إعلام عبري: إسرائيل تهاجم رفح رغبة في تحسين موقفها التفاوضي
تاريخ النشر: 29th, January 2024 GMT
الإعلان الإسرائيلي عن بدء عملية عسكرية في رفح، هي خطوة مهمة من الناحية العسكرية، يحاول خلالها المستوى العسكري الإسرائيلي السيطرة على مسار المفاوضات، من خلال الضغط أكثر على حركة "حماس"، بعمليات اجتياح بري لآخر المعاقل الموجودة في غزة.
هكذا تشير وسائل إعلام عبرية، حيث بات لدى القادة الإسرائيليين قناعة أن الانقضاض على غرب وجنوب مدينة خان يونس قبل أسبوع وتهجير عشرات الآلاف من النازحين، حسّن من الوضع الإسرائيلي خلال المفاوضات.
وتلفت التقارير العبرية إلى أن مسؤولين في القيادة السياسية والعسكرية الإسرائيلية يرون أن الإعلان عن توجيه بوصلة العملية العسكرية نحو رفح، قد يحسن من الوضع التفاوضي خلال مباحثات الوساطة الجارية.
واعتبر المسؤولون الإسرائيليون أن رفح كونها آخر المحافظات المتبقية في قطاع غزة التي لم تصلها العملية العسكرية بعد، تمثل نقطة قوة للجانب الإسرائيلي مع الوسطاء، حيث يعتبر "تفاوضا تحت النار".
ودارت معارك عنيفة في جنوب قطاع غزة الأحد، بين مقاتلي "حماس" والفصائل الفلسطينية، وجيش الاحتلال الإسرائيلي.
اقرأ أيضاً
معاريف: حرب نتنياهو الجديدة ستكون فوق رأس السيسي بسبب رفح وفيلادلفيا
وحسب ما ذكرت قيادة جيش الاحتلال، فإنه "يقاتل آخر كتيبة حماس في خان يونس، ومن ثم سيكمل جنوباً بهدف القضاء على 4 كتائب لحماس في رفح"، مضيفاً: "بعدها سيواصل الجيش تفكيك جميع الوحدات العسكرية التي أنشأتها حماس في قطاع غزة".
فيما واصلت الولايات المتحدة ومصر وقطر، جهودها في باريس سعيا للتوصل إلى اتفاق هدنة، والإفراج عن الأسرى الإسرائيليين.
من المتوقع أن تنطلق في باريس بقمة رباعية بمشاركة الوسطاء رئيس الـ"سي آي أي" ويليم بيرنز، ورئيس الاستخبارات المصرية عباس كمال، ورئيس حكومة قطر الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، ومن الجانب الإسرائيلي يشارك رئيس "الموساد" ديفيد برنياع، ورئيس "شاباك" رونين بار، والجنرال احتياط نيتسان ألون، المسؤول عن الجهود الاستخباراتية في ملف الأسرى.
من جانبه، يقول الخبير في الشؤون العسكرية رائد موسى، إن "تهجير عشرات آلاف النازحين إلى مدينة رفح عمّق من حجم الكارثة في القطاع، وزاد الضغط بشكل كبير على حركة حماس، التي تحاول المناورة من خلال الاشتباكات المسلحة في بعض المناطق والضغط لإبرام صفقة تفضي إلى تبييض المعتقلات الإسرائيلية وهدنة شاملة مقابل الإفراج الكامل عن جميع الأسرى الإسرائيليين".
وأوضح أن "حماس تمتلك ورقة الأسرى، وهي ورقة رابحة، في ظل نجاحها في إخفاءهم وإبقاءهم على قيد الحياة ومنع وصول الجيش الإسرائيلي إليهم، حتى يتم ابرام صفقة شاملة أو جزئية تمنحها الفرصة لالتقاط الأنفاس والإفراج عن آلاف المعتقلين الفلسطينيين الأمر الذي قد يعيد شعبيتها".
اقرأ أيضاً
رئيس البلدية: مليون نازح فلسطيني إلى رفح منذ بدء الحرب
المصدر | الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: رفح تفاوض مفاوضات هدنة أسرى حماس إسرائيل المقاومة
إقرأ أيضاً:
مسؤول عسكري إسرائيلي سابق يتهم نتنياهو بتوريط إسرائيل في مأزق غزة
اتهم يسرائيل زيف، رئيس العمليات السابق في جيش الاحتلال الإسرائيلي، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، بإدخال "إسرائيل في مأزق إنساني ولوجستي" في قطاع غزة.
وأكد زيف، أن القطاع يشهد "فوضى، وأن المسؤول الوحيد عنها هو إسرائيل"، قائلا: "إسرائيل تغرق في مستنقع بأعين مفتوحة ودون منفذ للنجاة".
وأضاف أنه "بعد 600 يوم من الحرب، لم نقترب خطوة واحدة من النصر الكامل"، مشيرا إلى أن جنود الاحتياط "منهكون ومستنزفون وأن الجيش يقترب من التحول إلى ميليشيا من حيث الانضباط".
كما لفت إلى أن الجيش يُطلب منه "الاستمرار دون هدف واضح أو استراتيجية خروج"، واصفا "الشعارات الداعية إلى القضاء على حماس بأنها جوفاء ومنفصلة تماما عن الواقع".
ووفق تقديرات مصادر إسرائيلية مطلعة، فإنه "لا يتوقع أن تعارض إسرائيل اتفاق وقف إطلاق نار لمدة 60 يوما وإفراج حماس عن أسرى إسرائيليين، بينهم 10 أحياء ونصف الأسرى الأموات، مقابل الإفراج عن عدد غير معروف حاليا من الأسرى الفلسطينيين، بموجب مقترح المبعوث الأمريكي، ستيف ويتكوف".
وطوال المفاوضات بين الاحتلال والمقاومة بوساطة أمريكية وقطرية ومصرية، أصرت الحركة على وقف إطلاق دائم وانسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة كله، ورفضت إسرائيل هذا المطلب بالمطلق.
وعقب اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى السابق، في الفترة بين 19 كانون الثاني/ يناير و18 آذار/ مارس من العام الحالي، استأنف الاحتلال الحرب وأعلن أنها تسعى إلى تحقيق الأهداف نفسها التي وضعتها في بداية الحرب، قبل حوالي 20 شهرا، وهي القضاء على حماس وإعادة الأسرى من غزة.
وفشل الاحتلال بتحقيق أي من الهدفين، فيما ترفض حكومة نتنياهو حتى الآن الحديث عما يسمى "اليوم التالي" في غزة بعد الحرب، وتعلن في الوقت نفسه أن الحرب لن تتوقف، وأنها تسعى إلى تنفيذ مخطط طرد سكان غزة إلى خارج القطاع، فإنه أصبح واضحا أن الحرب ليست ضد حماس فقط، وإنما هي بالأساس ضد سكان غزة المدنيين، الذين يشكلون الغالبية العظمى من القتلى والجرحى والمهجرين الذين دمرت بيوتهم وحياتهم كلها.