إغتيال الشيخ ابن خالي في النهود وجرح البلد النازف
خالد فضل

تسليما لا تشوبه شائبة شكوك بقضاء الله وقدره، ويقينا يتسربل الروح بأنّ الخير فيما يختاره الله ، وما بلواه إلا محض إمتحان قاس يخضع له من اجتباه تمحيصا لعباده الصالحين ، هذا خلاصة عزائي لخالي الحبيب أحمد الشيخ , ولأختى الحبيبة آمنة محمد طه ، ولأشقائه الأكبر محمد والأصغر عمر وحسام .

ولبقية الأسرة والعائلة الممتدة داخل السودان المنكوب وخارجه، وأنا في منفاي ؛ بهوية لاجئ ، يتفطر مني الفؤاد ،يكاد ينخلع القلب من ثقل الأوجاع ، لولا ما يرد النفس من ثبات روحي أتصوره بفضل الله عميق .
الشيخ ابن خالي الشاب الخلوق ، سمح الروح ، لطيف الظل ، برئ السمت ، رفيع الشأن وسيم الطلعة ، يفيض حيوية ومحبة و ود صاف نادر المثيل ، البسمة لا تفارق شفتيه ، والضحكة عنوانه الثابت ، كريم الأخلاق، نقي السيرة والسريرة، لذا جاء إختيار الله له لينعم بجواره الرحيم ،  وهو بعد شاب ناهض طموح في أخريات العشرين أو مطلع الثلاثين، خبرته منذ كان طفلا ، يزيد مع السنوات تألقا ورفعة ، له الرحمة والغفران . والعزاء لجميع من عرفه فهم طيف واسع من الناس .
نعود إلى حديث العقل ، وحساب المسؤولية عن إزهاق الأرواح البرئية بغير ذنب، فالفقيد جاء إلى النهود ليعمل في مجال التجارة بالسوق، رفقة شباب آخرين من إخوة وأبناء وأقارب، ظل لسنوات هناك، يمكث الشهور الطويلة ولا يعود إلى أسرتنا في الجزيرة إلا لماما . فهو يشارك في مسؤولية إعالة أسرته ، والد شيخ تنهكه أسقام الجسد، ووالدة تعاني من توعك مستمر، وأشقاء من تخرج منهم ومن لم يتخرج . ظل الشيخ يضحي من أجلهم في أنضر وأخصب سنوات عمره . ليس له أدنى علاقة بالسلاح أو الأطراف الوالغة في القتال .جاء مصرعه عقب إصابته بطلق ناري داخل المنزل في أول يوم لإجتياح قوات الدعم السريع مدينة النهود ؛ بحسب ما توفر لي حتى الآن من معلومات، ظل ينزف لمدة يومين لعدم وجود مستشفى أو إسعاف، ليتوفى مساء اليوم التالي . كانت الإصابة نتيجة هجوم بغرض النهب وسلب الأموال . المسؤولية المباشرة هنا تقع على قوات الدعم السريع، وبإحالة الحادثة إلى المبدأ 18 من مبادئ ميثاق السودان التأسيسي ؛ الذي وقّع عليه الفريق عبدالرحيم دقلو عن قوات الدعم السريع، يقول : الإلتزام بالعدالة والمحاسبة التاريخية ، وإنهاء الإفلات من العقاب من خلال محاكمة كل من ارتكب جرائم بحق الوطن والمواطن، خاصة انتهاكات حقوق الإنسان … إلخ . أسجل هذه الحادثة كجريمة ضد مواطن، وعليه يجب ألا يفلت المجرم من العقاب . فالحادث محدد بوضوح، مكانا وزمانا، وبالتالي فإنّ أي تحقيق تجريه قوات الدعم السريع سيصل مباشرة لتحديد المشتبه به في ارتكاب الجريمة، ولعل هذا يكون اختبارا فعليا لما ظل يصرّح به قائدها حميدتي ، وما نصت عليه المواثيق المرجوة لتأسيس سودان جديد . وهي حادثة معلقة على رقاب جميع الموقعين على الميثاق من قوى سياسية وحركات مسلحة وشخصيات مستقلة بمن فيهم وزير العدل في حكومة الثورة الأستاذ نصر الدين عبدالباري وعضو مجلس السيادة الاستاذ التعايشي .
إنّ حادثة إغتيال أخي الشيخ ليست مجالا خاصا بنا كاسرة، ورغم فداحة الفقد ومرارته بيد أنّني أتناولها هنا كقضية عامة يعاني الوطن كله منها ويلاقي المواطنون الويلات من تبعاتها، التعدي على المدنيين العزل، نهب الممتلكات ، التصفيات والتشفي، دك الحواضن الإجتماعية .. كلها جرائم ضد المدنيين، ترتكبها الأطراف المنخرطة في الحرب بلا رادع من قانون أو لحظة من يقظة ضمير، لذلك تبدو أطروحة مثل مشروع التأسيس بلا قيمة حقيقية على الأرض إذا كان الطرف الأكبر حجما والاقوى عتادا لا يظهر اي بادرة إلتزام بما تواثق عليه . وتبدو الشكوى من تخلي الجيش ومليشياته عن حماية والدفاع عن المواطنين العزل بلا طائل ، فتلك عقيدة مؤسسات السودان القديم المتهدم ، فهل سيأتي التأسيس من نفس مواد البناء العقيم ؟ أرجو أن تصل كلمتي هذه لقيادة الدعم السريع ولقادة تحالف تأسيس، وبالطبع لا أريد تبريرا بل خطوة عملية ، ليس أقلها التحقيق ونشر نتائجه .
الرحمة والمغفرة لأخي الحبيب الشيخ ـ ذاك الفتي السمح الودود . ولكل ضحايا الحرب والعنف في بلادنا ، وشفى الله المصابين ، ورد المفقودين .

