صدى البلد:
2025-08-08@18:13:10 GMT

هل الهموم والمصائب من غضب الله؟.. علي جمعة يجيب

تاريخ النشر: 21st, January 2024 GMT

قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، إن كثير من الناس عندما يحدث لها شيء من الكَدَر، من الهموم، من المصائب، من الكوارث، من الأزمات فإنه يظن أن الله قد غضب عليه، ولكن هذه هي طبيعة الدنيا التي خلقها الله سبحانه وتعالى، الله خلق الأشياء، وقدَّر لها أقدارها، خلق النار وجعلها مُحْرِقة، وجعل الإنسان يطلب منها الدفء، جعلها عندها طاقة وحرارة.

وأضاف علي جمعة، في منشور له، أن الله تعالى خلق الشمس وهي مضيئة؛ وهذه الإضاءة تسبب النهار، خلق سبحانه وتعالى البحر وأوجد فيه ماءً؛ وهذا الماء يُحْدِث البَلل، فلا يتعجب إذا ما ألقى الإنسان نفسه في البحر فابتل، ولا يقول: لماذا قدَّر الله عليَّ البلل؟ وهل هذا غضبٌ من عنده؟ وهل أنا فعلت شيئًا؟ ويبدأ أولًا: في التبرّم ، ثانيًا: في الحَيْرة والتردد ، ثالثًا: في عدم الثقة لا بالنفس ولا بالله .

ولإزالة هذا التوهّم، فإن أصل الدنيا فيها الكدَر وهذه صفتها؛ فإن الأكدار جزء لا يتجزأ من حقيقتها، ولأنها دنيئة -من الدنو، ومن الدناءة- أبرزت المصائب والشواغل والهموم والأزمات والكوارث والأمراض -ما هو مستحق وصفها-، ولأنها كذلك فلا يُسْتَغرب منها أن تُظهر الأكدار، هذه الحقيقة تجعل معك ميزان للتعامل مع الدنيا، عندما تأتي المصائب تعرف حقيقتها.

وتساءل: فما الذي يُفيده هذا الشعور؟ المساعدة على الصبر؛ لأن الصبر مُرْ، والصبر صعب، والصبر فيه معالجة للنفس وكَبْح هذه النفس. فكيف تستعين على الصبر؟ تستعين على الصبر بأنك مهيأ، وفاهم أن هذا أمر عادي، ولذلك لما رأى النبي ﷺ المرأة التي مات لها ابنها، وهي تبكي، وتَلْطِم، وكذا؛ فقال لها: «اتَّقِي اللهَ وَاصْبِري»، قالت: «إِلَيْكَ عَنِّي؛ فإِنَّكَ لَمْ تُصَبْ بِمُصِيبَتِي» -ولم تكن تعرف أن الذي يُكلمها هو رسول الله ﷺ من شدة حزنها، واستغراقها في الحزن، وانشغالها في هذا الجزع-، وأخبروها هذا رسول الله فقامت تجري وراءه، وقالت: «لَمْ أَعْرِفكَ» ، فقال لها: «إنما الصبر عند الصدمة الأولى». فكيف يأتي الصبر عند الصدمة الأولى؟ بالمعرفة المُسَبَّقة وبالتربية والفَهْم، وبالتحقق بهذه الحكمة «لاَ تَسْتَغْرِبْ وُقُوعَ الأَكْدَارِ مَا دُمْتَ في هَذِهِ الدَّار».

وتابع: عندما تأتيني الواقعة والحادثة والنازلة، تجدني وأنا مستحضر هذه الحقيقة فتساعدني على الصبر وعدم الجزع، فما نتيجة الصبر؟ التسليم والرضا بقضاء الله، يقول سيدنا النبي ﷺ: «إِنَّ الْعَيْنَ لتَدْمَعُ، وَإِنَّ الْقَلْبَ ليَحْزَنُ، وَإِنَّا على ِفِرَاقِكَ يَا إِبْرَاهِيمُ لَمَحْزُونُونَ، ولا نقول ما يُغْضِبُ الله» لأن هناك تربية سابقة، ومفاهيم سابقة مستقرة في النفس البشرية.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: علي جمعة الازهر الشريف الهموم المصائب الكوارث الازمات على الصبر

إقرأ أيضاً:

كيف تتقرب إلى الله بالخبيئة؟.. الشيخ خالد الجندي يجيب

قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، إن هناك أسماء عائلات في مجتمعاتنا العربية تحمل وراءها قصصاً أخلاقية عميقة، من بينها عائلة تُعرف باسم "الملتم"، موضحاً أن أصل الكلمة "الملثّم"، إلا أن ظاهرة الإبدال – المعروفة في علم اللغة – جعلت العامة تنطقها "الملتم"، مثلما يحدث مع كلمات كـ"ثوم" التي تُنطق "توم"، و"هذا" التي تُختصر إلى "ده".

