الشجب والاستنكار، فاجتماع رؤساء الدول العربية والإسلامية في قمة إسطنبول لم ينتج عنه حتى قرار واحد على المستوى الرسمي يؤكد رفض هذه الدول المجتمعة لقرار ترامب.

فعلى سبيل المثال لم يتم قطع العلاقات مع إسرائيل وأمريكا، أو سحب سفرائهم أو حتى طرد السفراء الإسرائيليين والأمريكيين من بلادهم، إضافة إلى أن بعض الدول العربية كانت متواطئة مع هذا القرار، وتريد منع أي حراك ضد القرار، وتم التطبيع مع إسرائيل وبنفس الطريقة والأدوات القديمة، لكن مع انحياز أكبر لإسرائيل وعداء واضح للشعب الفلسطيني من قبل أمريكا والذي تعرى بعد معركة طوفان الأقصى في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، التي جاءت نتاج الفشل المتعمد والمستمر بإيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية. بل تعمدت الإدارة الأمريكية تصفية القضية من خلال الاعتراف بحق إسرائيل في القدس واعتبارها عاصمة إسرائيل، وإجبار الدول العربية للتطبيع قبل إحلال السلام الفلسطيني الإسرائيلي وهذا يتبدى في سياسة الإدارة الأمريكية القديمة الجديدة.

ولعل جولة وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكن للشرق الأوسط، التي استهلّها بزيارة تركيا ثم الأردن وقطر والإمارات والسعودية، ووصل إلى إسرائيل، ومصر، والضفة الغربية، في السادس من كانون الثاني/ يناير 2024، حيث قال بلينكن إن "السعودية والأردن وقطر والإمارات وتركيا ستبحث المشاركة في اليوم التالي للحرب بغزة".

وقال بلينكن: "وجدت في كل مكان ذهبت إليه قادة مصممين على منع اتساع دائرة الصراع"، مشيرا إلى أن زعماء تركيا والأردن وقطر والإمارات والسعودية اتفقوا على العمل على جهود مساعدة غزة في الاستقرار والتعافي ورسم مسار سياسي مستقبلي، مضيفا: "زعماء تلك الدول مستعدون لتقديم الالتزامات اللازمة لاتخاذ القرارات الصعبة وتحقيق كل هذه الأهداف"، وعرض الالتزامات العربية على نتنياهو ومجلس حربه والرئيس الفلسطيني والرئيس المصري.

ويلاحظ أن بعض الدول العربية تعمل على تهميش صمود المقاومة في القطاع، بالتعاون مع الإدارة الأمريكية التي يمثلها بلينكن، الذي قام منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر وحتى كتابة المقالة بخمس زيارات مكوكية للمنطقة في ظل دعمه الكامل والواضح والسافر والوقح لإسرائيل، حيث صرح خلال زيارته إلى إسرائيل في 12 تشرين الأول/ أكتوبر 2024، "بأن إدارة الكونغرس تعمل للتأكد من أن احتياجات إسرائيل الدفاعية المتزايدة تُلبى"، موضحا بأنه لم يأتِ لإسرائيل كونه وزيرا للخارجية فقط؛ ولكن بصفته يهوديا. وفي زيارته التضامنية لإسرائيل بعد عملية "طوفان الأقصى"، قال إن زيارته تحمل رسالة مفادها أنهم سيكونون دائما موجودين إلى جانب الإسرائيليين، وليسوا مضطرين للدفاع عن أنفسهم بمفردهم، على حد قوله.

وتجدر الإشارة هنا إلى أن بلينكن طالب إسرائيل على مدار أكثر من ثلاثة شهور بتحويل أموال الضرائب للسلطة، إلا أن وزير المالية سموترتش رفض تحويلها للسلطة، وهذا يوضح بشكل جلي أن بلينكن لم يستطع إجبار إسرائيل على الإفراج عن أموال الفلسطينيين المحجوزة، فكيف به أن يحقق تصريحاته في إقامة دولة فلسطينية! وهذا يتمثل في بيع الوهم للشعب الفلسطيني، فكل ما سبق من بداية أوسلو وحتى اليوم يؤكد كل ما ذهبنا له من تحايل على تضحيات الشعب الفلسطيني.

