الشاعر الجامايكي الفائز بجائزة تي إس إليوت يجدد رفضه الحرب على غزة
تاريخ النشر: 17th, January 2024 GMT
حرص الشاعر الجامايكي جيسون ألين بيسانت على إعلان موقفه الرافض للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة خلال تسلمه جائزة "تي إس إليوت" -إحدى أعرق الجوائز البريطانية- في الحفل الذي أقيم في العاصمة لندن.
ووفقما نشرت صفحة الجائزة على منصة "إكس" الاثنين، "أعلن جيسون في حديثه أثناء استلام الجائزة عن رفضه الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة، التي شغلته وشغلت الكثير منا خلال الأشهر القليلة الماضية".
Jason accepted the prize by reading from his book, and by speaking against the war in Gaza, which has preoccupied him and many of us over these last few months.
— T. S. Eliot Prize (@tseliotprize) January 15, 2024
ولم يكن موقف الشاعر الجامايكي خلال ما يوصف بأنه أكبر حدث شعري سنوي في المملكة المتحدة، الأول الذي يعبّر فيه عن تضامنه مع فلسطين، بل سبق أن أعلن دعمه للدعوى التي أقامتها جنوب أفريقيا أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي بشأن ممارسة إسرائيل "الإبادة الجماعية" في غزة.
وفي 11 يناير/كانون الثاني الجاري كتب على صفحته بمنصة إكس أن "حكومة جنوب أفريقيا تمنح الناس الكثير من الأمل والحياة الآن من خلال شجاعتها. سوف ينظر إليها التاريخ بشكل إيجابي للغاية".
The South African government is giving people so much hope and life now through their courage. History will look so favourably on them. https://t.co/U4di6UvXyM
— Jason Allen-Paisant (@jallenpaisant) January 11, 2024
وفي اليوم نفسه، أعاد ألين بيسانت نشر تغريدة لناشطة فلسطينية تطلق على نفسها "صوت غزة"، كتبت فيها "لقد كبرت 20 عامًا.. في الـ97 يوما الماضية! لقد رأيت كل أهوال هذا العالم. لو كنت قرأت في الكتب عما يحدث لنا لما صدقت أن هذا صحيح".
I have grown up twenty years.. over the past 97 days!
I have seen all the horrors of this world.
If I had read in books about what is happening to us, I would not have believed it to be true. @wizardbisan pic.twitter.com/PJaJBQhzF5
— GaZa Voice (@GaZaVoice7th) January 11, 2024
وفي 12 يناير/كانون الثاني الجاري، أعلن الشاعر تضامنه مع ناشط يدعى مارك هيبدان ناقد لقناة "بي بي سي نيوز" لتحيزها لإسرائيل، فأعاد ألين بيسانت نشر تغريدته التي تقول "لقد شغلت للتو قناة بي بي سي نيوز وهي تبث الدفاع الإسرائيلي في لاهاي على الهواء مباشرة. لم تبث دقيقة واحدة من قضية الادعاء على الهواء مباشرة أمس. أنتم من جانب واحد تدعمون الفصل العنصري في العار".
Just turned on BBC News and they're showing the Israeli defence at the Hague live. They didn't show a single minute of the prosecution case live yesterday. You are a one sided, apartheid supporting disgrace @BBCNews
— Mark Hebden???? (@unionlib) January 12, 2024
وفي 7 يناير/كانون الثاني الجاري وبعد استشهاد حمزة الدحدوح نجل مدير مكتب قناة الجزيرة في قطاع غزة وائل الدحدوح بقصف إسرائيلي، كتب ألين بيسانت "إن ذبح عائلة هذا الرجل على مراحل هو مجرد وجه واحد من وجوه العنف الهمجي الذي تمارسه دولة إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني. لا أستطيع أن أرى كيف يمكن للأكاديميين الكبيرين في مجالي "ما بعد الاستعمار" و"إنهاء الاستعمار" أن يظلوا صامتين في مواجهة هذا".
The slaughter of this man’s family by stages is just one face of the State of Israel’s barbaric violence against the Palestinian people. I can’t see how academics big on ‘postcolonial’ and ‘decolonial’ this and that can remain silent in the face of this. https://t.co/4b5mgCrsbD
— Jason Allen-Paisant (@jallenpaisant) January 7, 2024
جيسون ألين بيسانت.. الشاعر الجامايكيوفاز الشاعر الجامايكي جيسون ألين بيسانت بجائزة "تي إس إليوت" البريطانية لهذا العام عن مجموعته الشعرية الثانية "بورتريه ذاتي مثل عطيل"، وهي مجموعته التي تستكشف ذكورة السود وهوية المهاجرين.
