ماذا لو كان اقتحام تلفزيون الإكوادور مفبركًا؟
تاريخ النشر: 23rd, January 2024 GMT
عندما انتشرَ مقطع فيديو لاقتحام مسلّحين أستوديو بثّ مباشر في تلفزيون رسمي في الإكوادور منذ أسبوعَين – وأشهروا أسلحتَهم أمام كاميرات التصوير في نشرة الثانية ظهرًا – وقف الإكوادوريّون على حقيقة انهيار الدّولة، وعاشت البلاد حالةً من الصدمة والجزع، دفعت أهلها إلى مغادرة أماكن الدراسة والعمل، والتوجه نحو منازلِهم؛ احتماءً بها.
ورغم أنّ تلك الحادثةَ غير المسبوقة، تعكس حالة تمرّد ممنهجة من قبل العصابات، فإنَّ البعض أصبح يشكّك في إقدام المسلّحين على فعلِها وحدَهم، ويرى أنّها إما مفبركة أو مقصودة لنشر الرّعب بين المواطنين، وتمرير أجندة سياسيّة معيّنة، لا سيما بعد حدوث مستجدّات على صلة بالحادثة، مثيرة للتساؤل.
الضرب بيد من حديدفي البداية، وحين شككت بعض الحسابات على شبكات التواصل الاجتماعي، في مصداقية ما حصل في التلفزيون؛ انطلاقًا من مقطع فيديو قصير غير الذي تم تداولُه، من داخل الأستوديو، قُوبلت هذه القراءة بوابل من الشتائم، والاتّهام بالسعي لتأليب الرأي ضد الحكومة في لحظة حسّاسة.
وهو ما أدّى إلى تراجع أصوات التّشكيك، أمام ارتفاع موجة مناشدة الحكومة لنشر الجيش في الشوارع والضرب بيد من حديد على كل مشتبه به، للقضاء على حالة الخوف التي استبدّت بالجميع.
ويتمثل مقطع الفيديو الذي نشره المشكّكون في تحدث المسلحين في الأستوديو مع بعض الإعلاميين بـ "هدوء" مُريب، وهم يقسمون أدوار إخراج المشهد على المباشر، بشكل يوضح كيفية تركيع المسلحين للموظفين، الذين بدوا لساعات، منهم من يبكي ومنهم من يرتعد؛ خوفًا من انطلاق أي رصاصة صوبه.
وكانت النقطة التي أثارت استغراب المشككين، هي الراحة التي بدت على وجوه بعض الإعلاميين، وهم يعلّمون المسلحين كيفية التعامل مع الكاميرا. إضافة إلى التساؤل عن كيفية اقتحام حوالي 30 مسلحًا مبنى تلفزيون حكومي، يقع في محيط محميّ بثلاثة معابر تفتيش، وعلى بعد 500 متر من مركز أمن، لاسيما أن الإكوادور تعيش حالة استنفار أمني منذ هروب "فيتو" أخطر سجين، قبل الحادثة بيومَين.
نزاع مسلحبعد يوم من الحادثة، خرج رئيس البلاد ليعلن دخول البلاد في مرحلة "نزاع مسلح مع العصابات، وتصنيف عناصرها في خانة الإرهابيين"، وأصدر مرسومًا يمنح قوات الشرطة والجيش عدم الملاحقة القضائية في حال ارتكابهم أفعالًا جنائية ضد "الإرهابيين"، حسب وصف الرئيس.
وبالتوازي مع ذلك، رحّبت الحكومة باستعدادات الدول الصديقة لتقديم الدعم اللوجيستي والعسكري للإكوادور، وعلى رأسها الولايات المتحدة، وإسرائيل، والاتحاد الأوروبي، والمملكة والمتحدة.
وفي السياق نفسه، قدّمت الحكومة الأسبوع الماضي، مقترحًا للبرلمان، يتعلق بإصلاحات اقتصادية، من أهمها رفع نسبة القيمة المضافة من 12% إلى 15%، بشكل دائم؛ من أجل توفير إيرادات للميزانية لتغطية كلفة "الحرب على الإرهاب"، ويبدو أنّ المقترح لن يحصل على أغلبية أصوات البرلمان.
