برنامج جديد بمجمع الملك سلمان لتعليم اللغة العربية للطلبة الدوليين من 41 جنسيه
تاريخ النشر: 16th, January 2024 GMT
أعلن مجمع الملك سلمان العالمي للُّغة العربيّة بدء الدراسة الحضورية لبرنامج تعليم اللُّغة العربيّة للناطقين بغيرها في مركز (أبجد) لتعليم اللُّغة العربيّة؛ وذلك ابتداءً من 25 يناير الحالى في مقر المجمع. يتضمن البرنامج تعليم اللغة العربية للطلبة الدوليين من 41 جنسيه يمثلون مختلف القارات وهو ما يتوافق مع مستهدفات برنامج تنمية القدرات البشرية - أحد برامج رؤية السعودية 2030 سعيًا إلى إبراز جهود المملكة في دعم اللُّغة العربيّة، ونشر ثقافتها عالميًّا بتقديم تعليمٍ متميزٍ في بيئةٍ ثقافيةٍ جاذبة.
ويقدّم مركز (أبجد) لتعليم اللُّغة العربيّة تعليمًا متميزًا يجمع في التعلُّم بين اللُّغة العربيّة، وثقافتها في بيئةٍ تعليميةٍ جاذبة، ويشتمل على 4 مستويات تعليمية تتوافق مع الإطار الأوروبي (A1, A2, B1, B2) بمعدل شهرين لكل مستوى تعليمي، ويتكون كل مستوى من (160) ساعة تعليمية بمعدل 20 ساعة أسبوعيًّا، إضافةً إلى الأنشطة الثقافية الإثرائية.
ويعتمد البرنامج التعليمي على منهج الوحدات الدراسية المتكاملة التي تشتمل على عناصر اللُّغة ومهاراتها، وتعتمد في تصميمها على الإطار الأوروبي في تدريس اللُّغات الأجنبية حتى يكون المتعلم في نهاية البرنامج قادرًا على توضيح المفاهيم المتصلة بتراكيب اللُّغة العربيّة ومفرداتها وأصواتها وإملائها، وتحديد أبرز جوانب الثقافتين العربية والسعودية، وتطبيق مهارات اللُّغة العربيّة وعناصرها تحدّثًا وكتابةً، والتواصل مع الآخرين في مواقف وسياقات مختلفة.
ويهدفُ مركز (أبجد) لتعليم اللُّغة العربيّة إلى توفير تعليم متميّز للناطقين بغيرها، على نحوٍ يمكّنهم من التواصل والحديث مع الآخرين باللُّغة العربيّة وذاك من خلال برنامجٍ متميزٍ مصمّم وفقًا لأفضل المعايير العالمية في تدريس اللُّغات، إضافةً إلى نشر اللُّغة العربيّة والثّقافة العربيّة السعوديّة عالميًّا؛ عبر الاطلاع على تراثها وعاداتها وتقاليدها، والتّعرُّف على مناطقها السياحية والأثرية بتقديم الأنشطة الإثرائية، وبرامج الرحلات والزيارات المعزّزة للتعليم، واكتساب الثقافة العربيّة السعوديّة، واستقطاب المتعلّمين الراغبين في تعلُّم العربيّة لغةً ثانيةً من أنحاء العالم، فضلًا عن توفير بيئةٍ لغويةٍ ثقافيةٍ جاذبة تساعد الطلاب والطالبات على الاندماج في المجتمع السعودي.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: برنامج اللغة العربية ة العربی ة تعلیم الل تعلیم ا
إقرأ أيضاً:
خطيب الجامع الأزهر: الحفاظ على اللغة العربية واجب ديني ووطني
ألقى خطبة الجمعة اليوم بالجامع الأزهر الدكتور ربيع الغفير، أستاذ اللغويات المساعد بجامعة الأزهر، ودار موضوعها حول "الحفاظ على اللغة العربية واجب ديني ووطني" وأوضح أن الأمة الإسلامية مفضلة، حيث أرسل الله -سبحانه وتعالى- إليها خير رسله -صلى الله عليه وسلم-، وأنزل عليها خير كتبه، وكان هذا الكتاب بخير اللغات التي اصطفاها الله لحمل رسالته إلى يوم القيامة، حيث نزل باللغة العربية، ولذلك، فالحديث عن اللغة العربية من أوجب الواجبات في هذا العصر لرد الغارة الشعواء عليها منذ فترة بعيدة، فاللغة العربية والحفاظ عليها والتحدث بها وفهمها ودراستها واجب ديني ووطني وقومي، لأن اللغة هي الهوية، وهي كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- ومن بديع ما جاء في ذلك، ما جاء في كتاب فقه اللغة: "من أحب الله أحب رسوله، ومن أحب رسوله العربي أحب العرب، ومن أحب العرب أحب اللغة العربية".
