"أعزائي المدافعين عن بايدن: العدالة الإنجابية تعني النضال من أجل نساء وأطفال غزة"، تحت هذا العنوان كتبت ناتاشا لينارد في موقع "ذا إنترسبت" الأمريكي، منتقدة مؤيدي بايدن الذين لا يحاصرونه كما يجب حاليا للمطالبة بوقف حرب الإبادة في غزة، والتي تنطوي على عمليات قتل كبيرة للنساء والأمهات الحوامل، وتحرم النساء والبنات في القطاع الفلسطيني من أبسط حقوقهن النسوية الصحية.

وتهاجم الكاتبة النسويات الليبراليات المؤيدات لبايدن، بسبب قيادتهن حملة حاليا لإعادة انتخابه من أجل "حماية الحقوق الإنجابية للأمريكيات"، حيث يحصرن تلك الحقوق في حق الإجهاض، بينما تتجاهلن دعم بايدن لجرائم إسرائيل في غزة ضد النساء والأمهات، والتي تهدم تماما حقوقهن الصحية والإنجابية.

اقرأ أيضاً

هيئة الأمم المتحدة للمرأة: مقتل أُمّـيْن كل ساعة في غزة

وتقول ناتاشا إنه خلال أول تجمع انتخابي كبير لبايدن في ولاية فيرجينيا، هتف بعض المتواجدين ضده بسبب دعمه للحرب الإسرائيلية في غزة، وصاح أحدهم: "إسرائيل تقتل أمين كل ساعة".

كان هذا المحتج يشير إلى إحدى الحقائق التي ساقتها جنوب أفريقيا خلال دعواها الأخيرة ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، والتي اتهمت خلالها دولة الاحتلال بارتكاب الإبادة الجماعية في غزة.

وتسخر الكاتبة من أنصار بايدن الذين يخوفون الأمريكيين من احتمالية عودة ترامب بتوجهاته ضد "الحقوق الإنجابية" للمرأة، مثل حق الإجهاض، والتي يرون أنها حقوق تكفل صحة النساء، وفي الوقت نفسه يتجاهل هؤلاء الجحيم الذي تعاني منه أقرانهن الفلسطينيات في غزة.

ولفتت إلى أن الوكالات الإنسانية أفادت هذا الشهر بارتفاع معدل الإجهاض في غزة منذ بدء القصف الإسرائيلي بنسبة 300%.

لقد قُتل أكثر من 10 آلاف طفل، ولا يوجد مكان آمن في القطاع المحاصر لتلد فيه امرأة، وأكثر من نصف مستشفيات غزة مغلقة بالكامل، والباقي بالكاد يعمل؛ يتم إجراء العمليات القيصرية دون تخدير، تضيف الكاتبة.

وإلى جانب نقص المياه النظيفة والغذاء والإمدادات الطبية، فإن منتجات الدورة الشهرية لا يمكن للفلسطينيين في غزة الوصول إليها إلى حد كبير، وهو ما يؤثر سلبا على صحة مئات الآلاف من النساء والبنات.

اقرأ أيضاً

حرب غزة.. معاناة نساء القطاع مفزعة وأحوالهن تهدد مستقبله

وتشير الكاتبة إلى غضب الناخبين الشباب من بايدن بسبب دعمه لمجازر إسرائيل في غزة.

وقالت صبا سعيد، وهي شابة من ميشيجان، عندما أجريت معها مقابلة على شبكة "سي بي إس" الأسبوع الماضي: "أعتقد أنه سيكون من النفاق مني أن أستخدم الحقوق الإنجابية كوسيلة لتبرير التصويت لصالح بايدن".

ويضيف: "يساعد بايدن ويرسل مساعدات عسكرية إلى إسرائيل، التي تقصف غزة وتمنع المساعدات الإنسانية مما يؤدي إلى حصول النساء الحوامل هناك على عمليات قيصرية دون تخدير، وعدم القدرة على الحصول على رعاية ما قبل الولادة".

وتقول الكاتبة إن النضال من أجل العدالة الإنجابية هو النضال من أجل إنتاج الحياة وإعادة إنتاجها والحفاظ عليها في ظروف من الحرية والأمان - وهي نفس الظروف التي تجعلها الإدارة الحالية مستحيلة في غزة، بسبب دعمها لإسرائيل.

المصدر | ناتاشا لينارد / ذا إنترسبت - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: بايدن الحقوق الانجابية نساء غزة المرأة الفلسطينية الحقوق الإنجابیة فی غزة من أجل

إقرأ أيضاً:

كاتبة في الغارديان: لهذا فاز زهران ممداني.. ورد خصومه كان شرسا

قالت المعلقة نسرين مالك في مقال نشرته صحيفة "الغارديان" إن فوز زهران ممداني في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي في ترشيحات عمدة مدنية نيويورك، كشف عن بشاعة الإسلاموفوبيا لدى الآخرين، معتبرة أنه فاز لأنه استطاع أن يظهر نفسه.