وعلى نفس المنوال، طالب بلينكن، خلال اجتماعه بحكومة الحرب الإسرائيلية، بضرورة بلورة آلية لعودة النازحين الفلسطينيين إلى مناطقهم في شمال غزة، فيما تمسّكت إسرائيل بربط ذلك بالوصول إلى صفقة تبادل جديدة مع حماس، حيث تركز مسار بلينكن لما بعد الحرب الإسرائيلية على تمكين إقامة دولة فلسطينية واندماج إسرائيل أكثر في محيطها، وشدد على ضرورة تكثيف إدخال المساعدات الإنسانية لغزة على الفور، ولكن نتنياهو ومسؤولي حكومته أبلغوا بلينكن بأنهم لن يسمحوا الآن بعودة النازحين إلى شمال القطاع، كونها مسألة مشروطة بإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين في غزة.

وعلى المستوى العربي في 11 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023، تم عقد قمة طارئة لوقف العدوان على الشعب الفلسطيني، إلا أن العدوان ما زال مستمرا بعد أكثر من شهرين من الاجتماع، ولأول مرة منذ بدء الحرب مع حلول اليوم الـ95 تم عقد قمة أردنية مصرية فلسطينية بعد نحو شهرين من انعقاد القمة العربية، تهدف للعمل على دفع وتكثيف الجهود الرامية لإنقاذ أهالي القطاع، ووقف إطلاق النار، وإيصال المساعدات الإنسانية، حيث جاءت القمة لتؤكد على إدخال المساعدات، وكأن معبر رفح ليس تحت السيادة المصرية!

لقد طالب بلينكن الرئيسَ عباس، في 10 كانون الثاني/ يناير 2024، بإجراء إصلاحات في الحكم، وأكدت مصادر أن الاجتماع "كان متوترا وشابته مناكفات وتلاسن"، وطلب الرئيس من بلينكن الضغط للإفراج عن أموال الضرائب الفلسطينية، وقال الفلسطينيون لبلينكن إنه "إذا لم يكن عندكم القدرة على تحرير الأموال، فكيف ستكون عندكم القدرة للضغط على إسرائيل وتحقيق السلام والدولة الفلسطينية؟!". وعقب اللقاء، صرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر إن بلينكن أكد موقف واشنطن الثابت على وجوب قيام دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل "والعيش في سلام وأمن". فالدولة بالمفهوم الأمريكي لا تعني التحرير، فالخلاص من الاحتلال يسبق قيام الدولة.

البعض العربي يبذل كل الجهود للضغط على حركة حماس في سبيل خدمة الأمريكي، لتهميش واحتواء النصر الفلسطيني وإظهار نتنياهو أنه حقق النصر، وتحت عناوين تجنيب مزيد من الدمار والإبادة، أي استغلال الوضع في غزة لتحقيق ما لم يستطع تحقيقه العدو في الميدان
بلينكن أتى بخطة وبموافقة كل من تركيا والأردن والسعودية وقطر والإمارات من أجل تحقيق المطالب الإسرائيلية، ويريد فرضها على عباس ومصر، وتتمحور حول إحضار قوات متعددة الجنسيات إسلامية وعربية عمادها الجيش التركي؛ إلى القطاع، وتشكيل حكومة فلسطينية من المستقلين، وإعمار القطاع من قبل الدول الخليجية، وتنفيذ صفقة تبادل للأسرى، مقابل إغراء نتنياهو لإيجاد مخرج له من خلال التطبيع مع السعودية. وفي حال تم هذا المخطط الأمريكي، ستحقق إسرائيل جميع أهدافها، ويبدو أن مهمة القوات المتعددة الجنسيات هي تحجيم المقاومة وحفظ أمن إسرائيل.

وأبلغ بلينكن المسؤولين الإسرائيليين بأنه "من المستحيل القضاء على حماس بشكل كامل"، وطرح خلال اجتماعه بمجلس الحرب طلب الولايات المتحدة تطبيق حل الدولتين بصفته رؤية لـ"اليوم التالي" -انتهاء- للحرب في غزة. وقال بلينكن للوزراء: مثلما لديكم طموحات، الفلسطينيون لديهم أيضا طموحات. عليكم قبول ذلك". وقال مسؤولون إسرائيليون إن رسالة بلينكن كانت أنه "إذا لم يُطرح حل الدولتين بوصفه رؤية، فإن إسرائيل لن تتقدم سياسيا، ولا حتى (في ملف التطبيع) مع السعودية".

