يواجه الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي، اليوم الأربعاء، إضرابا عاما وتظاهرات حاشدة احتجاجا على نهجه الاقتصادي الشديد التحرّر، في تحرّك قد يمهّد الطريق لمسار احتجاجي أوسع نطاقا وأطول أمدا.

ويرتقب مشاركة عشرات الآلاف من المتظاهرين في التجمّع المنظّم في قلب بوينوس ايرس بمبادرة من الاتحاد العمالي العام (7 ملايين منتسب) وبدعم من نقابات أخرى وحركات يسارية راديكالية ومنظمات اجتماعية.

جنوب أفريقيا تتوقع صدور قرار «العدل الدولية» عن إجراءات عاجلة في غزة الجمعة منذ 36 دقيقة تحطم طائرة روسية على متنها 65 أسيراً وطاقم من 6 أشخاص في بيلغورود منذ ساعة

ومن المقرّر تنظيم تظاهرات في عدّة مدن أرجنتينية أخرى. وأطلقت دعوات لتجمّعات تضامنية في عواصم أجنبية، أبرزها مدريد وباريس وبروكسل.

وبعد شهر ونصف الشهر من تولّي ميلي سدّة الرئاسة حاملا معه مروحة واسعة من مشاريع القوانين لإزالة الضوابط الاقتصادية وتخفيض قيمة العملة بنسبة 54 في المئة وفرض تدابير تقشّفية من كلّ حدب وصوب، «فار الناس غضبا... وهي حالة لا يمكن نكرانها»، وفق ما صرّح الأمين العام للاتحاد العمالي العام هكتور دايير الذي يرى أن هذا التبرّم «يتخطّى بنطاقه» الطبقة العاملة.

ومن شأن هذا الإضراب أن «يظهر للعالم أن الشعب الأرجنتيني لا يقف صامتا»، بحسب ما قالت إستيلا دي كارلوتو الوجه البارز في المجتمع الأرجنتيني ورئيسة حركة ما يُعرف بـ «جدّات ساحة مايو» التي دعت إلى الالتحاق بهذا التجمّع ضد رئيس «يريد بيع البلد برمّته».

«ما من بديل»

وتشكّل ساحة البرلمان في العاصمة المحطة المحورية في هذا التجمّع بالتزامن مع قيام النواب بالنظر في مجموعة واسعة من الإصلاحات متنوّعة المواضيع مع أكثر من 600 لائحة يشار إليها بـ «قانون أومنيبوس» تجدّ الحكومة لتمريرها في اللجان المختصّة.

وتعتبر الحكومة من جهتها أن المعادلة بسيطة، إذ «ما من بديل» للإصلاحات وسياسات التقشّف لتقويم حسابات بلد تثقل الديون كاهله (عجز في الميزانية يساوي 2,9 في المئة من إجمالي الناتج المحلي في 2023، أعلى بنقطة واحدة من الهدف المحدّد) وضمان استقرار اقتصاد يخنقه التضخّم بنسبة 211 في المئة في السنة.

ويحذّر القيّمون على هذا الاحتجاج من أن الجمع «الخارج عن السيطرة» لن يكتفي «بالسير بهدوء على الرصيف»، لكنه سيبقى «سلميا».

وتلوّح وزيرة الأمن باتريسيا بولريتش من جانبها باللجوء إلى بروتوكول حديث يتيح للقوات الفيدرالية التدخّل وقت قطع مسلك مروري، مهدّدة بـ «نقل فاتورة» التدابير الأمنية إلى الجهات المسؤولة، كما حدث في تظاهرات في أواخر ديسمبر.

وبالرغم من شدّ الحبال القائم، قد تجري التحرّكات المخطّط لها ليوم الأربعاء، مع إضراب من الظهر حتّى منتصف الليل وتجمّع في بوينوس ايرس عند الظهيرة، في أجواء مسالمة.

واجتمع ممثّلون عن الاتحاد العمالي العام ووزارة الأمن والشرطة الإثنين لتأطير ملامح «عمل سلمي».

وسوف تستمرّ المواصلات العامة في بوينوس ايرس بالعمل بشكل طبيعي حتّى السابعة مساء ليتسنّى نقل المتظاهرين، وفق ما أعلنت النقابات، قبل توقّفها بالكامل عن العمل عند منتصف الليل.

مساومة

وانتقدت الحكومة النقابات الثلاثاء، معتبرة أنها تقف «على الجانب الخاطئ من التاريخ» وأنها شنّت «أسرع إضراب في التاريخ» أُعلن عنه بعد بالكاد 18 يوما من تولّي ميلي زمام الرئاسة.

ورأت في هذا التحرّك «هراء مطلق»، في وقت تتبع فيه الإصلاحات «مسارها الديموقراطي» في البرلمان.

وتخوض الحكومة في البرلمان سباقا ضدّ الزمن لاعتماد «قانون أومنيبوس»، غير أن موازين القوى في داخلها تدفعها إلى المساومة، إذ إن حزب ميلي لا يشكّل سوى ثالث قوّة في الغرفتين.

