صحيفة الاتحاد:
2025-12-05@02:19:25 GMT

شيخة الجابري تكتب: في المنتصف من الوقت

تاريخ النشر: 22nd, January 2024 GMT

 أن تقع في مأزق الدقيقة أو اللحظة الأخيرة من الوقت أو في منتصفه كيف لك أن تخرج منه، مثلاً أن ترغب في وداع قريب أو صديق أو حبيب وتلسعك الساعة بعقاربها في اللحظة الأخيرة، وقبل أن يأخذ طريقه للمطار مثلاً فما بوسعك أن تفعل، أو أن تكتبَ كلمة لمناسبةٍ ما وفي الدقيقة الأخيرة يُطلب منك تغيير بعض التفاصيل الدقيقة فيها فتقع في شَرك الوقت والفكرة معاً، إلى أيهما سوف ترضخ أوتميل أو من أي منهما تفر وإلى أين؟
هكذا تبدو حالة الذي لابد له، وأن يتصرف في اللحظات الأخيرة بأن يستقبل ضيفاً قد يكون غير مهيأ وقتها أو لحظتها لاستقباله، فهو في حاجة إلى أن يكون مع نفسه، أو أنه يوضّبَ أويحزم حقائب سفره ولابد أن يكون في المطار قبل الوقت بساعات كافية، ما عليه أن يفعل عندها هل يرفض استقبال الضيف، أم يستقبله ويجلس في حالة من الحيرة والقلق، كيف يمكن أن يُشعر ضيف الغفلة بأن يعي أنه على سفر، وأن الطائرة يمكن أن تغلق بابها وتغادر، ويبقى هو على الأرض يحتسي قهوة مرة مع ضيف ثقيل.


 هكذا أيضاً حال من يكتشف وفي اللحظة الأخيرة أن عليه أن يغير أو يعالج مشكلة كوابح سيارته التي لن يتمكن من قطع الطريق بها للذهاب إلى عمله دون أن يقوم بصيانتها، وهو يعلم أن المسافة بين الفجيرة وأبوظبي قد تستغرق ساعات عدة والتأخير وارد في هذه الحالة، فهل هو يقع ضحية الصدفة أم الإهمال أم الظروف المناخية التي عجّلت باكتشاف المشكلة، عند ذاك ما عليه أن يفعل هل يغيّر السيارة أم يُصلح عطل سيارته، أم يتغيب عن العمل؟
  هكذا تسير الحالة عند اللحظة أو الدقيقة المأزق التي أعتقد أن كُلّنا نعاني منها، غير أن أصعبها بل أسوأها أن تقضي السنوات تكتب عملاً أدبياً رصيناً وجاداً وفارقاً بين كل ما أنتجت من أعمال أدبية من وجهة نظرك، وفي اللحظة التي تنتظرها، وهي الموافقة على النشر، يأتي الرفض، هذه اللحظة ليست فاصلة في عمر الكاتب بل قاضية على طموحه وقاتلة لفرحة انتظاره التي ربما كان يحسبها بالأيام والساعات من عمره وعُمرِ المنتج الذي يشتغل عليه.
 إن طُرقنا في التعامل مع الدقائق الضاغطة يختلف باختلاف الأسباب التي وُضعنا فيها نتيجة لظروف تحدث في الساعات التي نُقدم فيها على إنجاز عملٍ ما، يأخذ من وقتنا وجهدنا وصحّتنا، ثم نضطر إلى تغييره في المنتصف من الوقت.

أخبار ذات صلة شيخة الجابري تكتب: احترسوا من البعوض شيخة الجابري تكتب: هذا الوطن غالٍ

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: شيخة الجابري أحوال

إقرأ أيضاً:

اسماء عبدالعظيم تكتب: محراب الفساد.. حين تتقدّم «الأوراق على الإنسان»