أعتقد أن البعض العربي يبذل كل الجهود للضغط على حركة حماس في سبيل خدمة الأمريكي، لتهميش واحتواء النصر الفلسطيني وإظهار نتنياهو أنه حقق النصر، وتحت عناوين تجنيب مزيد من الدمار والإبادة، أي استغلال الوضع في غزة لتحقيق ما لم يستطع تحقيقه العدو في الميدان. فهناك سابقة للعرب من خلال الدور الأساسي في تمويل تدمير العديد من الدول العربية وباعتراف رئيس الوزراء حمد بن جاسم، فمن دعم التدمير خدمة للأمريكي فلا مانع لديه من تقديم طروحات تخدم الأمريكي من جديد، خاصة بعد السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الذي أنهى كل المحاولات العربية لتدجين حركة حماس.

ولعل قمة بيروت ما زالت ماثلة أمام الشعب الفلسطيني، وكيف ذهب العرب للتطبيع مع إسرائيل قبل تطبيق حتى بنود القمة نفسها. وستكون هناك قمة أو اجتماع عربي مستقبلي لإحباط واحتواء النصر الفلسطيني.

إن التقدم من قبل جنوب أفريقيا بالدعوى ضد إسرائيل في 11-12 كانون الثاني/ يناير 2024، وعدم تقدم أي دولة عربية لنفس الدعوى، يوضح الموقف العربي من القضية الفلسطينية، وأن تدخلهم لا يصب في مصلحة الشعب الفلسطيني. ولكن يجب الحذر من التحرك الأمريكي العربي ما بعد المحكمة لإيجاد محاولات جديدة لسحب الأوراق الرابحة من أيادي الشعب الفلسطيني، من خلال الخدعة الأمريكية العربية المتمثلة في الحلول المطروحة وفي مقدمتها الدولة بالمفهوم الأمريكي.

وهذا ما يؤكده تصريح أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح جبريل الرجوب، في مقابلة خاصة مع العربي في 11 كانون الثاني/ يناير 2024، أن "هناك أطرافا إقليمية ترفض قيام دولة فلسطينية، ولن يتمكن أحد من فرض أي إملاءات علينا"، وهذا يؤكد ما ذهبنا إليه بأن هناك العديد من الدول العربية تعمل على عدم قطف ثمار التضحيات الهائلة للشعب الفلسطيني إرضاء لأمريكا وإسرائيل.

الموقف الأمريكي نابع من الضغط على الفلسطينيين للقبول بما تطرحه إسرائيل. وهذا ما عبّر عنه كلينتون، وما جسده دونالد ترامب بمنح القدس لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية للقدس، واستهداف قضية اللاجئين وغيرها من القضايا المصيرية. ولعل الدعم اللا محدود والمشاركة في حرب الإبادة على القطاع من قبل الرئيس جو بايدن يؤكد على أن الموقف الأمريكي هو الموقف الإسرائيلي. أما بالنسبة للموقف العربي فهو موقف خانع ومنفذ للمطالب الأمريكية التي تنص على عدم حصول الشعب الفلسطيني على أبسط حقوقه
وفي المحصلة النهائية، لقد أرادت كل من إسرائيل والولايات المتحدة من الرئيس عرفات أن ينهي الصراع الإسرائيلي الفلسطيني من خلال التنازل عن القضايا التي تم تأجيلها خلال اتفاق أوسلو (القدس واللاجئين والحدود والسيادة)، وبعد رفض الرئيس التنازل عنها في كامب ديفيد، تمت تصفيته. فكل من قمة كامب ديفيد الثانية، والانتفاضة الثانية، واستشهاد الرئيس عرفات، وصفقة القرن، وقضية الأسرى، ومعركة طوفان الأقصى.. جميعها أحداث مترابطة ومتشابكة كحلقات السلسة لا يمكن فصلها عن بعضها البعض، فكل منها كان نتيجة لما قبلها.

أما بخصوص الموقف الأمريكي فهو نفسه الموقف الإسرائيلي من جميع القضايا المركزية الخلافية، فالموقف الأمريكي نابع من الضغط على الفلسطينيين للقبول بما تطرحه إسرائيل. وهذا ما عبّر عنه كلينتون، وما جسده دونالد ترامب بمنح القدس لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية للقدس، واستهداف قضية اللاجئين وغيرها من القضايا المصيرية. ولعل الدعم اللا محدود والمشاركة في حرب الإبادة على القطاع من قبل الرئيس جو بايدن يؤكد على أن الموقف الأمريكي هو الموقف الإسرائيلي.