لكن الحكومة مستمرة في إقناع الأحزاب، ووصل الأمر بالمتحدث باسم الرئاسة إلى التصريح بالتالي: "أقولها بكل ألم، نحن في مرحلة يبلغ فيها الوعي في الشارع الإكوادوري، مستوى أعلى من الوعي في البرلمان! الشعب يعلم ضرورة رفع القيمة المضافة ومستعد للتضحية، وبعض الأحزاب تعارض ذلك".
ورغم أن المعارضة اشترطت على الحكومة، مقابل موافقتها، اعتمادَ رفع النسبة لمرحلة مؤقتة فقط، وطالبتها بالشفافية في الكشف عن إدارة هذه الإيرادات التي ستبلغ قرابة مليار و300 مليون دولار خلال السنة الجارية، فإنَّ الحكومة رفضت.
حضور أميركيومع وصول وفد أميركي من كبار المسؤولين إلى الإكوادور هذا الأسبوع – يتقدمهم السفير الأميركي للاجتماع بالرئيس دانييل نوبوا ووزراء الدفاع والداخلية والاقتصاد، لبحث تفاصيل التنسيق العسكري الأميركي الإكوادوري – استعادت رواية "التشكيك" في مصداقية حادثة اقتحام التلفزيون، عافيتَها، وعادت بعض الحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي إلى طرح الموضوع.
ونبّه البعض إلى أنّ تصريح الرئيس في الأسبوع الأخير، بأن إنشاء برامج عسكرية بتنسيق دولي أمر ممكن، يمثل عنوانًا واضحًا لتحضير الرأي العام لاستيعاب فكرة فتح الباب للدعم الأميركي في المقام الأول.
يُضاف إلى ذلك، أن وزارة الدفاع أكدت أنها ستسمح للبعثات العسكرية الأميركية بمزاولة مهامها، في مساحات على ملك الوزارة، من باب "الاستئجار"، وليس التملُّك، وهو ما يُذكّر بالمشهد الكولومبي، الذي تستقرُّ فيه سبع قواعد عسكرية أميركية منذ سنة 2000، "لكنها لاترفع العلم الأميركي"، كما كان يبرر اليمين ذلك.
عقيدة الصدمةعلى صعيد آخر، ومنذ إعلان الرئيس الحرب على العصابات، دأبت قوات الشرطة والجيش على إغراق شبكات نشرات الأخبار بمقاطع فيديو توثق إلقاءها القبض على عناصر بعض العصابات، والتنكيل بهم أمام الكاميرات ومصادرة أسلحة هنا وهناك، والكشف عن مخازن للمخدِّرات، وأخبار متفرقة تشفي غليل العامة من الشعب.
لكن فئة صغيرة من الرأي العام كانت تشكك في نجاعة الأداء الأمني، وتنبّه إلى أن تلك الحملات شعبوية محضة، وأن السلطات لو كانت قادرة فعلًا على دحر العصابات، لقبضت على "فيتو" الهارب" وحوالي 50 سجينًا آخرين هربوا بعده، ولتوجّهت إلى مصادرة المخدِّرات التي تُهرّب في شحنات الموز والسمك من الموانئ. لكن لا صوت يعلو فوق صوت "إلى الأمام سيدي الرئيس في حربك على الإرهابيين".
عودة إلى المشككين في مصداقية الهجوم، أو فبركته أو تسهيل طريق المسلحين قصدًا، لحدوثه، يرى هؤلاء، أن كل ما يحدث يدخل في إطار "عقيدة الصدمة"، استنادًا إلى الكتاب الشهير؛ "عقيدة الصدمة: صعود رأسمالية الكوارث" للمؤلفة الكندية ناعومي كلاين، والصادر سنة 2009.
رأسمالية الكوارثومن بين الأفكار التي يطرحها الكتاب، كيف يقوم مذهب رأسمالية الكوارث على استغلال كارثة ما، سواء كانت انقلابًا، أو هجومًا إرهابيًا، أو انهيارًا للسوق، أو حربًا، أو زلزالًا، من أجل تمرير سياسات اقتصادية واجتماعية ترفضها الشعوب في الحالة الطبيعية، وفي حال وجود غازٍ أو عصابات داخلية مثلًا، يلتحم الشعب مع إرادة الحاكم الموجود، ويغفر له كل سياساته؛ من أجل مواجهة هذا العدوّ، وهو ما يحدث حاليًا في الإكوادور، حسب هؤلاء المشككين!
