إغتيال الشيخ ابن خالي في النهود وجرح البلد النازف
تاريخ النشر: 9th, May 2025 GMT
إغتيال الشيخ ابن خالي في النهود وجرح البلد النازف
خالد فضل
تسليما لا تشوبه شائبة شكوك بقضاء الله وقدره، ويقينا يتسربل الروح بأنّ الخير فيما يختاره الله ، وما بلواه إلا محض إمتحان قاس يخضع له من اجتباه تمحيصا لعباده الصالحين ، هذا خلاصة عزائي لخالي الحبيب أحمد الشيخ , ولأختى الحبيبة آمنة محمد طه ، ولأشقائه الأكبر محمد والأصغر عمر وحسام .
الشيخ ابن خالي الشاب الخلوق ، سمح الروح ، لطيف الظل ، برئ السمت ، رفيع الشأن وسيم الطلعة ، يفيض حيوية ومحبة و ود صاف نادر المثيل ، البسمة لا تفارق شفتيه ، والضحكة عنوانه الثابت ، كريم الأخلاق، نقي السيرة والسريرة، لذا جاء إختيار الله له لينعم بجواره الرحيم ، وهو بعد شاب ناهض طموح في أخريات العشرين أو مطلع الثلاثين، خبرته منذ كان طفلا ، يزيد مع السنوات تألقا ورفعة ، له الرحمة والغفران . والعزاء لجميع من عرفه فهم طيف واسع من الناس .
نعود إلى حديث العقل ، وحساب المسؤولية عن إزهاق الأرواح البرئية بغير ذنب، فالفقيد جاء إلى النهود ليعمل في مجال التجارة بالسوق، رفقة شباب آخرين من إخوة وأبناء وأقارب، ظل لسنوات هناك، يمكث الشهور الطويلة ولا يعود إلى أسرتنا في الجزيرة إلا لماما . فهو يشارك في مسؤولية إعالة أسرته ، والد شيخ تنهكه أسقام الجسد، ووالدة تعاني من توعك مستمر، وأشقاء من تخرج منهم ومن لم يتخرج . ظل الشيخ يضحي من أجلهم في أنضر وأخصب سنوات عمره . ليس له أدنى علاقة بالسلاح أو الأطراف الوالغة في القتال .جاء مصرعه عقب إصابته بطلق ناري داخل المنزل في أول يوم لإجتياح قوات الدعم السريع مدينة النهود ؛ بحسب ما توفر لي حتى الآن من معلومات، ظل ينزف لمدة يومين لعدم وجود مستشفى أو إسعاف، ليتوفى مساء اليوم التالي . كانت الإصابة نتيجة هجوم بغرض النهب وسلب الأموال . المسؤولية المباشرة هنا تقع على قوات الدعم السريع، وبإحالة الحادثة إلى المبدأ 18 من مبادئ ميثاق السودان التأسيسي ؛ الذي وقّع عليه الفريق عبدالرحيم دقلو عن قوات الدعم السريع، يقول : الإلتزام بالعدالة والمحاسبة التاريخية ، وإنهاء الإفلات من العقاب من خلال محاكمة كل من ارتكب جرائم بحق الوطن والمواطن، خاصة انتهاكات حقوق الإنسان … إلخ . أسجل هذه الحادثة كجريمة ضد مواطن، وعليه يجب ألا يفلت المجرم من العقاب . فالحادث محدد بوضوح، مكانا وزمانا، وبالتالي فإنّ أي تحقيق تجريه قوات الدعم السريع سيصل مباشرة لتحديد المشتبه به في ارتكاب الجريمة، ولعل هذا يكون اختبارا فعليا لما ظل يصرّح به قائدها حميدتي ، وما نصت عليه المواثيق المرجوة لتأسيس سودان جديد . وهي حادثة معلقة على رقاب جميع الموقعين على الميثاق من قوى سياسية وحركات مسلحة وشخصيات مستقلة بمن فيهم وزير العدل في حكومة الثورة الأستاذ نصر الدين عبدالباري وعضو مجلس السيادة الاستاذ التعايشي .
إنّ حادثة إغتيال أخي الشيخ ليست مجالا خاصا بنا كاسرة، ورغم فداحة الفقد ومرارته بيد أنّني أتناولها هنا كقضية عامة يعاني الوطن كله منها ويلاقي المواطنون الويلات من تبعاتها، التعدي على المدنيين العزل، نهب الممتلكات ، التصفيات والتشفي، دك الحواضن الإجتماعية .. كلها جرائم ضد المدنيين، ترتكبها الأطراف المنخرطة في الحرب بلا رادع من قانون أو لحظة من يقظة ضمير، لذلك تبدو أطروحة مثل مشروع التأسيس بلا قيمة حقيقية على الأرض إذا كان الطرف الأكبر حجما والاقوى عتادا لا يظهر اي بادرة إلتزام بما تواثق عليه . وتبدو الشكوى من تخلي الجيش ومليشياته عن حماية والدفاع عن المواطنين العزل بلا طائل ، فتلك عقيدة مؤسسات السودان القديم المتهدم ، فهل سيأتي التأسيس من نفس مواد البناء العقيم ؟ أرجو أن تصل كلمتي هذه لقيادة الدعم السريع ولقادة تحالف تأسيس، وبالطبع لا أريد تبريرا بل خطوة عملية ، ليس أقلها التحقيق ونشر نتائجه .
الرحمة والمغفرة لأخي الحبيب الشيخ ـ ذاك الفتي السمح الودود . ولكل ضحايا الحرب والعنف في بلادنا ، وشفى الله المصابين ، ورد المفقودين . الوسومإغتيال الشيخ النهود حادثة حالد فضل قوات الدعم السريع ميثاق السودان التأسيسي
المصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: إغتيال الشيخ النهود حادثة قوات الدعم السريع ميثاق السودان التأسيسي
إقرأ أيضاً:
طائرات إماراتية ما بين بوساسو والكفرة.. هل تنقل عتادا وذهبا من وإلى “الدعم السريع”؟
متابعات ـ تاق برس – كشف الباحث في القضايا الأنجلو أفريكان والمصادر المفتوحة ريتش تيد، أن طائرة نقل قطرية وصلت فجر اليوم الأحد من قاعدة “العديد” إلى مطار بورتسودان.
ولفت تيد في حسابه على منصة إكس أن طائرة شحن من طراز أيروستان إيرباص A300B4-203 (رقم التسجيل EX-30005)، تعمل على الرقم السداسي الألباني رقم 501113 ورمز النداء BSC4040، انطلقت من قاعدة “الريف الجوية” في أبو ظبي إلى مطار بوساسو في أرض الصومال.
ونبه إلى أن هذه الرحلة الثانية للشحن اليوم بين قاعدة للقوات الجوية الإماراتية وبوساسو.
وتستخدم الإمارات قاعدة بوساسو لنقل إمدادات لوجيستية إلى قوات الدعم السريع عبر قواعد في دول إفريقية منها تشاد وليبيا.
وأضاف ريتش أن هناك تصاعدا في الرحلات الجوية بين الإمارات وشرق ليبيا عبر مطار بوساسو. حيث قال إنه تتبع ما بين 1 يوليو و 3 أغسطس، ما يقارب 47 رحلة شحن مشبوهة قادمة من الإمارات العربية المتحدة وشرق ليبيا بما في ذلك مطار الكفرة – متجهة إلى مطار بوساسو في بونتلاند، الصومال.
الدعم السريعالكفرة الليبيةطائرات إماراتية