الوسومإغتيال الشيخ النهود حادثة حالد فضل قوات الدعم السريع ميثاق السودان التأسيسي

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: إغتيال الشيخ النهود حادثة قوات الدعم السريع ميثاق السودان التأسيسي

إقرأ أيضاً:

تحركات مثيرة لعناصر الدعم السريع في دولة مجاورة للسودان

جوبا – متابعات تاق برس كشفت مصادر ميدانية في دولة جنوب السودان عن تزايد ملحوظ في أنشطة عناصر وقيادات من مليشيا الدعم السريع، لا سيما في العاصمة جوبا والمناطق الحدودية القريبة من ولايتي جنوب وشرق دارفور السودانيتين.

 

ورشحت معلومات حول وصول قوو مكوّنة من نحو 350 فردًا إلى جوبا خلال الأيام الماضية، قادمة من إحدى دول الجوار، في تحرك وصف بالمفاجئ والسريع، يُعتقد أنه يهدف إلى إعادة ترتيب الصفوف الميدانية بعد سلسلة من الخسائر التي لحقت بالمجموعة داخل الأراضي السودانية.

 

وتأتي هذه التحركات وسط حالة من الإنهاك الميداني الذي تعاني منه قوات الدعم السريع، نتيجة للعمليات العسكرية المتواصلة التي تنفذها القوات المسلحة السودانية.

 

وتشير التقديرات إلى أن الدعم السريع بدأ في الاعتماد على خطوط إمداد خارجية بسبب تراجع الدعم المحلي وصعوبة تجنيد عناصر جديدة من داخل دارفور، مع تزايد معدلات الانشقاق والعزوف الشعبي عن الانضمام لها.

 

في السياق ذاته، أكدت ذات المصادر أن مستشفى “مادول” الذي تم تشييده حديثًا بدعم إماراتي في جنوب السودان، استقبل مؤخرًا نحو 200 من جرحى الدعم السريع الذين تم إجلاؤهم من مناطق القتال، وتم نقلهم عبر محوري الميرم وأنجوك، في حين سبقهم تسعة من كبار قيادات الدعم السريع المصابين لتلقي الرعاية الطبية في نفس المستشفى، مع الترتيب لترحيلهم لاحقًا إلى جوبا.

 

 

وفي تطور آخر، كشفت مصادر عن جهود جديدة لاستقدام مقاتلين مرتزقة من دولة النيجر، في محاولة لتعويض الفشل الذي واجهته حملات التعبئة التي أطلقتها قيادات الدعم السريع داخل الإقليم.

 

ويرى مراقبون أن اللجوء إلى مقاتلين أجانب يكشف عن عمق الأزمة التي تمر بها القوة، ويؤكد تراجع الحاضنة الشعبية الداخلية لها، مقابل تزايد الاعتماد على عناصر مدفوعة الأجر من الخارج.

الدعم السريعالسودانجوبا

مقالات مشابهة

  • جنوب كردفان.. مصرع قائد ميداني بارز بالدعم السريع
  • السودان: دولتان عربية وإفريقية تعترفان برعاية مليشيا “الدعم السريع”
  • حميدتي: سيطرة «الدعم السريع» على المثلث الحدودي تهدف لتأمين السودان ومحاربة التهريب
  • إسرائيل والدعم السريع
  • مسؤولة أممية: خطر الإبادة الجماعية في السودان لا يزال مرتفعاً وسط هجمات عرقية تقودها للدعم السريع
  • بسبب فضيحة أخلاقية.. العلاقة بين الحلو و”الدعم السريع” على كف عفريت
  • تحركات مثيرة لعناصر الدعم السريع في دولة مجاورة للسودان
  • انقلاب ميداني في إقليم كردفان: الجيش السوداني يعلن التقدم والسيطرة على مناطق جديدة وهروب قوات الدعم السريع
  • تركوا جثثهم وهربوا.. درموت يسرد تفاصيل معركة الجيش السوداني ضد الدعم السريع
  • إعتقال صحفي سوداني في معبر أرقين بتهمة التعاون مع الدعم السريع