ما يثير الاستغراب، أنه وفي غمرة اليقظة الأمنية، وفي ظل حالة الطوارئ، شهدت الإكوادور جريمة تصفية من الحجم الثقيل، راح ضحيتها المدعي العام المكلف بالتحقيق في حادثة اقتحام التلفزيون، الأسبوع الماضي، بعد تعرضه إلى 20 طلقة نارية في وضح النهار، وعلى بعد 100 متر من مركز أمن.
حادثة دفعت وزير داخلية سابق إلى نشر تغريدة، قال فيها: في هذا البلد، إما أن تخرسَ، أو يُخرسوك، أو يقتلوك!
تطورات مثيرة، تمنح نظرية المشككين في عفوية ما حدث، الحقّ في طرح قراءتهم، بكل ثقة.
aj-logoaj-logoaj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معنارابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineالمصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
ماذا حدث بعد كارثة الطريق الإقليمي بالمنوفية؟.. الرئيس وقرينته يتدخلان والحكومة تتحرك فورا
حادث الطريق الإقليمي بالمنوفية .. سادت حالة من الحزن الشديد على كل جموع الشعب المصري، بعد وقوع حادث تصادم سيارة النقل الثقيل المحملة بـ«الفنطاس» وسيارة ميكروباص ما أدى إلى مصرع 19 فتاة.. الحزن والنحيب كانا عنوان كل أم وأب في مركز أشمون بالمنوفية.. الجميع وضعوا أنفسهم مكان أسرة هؤلاء الفتيات الذين صنفهم الجميع ضمن الأبطال المكافحين لكسب لقمة العيش الحلال، يكافحون ليستمروا في مسيرتهم التعليمية، يرتاح الجميع في يوم الإجازة، وهم يضحّون بيوم راحتهم ليزيلوا غمامة من غمائم الحياة عن عقول آبائهم وأهليهم.
بعد هذا الحادث، تم نقل الجثامين 19 والمصابين الثلاثة إلى مستشفيات أشمون، قويسنا، الباجور، وسرس الليان، وكل الفتيات من قرية كفر السنابسة التابعة لمركز منوف.
أسماء وفيات حادث الطريق الإقليمي بالمنوفية- شروق خالد أبو المجد: 20 سنة.
- هدير عبد الباسط خليل: 21 سنة.
- شيماء محمود عبد الهادي: 21 سنة.
- تقى محمد أحمد الجوهري: 20 سنة.
- جنى محيي فوزي: 19 سنة.
- هنا مشرف محمد: 14 سنة.
- مروة أشرف إنسان: 19 سنة.
- أدهم محمد أنس: 22 سنة.
- آية زغلول مصطفى: 21 سنة.
- ميادة يحيى فتحي: 17 سنة.
- شيماء يحيى فوزي: 16 سنة.
- رويدا خالد إبراهيم حسن.
- ملك عربي فوزي، 18 سنة.
- سمر خالد مصطفى، 18 سنة.
- إسراء صباح عبد الوهاب، 17 سنة.
- سارة محمد كوهية، 14 سنة.
- شيماء يحيى فوزي، 17 سنة.
- أسماء خالد مصطفى قنديل: 17 سنة.
الرئيس السيسي يوجه بزيادة التعويضان لأسر ضحايا الطريق الإقليمي بالمنوفيةفور وقوع الحادث الأليم، وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي الحكومة بزيادة التعويضات لكل حالة إصابة فوق المبالغ التي قررتها كل من وزارتي العمل والتضامن بشأن حادث طريق أشمون.
كما وجه الرئيس الحكومة بمتابعة صيانة وإصلاح الطرق بكل دقة، وخاصة الطريق الدائري الإقليمي وسرعة الانتهاء منه، والتأكد من وجود الإرشادات في مناطق الإصلاح وتعديل مسار الطريق بصورة واضحة، والعمل على إزالة العوائق التي ينجم عنها الحوادث على هذه الطرق بشكل فوري، بالإضافة إلى مراقبة السرعة عليها.
قرينة الرئيس: رحم الله بناتي ضحايا حادث الطريق الإقليمي بالمنوفيةمن جانبها، نعت السيدة انتصار السيسي ضحايا حادث المنوفية، وكتبت عبر حسابها الرسمي على فيسبوك «قلوبنا يعتصرها الألم على بناتي ضحايا حادث المنوفية الأليم، نسأل الله لهم الرحمة والمغفرة، ولأسرهم الصبر والسلوان».