أما بالنسبة للموقف العربي فهو موقف خانع ومنفذ للمطالب الأمريكية التي تنص على عدم حصول الشعب الفلسطيني على أبسط حقوقه. أما الموقف الفلسطيني الرسمي في السابق فهو متمسك بالثوابت الوطنية التي دفع ثمنها الرئيس عرفات، وتم التخلص منه عبر تسميمه ومن ثم استشهاده في 11 تشرين الثاني/ نوفمبر 2004. أما الموقف الرسمي الحالي فهو ضعيف ومتمسك في اتفاقيات أوسلو والتي قد عفا عليها الزمن. إلا أن قيادة المقاومة وبالتحديد بعد السابع من تشرين الأول/ أكتوبر جادة في تحرير الأسرى وإحداث تغيرات جذرية بمصير القضية الفلسطينية نحو الخلاص من الحصار والاحتلال.

وفي النهاية ينطبق على فلسطين قول كارل ماركس أن "التاريخ يعيد نفسه في المرة الأولى كمأساة، وفي المرة الثانية كمهزلة"؛ ففي المرة الأولى التي تتمثل في حجم التضحية والشهداء والدمار ومعاناة الشعب، والمرة الثانية تتمثل في الوعود الكاذبة واحتواء الانتفاضات والثورات الفلسطينية من قبل بعض الدول العربية التي تعمل على إرضاء السادة في البيت الأبيض.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الفلسطينية إسرائيل غزة إسرائيل امريكا فلسطين غزة العالم العربي مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة السابع من تشرین الأول القضیة الفلسطینیة الشعب الفلسطینی الموقف الأمریکی وقطر والإمارات دولة فلسطینیة الدول العربیة طوفان الأقصى کانون الثانی الرئیس عرفات إسرائیل فی التنازل عن کامب دیفید مع إسرائیل حرکة حماس ینایر 2024 من خلال من قبل إلا أن فی غزة

إقرأ أيضاً:

ذكرى النكبة الـ 77.. الجامعة العربية تُدين رفض ‏إسرائيل وقف إطلاق النار في غزة ‏

تدين جامعة الدول العربية بشدة رفض إسرائيل وقف إطلاق النار في غزة، وعدم تنفيذها قرارات مجلس الأمن بالسماح الفوري وغير المشروط بإدخال المساعدات الإنسانية، بالإضافة إلى رفضها الانصياع لأوامر محكمة العدل الدولية بمنع جريمة الإبادة الجماعية.

الجامعة العربية تُدين رفض إسرائيل وقف إطلاق النار في غزة

وقالت جامعة الدول العربية في بيان لها اليوم الخميس بمناسبة الذكرى الـ 77 لنكبة الشعب الفلسطيني، إدانة وتجريم الحرب العدوانية الإسرائيلية ضد أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وفي الضفة الغربية، التي ترتكبها إسرائيل على مدار أكثر من 585 يوما.

وأشارت جامعة الدول العربية إلى أن ما يتعرض له الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وفي عموم الأرض الفلسطينية المحتلة، يتطلب من جميع الأحرار في العالم الدفاع عن القضية الأكثر عدلاً وإنسانية بكل المعايير والشرائع.

وأضافت جامعة الدول إن هذه الذكرى السنوية للنكبة تلك المأساة الكبرى في تاريخ الإنسانية التي ارتكبتها العصابات الصهيونية في عام 1948 والتي لا زالت تتواصل حلقاتها وتتعاظم حتى اليوم، حيث تعرض الشعب الفلسطيني إلى عمليات إبادة وقتل وتشريد وتهجير، في عمليات إبادة وتصفية يندى لها جبين الإنسانية، حولت ملايين من أبناء الشعب الفلسطيني إلى لاجئين ومهَجَّرين بداخل وطنهم وخارجه، في صورة من أشد صور القهر والظلم التي لم يواجهها شعب على وجه الأرض منذ قرون".

تحقيق العدالة والإنصاف للشعب الفلسطيني

وأكدت الدول العربية على أهمية الدور والمسؤولية التاريخية، التي تضطلع بها سائر مكونات العدالة الدولية والمنظمات والهيئات المختصة وذات الصلة بحقوق الإنسان، الدولية والإقليمية والمحلية، ومؤسسات المجتمع المدني، في لحظة استحقاق تاريخية فارقة وللعمل على تحقيق العدالة والإنصاف للشعب الفلسطيني ودعم حقوقه المشروعة وفي مقدمتها حقه في تقرير المصير وتجسيد دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على خطوط الرابع من يونيو عام 1967.

