بعض العلماء يعتقدون أن الملك «إخناتون» أبو «توت» ويرى آخرون أنه الملك أمنحتب الثالث
لايزال "توت عنخ آمون" الفرعون الذهبى الصغير يحير العالم كله. وسوف يظل كشف مقبرة الملك "توت" منذ نحو ١٠٢ عام أهم كشف أثرى ليس فى مصر فقط، بل في العالم كله.
فهي المرة الأولى التى يتم فيها الكشف عن مقبرة ملكية لأحد فراعنة مصر القديمة بكامل حالتها والأثاث الجنائزي الذي أعد للدفن مع الملك إضافة إلى كنوزه من المجوهرات والحلى والنفائس التي تسحر كل عين تقع عليها، ومن الصعب تصديق أن هذه الكنوز بالغة الدقة وجميلة الصنعة قد صنعت منذ أكثر من ٣٥٠٠ عام! وفي محاولة لفك أسرار عائلة الملك "توت" ومعرفة من هو أبيه، فسوف نجد أن بعض العلماء يرجحون كون الملك "إخناتون" - أول ملك مصرى ينادى بالتوحيد ووحدانية الإله ليس فى مصر القديمة وحدها.

. بل في العالم كله - هو أبو الملك "توت" في حين يعتقد آخرون أنه الملك أمنحتب الثالث "أبو الملك إخناتون"!.. ولكن ماذا عن أم الملك "توت"؟ إذا تتبعنا الآراء السابقة بخصوص أبيه تكون الملكة "تي" زوجة "أمنحتب الثالث" أو الملكة الشهيرة "نفرتيتي" زوجة الملك "إخناتون" وكلتاهما مرشحتان كأم للملك "توت". إضافة إلى اعتقاد البعض أن الملكة "كيا" والتى كانت زوجة ثانوية للملك أمنحتب الثالث "ثم انتقلت إلى حريم الملك إخناتون" هي أم الملك "توت". وذهب أصحاب هذا الرأى إلى الاعتقاد بأنها قد ماتت عقب مولد الملك "توت". وإلى الآن لم يتم الكشف عن مومياء الأم، على الرغم من وجود الهيكل العظمى الذى عثر عليه داخل تابوته بالمقبرة رقم (٥٥) بوادي الملوك، والتى يعتقد أنها تخص الملك "إخناتون" وأن هذا الهيكل العظمى ما هو إلا بقايا موميائه!.
ولم يتم إلى الآن الكشف عن أى من مومياوات الملكة "تي" أو الملكة نفرتيتي" أو الملكة "كيا". ويجب هنا أن نذكر أن هناك العديد من المومياوات الملكية لسيدات لا يعرف نسبهن. كما يوجد بمستشفى قصر العيني الأجنة التي كشف عنها هيوارد كارتر مكتشف مقبرة الملك توت عنخ آمون، وقد عثر عليها مدفونة بجوار تابوت الملك "توت" نفسه، وتم وضعها داخل قصر العينى عام ١٩٣٠، وليس هناك تأكيد بأن هذه أبناء الملك الصغير أم لا؟
حيث يشير البعض بأن دفن هذه الأجنة داخل المقبرة كان له دلالة رمزية على أن الملك مات طاهرًا مثل الأجنة، وأنه سينعم بحياة الخلود في جنة الآخرة!
كل هذه الأسئلة المحيرة هي علامات استفهام لم يصل العلماء إلى حلها.. وقد بدأنا في حل لغز الملك "توت" بفضل ما نملك من معملين لتحليل الحامض النووي للمومياوات، إضافة إلى وجود جهاز  CT Scan يمكن من خلاله معرفة كل صغيرة وكبيرة تخص المومياء.
وعندما بدأنا ولأول مرة تحديد المومياوات التى سوف تخضع للفحص.. اتفقت على ضرورة أن يكون المشروع مصريًا بالكامل، فهناك علماء مصريون على مستوى متقدم فى علم الجينات وتحليل الشريط الوراثي من خلال استخدام تقنية الـ DNA ومنهم الدكتور يحيى زكريا، وفى مجال الأشعة عندنا الدكتور أشرف سليم يساعدهما فريق علمى من الشباب المدرب على أعلى مستوى. ولم أكن أتصور أن هناك أى أمل في الحصول على عينات للحامض النووى للمومياوات، بل كنت أعتقد أننا سوف نثبت للعالم كله بأن الحامض النووى للمومياوات ليس موجودًا.
ولكن حدثت المفاجأة عندما دخلت مع الدكتور يحيى ذكريا داخل مقبرة الملك "توت" وبدأنا في الحصول على العينة، وقد وجدت أمامى ولأول مرة دليلًا لوجود الحامض النووى، وهو ما أعتبره مفتاح حل لغز عائلة الملك توت عنخ آمون.