ووجهت السيدة انتصار السيسي الهلال الأحمر المصري بسرعة تقديم الدعم النفسي والمادي لأهالي الضحايا، إيمانًا بأن الدولة تقف دائمًا سندًا لأبنائها في الشدائد، وأن التكافل والتضامن هما قوتنا في مواجهة المحن.
ودعت السيدة انتصار السيسي للضحايا قائلة: «رحم الله الضحايا وألهم ذويهم الصبر والثبات».
الحكومة تتحرك بشكل فوري بعد حادث الطريق الإقليمي بالمنوفيةوانطلقت فرق الهلال الأحمر المصري لتقديم الدعم النفسي والمادي لأسر ضحايا حادث الطريق الإقليمي الذي وقع في نطاق مركز أشمون محافظة المنوفية وأسفر عن مصرع العديد من الحالات وإصابة آخرين، وذلك تنفيذا لتوجيهات السيدة انتصار السيسي، حرم السيد رئيس الجمهورية والرئيسة الشرفية للهلال الأحمر المصري.
وتواصل فرق الهلال الأحمر المصري عملها، حيث يتم دراسة الحالة لكل أسرة لتقديم التدخلات والمساعدات اللازمة، بالتنسيق مع وزارة التضامن الاجتماعي.
«الرقابة المالية» توجه بصرف 100 ألف جنيه لكل متوفى بحادث الطريق الإقليمي بالمنوفيةووجه الدكتور محمد فريد رئيس الهيئة العامة للرقابة المالية المجمعة المصرية للتأمين الإلزامي عن المسؤولية المدنية الناشئة عن حوادث مركبات النقل السريع، بصرف 100 ألف جنيه قيمة التعويض لكل متوفى في حادث محافظة المنوفية الأليم الذي وقع صباح يوم الجمعة الماضي. والذي أسفر عن حالات وفاة وإصابات أخرى، ويأتي ذلك تنفيذا لأحكام قانون التأمين الموحد الذي أصدره فخامة رئيس الجمهورية رقم 155 لسنة 2024.
حيث أعرب الدكتور فريد عن خالص تعازيه لأهالي وأسر المتوفين سائلا المولى عز وجل أن يلهمهم الصبر والسلوان وأن يربط على قلوبهم، سائلا المولى عز وجل الشفاء العاجل للمصابين.
ووجه العاملين في المجمعة بالعمل على سرعة البت في طلبات أهالي المتوفين والمصابين وتقديم كافة أوجه الدعم لاستيفاء المستندات المطلوبة في هذا الشأن مع التيسير عليهم.
حيث تتضمن الوثيقة الصادرة من المجمعة تتضمن الوفاة والإصابات البشرية الناتجة عن حوادث السيارات، بحيث يتم سداد مائة ألف جنيه تعويض عن كل حالة وفاة، بينما يتحدد تعويض الإصابة وفقاً لنسبة العجز المحددة من القومسيون الطبي.
«التضامن» تصرف 100 ألف جنيه لأسرة كل حالة وفاة في حادث الطريق الإقليمي بالمنوفيةوقررت الدكتورة مايا مرسي وزيرة التضامن الاجتماعي صرف 100 ألف جنيه لأسرة كل حالة وفاة في ضحايا حادث التصادم الذي وقع أمس على الطريق الإقليمي في نطاق مركز أشمون محافظة المنوفية، وأسفر عن مصرع العديد من الحالات وإصابة آخرين.
ووجهت وزيرة التضامن الاجتماعي رئيس الإدارة المركزية للحماية الاجتماعية بسرعة صرف التعويضات اللازمة لأسر الضحايا، وكذلك المصابين وفق التقرير الطبي لكل حالة إصابة.
يأتي هذا في الوقت الذي تواصل فيه فرق الاستجابة أثناء الطوارئ التابعة للهلال الأحمر المصري بالمنوفية، عملها لتقديم خدمات الدعم النفسي للمصابين، والأسر التي فقدت فتياتهن في الحادث الأليم.
اقرأ أيضاًحبس سائق الشاحنة المتسبب فى مصرع 19 شخصًا بالطريق الإقليمي بالمنوفية
ارتفاع عدد الوفيات لـ 17.. تطورات جديدة بحادث الطريق الإقليمي بالمنوفية
ننشر أسماء الضحايا والمصابين في حادث الطريق الإقليمي بالمنوفية