خالد الجندي: القرآن الكريم تعامل مع موضوع أصحاب الكهف بأسلوب إعجازي مقصودانتخابات الشيوخ.. خالد الجندي عقب التصويت: أتيت لحماية الوطن من إخوان تل أبيب

وأضاف الجندي خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "dmc"، اليوم الخميس، أن هذا النوع من التغيير اللغوي مألوف في بعض اللهجات، مشيراً إلى أن علماء اللغة يطلقون عليه "الإبدال"، وهو ما يُلاحظ في نطق بعض الحروف مثل الثاء والذال، حين تُبدّل إلى تاء ودال.

سلوك نبيل لأحد أفراد العائلة

وأكد أن قصة هذا الاسم ترتبط بسلوك نبيل لأحد أفراد العائلة، حيث كان الرجل يُعرف بتوزيع الصدقات في الخفاء، وهو ملثّم الوجه، حتى لا يعرف أحد من الناس أنه المتصدق عليهم، قائلاً: "شوف قد إيه السمو الأخلاقي عند بعض الناس الذين لا نعرف عنهم شيئاً.. رجل ملثم، لا يريد شهرة ولا ثناء، بل خالصاً لوجه الله".

واستشهد الجندي بسيرة الصحابي الجليل عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قائلاً: "عندما مات سيدنا عمر وبدأوا في تغسيله، وجدوا أن كتفيه مزرقتين، فسألوا غلامه نافع، فقال: إن سيدي كان يحمل الزاد والطعام على كتفيه في ظلمة الليل ويوزعه على الأيتام والمحتاجين، دون أن يدري به أحد، حتى أثّرت الحمولة في جسده الشريف".

وأوضح الشيخ الجندي أن هذا السلوك يدخل فيما يُعرف في العبادة بـ"الخبيئة"، أي العمل السري الذي لا يعلمه إلا الله، قائلاً: "الخبيئة دي تطفي غضب الرب، وتنجي العبد يوم القيامة، وتستر الذنوب، وتدفع الأذى، وتمنع استحواش النار، وتصرف عنك الزبانية، وتجلب لك رحمة الله".

واستشهد بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء"، وبالحديث القدسي: "عبدي أنفق أنفق عليك"، قائلاً: "ما تشيلش هم، شيل هم غيرك، وربنا يشيل عنك، فالجزاء من جنس العمل، والنية محلها القلب، والله لا يضيع أجر المحسنين".


 

طباعة شارك خالد الجندي الأعلى للشؤون الإسلامية علم اللغة عمر بن الخطاب علماء اللغة

مقالات مشابهة

  • علي جمعة: الشيب والمرض والزلازل منبهات إلهية توقظ الغافلين
  • هل الكفاءة المالية شرط لقبول العريس؟ على جمعة يجيب
  • «ترجعي تنوري الدنيا».. يسرا تدعم أنغام بعد إجرائها عملية جراحية
  • فضل العبادة في الحر.. خالد الجندي: الطاعة مع الصبر والتحدي أعظم أجرًا وأرفع درجة
  • كيف تتقرب إلى الله بالخبيئة؟.. الشيخ خالد الجندي يجيب
  • ما فائدة أن يعلمنا الله صفة من صفاته ويظهرها لنا؟ علي جمعة يجيب
  • علي جمعة: عباد الرحمن يسيرون على الأرض بالسكينة ويقابلون الجهالة بالسلام
  • دعاء يحفظ من الحوادث والمصائب المفاجئة.. كلمات رددها النبي
  • علي جمعة: انقطعت النبوة وبقيت المبشرات والرؤية الصالحة مدد من الله لعباده الصالحين
  • حقيقة الحلف بالنبي شرك بالله.. علي جمعة يحسم الجدل