وأضافت مالك أن "الرد الشرير على فوز ممداني يخبرنا بشيء واحد، وهو أن المؤسسة لن تتسامح مع الناخبين من التيار السائد، الذين يجدون قضية مشتركة مع المسلمين"، مشيرة إلى أن فوزه بالانتخابات التمهيدية كان بمثابة قصة مدينيتن وأمريكيتين مختلفتين.

في الأولى، واجه شاب ذو توجه سياسي تقدمي متفائل آلهة المؤسسة المتهالكة، بتمويلها الهائل وشبكاتها وتأييدها من أبناء الحزب الديمقراطي، وفاز. وفي الثانية، في نوبة مروعة من العنصرية وكراهية الإسلام، استولى مسلم معاد للسامية على أهم مدينة في الولايات المتحدة، بهدف فرض نظام اشتراكي/إسلامي.

وبعد فوز ممداني، انتشرت كراهية الإسلام مثل النفايات السائلة والكريهة والمشوهة، وبدون أي رادع أو تحد. وفي الحقيقة يتطلب الكثير هذه الأيام لإثارة الصدمة في أمريكا، لكن ممداني نجح في إثارة، أو الكشف عن درجة فاحشة من التحيز السائد.

هلوسة جماعية
فقد تجمع الساسة والشخصيات العامة وأفراد إدارة دونالد ترامب وحفر "الوسخ" على مواقع التواصل الاجتماعي لإنتاج ما يمكن وصفه بهلوسة جماعية تم تصنيعها ذاتيا، صورة لبرقع مغطى بتمثال الحرية ونائب رئيس موظفي البيت الأبيض، ستيفن ميلر، يقول بأن فوز ممداني هو ما يحدث عندما تفشل دولة ما في ضبط الهجرة. وقرر عضو الكونغرس الجمهوري آندي أوغلز وصف ممداني بـ"محمد الصغير" وطالب بسحب جنسيته وترحيله. ووصف بأنه "متعاطف مع حماس الإرهابية" و"إرهابي جهادي".

وعليه، يبدو وصف ترامب ممداني بـ"الشيوعي المجنون" متحفظا بالمقارنة مع هذه الهلوسات. وتقول مالك إن بعض ردود الفعل هستيرية، بدرجة أنها لا تستطيع التفريق بين ما هو حقيقي أو محاكاة.



ففكرة أن ممداني، الذي يتميز أسلوبه، قبل كل شيء، بالجدية والابتسامة العريضة، كان عميلا إسلاميا خفيا، هي ببساطة نكتة. لكنها في الواقع ليست مزحة.

ولكن اللامبالاة تجاه الهجمات على ممداني تنبع من كونه خارجا أو دخيلا ولأسباب أكثر أهمية، ليس فقط من حيث خلفيته الدينية، فجريمته ليست جرأته على أن يكون مسلما وسياسيا، فربما "نجح" لو كان عضوا تقليديا في الحزب الديمقراطي، أو عبر عن أراء راسخة في الاقتصاد والسياسة تميزه كشخص تحدى للمعتقدات السائدة عن الرأسمالية وإسرائيل.

وبحسب الكاتبة، لأن ممداني لديه مواقف يسارية تتعلق بالضريبة وتحديد الإيجارات ورفضه لذبح الفلسطينيين باستخدام المال الأمريكي، فقد كانت هناك ردة فعل قوية ومتوقعة ضده. لكنه بذل جهدا كبيرا لمواجهتها. فقد قدم تفسيرات شاملة لكرهه معاداة السامية وتعهده بمكافحة جميع جرائم الكراهية وحقيقة أن أجندته الاقتصادية تقوم على جعل المدينة، من طعامها إلى رعاية أطفالها، أقل كلفة ومتاحا.

لكن جريمته هي رفضه التخلي عن مبادئه وعدم اتباعه للخط الداعم لإسرائيل وتجنب تقديم تصريحات محرجة، مثل تلك التي أطلقها من ترشحوا ضده وأن إسرائيل ستكون أول رحلة خارجية لهم لو فازوا.  ولم ينزل نفسه عندما طلب منه تقديم إدانات متتالية لعبارات وضعت بشكل تعسفي كاختبارات حاسمة لمدى قبول المسلم في المجال العام.

عولمة الانتفاضة
فقد استخدم رفض ممداني عبارة "عولمة الانتفاضة" والذي يعبر عن الرغبة الملحة للمساواة والحقوق المتساوية والوقوف مع حقوق الفلسطينيين الإنسانية، على أنه نوع من دعمه لجهاد عنف، وهي قراءة تتجاهل دعمه لحق إسرائيل في الوجود وشجبه للعنف ضد اليهود.

