قيادي في “أنصار الله”: أمريكا انتهكت سيادة اليمن ولا بد من تأديبها
تاريخ النشر: 19th, January 2024 GMT
الجديد برس:
أكد، عضو المكتب السياسي لحركة “أنصار الله” حزام الأسد، أن السفن والمصالح الأمريكية في دائرة استهداف قوات صنعاء، رداً على ضربات واشنطن ولندن.
وقال الأسد في تصريح لوكالة “سبوتنيك” الروسية: “السفن الأمريكية سواء الحربية أم التجارية وكذلك المصالح الأمريكية في دائرة الاستهداف لقواتنا، لا سيما وأن حق الرد مكفول في القانون الدولي وكذلك الإنساني، من حق أي شعب أن يدافع عن سيادة بلده”.
وأضاف: “الولايات المتحدة ارتكبت جرماً كبيراً بانتهاكها للسيادة اليمنية وقصفها لبعض المناطق اليمنية بمشاركة بريطانيا، ولابد من تأديبها وأن يتم الرد عليها في هذا المسار”.
وتابع الأسد: “جيشنا سيواصل مناصرة أهلنا في غزة، سواء من خلال الاستهداف المباشر للعمق الإسرائيلي، وضرب مدينة أم الرشراش (إيلات) أو أي مكان تصل إليه أسلحتنا في مسار الضغط على إسرائيل لوقف عدوانها وحصارها على غزة”.
وبشأن قرار الولايات المتحدة تصنيف “أنصار الله” منظمة إرهابية، قال القيادي في الحركة إن “التصنيف الأمريكي هو ابتزاز سياسي لثنينا عن مواقفنا ومناصرتنا ومساندتنا لأبناء الشعب الفلسطيني في غزة”.
واستطرد: “لن ترهبنا واشنطن ولن تبتزنا بتصنيفها لنا بالإرهاب، ولن يؤثر ذلك على مواقفنا تجاه نجدة وإسناد أهلنا في غزة، وعمليات قواتنا البحرية في البحرين الأحمر والعربي ستستمر في استهداف السفن الإسرائيلية والمرتبطة بكيان العدو، طالما استمر العدوان والحصار الإسرائيلي الأمريكي على أهلنا في غزة”.
وأشار الأسد إلى أن الولايات المتحدة بضربها الأراضي اليمنية “ارتكبت جريمة كبرى وانتهاكاً لسيادة البلاد”.
واعتبر أن “واشنطن هي التي تمارس الإجرام في العالم وتنشر الحروب والدمار، وتساند من يرتكبون أفظع المجازر بحق الأطفال والنساء والمدنيين، وليست في موضع يسمح لها بتصنيف غيرها بالإرهاب”.
وقلل القيادي في “أنصار الله” من تبعات قرار الولايات المتحدة، مشيراً إلى أن “كل الإجراءات التي تحاول واشنطن من خلال هذا التصنيف أن تقيمها علينا وتنفذها بحقنا هي منفذة على أرض الواقع، فالحصار ما زال مطبقاً على اليمن وكذلك ما زال العدوان سائراً وما زال الجانب الاقتصادي والمعيشي بدفع من أمريكا وتوجيه منها”.
وأشار إلى “أن قرار نقل البنك المركزي اليمني من صنعاء إلى عدن جاء بتوجيه مباشر من واشنطن، وباعتراف السفير الأمريكي الأسبق بأنهم سينقلون البنك ما لم نرضخ لإملاءات واشنطن”.
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: الولایات المتحدة أنصار الله فی غزة
إقرأ أيضاً:
تقرير بريطاني يكشف الفضيحة: صنعاء تُذل أمريكا في البحر الأحمر وتسقط أسطورتها
يمانيون | تقرير
في لحظة تاريخية فارقة، لم يكن العالم بحاجة إلى تقارير أمريكية رسمية كي يدرك أن الإمبراطورية الأمريكية تتآكل، وأن هيمنتها على البحار تتهاوى. جاء تقرير مطوّل نشره موقع “أون هيرد” البريطاني ليضع الإصبع على الجرح الأمريكي المفتوح، ويكشف بالتحليل والوقائع كيف أن اليمن – بقيادة صنعاء – أهان الولايات المتحدة في البحر الأحمر، وأسقط النموذج العسكري الذي ظلت واشنطن تتغنّى به لعقود.
تحت عنوان لافت: “الحوثيون يكشفون تراجع قوة أمريكا بعد تعرضها للإفشال في البحر الأحمر”، يؤكد التقرير أن ما شهدته المنطقة منذ أواخر عام 2023 هو علامة فارقة على أفول القوة الأمريكية البحرية، التي كانت تعتبر نفسها سيدة الممرات والمضائق و”شرطية العالم”.
لحظة كسر الهيبة الأمريكية
يفتتح الموقع البريطاني تقريره بالتأكيد على أن إعلان صنعاء بدء عملياتها في البحر الأحمر لم يكن مجرد خطوة رمزية، بل بمثابة إعلان وفاة لنفوذ واشنطن في أهم الممرات البحرية العالمية. ويضيف أن فرض القوات المسلحة اليمنية للحصار البحري على كيان العدو الصهيوني كان ضربة مباشرة لهيبة أمريكا في مجال نفوذها التقليدي، حيث طالما تعاملت معه كمنطقة نفوذ خالصة لا ينازعها فيها أحد.
