بوابة الوفد:
2025-08-12@01:27:15 GMT

بين أهل الأدب والصحافة

تاريخ النشر: 28th, January 2024 GMT

ثمة اشتباك دائم بين الأدب والصحافة رغم اشتراكهما فى فعل الكتابة. فالجذر واحد لكن كل فرع ينافس زميله فى السمو بخيلاء. 

الأديب يرى الصحفيين يعبثون باللغة، ويبسطون الكلام، ويمارسون مبالغاتهم وتهوينهم للمعانى لتحقيق رسائل بعينها. والصحفى يرى الأدباء مقعرين ومعقدين للأفكار والرسائل التى ينبغى طرحها بشكل مُبسط للناس.

وكل طرف يسخر من الآخر، وينال منه وينافح أن يمنعه من الدخول إلى مجاله. والحكايات فى هذا الشأن كثيرة، ربما أشهرها أن تعيين د. طه حسين رئيسا لتحرير جريدة الجمهورية فى الخمسينيات إلى جوار كامل الشناوى وموسى صبرى أثار عواصف ومعارك عنيفة، دفعت صلاح سالم عضو مجلس قيادة الثورة ورئيس مجلس إدارة المؤسسة إلى التدخل مرارا للتوسط بينهم. وكان طه حسين يطالب زميليه بقراءة عناوين الجريدة عليه فى الهاتف قبل صدورها، ولما فعلا انتقد ما اعتبره عدوانا منهما على الدقة اللغوية، حيث رفض مثلا  مانشيت يقول «إيدن فى أزمة» معتبرا أن الوضع الذى يعانى منه وزير الخارجية البريطانى وقتها هو موقف حرج فقط ولا يمكن توصيفه بالأزمة، واقترح تغيير المانشيت إلى «إيدن فى حرج»، وهو ما رفضه موسى صبرى. وتصاعد الخلاف، وصولا إلى حد تهديد موسى صبرى بتحكيم القراء فى الخلاف، ثم تدخل صلاح سالم فى النهاية ليخرج عناوين الجريدة عن مسئوليات طه حسين.

ويحكى البعض أن مصطفى أمين كان يسخر كثيرا من أولئك الذين يقرأون كثيرا ويستشهدون بمأثورات لأدباء عالميين فى كتاباتهم، وكان رأيه أن الصحافة هى حرفة البساطة، والقدرة على مخاطبة رجل الشارع العادى. وفى أرشيف مصطفى أمين مقال شهير بعنوان «قال أناتول فرانس» يسخر فيه من المثقفين العضويين ويقول إنهم يفتخرون بكلام لا يعرفه أحد زعما بأن ذلك يجعلهم متميزين. ومما بلغنى فى سنوات عملى الأولى بجريدة الوفد أن مصطفى أمين كان يجافى الكاتب الراحل جمال بدوى، وينفر منه بسبب كتاباته البحثية والأدبية وانتمائه لحقل المثقفين، وفى أكثر من موقف كان يحاول إرسال رسائل بذلك. وفى عام من الأعوام رُشح جمال بدوى لجوائز مصطفى وعلى أمين لأفضل كتاب المقالات، لكن أحدا أخبر جمال بدوى، أن لجنة التقييم رجحت فوزه بالجائزة إلا أن مصطفى أمين تدخل وألغى اختياره إيمانا منه بأن جمال بدوى مثقف ناجح، لكنه صحفى متوسط القدرات. لذا فقد بعث جمال بدوى بأغرب برقية يرسلها أحد أبناء مؤسسة أخبار اليوم إلى مصطفى أمين تضمنت كلمة واحدة بتوقيع جمال بدوى هى «ولو».

لكن للأمانة، ورغم اختلافى الفكرى الشديد معه، فإن الوحيد الذى استوعب ككاتب صحفى، المبدعين وأحسن توظيفهم كان الأستاذ محمد حسنين هيكل، والذى قدم كتابات صحفية قوية، مُدعمة بثقافة واسعة عالمية وعربية، فكان كثير الاستشهاد بروائيين وشعراء وأدباء من كافة أنحاء العالم. وفى عهد رئاسته لإمبراطورية الأهرام نجح الرجل فى حشد جمع عظيم من المبدعين والأدباء والمفكرين العظام من أمثال نجيب محفوظ وتوفيق الحكيم، ويوسف إدريس، وغيرهم ضمن كتاب المؤسسة. وكان الرجل من الذكاء لدرجة القدرة على استيعاب ألوان الطيف الفكرى وتطويعها لتعظيم الأهرام.

