الأمم المتحدة تحذر: تأخير المساعدات إلى غزة ستكون له عواقب لا علاج لها
تاريخ النشر: 9th, May 2025 GMT
حذرت الأمم المتحدة من تفاقم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة، مشددة على أن رفع الحصار أصبح أكثر إلحاحا منه في أي وقت مضى.
يأتي ذلك وسط استمرار القيود الإسرائيلية على دخول المساعدات، والجدل الدائر حول الخطة الأمريكية المقترحة لإيصال المعونات إلى القطاع.
وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، خلال مؤتمر صحفي، إن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA) يعتبر أن "رفع الحصار عن غزة ضرورة عاجلة، ويجب أن تصل المساعدات الإنسانية إلى كل من يحتاجها، دون استثناء وبحسب الاحتياج".
وأكد أن "أي تأخير إضافي ستكون له عواقب لا يمكن معالجتها"، مشيرًا إلى أن المساعدات لم تدخل إلى القطاع بشكل منتظم منذ أكثر من 10 أسابيع، ما أدى إلى تفاقم الأزمة.
كما شدد المتحدث على أن الأمين العام أنطونيو غوتيريش رفض أي ترتيبات "لا تحترم المبادئ الإنسانية"، وقال: "يبدو أن ما عرض علينا مصمم لتقييد الإمدادات حتى آخر حبة قمح".
من جانبها، أكدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) أن لديها أكثر من 3 آلاف شاحنة مساعدات إنسانية متوقفة خارج حدود قطاع غزة، داعية إلى فتح المعابر بشكل فوري وإزالة القيود الإسرائيلية.
أما منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، فحذرت من "استخدام المساعدات الإنسانية كوسيلة ضغط لإجبار المدنيين على النزوح القسري"، مشيرة إلى أن "الخطة الإسرائيلية للمجتمع الإنساني ترسخ التهجير لدواع عسكرية وسياسية". وأضافت أن السماح بإدخال 60 شاحنة فقط يوميا لا يمثل سوى 10% من حجم المساعدات التي كانت تدخل خلال فترات التهدئة.
وأعربت منظمة الصحة العالمية عن قلقها البالغ من انهيار الخدمات الصحية في غزة، مؤكدة أن مخزونها الطبي في القطاع "يوشك على النفاد"، وأن المعدات الطبية تتعرض لضغط غير مسبوق نتيجة الاستخدام المتواصل والعدد الكبير من الجرحى. وقالت المنظمة إنها تملك إمدادات طبية جاهزة للتوزيع داخل غزة، لكنها بحاجة "لدخولها فورًا لتجنب انهيار تام في القطاع الصحي".
تأتي هذه التحذيرات في ظل أوضاع إنسانية متدهورة يعيشها أكثر من 2.3 مليون فلسطيني في قطاع غزة، حيث يعاني السكان من انعدام الأمن الغذائي ونقص حاد في المياه والرعاية الطبية، وذلك في ظل حصار إسرائيلي مشدد وتقييد إدخال المساعدات عبر معبري رفح وكرم أبو سالم.
وكانت الإدارة الأمريكية قد أعلنت في مارس 2024 عن خطة لإيصال مساعدات إنسانية عبر إنشاء رصيف عائم قبالة سواحل غزة. إلا أن هذه الخطة التي قُدمت كحل بديل لدخول المساعدات البرية، أثارت انتقادات من قبل منظمات إنسانية دولية، اعتبرت أنها تعمّق التهجير وتستخدم المساعدات كورقة ضغط سياسي وعسكري.
وطالبت الأمم المتحدة، إلى جانب الأونروا واليونيسف ومنظمة الصحة العالمية، بضرورة إنهاء سياسة "تجويع المدنيين" وفتح المعابر فورا لإدخال الإمدادات بشكل منتظم وآمن، بما يتماشى مع القانون الدولي الإنساني.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الأمين العام للأمم المتحدة فلسطين غزة الأمم المتحدة الأمم المتحدة
إقرأ أيضاً:
واشنطن تضغط لتطبيق خطة اسرائيلية ''غير مقبولة'' لإدخال وتوزيع المساعدات الإنسانية في غزة
كشفت صحيفة واشنطن بوست، الخميس، نقلًا عن مصادر وصفتها بأنها مطلعة، أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تضغط على الأمم المتحدة ومنظمات إغاثة دولية، إضافة إلى حلفاء للولايات المتحدة، للمشاركة في خطة إسرائيلية لتوزيع المساعدات الإنسانية داخل قطاع غزة.
ووفقًا لتقرير الصحيفة، أعربت منظمات إغاثة عن استيائها من نطاق وشروط الخطة الإسرائيلية التي جاءت بعيدة عما أُبلغت به بشأن مراحلها الأولية.
كما أعلنت الرئيسة التنفيذية لمنظمة “المطبخ المركزي العالمي” رفضها القاطع للمشاركة في الخطة.
وبحسب ما نقله موقع واللا الإخباري الإسرائيلي، الاثنين، فإن المجلس الوزاري الأمني المصغر (الكابينت) صادق خلال اجتماعه الأخير على خطة (إسرائيلية أمريكية) مشتركة لاستئناف إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، عبر صندوق دولي وشركات خاصة.
ووفقًا لمسؤول إسرائيلي لم يتم الكشف عن هويته، فإن الخطة تنص على تقديم المساعدات وفقًا لتقديرات الوضع الميداني، وتوزيعها داخل “المجمّعات الإنسانية” التي تقيمها إسرائيل جنوب غزة.
وأثارت الآلية المقترحة رفضًا واسعًا من الجانب الفلسطيني ومن مؤسسات دولية، معتبرةً أنها تخالف المبادئ الإنسانية.
وسبق أن أعلن كل من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ومنسق الإغاثة الطارئة توم فليتشر، ووكالة الأونروا، أن مؤسساتهم لن تشارك في أي خطة لا تلتزم بالمبادئ الإنسانية العالمية وهي: الإنسانية والنزاهة والاستقلال والحياد.