د.زاهي حواس: من أهم الأثاريين المصريين، وزير سابق للآثار، يحاضر فى العديد من الدول الغربية حول الآثار الفرعونية وتاريخ قدماء المصريين. له مؤلفات بالعربية والإنجليزية فى هذا المجال.. يطرح علينا سؤالًا جوهريًا: من هو والد الملك توت عنخ آمون ومن هى، ياترى، أمه؟.. لنقرأ ونعرف.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: اخناتون أمنحتب الثالث توت عنخ أمون الدكتور زاهي حواس فراعنة مصر مقبرة الملك توت عنخ آمون

إقرأ أيضاً:

المتحف اليوناني الروماني ينظم فعالية «إسكندرية.. نافذة التراث» احتفالًا باليوم العالمي للمتاحف

hحتفل المتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية، برئاسة الدكتورة ولاء مصطفى، باليوم العالمي للمتاحف من خلال فعالية مميزة بعنوان "إسكندرية.. نافذة التراث". وشهدت الفعالية، التي أقيمت بالتعاون مع جمعية أصدقاء مكتبة الإسكندرية، برنامجًا حافلاً تضمن ندوة بعنوان "ثراث الإسكندرية الأثري" ألقتها الدكتورة إيمان الشهاوي، مدير التسجيل والتوثيق لمتاحف الإسكندرية ورشيد.

تناولت الندوة مختلف جوانب التراث الأثري الغني لمدينة الإسكندرية، عروس المتوسط، بدءًا من منطقة كوم الدكة، التي وصفتها الشهاوي بمنتزه أثري يقع في موقع استراتيجي هام، وصولًا إلى المدرج الروماني، أحد أجمل المعالم الأثرية في مصر، والذي وصفه عمرو بن العاص بجمالٍ فريد في رسالة لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب.

كما سلطت الشهاوي الضوء على تميز الإسكندرية بعمارتها الجنائزية ومقابرها، مشيرةً إلى وجود العديد من المقابر التي مازالت قابلة للزيارة، بينما اندثرت أخرى بفعل الزحف العمراني. ومن بين أهم تلك المقابر، ذكرت الشهاوي مقبرة الشاطبي في الجبانة الشرقية، وهي أقدم مقابر الإسكندرية، ومقبرة مصطفى كامل التي تشبه مقابر الأمراء في قبرص، ومقابر نيجران في الحديقة المتحفية في كوم الشقافة، والتي تجمع بين الفن المصري واليوناني.

و تابعت الشهاوي، أن المدرج الروماني من أهم و أجمل الأماكن في مصر، و وصف عمرو بن العاص جماله في رسالة لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب، متابعة أن الأوديتريا "قاعات الدراسة" لم تكن موجودة في منطقة حوض البحر المتوسط..

و أشارت مدير للتسجيل و التوثيق لمتاحف الإسكندرية و رشيد، إلى أن الإسكندرية بها منشأت وصلتها للعالمية، و أكثر ما يميزها العمارة الجنائزية و المقابر، موضحة أنه مازال هناك مقابر موجودة للزيارة و هناك اللي أندثر بسبب الزحف العمراني.

و أوضحت أن الجبانة الشرقية، تضم مقبرة الشاطبي التي تعد أقدم المقابر في إسكندرية، و مقبرة مصطفى كامل التي تشبه مقابر الأمراء في قبرص، و مقابر نيجران في الحديقة المتحفية في كوم الشقافة، و تجمع بين الفن المصري و اليوناني.

و تحدثت الشهاوي، عن الجبانة الغربية و التي تضم مقبرة كوم الشقافة و مقابر الورديان و مقابر الأنفوشي التي تقع في جزيرة فاروس و مقبرة الألباستر في باب شرق.

و أشارت الدكتورة هدى الساعاتي صحفية بجريدة الشروق و عضو مجلس نقابة الصحفيين، أن التراث هو احد عناصر القوى الناعمة التي تساهم في حفظ الهوية الوطنية، و نشر الإرث الثقافي و الإنساني، متابعة أنه عرفته منظمة اليونسكو على أنه إرث ورثناه من الماضي و ننعم به اليوم و ننقله لأجيال الغد.