وتابعت: هذه الذكرى تأتي في ظل استمرار حرب شعواء تشنها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة منذ ما يزيد عن 19 شهراً راح ضحيتها أكثر من 200 ألف ما بين شهيد وجريح ومفقود جلهم من النساء والأطفال، وتشريد جميع سكان القطاع البالغ عددهم مليوني إنسان وتدمير كل مقومات الحياة، ومنع المساعدات الإنسانية مع فرض حصار مميت، ونقص حاد في المياه، والدواء، والغذاء، في جريمة حرب بشعة لم يسبق لها مثيل في تاريخ المنطقة، في ظل صمت دولي مريب، شجع سلطات الاحتلال الإسرائيلي على ارتكاب المجازر حيث تدمير منشآت الأمم المتحدة، والمرافق الطبية، وقتل الأطباء والمسعفون والصحفيون، في تحد واضح لإرادة شعوب العالم المنادية بوقف تلك المجازر، وللقيم والمبادئ الإنسانية والسماوية والأخلاقية والقانونية، ولكل القوانين والقرارات الدولية الداعية إلى وقف فوري للحرب الغاشمة التي حولت قطاع غزة إلى مسرح كبير لجرائم إبادة جماعية وتطهير عرقي.

العدوان المتواصل يبرز التهجير القسري الجماعي

وقالت: أفظع ما شهده الشعب الفلسطيني خلال هذا العدوان المتواصل يبرز التهجير القسري الجماعي كواحد من أبرز أوجه المأساة، ضمن مشهد يُعيد إلى الذاكرة صور النكبة الأولى عام 1948، حين اقتُلِع الفلسطينيون من قراهم ومدنهم، واليوم، يتكرر المشهد ذاته، ولكن في نسخته الأشد قسوة، إذ لا ملاذ، ولا ممرات إنسانية آمنة، ولا ضمانات لعودة قريبة.

ولفتت الجامعة العربية إلى أن المشهد في الضفة الغربية والقدس المحتلتين، لا يقلّ فظاعة حيث يواجه الشعب الفلسطيني تصعيدًا غير مسبوق من الاعتداءات اليومية التي تنفذها قوات الاحتلال والمستوطنون المسلحون، في ظلّ حماية رسمية وتشجيع من الحكومة الإسرائيلية المتطرفة، فقد تصاعدت وتيرة عمليات الاقتحام للمخيمات والمدن والبلدات الفلسطينية، وازدادت حدة عمليات الإعدام الميداني والاعتقال العشوائي وهدم المنازل، وفرض الحصار على قرى بأكملها، في سياسة تهدف إلى كسر إرادة الشعب الفلسطيني وتفكيك نسيجه المجتمعي، فيما يتعرض المسجد الأقصى المبارك لعمليات الاقتحامات المتكررة لفرض واقع جديد في الحرم القدسي الشريف في انتهاك صارخ للوضع التاريخي والقانوني القائم ولكل المواثيق الدولية ذات الصلة.

اقرأ أيضاًالأمين العام لجامعة الدول العربية يعرب عن القلق إزاء الاشتباكات المسلحة في طرابلس

جامعة المنصورة تشارك في إطلاق مبادرة "بداية جديدة لجودة التعليم" بجامعة الدول العربية

جامعة الدول العربية تدعو إلى تبني إطلاق صندوق عربي لتمويل مشروعات التنمية المستدامة

مقالات مشابهة

  • الرئيس الفلسطيني يدعو خلال القمة العربية ببغداد لتبني خطة عربية لإنهاء الحرب في غزة
  • تعليق قوي من الرئيس السيسي على محاولات إسرائيل للتطبيع مع الدول العربية
  • الرئيس السيسي: يجب انسحاب إسرائيل من الجنوب اللبناني واحترام سيادتها على أراضيها
  • عاجل- السيسي: ضرورة استثمار رفع العقوبات الأمريكية لصالح الشعب السوري ودعم استقرار الدول العربية
  • الرئيس السيسي: لا بد من استثمار رفع العقوبات الأمريكية لمصلحة الشعب السوري
  • الرئيس العراقي: الشعب الفلسطيني يتعرض لإبادة جماعية بهدف تصفية وجوده
  • الرئيس الفلسطيني يصل إلى بغداد للمشاركة في القمة العربية الـ34
  • وصول القادة إلى بغداد للمشاركة في القمتين العربية والتنموية.. الرئيس الفلسطيني أول الحاضرين
  • الرئيس الفلسطيني أول الحاضرين.. وصول الزعماء لبغداد للمشاركة في القمتين العربية والتنموية
  • ذكرى النكبة الـ 77.. الجامعة العربية تُدين رفض ‏إسرائيل وقف إطلاق النار في غزة ‏