صحيفة الاتحاد:
2025-05-12@10:44:53 GMT

شيخة الجابري تكتب: في المنتصف من الوقت

تاريخ النشر: 22nd, January 2024 GMT

 أن تقع في مأزق الدقيقة أو اللحظة الأخيرة من الوقت أو في منتصفه كيف لك أن تخرج منه، مثلاً أن ترغب في وداع قريب أو صديق أو حبيب وتلسعك الساعة بعقاربها في اللحظة الأخيرة، وقبل أن يأخذ طريقه للمطار مثلاً فما بوسعك أن تفعل، أو أن تكتبَ كلمة لمناسبةٍ ما وفي الدقيقة الأخيرة يُطلب منك تغيير بعض التفاصيل الدقيقة فيها فتقع في شَرك الوقت والفكرة معاً، إلى أيهما سوف ترضخ أوتميل أو من أي منهما تفر وإلى أين؟
هكذا تبدو حالة الذي لابد له، وأن يتصرف في اللحظات الأخيرة بأن يستقبل ضيفاً قد يكون غير مهيأ وقتها أو لحظتها لاستقباله، فهو في حاجة إلى أن يكون مع نفسه، أو أنه يوضّبَ أويحزم حقائب سفره ولابد أن يكون في المطار قبل الوقت بساعات كافية، ما عليه أن يفعل عندها هل يرفض استقبال الضيف، أم يستقبله ويجلس في حالة من الحيرة والقلق، كيف يمكن أن يُشعر ضيف الغفلة بأن يعي أنه على سفر، وأن الطائرة يمكن أن تغلق بابها وتغادر، ويبقى هو على الأرض يحتسي قهوة مرة مع ضيف ثقيل.


 هكذا أيضاً حال من يكتشف وفي اللحظة الأخيرة أن عليه أن يغير أو يعالج مشكلة كوابح سيارته التي لن يتمكن من قطع الطريق بها للذهاب إلى عمله دون أن يقوم بصيانتها، وهو يعلم أن المسافة بين الفجيرة وأبوظبي قد تستغرق ساعات عدة والتأخير وارد في هذه الحالة، فهل هو يقع ضحية الصدفة أم الإهمال أم الظروف المناخية التي عجّلت باكتشاف المشكلة، عند ذاك ما عليه أن يفعل هل يغيّر السيارة أم يُصلح عطل سيارته، أم يتغيب عن العمل؟
  هكذا تسير الحالة عند اللحظة أو الدقيقة المأزق التي أعتقد أن كُلّنا نعاني منها، غير أن أصعبها بل أسوأها أن تقضي السنوات تكتب عملاً أدبياً رصيناً وجاداً وفارقاً بين كل ما أنتجت من أعمال أدبية من وجهة نظرك، وفي اللحظة التي تنتظرها، وهي الموافقة على النشر، يأتي الرفض، هذه اللحظة ليست فاصلة في عمر الكاتب بل قاضية على طموحه وقاتلة لفرحة انتظاره التي ربما كان يحسبها بالأيام والساعات من عمره وعُمرِ المنتج الذي يشتغل عليه.
 إن طُرقنا في التعامل مع الدقائق الضاغطة يختلف باختلاف الأسباب التي وُضعنا فيها نتيجة لظروف تحدث في الساعات التي نُقدم فيها على إنجاز عملٍ ما، يأخذ من وقتنا وجهدنا وصحّتنا، ثم نضطر إلى تغييره في المنتصف من الوقت.

أخبار ذات صلة شيخة الجابري تكتب: احترسوا من البعوض شيخة الجابري تكتب: هذا الوطن غالٍ

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: شيخة الجابري أحوال

إقرأ أيضاً:

كريمة أبو العينين تكتب: سرقة السعادة

يقولون أن عند بدء الخليقة وزعت الأرزاق والأعمار وحوصرت السعادة ووقف أمامها كل من على يقين انها لا تجعلهم يقومون بعملهم على أكمل وجه.

وقف فى وجه السعادة الحزن ، وخيبة الأمل ، والتعاسة ، وقلق البال وغيرهم ممن تزيل السعادة أثرهم ووجودهم ؛ وقفوا كلهم يحاوطونها من كل جانب وحدب وصوب كى تظل مكانها ولا تبرح خطوة . 

 السعادة وقفت مكتوفة الأيدي تدافع عن نفسها وتستحلفهم ان يتركوها تمضى ففى انتظارها الكثيرين ممن يبحثون عنها ويتمنونها معهم الى آخر العمر . توسلات السعادة زادت الاخرين عنادا واحكموا حصارهم وأبدوا بغضهم وكراهيتهم لها وقال لها الحزن انتِ عدوتى البغيضة فكلما طوقت الشخص اليائس الرافض لقضاء الله من كل جانبه وجعلته اقرب ما يكون إلى القنوط وربما الكفر جئتِ انتِ ومنحتيه نفحة أمل وهونتِ عليه مصابه وذكرتيه بنعم أخرى حوله وأعدتيه الى مرحلة الرضا والايمان ، فكيف أتركك تفسدين عملى الذى يباركه شياطين الانس والجن . 