The winner of the T. S. Eliot Prize 2023 is Jason Allen-Paisant, for Self-Portrait as Othello! pic.twitter.com/goIv7JUTvP
— T. S. Eliot Prize (@tseliotprize) January 15, 2024
وتم الإعلان عن فوز الكاتب والأكاديمي البالغ من العمر 43 عاما بجائزة قدرها 25 ألف جنيه إسترليني خلال حفل أقيم في مجموعة والاس في العاصمة البريطانية لندن.
وقالت لجنة التحكيم المكونة من الشعراء بول مولدون وساشا دوجديل ودينيس سول، إن: "بورتريه ذاتي مثل عطيل" هو كتاب ذو طموحات كبيرة يقابله قدرة خيالية كبيرة ونضارة وذوق فني.
وأضافت لجنة التحكيم "كما يوحي عنوان المجموعة الشعرية، يتم تقديم الشعر بطريقة مسرحية وبمجموعة من الأصوات والتسجيلات عبر المناطق الجغرافية والعصور. يتطلب الأمر شجاعة حقيقية لإنجاز عمل مثل هذا بهذا الأسلوب والنزاهة. نحن واثقون من أن "بورتريه ذاتي مثل عطيل" هو الكتاب الذي سيعود إليه القراء لسنوات عديدة".
وفي "بورتريه ذاتي مثل عطيل"، يربط ألين بيسانت بين عطيل شكسبير -وهو جنرال مغاربي يُعامل غالبًا على أنه دخيل في البندقية- وتجارب المهاجرين السود اليوم.
وتتنقل قصائده بين جامايكا وبراغ وباريس وأكسفورد من بين أماكن أخرى، وهو ينسج سطورًا من الفرنسية والعامية الجامايكية والإيطالية والألمانية.
ويقيم ألين بيسانت في ليدز مع زوجته وطفليه، ويدرّس النظرية النقدية والكتابة الإبداعية في جامعة مانشستر، وصدرت مجموعته الأولى "التفكير في الأشجار" عام 2021، وسيتم نشر كتابه "مسح الأدغال" العام الجاري.
وقال الحكام إنهم تلقوا ما مجموعه 186 طلبًا من ناشرين بريطانيين وأيرلنديين. ومن بين الشعراء الآخرين الذين وصلوا إلى القائمة المختصرة المكونة من 10 شعراء لجائزة هذا العام: كيت فان عن "قارئ سحابة الحبر" وجين كلارك عن "تغيير في الهواء" وشارون أولدز عن "بالادز".
وتأسست جائزة "تي إس إليوت" في عام 1993، ومن بين الفائزين السابقين بها تيد هيوز، ودون باترسون، وكارول آن دافي، وأوشين فونج. أما الفائز بالجائزة لعام 2022 فهو أنتوني جوزيف عن مجموعته "السوناتات لألبرت".
"تي إس إليوت".. شاعر "الأرض الخراب"أما عن صاحب الجائزة، فقد عاش توماس ستيرنز إليوت (تي إس إليوت) في الفترة من 1888 إلى 1965 بمدينة سانت لويس في ولاية ميسوري، وهو شاعر وناقد ومسرحي إنجليزي من أصل أميركي.
تخرج تي إس إليوت من جامعة واشنطن بمدينة سانت لويس، ثم التحق بجامعة هارفارد، وتخرج مِنها عام 1910، ثم انتقل إلى باريس، ودرس الأدب الفرنسي والفلسفة في جامعة السوربون.
عاد بعدها إلى جامعة هارفارد للدراسة العليا في الفلسفة وعلم النفس، ثم التحق بجامعة مابرغ الألمانية عشية الحرب العالمية الأولى، وسُرعان ما انتقل إلى جامعة أكسفورد لدراسة الفلسفة الإغريقية.
كانت قصائد إليوت قليلة للغاية، وهذا لا يتناسب مع مكانته العالمية. ومن الواضح أنه كان يركز على النوعية، فقد بنى شهرته العالمية على قصائد معدودة، وكان يكتب قصيدتين أو ثلاثا في العام، لكن هذه القصائد كانت مدهشة ومميزة، وكل واحدة تعدّ عالما شعريا متكاملا ومنظومة أدبية فريدة بحد ذاتها.