و أكدت الساعاتي، أن العلاقة بين الإعلام و التراث علاقة ترابطية وثيقة، و أن دور الإعلام الحفاظ على التراث و الهوية من الإندثار و حمايته، قائلة إنه "إذا كان التراث هو صانع الهوية، فالإعلام هو الحامى له من التدمير".

و أضافت، أن الإعلام له دور بالتوعية بالتراث و أهميته و التعريف بها، و إلقاء الدور على مشاكل التراث لوضع حلول عاجلة للصيانة و وقف الإهدار، مؤكدة على أن الإعلام له دور كبير و فعال في التعريف بالموروث الثقافي و الحضاري و الدفاع عن الهوية في ظل التشوية المتعدد للهوية و التدمير المتعمد للآثار، و أماكن العبادة و الأعمال الفنية و هو ما يطلق عليه الحرب الثقافية الشاملة.

و أوضحت الساعاتي، أن دور الإعلام و الصحافة الحديث عن التراث و المهن و إظهار كل ما يتعلق بالتراث حتى لا يندثر و توعية الشعب به.

و تحدث وسام الرافعي، كبير مخرجي القناة الخامسة، أن الدراما هي القوى الناعمة الذي لديها تأثير كبير على الناس و تعد من أخطر القوى الناعمة، مضيفا أن مثلما لها جانب سلبي، فلها جانب إيجابي أيضا مضيفا أن مسلسل الراية البيضا يعد من أخطر الأعمال الدرامية، التي نبهتنا لقيمة مبنى تراثي، و الصراع بين الجهل و العلم، مؤكدا أن الكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة كان لديه قدرة على استقراء المستقبل، و أعماله الدرامية ستظل عالقة مع الناس.

و وضح كبير مخرجي القناة الخامسة، أن الأعمال الدرامية الحالية بالرغم من تحقيقها للنجاح إلا أننا لم نتذكرها بينما نتذكر أعمال درامية مر عليها فترة كبيرة و علقت مع المشاهدين مثل أرابيسك و زيزينيا و ليالى الحلمية و ضمير أبلة حكمت و الراية البيضا.

و أوضح الرافعي، أن المخرج جمال عبد الحميد قال أن زيزينيا كان امتداد لأرابيسك و لكن ليس كدراما و اختتم حديثه، أنه يجب إضافة مادة التربية المتحفية، لتوعية الأجيال القادمة و الصغار بأهمية المتحف.

تزامنًا مع الندوة، أقيم معرضًا للصور الفوتوغرافية يوثق معالم الإسكندرية الأثرية، من خلال مجموعة من الصور النادرة التي تعود إلى فترات زمنية مختلفة. وشهد المعرض إقبالًا كبيرًا من الزوار، الذين أعجبوا بالصور التي عكست جمال و عظمة مدينة الإسكندرية عبر العصور.

أثبتت فعالية "إسكندرية.. نافذة التراث" نجاحها في تسليط الضوء على أهمية التراث الأثري الغني لمدينة الإسكندرية، ودور المتحف اليوناني الروماني في الحفاظ عليه ونشره كما أكدت الفعالية على ضرورة تضافر الجهود من أجل حماية هذا الإرث الثمين للأجيال القادمة.

مقالات مشابهة

  • كنوز اليمن تحت رحمة اللصوص: الحوثيون ينهبون مقبرة أثرية في ذمار
  • المتحف اليوناني الروماني ينظم فعالية «إسكندرية.. نافذة التراث» احتفالًا باليوم العالمي للمتاحف
  • إليزابيث ديبكي وحيدة في عرض خاص جديد لـ The Crown
  • العثور على رفات 30 ضحية في مقبرة جماعية بابل قبل يوم الوطني للمقابر الجماعية
  • العدو الصهيوني دمر 800 مسجد و60 مقبرة في قطاع غزة
  • ربيع جودة يكتب مسلسل صيني بالعربي (1)
  • الأوقاف بغزة: الاحتلال دمر 600 مسجد و3 كنائس واستهدف 60 مقبرة في القطاع
  • ياسمين عز للسيدات: “الفرعون الكبير هو الزوج فقط والمتحرش محصلش حتى إخناتون” (فيديو)
  • الكشف عن وجه الفرعون أمنحتب الثالث.. أغنى رجل في عصره
  • على خطى الملكة إليزابيث .. كاميلا تتعهّد بالتوقف عن شراء ملابس مصنوعة من الفراء