زاحمت خيبة الأمل الحزن وقالت بصوت يائس متألم لقد حاولت طوال عمرى ان انزع من الأشخاص الواقعين فى متاهات الحياة انزع منهم أي بريق من الامل يجعلهم يواصلون الحياة بعزم وايمان ، وكل مرة انجح فيها وانزع منهم التفاؤل وأضعهم فى نقطة اللاعودة تأنى أنتِ أيتها الملعونة وتفسدين عملى وتنجحى بكل براعة بإزالة مجهود طويل بذلته أنا لكى أجعلهم من الداخل أعجاز نخل خاوية . 

التعاسة هى الأخرى جرت مسرعة نحو السعادة وحاولت ان تشتبك معها وربما ارادت ان تقتلها وتتخلص منها الى الابد وقالت بعد محاولة الملتفين حول السعادة تخليص الاشتباك قالت لها لم اكره فى حياتى شخصا ولا معنى ولا محتوى بقدر كراهيتى لكِ ، كم من أناس نجحت أنا بمجهودى الجبار بأن أجعلهم تعساء ، رافضين الحياة ، بل انى حولت بعضهم الى أناس مؤذيين يبثون سمومهم فى كل مكان ويفرقون الملتفين ويفعلون كل ما من شأنه زيادة أعداد التعساء ، ولكن كنت أنتِ تلك الشخصية وذلك الوهم الذى يفسد عملهم ويضئ لهم طريق الحب ويكسر حوائط الانهزامية التى جعلتهم انا يبنوها ويشيدوها بأنفسهم . 

أما راحة البال فقد ربت على كتف السعادة وقالت لها ان معكِ أينما تكونين نقيضى هو الذى يكرهك ويحاربك قلق البال والريبة والشك يرونك معرقل لعملهم وادائهم وهم وكلونى نيابة عنهم بأن أمثل نقطة ارتكاز عندك واجعلهم يمرون من خلالي لأداء واجبهم فى تغيير نمط الخبر فى الحياة واعلاء الشر وجعل البشر فى ألم وحزن. 

السعادة وقفت لاتدرى ماذا تفعل وكيف تهرب من كل هؤلاء وبعد تفكير وقلق استطاعت السعادة ان تفرغ محتواها وتتسرب فى بصيص وشعاع ينتشر بين البشر ويفر ممن يحاوطونها ، أصبحت السعادة منذ ذلك الحين بصيصا وجزءا وأصبح مفهومها نسبى عند البشر ، وتجزأت مفاهيم السعادة ومقاديرها وأصبح كل شخص يشعر بها ويفهمها بطريقته وعلى هواه كما يقال ، فبعضنا يرى سعادته فى المال وأخرين فى الذرية الصالحة وأُخر يرونه فى المناصب والسلطة والترقى والعلو والاعتلاء 

 بعضنا يشعر ان سعادته اكتملت بعلمه ومنزلته العلمية ، ومن هذه التفسيرات لمفهوم السعادة كان لزاما علينا ان نقتنص لحظات السعادة ، وإن عز ذلك فلنسرقها فسرقة السعادة هى السرقة الوحيدة المشرعة دينا ودنيا ، اسرق سعادتك لا تتوقف عن البحث عما يسعدك مهما كان البحث مضنيًا فان وميض السعادة كفيل بأن يهون عليك تعب البحث ويجعلك تهنأ بما حصلت عليه فى نهاية مطافك ومجهودك للبحث عن السعادة .

 السعادة وان كانت نسبية الا أنها ضرورية فلنجعلها من اساسيات حياتنا وليست من الكماليات .

طباعة شارك السعادة الريبة الشك

مقالات مشابهة

  • شيخة الجابري تكتب: العالم على صفيح ساخن
  • هند عصام تكتب: الملك والذباب
  • نجاة عبد الرحمن تكتب: من طرف خفي 52
  • كريمة أبو العينين تكتب: سرقة السعادة
  • مطاردة مرعبة أمام مدرسة ثانوية… وصراخ الطالبات يوثق اللحظة ( فيديو)
  • شيخة المزروع.. صوت التشكيل الإماراتي الحديث
  • الممثل القانوني عن الملاك المتضررين: اللحظة حانت لرفع الظلم
  • وزارة الداخلية تطلق سراح 6 موقوفين على خلفية الأحداث الأخيرة التي وقعت في بلدتي صحنايا وأشرفية صحنايا بريف دمشق، ممن لم تتلطخ أيديهم بالدماء، وذلك بحضور إدارة منطقة داريا وعدد من الوجهاء
  • لماذا سيغادر تشابي ألونسو باير ليفركوزن في نهاية الموسم؟
  • نقابة الصحفيين السودانيين تعرب عن بالغ قلقها إزاء الإجراءات الأخيرة التي اتخذتها وزارة الإعلام