في عام 1915، ظهرت أولى قصائده "أغنية حب ج. ألفريد بروفروك" في مجلة "شِعر" الأميركية. وفي العام نفهس، تزوّج فتاة إنجليزية تُدعى فيفيان هيغ. اشتغل سنة بالتعليم، ثم انتقل إلى العمل في مصرف لويد في لندن عام 1917.
وفي عام 1927 أصبح من أتباع الكنيسة الإنجيلية، وحصل على الجنسية البريطانية. وفي عام 1932، صار أستاذا للشّعر في جامعة هارفارد. توفيت زوجته عام 1947، وبعدها بسنة حصل على وسام الاستحقاق وجائزة نوبل للآداب (1948).
نشر إليوت مجموعته الشعرية الأولى "بروفروك وملاحظات أخرى" عام 1917. وفي هذه المجموعة تتجلى تأثيرات الرمزية الفرنسية.
وفي عام 1922، نشر إليوت قصيدته "الأرض الخراب"، وهي تعد بإجماع النقاد أعظم أعماله الشعرية على الإطلاق، والقصيدة التي جَلبت له الشهرة العالمية.
وقد كُتبت القصيدة في فترة انهيار زواج إليوت، وهي تعبر عن خيبة أمل جيل ما بعد الحرب العالمية الأولى (1914-1918) وانهياره الروحي وانكساره المادي، وتصور عالما كابوسيا مليئا بالخوف والضياع والموت.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: فی عام
إقرأ أيضاً:
“استهدفوه بسبب رفضه التخابر معهم”: الأورومتوسطي يوثق قتل الاحتلال شابًا مدنيًّا في غزة
#سواليف
وثق #المرصد_الأورومتوسطي لحقوق الإنسان شهادات مقلقة تفيد بقتل #الجيش_الإسرائيلي شابًّا مدنيًّا في قطاع #غزة على خلفية رفضه التعاون مع #جهاز_المخابرات_الإسرائيلي.
وقال المرصد الأورومتوسطي إن الجيش الإسرائيلي استهدف الشاب ” #محمد_إياد_طباسي ” (24 عامًا)، وهو عامل نظافة في المستشفى الميداني في بلدة الزوايدة وسط قطاع #غزة، بشكل مباشر صباح أمس الثلاثاء، بقصف من طائرة مسيرة إسرائيلية قرب خيمة نزوحه وسط قطاع غزة.
وبحسب عائلة الضحية، فإنه على مدار ما يقرب من شهر قبل استهدافه، أجرى جهاز المخابرات الإسرائيلي عدة اتصالات مع “طباسي” طلب فيها التخابر معه.
مقالات ذات صلة محللون: اتفاق ترامب والحوثيين لا منتصر فيه لكنه يضع نتنياهو في مأزق 2025/05/07وقال أحد أفراد العائلة (يتحفظ المرصد الأورومتوسطي على ذكر اسمه لدواعٍ أمنية): “قبل شهر من الآن، تواصل مع محمد رقم غريب، لم يكن رقمًا فلسطينيًّا، وكان رجلًا قال له “بدنا نساعدك في زواجك ونعطيك نقود لأنو إحنا بنعرف أن ظروفكم المعيشية صعبة ووالدك عاطل عن العمل، وأنت بتصرف على الدار. وظيفة عامل نظافة في المستشفى لا تلبي احتياجات عائلتك اليومية، ونحنا بدنا تتعاون معنا وتمدنا بالمعلومات اللي بنطلبها منك.”
تلقى محمد اتصالًا على هاتفه النقال، وخرج من الخيمة بعد أن أخبرها أنه سيعود بعد أن ينهي المكالمة. يبدو أنهم استهدفوه بسبب رفضه التخابر معهم
أحد أفراد عائلة الشاب “محمد إياد طباسي”
وأضاف: “اعتقد محمد في البداية أن ذلك كان صديقه في مصر يحاول أن يمازحه، فبدأ يضحك معه ويستفزه، فأجاب الرجل: “معك ضابط مخابرات يا حيوان.” حينها، ارتجف محمد وأغلق الخط في وجهه”
ووفق الإفادة، تلقى “طباسي” اتصالًا آخر من الرقم ذاته بعد أسبوع، فلم يجب، ثم عاد ذات الرقم واتصل به مرتين يوم الإثنين الماضي (قبل استهدافه بيوم واحد)، فلم يجب.
وأضاف الشاهد: “اليوم صباحًا (الثلاثاء)، حوالي الساعة 11:00، طلب محمد من أخته تجهيز طعام الفطور، وحين عادت أخته بالطعام، تلقى محمد اتصالًا على هاتفه النقال، وخرج من الخيمة بعد أن أخبرها أنه سيعود بعد أن ينهي المكالمة.