ويتابع التقرير أن هذه الخطوة اليمنية أربكت القيادة العسكرية الأمريكية، التي وجدت نفسها فجأة في مواجهة عدو غير تقليدي، عنيد، ولا ينصاع لتهديدات الطائرات ولا لغطرسة حاملات الطائرات.
من بايدن إلى ترامب… لا جديد تحت الشمس
يقدّم “أون هيرد” قراءة معمّقة لسلسلة العمليات التي أطلقتها واشنطن في البحر الأحمر، بدءًا من عملية “حارس الازدهار”، مرورًا بـ”بوسايدون آرتشر”، وصولًا إلى عملية “راب رايدر”، ويؤكد أن كل هذه الحملات التي شاركت فيها الولايات المتحدة وبريطانيا فشلت في إيقاف صواريخ صنعاء وطائراتها المسيّرة، ولم تحقق سوى المزيد من الإرباك السياسي والعسكري لواشنطن.
وفي التفاصيل، يُشير التقرير إلى أن الرئيس الأمريكي جو بايدن تعرّض لانتقادات شديدة داخل الولايات المتحدة لعدم استخدامه ما وصف بـ”القبضة الحديدية الأمريكية” في الرد على اليمن، فيما اعتقد البعض أن عودة ترامب إلى المشهد ستُحدث تحولًا في المعادلة، لكن نتائج “راب رايدر” كانت أكثر إحراجًا لواشنطن من سابقاتها، رغم استخدام ترسانة غير مسبوقة من الأسلحة، بينها قاذفات الشبح B-2 والطائرات F-35 والمسيّرات MQ-9.
ورغم هذه الترسانة الهائلة، فقد أخفقت واشنطن في حماية سفنها، وأُجبرت على التراجع أمام تصميم صنعاء على استمرار الحصار ومنع الملاحة الصهيونية.
الجملة الأخطر في التقرير
في فقرة لافتة، يسلط موقع “أون هيرد” الضوء على ما وصفه بأنه أخطر ما كشفته معركة البحر الأحمر: وهو أن الولايات المتحدة، ورغم تفوقها التكنولوجي، لا تملك اليوم بدائل فعّالة لخوض حروب غير تقليدية، وأن خيار الضربات الجوية لم يعد مجديًا أمام خصم ذكي ومرن كالجيش اليمني.
ويؤكد التقرير أن واشنطن أرهقت نفسها ماديًا ومعنويًا في مواجهة “الحوثيين” – كما أسماهم – ومع ذلك خرجت بخفي حنين. ويضيف أن البنتاغون بات مقتنعًا أن الإشكال ليس في مقدار القوة المستخدمة، بل في فقدان القدرة على التأقلم مع واقع جديد لم تعد فيه أمريكا صاحبة القرار الأوحد.
“الحوثيون واجهوا نصف الأسطول الأمريكي الفاعل… وانتصروا”
من بين أبرز ما جاء في تقرير “أون هيرد”، إشارته الصريحة إلى أن اليمنيين واجهوا نصف القوة الضاربة البحرية والجوية الأمريكية، ومع ذلك لم ينكسروا. بل إن الموقع يكشف أن ما تم استخدامه في البحر الأحمر يمثل القوة الفاعلة الحقيقية للولايات المتحدة، سواء من حيث عدد القاذفات الاستراتيجية، أو الطائرات المتقدمة، أو أنظمة الحرب الإلكترونية.
ويعلّق التقرير على هذا الواقع بالقول: “لم تفشل الولايات المتحدة لأن بايدن كان ضعيفًا، أو لأن ترامب لم يكن حازمًا، بل لأنها واجهت خصمًا يمتلك الإرادة، ويقاتل بعقيدة، ويستفيد من كل فجوة في منظومة القوة الأمريكية المتكلسة.”
الجنرالات يعترفون بالهزيمة
يرى الموقع أن الهزيمة الأمريكية في البحر الأحمر كشفت للعالم أن “الهالة الأمريكية” لم تكن سوى فقاعة إعلامية تعيش على رصيد قديم من الحروب الاستعمارية والانتصارات السهلة. أما اليوم، فقد تكسّرت تلك الفقاعة على صخور اليمن، وظهر للعالم أن واشنطن لم تعد تملك أسلحة جديدة تخرجها من قبعتها، ولا حلولًا ذكية، ولا قيادة سياسية قادرة على التأقلم مع عالم جديد لم تعد أمريكا مركزه.
ويختم “أون هيرد” تقريره برسالة تحذيرية لصناع القرار في الغرب، مفادها أن ما حدث في اليمن ليس حدثًا منعزلًا، بل بداية لسقوط الإمبراطورية الأمريكية التي عاشت على قوتها الرمزية أكثر من فعاليتها الميدانية.
اليمن يصنع التاريخ… وواشنطن تتجرع مرارة السقوط
ما كشفه تقرير “أون هيرد” ليس مجرد تقييم عابر، بل هو شهادة أوروبية من داخل الفلك الغربي، تعترف صراحة بأن أمريكا تلقت هزيمة استراتيجية مذلة في البحر الأحمر على يد اليمنيين.
إنها شهادة عالمية على أن صنعاء اليوم لا تدافع فقط عن فلسطين، بل تكتب الصفحة الأولى في كتاب نهاية الهيمنة الأمريكية، وتؤسس لعالم جديد لا مكان فيه للمستكبرين.