ولا يمكن لممداني أن يصبح مسلما مقبولا وهو متمسك بهذه الآراء، مع أنها عالمية بما يكفي ليحظى بدعم قوي من سكان نيويورك، بمن فيهم اليهود الذين صوتوا له، والمرشح اليهودي براد لاندر الذي أيده. ولا يمكنه أن يكون علمانيا بما يكفي أو أمريكيا بما يكفي أو نخبويا بما يكفي، كابن مخرجة سينمائية وأستاذ جامعي، ليمارس سياسة لا يمكن اختزالها في هويته المريبة بطبيعتها.

حتى في سلوكه، تحدث عن اضطراره الدائم إلى ضبط نبرته، خشية أن يشوه سمعته ويوصف بأنه "وحش". وفي هذا، يجسد واقعا أوسع وأكثر إثارة للغضب، واقع يدان فيه المسلمون والمؤيدون للفلسطينيين باعتبارهم تهديدا، بينما يواجهون هجوما كبيرا على حقوقهم وسلامتهم في جميع أنحاء العالم، لمجرد معارضتهم لجريمة لا جدال فيها ترتكب في غزة. من إجراءات الاعتقال والترحيل ضد ناشطين مثل محمود خليل في الولايات المتحدة، إلى التشهير وإضفاء طابع أمني على الخطاب والنشاط المؤيد للفلسطينيين في بريطانيا وأوروبا، في وضع يتم فيه إطلاق النار على المرسال، ثم تصويره على أنه المعتدي.



وتقول مالك إن "كل التشويه والاستقراءات الصارخة لن تغير الوقائع على الأرض، وهي أن إسرائيل تحتل الضفة الغربية وتجوع وتقتل الفلسطينيين في غزة، وتتهم بارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية، كل ذلك برعاية الولايات المتحدة ودعم الأنظمة الغربية".

وبهذا المعنى، يمثل فوز ممداني تهديدا، لأنه يكشف كيف أن جميع محاولات الحفاظ على وضع لا يطاق ولا يبرر، قد فقد تأثيرها على العدد المتزايد من الناس الذين يفهمون ويفكرون بأنفسهم. لم يصل ممداني إلى منصب عمدة المدينة بعد، ومن المرجح أن يواجه حملة متصاعدة تستخدم فيها هويته كوسيلة لتشويه معتقداته الاقتصادية والسياسية. وهنا يأتي رد الفعل على فوزه مقلقا، وربما محفزا مثل المؤشرات المتراكمة عن الإصابة بالحمى.

ومن هنا فما كشف فوزه الأخير هو كراهية مكشوفة وصريحة ضد المسلمين ودون قصد. وكشف عن قبح وضعف ليس فقط خصومه، بل المؤسسة السياسية الأوسع، بالإضافة إلى دوافعهم المعادية للديمقراطية. ومن خلال استخلاصه لهذه الحقائق، أظهر ممداني أن التحيز نادرا ما يكون موجها نحو الأفراد، بل نحو الخوف من أن تصبح آراء الأقلية المهمشة آراء الأغلبية الساحقة.

وفي هذا السباق على رئاسة البلدية، من فلسطين إلى الشرطة المحلية، لا تعتبر كراهية المسلمين مجرد ظاهرة منفرة تقتصر على ممداني، بل هي حاجز أمام رغبات الناخبين، وبمجرد أن يبدأ الناس في ربط هذه العلاقة، فقد انتهى الأمر، وفق ما ذكرته الكاتبة.

مقالات مشابهة

  • أمريكية تصاب بتسمم زئبقي بسبب تناول التونة يوميا: ظننت أنني أتبع نظاما صحيا
  • إسرائيل استخدمت قنبلة أمريكية الصنع تزن 500 رطل لقصف مقهى في غزة
  • التنفيذ حال استمرار عدوان إسرائيل.. مصادر أمريكية تكشف عن خطة إيرانية في مضيق هرمز
  • توقيف كاتبة عدل
  • مجلة أمريكية: حرب “إسرائيل” على إيران فشلت.. وردع طهران تعزز بدلاً من إضعافه
  • لقاءات أمريكية أولية لاتفاق أمني بين إسرائيل وسوريا
  • محادثات سرية بين إسرائيل وسوريا بوساطة أمريكية لتقليص التوتر
  • صفقة أسلحة أمريكية بقيمة 510 ملايين دولار لصالح إسرائيل
  • الكاتبة الصحفية نور العمروسي تتقدم للبرلمان بمقترح قانون لتغليظ عقوبة حيازة السلاح الأبيض
  • كاتبة في الغارديان: لهذا فاز زهران ممداني.. ورد خصومه كان شرسا