ففى يوم ما زار الرئيس عبدالناصر، الأهرام ورأى نجيب محفوظ، وقال له «إنه لم يقرأ له من فترة أمرا لافتا»، فعلق هيكل قائلا بأنه «كاتب بكره حاجة تودى ف داهية» وعلق عبدالناصر قائلا «توديك أنت ف داهية يا هيكل». وهو تعليق يؤكد تقدير عبدالناصر نفسه لوجود اسم نجيب محفوظ فى الأهرام وإيمانه بأن هيكل قادر بذكائه وحكمته على ضبط أى توجهات نقد تمثل خروجا عن السياق.

والله أعلم

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مصطفى عبيد الأدب والصحافة الصحفيين مصطفى أمین

إقرأ أيضاً:

حركة في سلك رؤساء أمن الولايات

وقع رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون مراسيم رئاسية تتضمن إنهاء مهام وتعيينات على مستوى رؤساء أمن الولايات.

وتضمن العدد الأخير من الجريدة الرسمية رقم 50 مرسوم رئاسي ينهى بموجبه مهام السادة الآتية أسماؤهم، بصفتهم رؤساء أمن الولايات الآتية، لتكليفهم بوظائف أخرى :

علي عادل.. في ولاية الشلف.

محمد زوهري.. في ولاية بشار.

جمال الدين لعناني.. في ولاية الجلفة.

توفيق بن عميرة.. في ولاية سطيف.

عبد المالك بو مصباح.. في ولاية سعيدة.

محمد كريم زروقي.. في ولاية تندوف.

جمال بلعالم.. في ولاية الوادي.

عبد الحميد فوضيل.. في ولاية خنشلة.

عبد الغاني رزاق هبلة.. في ولاية برج باجي مختار.

وتم بموجب مرسوم رئاسي تم إحالة على التقاعد السادة الآتية أسماؤهم، بصفتهم رؤساء أمن الولايات الآتية:

عبد الرزاق مزياني.. في ولاية المسيلة.

محمد زمور.. في ولاية ميلة.

كمال بن زروق.. في ولاية توقرت.

وبموجب مرسوم رئاسي 2025 تنهى مهام الآتي اسماهما، بصفتهما رئيسي أمن الولايتين الآتيتين، الإعادة إدماجهما في رتبتهما الأصلية :

رشيد شاله.. في ولاية سكيكدة.

أحمد شرفي.. في ولاية جانت.

وصدر في العدد الأخير من الجريدة الرسمية مرسوم رئاسي يتضمن تعيين رؤساء أمن ولايات.

وبموجب هذا المرسوم يتم تعيين السادة الآتية أسماؤهم رؤساء أمن الولايات الآتية :

عبد المالك بو مصباح.. في ولاية الشلف.

جمال الدين لعناني.. في ولاية بشار.

محمد زوهري.. في ولاية الجلفة.

جمال بلعالم.. في ولاية سطيف.

محمد كريم زروقي.. في ولاية سعيدة.

عيد الحميد فوضيل.. في ولاية سكيكدة.

علي عادل.. في ولاية المسيلة..

سعيد قماط.. في ولاية تندوف.

توفيق بن عميرة.. في ولاية الوادي.

عبد الغاني رزاف هبلة.. في ولاية خنشلة.

جمال بو سلسله.. في ولاية ميلة.

عبد الوهاب مولود في ولاية برج باجي مختار.

حميدة شادلي.. في ولاية توقرت.

مفتاح الباز.. في ولاية جانت.

مقالات مشابهة

  • أسلوبه الرومانسي جذبني.. زوجة الإعلامي محمد سعيد محفوظ تكشف بداية التعارف
  • بدوى علام: تطوير المناهج المدرسية يعكس التزام الوزارة بتقديم تعليم عالي الجودة
  • بعد ساعات من الفراق.. وفاة «فراج» في الشرقية حزنًا على أخيه
  • جمال عارف: عقوبة الهلال‬⁩ من لجنة الانضباط صحيحة
  • عضو مجلس الصحفيين يشكر الرئيس السيسي على دعمه للإعلام والصحافة
  • شيماء سيف تخطف الأنظار بفقدانها مزيد من الوزن.. صورة
  • حركة في سلك رؤساء أمن الولايات
  • ضمك تتوصل لاتفاق مع جمال حركاس
  • إغلاق شارع حيوي بولاية بوشر.. وبلدية مسقط توضح الأسباب والإجراءات
  • لوك كاجوال.. داليا مصطفى تخطف الأنظار بظهورها