يبدو أنهم استهدفوه بسبب رفضه التخابر معهم”
وقال أحد جيران العائلة في مخيم النزوح: “رأيت محمد يمشي أمامي باتجاه تلة رمل مقابلة للمخيم بينما كان يتحدث على الهاتف. وبعد قرابة دقيقتين من وصوله إلى أعلى التلة، سمعنا صوت صاروخ نزل على المنطقة وأحدث انفجارًا عنيفًا جدًا. حين خرجنا من الخيمة، وجدنا دخان الصاروخ يتصاعد من أعلى تلة الرمل، فذهبنا هناك مسرعين، وإذ بمحمد ملقى على التلة ونصفه الأسفل قد تحول إلى أشلاء، وكان هاتفه مهشمًا ومحروقًا”
وأضاف أحد أفراد عائلته: “وجدنا محمد في المستشفى الأردني الميداني غرب خان يونس، وكان مقطعًا إلى أشلاء، ونصفه الأسفل ليس به معالم. كان عبارة عن عظم ولحم مهروس”
وقال المرصد الأورومتوسطي إنه –وفقًا للمعطيات التي جمعها فريقه— فإن إقدام الجيش الإسرائيلي على قتل الشاب المدني بهذا الشكل يُعد جريمة إعدام خارج نطاق القضاء وانتهاكًا جسيمًا للقانون الدولي الإنساني.
وأشار الأورومتوسطي إلى أن الشاب “طباسي” مدني ولا يملك أي صفة عسكرية أو أمنية، ويعمل في وظيفة بسيطة كعامل نظافة في المستشفى الميداني وسط قطاع غزة، ما ينفي وجود أي مبرر عسكري لاستهدافه، ويُظهر أنّ قتله جاء بدافع انتقامي بحت.
وأضاف أن استهداف شاب مدني على خلفية رفضه التعاون مع جهاز المخابرات أو تقديم معلومات عن محيطه الاجتماعي يكشف عن نمط خطير تستخدم فيه السلطات الإسرائيلية القتل كوسيلة عقابية ضد من يرفض الخضوع للتخابر، في انتهاك جسيم للقانون الدولي الإنساني ولمبدأ الحماية الخاصة للمدنيين في أوقات النزاع.
وأشار المرصد الأورومتوسطي إلى أنّ هذه الحادثة ليست معزولة، فقد تلقى سابقًا إفادات من عائلات ضحايا تعرضوا للقتل العمد أو استُهدف أفراد من عائلاتهم، بعد رفضهم التعاون مع أجهزة المخابرات الإسرائيلية.
وكان الأورومتوسطي وثق إفادات ميدانية تفيد بأنّ عددًا من المعتقلين الفلسطينيين الذين رفضوا التعاون مع أجهزة المخابرات الإسرائيلية تعرّضوا لاحقًا للقتل العمد خارج إطار القضاء بعد الإفراج عنهم، فيما طالت اعتداءات انتقامية أفرادًا من أسر معتقلين آخرين، في انتهاك صارخ وممنهج لقواعد القانون الدولي.
كما أبلغ معتقلون مفرج عنهم (طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم) فريق المرصد الأورومتوسطي بتعرّضهم خلال التحقيق لتهديدات صريحة بقتل أفراد عائلاتهم إن لم يتعاونوا معهم، فيما عُرضت عليهم صور مفبركة أثناء التحقيق، توحي باستهداف ذويهم، ليتبيّن بعد الإفراج عنهم أنها كانت وسيلة تضليل نفسي لإرغامهم على التخابر تحت وطأة الخوف والإكراه.
ونبّه الأورومتوسطي إلى أنّ الإفادات الميدانية تفيد بأنّ أجهزة أمن الاحتلال الإسرائيلي تمارس ابتزازًا ممنهجًا بحق المعتقلين الفلسطينيين خلال فترة احتجازهم أو بعد الإفراج عنهم، من خلال مساومتهم على حريتهم أو حياتهم وحياة عائلاتهم مقابل التخابر، في انتهاك سافر للقواعد القانونية والأخلاقية الدولية ذات العلاقة، وفي نمط واضح من العقاب الجماعي والقتل خارج نطاق القانون، الذي لا يستند إلى أي سلوك فعلي يُشكّل تهديدًا، بل يُرتكب تحديدًا بسبب رفض التخابر.