واقترح النواب خلال المفاوضات المحمومة التي جرت في الأيّام الأخيرة سحب 141 لائحة من اللوائح البالغ عددها 664 أو إعادة صياغة البعض منها، كما الحال مع التمويل العام للسينما، في ظلّ انتقادات محلية ودولية وعريضة موقّعة من مخرجين كبار، من أمثال ألمودوفار وكاوريسميكي والأخوين داردين.

ومن البنود الأخيرة المثيرة للجدل في سياق الإصلاح الواسع الذي ينوي الرئيس إطلاق عجلته، عمليات خصخصة لـ41 مؤسسة حكومية ومقايسة المعاشات التقاعدية وتوكيل السلطة التنفيذية بصلاحيات إضافية بذريعة «الطارئة الاقتصادية»، فضلا عن الموارد الممنوحة للأقاليم.

وعلى الصعيد القضائي، بات المرسوم الصادر في منتصف ديسمبر الذي يرسي أسس هذه الإصلاحات موضع أكثر من 60 طعنا في المحاكم بحجّة مخالفته لأحكام الدستور.

المصدر: الراي

إقرأ أيضاً:

الرئيس السيسي يُشدد على دعم مصر الكامل لسيادة واستقرار ليبيا ووحدة وسلامة أراضيها

استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم، المشير خليفة حفتر، القائد العام للجيش الوطني الليبي، وذلك بحضور اللواء حسن رشاد، رئيس المخابرات العامة، والفريق أول خالد خليفة، رئيس الأركان العامة للجيش الوطني الليبي، والفريق أول صدام خليفة، نائب القائد العام للجيش الوطني الليبي.

وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأنه تم التاكيد خلال اللقاء على عمق العلاقات المصرية ـ الليبية وخصوصيتها، كما شدد السيد الرئيس على دعم مصر الكامل لسيادة واستقرار ليبيا ووحدة وسلامة أراضيها، مثمّنًا الدور المحوري للقيادة العامة للجيش الليبي في هذا الإطار، ومؤكدًا ضرورة التصدي لأي تدخلات خارجية والعمل على إخراج جميع القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا. 

ومن جانبه، أعرب المشير حفتر عن تقديره للدور المحوري الذي تلعبه مصر والسيد الرئيس شخصياً في استعادة الأمن والاستقرار في ليبيا، والدعم الدائم الذي تقدمه للشعب الليبي منذ بداية الأزمة، مؤكدًا حرصه على مواصلة التنسيق وتبادل الرؤى مع السيد الرئيس إزاء مختلف التطورات على الساحتين الليبية والإقليمية.

الرئيس السيسي يستقبل القائد العام للجيش الوطني الليبيحسام الغمري: ثورة 30 يونيو أنقذت الدولة.. والتاريخ سينصف الرئيس السيسيمحافظ الدقهلية: الرئيس السيسي يراهن على عقول الشباب المصري والمبتكرينلتطوير المنظومة التعليمية.. متحدث التعليم يكشف تفاصيل لقاء الرئيس السيسي مع وزير التربية والتعليم"شكرا لك يا مصر".. "الخليج" الكويتية تشيد بالإنجازات غير المسبوقة في عهد الرئيس السيسي

وأضاف السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي، أن السيد الرئيس جدد تأكيده على دعم مصر لكافة المبادرات والجهود الرامية إلى تسوية الأزمة الليبية، ولا سيما تلك التي تستهدف إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية بشكل متزامن، مشددًا على التزام مصر بمواصلة تقديم جميع أشكال الدعم والمساندة للجيش والمؤسسات الوطنية الليبية، في إطار العلاقات الأخوية التاريخية التي تجمع بين البلدين والشعبين الشقيقين.

وذكر المتحدث الرسمي أن اللقاء تناول كذلك مستجدات الأوضاع الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، والتحديات التي تواجه البلدين، ولا سيما التطورات في السودان، حيث تم التوافق على أهمية تكثيف الجهود الدولية والإقليمية للتوصل إلى تسوية سلمية تحفظ استقرار السودان وسيادته ووحدة أراضيه، وتم التأكيد في هذا الصدد على أن استقرار السودان يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالأمن القومي لكل من مصر وليبيا.

طباعة شارك الرئيس السيسي الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية

مقالات مشابهة

  • تركيا.. مقتل شرطي خلال تفتيش على المخدرات في إسطنبول
  • المدير العام لـ «الفاو» يثمن جهود الرئيس السيسي والحكومة في دعم جهود المنظمة
  • الأرصاد: درجات الحرارة تؤكد بدء الشتاء دون تأخير مع حالة مطرية واسعة
  • القائد العام يلتقي الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في القاهرة
  • ارتفاع صادرات الصين 5.9 في المئة في نوفمبر وهبوط الشحنات الأميركية 29 في المئة
  • الرئيس السيسي يُشدد على دعم مصر الكامل لسيادة واستقرار ليبيا ووحدة وسلامة أراضيها
  • الرئيس السيسي يستقبل القائد العام للجيش الوطني الليبي
  • تصاعد التنمر الإلكتروني بين الأطفال في كل الدول الأوروبية: أيها الأشد معاناة؟
  • المشاط: السردية الوطنية للتنمية الاقتصادية تستهدف تحقيق تحول في نموذج الاقتصاد المصري
  • الرئيس الكولومبي : انخفاض معدل التضخم في نوفمبر الماضي في البلاد