هناك لحظة يصل فيها المواطن المصري إلى قناعة مُرّة أن معركته الحقيقية ليست مع غلاء الأسعار وحده ولا مع تعقيدات الحياة اليومية بل مع منظومة تُصرّ على أن تبقى أسيرة الماضي تحرسها جيوب الفساد ويغيب فيها صوت الحوكمة العادلة الفساد لم يعد شبحًا يختبئ في الظلام بل أصبح واقعًا يمر بين الأوراق ويجلس خلف المكاتب ويتغذى على صمت البعض وخوف البعض الآخر يدخل المواطن أي مصلحة حكومية وهو يدرك أن مصيره قد يتوقف على مزاج موظف أو توقيع بسيط أو كلمة ارجع بكرة مشكلته ليست في القانون بل في من يحوّل القانون إلى متاهة وليست في اللوائح بل في من يتعامل معها كأنها أملاك خاصة المواطن لا يطلب المستحيل بل يطلب حقه لكن هذا الحق يتحول إلى رحلة طويلة تلتهمها البيروقراطية ويعترضها نفوذ أفراد اعتادوا أن تكون مصالح الناس تحت أقدامهم وفي الوقت نفسه يقف موظف شريف وسط هذه الفوضى يحاول الحفاظ على ضميره داخل منظومة لا ترحمه ومسؤوليات لا تتناسب مع راتبه بينما يترقى غيره بالمجاملة لا بالكفاءة فتترسخ ثقافة تُهين الموظف الجاد وتُكافئ من يجيد الدوران حول اللوائح إن أجهزة الدولة اليوم لا تحتاج إلى تجميل بل تحتاج إلى هزّة هزّة تعيد ترتيب البيت من الداخل وتكشف ما خفي وتُثبت أن زمن التخفي انتهى نحتاج إجراءات تُدار من خلف شاشات لا خلف أبواب مغلقة قرارات تُعلن لا تُهمس تحقيقات تُفتح فورًا لا تنتظر مزاج مسؤول ترقّيات تُمنح بالحق لا بالواسطة رقابة لا تخشى إلا الله وحده الحوكمة ليست عنوانًا على ورق بل سلوك وممارسة وثقافة تجعل المواطن مطمئنًا والموظف منضبطًا والمؤسسة محترمة ولأن الطريق لا يُبنى بالشعارات فالإصلاح يبدأ بتحول رقمي كامل يقطع الطريق على كل باب خلفي وبوحدات رقابية مستقلة وبرواتب عادلة تمنع الاحتياج وتقلل إغراء الفساد وبتدوير الموظفين لمنع مراكز النفوذ وبخط ساخن يحمي المبلّغ لا يعرّضه للخطر وبمؤشر شفافية يُعلن كل عام ويكشف حقيقة كل جهة دون تزييف أو تجميل وفي النهاية يبقى الفساد خصمًا صامتًا إن لم نُواجهه سيبتلع الدولة والمواطن معًا وستظل الحوكمة كلمة فارغة ما لم تتحول إلى فعل وسلوك ومسار واضح يعيد للناس ثقتهم في مؤسساتهم

وفي الختام إن معركتنا ليست ضد أفراد بل ضد ثقافة كاملة ولا تنتصر الدول إلا حين تُعلن أن الكرامة حق والمحاسبة واجب وأن الوطن أكبر من كل فاسد وأقوى من كل فساد

مقالات مشابهة

  • أداء وروح وعزيمة حتى اللحظة الأخيرة..شوبير يشيد بأداء المنتخب الفلسطيني
  • اسماء عبدالعظيم تكتب: محراب الفساد.. حين تتقدّم «الأوراق على الإنسان»
  • وزارة العمل: 10 فرص عمل جديدة بشركة «نَبْتَه» للصناعات البلاستيكية الدقيقة
  • تعيين الدقيقة الاخيرة
  • حكم قضاء المرأة الصلاة التي بدأ نزول الحيض في أول وقتها
  • بنتي كانت بتولّع.. والدة إسراء ضحية الميراث تروي تفاصيل اللحظة المروّعة لحرق طفلتها|فيديو
  • لوبيتيجي: التفاصيل الدقيقة مفتاح مواجهة سوريا الحاسمة في كأس العرب
  • د. منال إمام تكتب: دبلوماسية مصر الشامخة ( 3 )
  • د. أمل منصور تكتب: زواج على حافة الانهيار
  • سالي عاطف تكتب: جيل Z .. إلى أين يقود أفريقيا ؟