وأشار إلى أن هذه الأفعال المرتكبة ضد المدنيين الفلسطينيين تُشكّل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية مكتملة الأركان وفقًا لنظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، وتشمل القتل، والتعذيب، والاضطهاد، والأفعال اللاإنسانية التي تُلحق معاناة شديدة، فضلًا عن إرغام أشخاص مشمولين بالحماية، بمن فيهم الأسرى والمدنيون، على الخدمة أو التعاون مع قوات دولة معادية، في انتهاك صريح لأحكام القانون الدولي الإنساني.
وقال إن هذه الجرائم، بما في ذلك القتل العمد، والإكراه على التخابر، والتعذيب النفسي واستهداف العائلات، تُدرج ضمن السياق الأوسع للجرائم التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين، والتي تعكس نمطًا متصاعدًا من السياسات والممارسات الهادفة إلى تفكيك المجتمع الفلسطيني وتدمير مقومات وجوده، كجزء من جريمة الإبادة الجماعية المستمرة ضد الفلسطينيين في قطاع غزة.
وطالب المرصد الأورومتوسطي كافة الدول والجهات المعنية بإجراء تحقيق فوري ومستقل في هذه الجرائم والانتهاكات الجسيمة، واتخاذ جميع الإجراءات القانونية اللازمة لملاحقة ومحاكمة قادة الاحتلال المسؤولين عن ارتكاب هذه الجرائم.
وطالب المرصد الأورومتوسطي جميع الدول، منفردة ومجتمعة، بتحمل مسؤولياتها القانونية والتحرك العاجل لوقف جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة بأفعالها كافة، واتخاذ جميع التدابير الفعلية لحماية الفلسطينيين المدنيين هناك، وضمان امتثال إسرائيل لقواعد القانون الدولي وقرارات محكمة العدل الدولية، وضمان مساءلتها ومحاسبتها على جرائمها ضد الفلسطينيين، داعيًا أيضا إلى تنفيذ أوامر القبض التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزير الدفاع في أول فرصة وتسليمهم إلى العدالة الدولية، ودون إخلال بمبدأ عدم الحصانة أمام الجرائم الدولية.
ودعا المرصد الأورومتوسطي المجتمع الدولي إلى فرض عقوبات اقتصادية ودبلوماسية وعسكرية على إسرائيل بسبب انتهاكها المنهجي والخطير للقانون الدولي، بما يشمل حظر تصدير الأسلحة إليها، أو شرائها منها، ووقف كافة أشكال الدعم والتعاون السياسي والمالي والعسكري المقدمة إليها، وتجميد الأصول المالية للمسؤولين المتورطين في الجرائم ضد الفلسطينيين، والتحريض عليها، وفرض حظر السفر عليهم، إلى جانب تعليق الامتيازات التجارية والاتفاقيات الثنائية التي تمنح إسرائيل مزايا اقتصادية تمكنها من الاستمرار في ارتكاب الجرائم ضد الفلسطينيين.
ودعا الأورومتوسطي النيابات العامة والمحاكم المختصة في الدول التي تعتمد الولاية القضائية العالمية إلى فتح تحقيقات جنائية فورية في الجرائم المرتكبة بحق المدنيين الفلسطينيين، ومباشرة الإجراءات القانونية بحق المسؤولين عنها. كما طالب حكومات هذه الدول بضمان استقلال القضاء، وتوفير الدعم اللازم لتسهيل سير العدالة دون عوائق سياسية أو دبلوماسية. وفي السياق ذاته، دعا المنظمات الحقوقية المحلية في هذه الدول إلى الاضطلاع بدورها في دعم العدالة والضحايا، وتقديم المساعدة القانونية اللازمة لتحريك الشكاوى أمام السلطات القضائية المختصة.
كما دعا جميع الدول إلى الضغط لتمكين دخول لجان التقصي والتحقيق الدولية والأممية إلى قطاع غزة، بما في ذلك “لجنة التحقيق الدولية المستقلة المعنية بالأرض الفلسطينية المحتلّة، بما في ذلك القدس الشرقية وإسرائيل،” عملا بقواعد القانون الدولي وقرارات محكمة العدل الدولية، وإجراء التحقيقات الدولية الفورية والمستقلة والنزيهة اللازمة في كافة الجرائم التي ترتكبها إسرائيل ضد المدنيين الفلسطينيين في القطاع.
كما طالب الأورومتوسطي المجتمع الدولي بضمان تعويض الضحايا الفلسطينيين وعائلاتهم وإنصافهم، وجبر الضرر الناجم عن الجرائم الخطيرة والانتهاكات الجسيمة التي ارتكبتها إسرائيل ضدهم، وذلك وفقا لقواعد القانون الدولي.