وأضاف بأن اللغة العربية تُشَن عليها حملات هوجاء شرسة بدعوات ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب، بدأت في بدايات القرن الماضي بـالدعوة إلى تعميم العامية (بدلاً من: تعميم اللغة العربية)، فالخطيب على منبره يتحدث بالعامية، والصحفي في جريدته يكتب بالعامية حتى تصل إلى قلوب الناس في زعمهم، لكن في الحقيقة، هذه دعوة مريضة خبيثة غرضها بتر الصلة بيننا وبين التراث ومنابع الدين، متسائلاً: هل نزل القرآن بالعامية؟ هل بلغ الرسول صلى الله عليه وسلم أحاديثه بالعامية؟ هل خطت كتب التراث بالعامية!؟.
ودعا خطيب الجامع الأزهر إلى قراءة كتاب يعد من أهم الكتب، وهو "تاريخ الدعوة إلى العامية وآثارها في مصر"، لما يكشفه من حقائق خطيرة حول محاولات إضعاف العربية منذ بدايات القرن الماضي، وذلك بهدف عزل الأجيال عن تراثها وفصلها عن مصادر التشريع الإسلامي الأصيلة، فالحفاظ على فصاحة اللغة يعد حصنا للهوية الثقافية والدينية للأمة بأكملها، مبينًا أن دعاة هدم الهوية أدركوا أن ضرب العربية هو أقرب طريق لضرب الدين، وهو ما نبه إليه الإمام الشاطبي في «الموافقات» حين جعل فهم العربية شرطًا للاجتهاد الفقهي، حتى يرى الجميع خبث المؤامرة والتخطيط الماكر لطمس هوية هذا الدين وتراثه، والقضية أنه لا يمكن لأحد أن يفهم كتاب الله بغير العربية، فكيف نفقهه ونفهمه بغير فهم اللغة التي نزل بها يقول تعالى: ﴿إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ﴾، ويقول عمر بن الخطاب رضى الله عنه: "تعلموا العربية فإنها تُثَبِّتُ العَقْل وتزيد في المروءة"، ويقول أحد المستشرقين: "منذ فهمت اللغة العربية، صار للساني عقل".
وأكد خطيب الجامع الأزهر أن فهم القرآن الكريم يستحيل دون إتقان اللغة العربية، لأن ضعف العربية يؤدي إلى ضعف الفهم عن الله ورسوله، واستدل على ذلك بأن معرفة أسرار البيان ودلالات النحو هي وحدها التي تحل مشكلات فهم النص القرآني العويصة، مثل تفسير آية يوسف ﴿وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ ۖ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَن رَّأَىٰ بُرْهَانَ رَبِّه﴾، حيث بين علماء اللغة أن "لولا" حرف امتناع ينفي وقوع هم يوسف أصلاً، كما نبه إلى أن الجهل باللغة يوقع في أخطاء فادحة في الاستعمال الشائع، كالدعاء بـ "ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق" دون إدراك أن "الفتح" هنا يعني الحكم والفصل في الخصومة وليس العطاء، كما وردت في قصة شعيب، مما يؤكد أن الجهل بالعربية يترتب عليه مصائب كثيرة في فهم الدين والتعبير، مشددًا على أن إجادة العربية ليست مهارة لغوية فحسب، بل هي طريق لفتح أبواب التدبر في كتاب الله، واستشعار تجليات معانيه، وفهم أسرار الخطاب الشرعي كما أراده الله تعالى، وأشار إلى أن كل علم من علوم الشريعة—تفسيرًا كان أو فقهًا أو حديثًا—لا يدرك إدراكا صحيحا إلا من خلال إحكام أدوات اللغة العربية.
وأضاف أن ما نشعر به اليوم ونحن نذوب في لغة غير لغتنا، وكلام غير كلامنا، متفاخرين بذلك كما يحدث في المدارس الأجنبية، حيث يعلِّمون الأولاد لغات غير لغتهم الأم. هذه المدارس تقطع الصلة بينها وبين دارسيها بلغتها. مشدداً على ضرورة الحفاظ على اللغة العربية، حتى لا يجني الآباء ثماراً مُرَّة بتخريج أجيال لا صلة لها باللغة العربية، ولا يفقهون القرآن الكريم، مثمناً المبادرة الرئاسية ودور الرئيس في دعم اللغة العربية، وتوجيهه للإعلام وغيره من المؤسسات المعنية بضرورة الاهتمام باللغة العربية. وهذه دعوة حميدة، ومبادرة قيمة لأن اللغة العربية هي هويتنا.
وفي ختام الخطبة طالب خطيب الجامع الأزهر باستبدال اللافتات والإعلانات وعناوين المحلات المكتوبة باللغة الإنجليزية وغيرها إلى أن تكون باللغة العربية، لأن اللغة العربية قادرة على أن تعطينا مفردات تستخدم لهذا الغرض، ولابد من وجود قانون يجرم الخطأ في اللغة العربية، لردع التهاون والاستهانة باللغة العربية والعبث بها، وعلى أولياء الأمور الاهتمام باللغة العربية وتنميتها لدى أطفالهم، وعلى المدارس أن تدرس اللغة العربية وتطبقها عملياً، وتهتم بها اهتماماً كبيراً.