هآرتس تكشف عن فريق بايدن الكبير للتعامل مع حرب غزة.. دائرة ضيقة وواسعة
تاريخ النشر: 30th, January 2024 GMT
ألقت صحيفة "هآرتس" العبرية الضوء على من وصفته بالفريق القوي الذي يقرر سياسة الرئيس الأمريكي جو بايدن تجاه دولة الاحتلال الإسرائيلي وغزة وما يجري حاليا على الأراضي الفلسطينية، وهو الفريق الذي صاغ معادلة حساسة بين واشنطن وتل أبيب حاليا، تتراوح بين الدعم الكامل والضغط الكبير.
ووفقا للصحيفة، تتركز مهام هذا الفريق على مفاوضات استعادة الأسرى الإسرائيليين في غزة، أو بمنع حرب غزة من الانتشار إلى لبنان وعبر الشرق الأوسط، أو بضمان عدم تفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع، أو العمل للحفاظ على مكانة إسرائيل الدبلوماسية إقليميا وعالميا، أو محاولة تنشيط السلطة الفلسطينية على الطريق نحو حل الدولتين بعد الحرب، أو ربما بقائمة متزايدة من المشاغل.
اقرأ أيضاً
إما وقف إبادة غزة أو حرب إقليمية.. موقع أمريكي: على بايدن الاختيار الآن
من هم أعضاء الفريق؟أولا: الدائرة الضيقة المحيطة ببايدن
وتضم 5 مسؤولين، هم: وزير الخارجية أنتوني بلينكن، ومستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، وكبير مستشاري بايدن للشرق الأوسط بريت ماكجورك، والمتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي، ونائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس.
وتقول "هآرتس" إن بلينكن يعمل شكل فعال كمقياس عام لرد الإدارة الأمريكية إزاء حرب غزة وتداعياتها ومستقبل القطاع الفلسطيني.
وقدمت خطاباته خلال جولاته المكوكية العديدة في الأشهر التي تلت الهجوم، رؤية الولايات المتحدة للحقائق على الأرض، وما تعكسه من القلق المتزايد بشكل مطرد بشأن الأزمة الإنسانية في غزة وفشل إسرائيل في الحد من الخسائر في صفوف المدنيين، كما تقول الصحيفة.
أما جيك سوليفان وبريت ماكجورك فيصفهما التقرير بأنهما "أقرب الأصوات إلى أذن بايدن في جميع شؤون السياسة الخارجية".
وكان سوليفان وكيربي من أكثر الناشطين في ملف التطبيع السعودي الإسرائيلي، الذي كان يمضي على قدم وساق، قبل اندلاع معركة "طوفان الأقصى"، لكنهم يستأنفون الآن تلك الجهود بقوة، كما تقول الصحيفة.
أما جون كيربي، فتصفه "هآرتس" بأنه "أبرز مسؤول أمريكي يتحدث علنا بشأن الحرب، وقد نال استحسان المؤسسة اليهودية الأميركية الموالية لإسرائيل لدفاعه المستميت عن حق إسرائيل في الدفاع عن النفس ورفض اتهامات الإبادة الجماعية".
وتشير الصحيفة إلى أن نائبة الرئيس، كامالا هاريس هي الأقل انخراطا في ملف غزة والعلاقات مع إسرائيل، لكن زوجها اليهودي دوغ إيمهوف كان بمثابة وجه الإدارة لمكافحة معاداة السامية المحلية المتزايدة الناجمة عن الحرب.
اقرأ أيضاً
بايدن يدرس إيقاف أو إبطاء تسليم أسلحة لإسرائيل.. والبيت الأبيض: لا تغيير
ثانيا: الدائرة الواسعةوتضم سفيرة الولايات المتحدة بالأمم المتحدة ليندا توماس جرينفيلد، فكانت في عزلة متزايدة على الساحة العالمية، حيث تطالب غالبية دول العالم إسرائيل بتغيير مسارها في غزة لحماية المدنيين بشكل أفضل وزيادة المساعدات الإنسانية بشكل كبير، في حين كانت الولايات المتحدة تستخدم حق النقض الفيتو ضد قرار يدعو إلى وقف إطلاق النار وحيدة تقريبا.
هناك أيضا السفير الأمريكي لدى إسرائيل، جاك ليو الذي تم تعيينه بشكل مستعجل في غضون أسابيع بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول، ويعد الآن هو المحاور الرئيسي على الأرض بين الحكومتين الأمريكية والإسرائيلية، وخاصة فيما يتعلق بتوزيع المساعدات الإنسانية في غزة، فضلا عن الجهود الرامية إلى وقف إطلاق النار، مع إبقاء السلطة الفلسطينية قادرة على السداد وسط عنف المستوطنين داخل الضفة الغربية، واستمرار الحكومة الإسرائيلية في احتجاز عائدات الضرائب الفلسطينية.
اقرأ أيضاً
بيرني ساندرز يدعو إدارة بايدن للتحرك لإنهاء كارثة حرب غزة.. ماذا قال؟
أما رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية ويليام بيرنز، فتقول الصحيفة إنه يتولى بشكل خاص ملف الأسرى لدى "حماس" في غزة.
ويدعم جهود بيرنز، روجر كارستينز الذي يعمل في وزارة الخارجية كمبعوث رئاسي أمريكي خاص لشؤون الأسرى، ونائبه ستيفن جيلين الذي سافر إلى إسرائيل إلى جانب بلينكن مباشرة بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول وبقي هناك للعمل مع عائلات الأسرى.
بدوره، يحافظ وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن على مستوى اتصالات مستقر مع نظيريه الإسرائيليين وزير الدفاع يوآف جالانت ورئيس أركان جيش الاحتلال هرتسي هاليفي، حيث يتلقى تحديثات تكتيكية حول العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة ويقدم تجاربه ودروسه الخاصة حول حرب المدن، وعمل على تعزيز الموقف العسكري الأمريكي كرادع محتمل لإيران ووكلائها الإقليميين، كما يقول التقرير.
من ناحيته، يعل مبعوث بايدن الكبير بلبنان آموس هوكشتاين إلى التوصل إلى حل دبلوماسي لاتفاق محتمل لإنشاء منطقة عازلة بين جنوبي لبنان والأراضي المحتلة بحكم الأمر الواقع، للمضي قدما نحو اتفاق حدودي طويل الأجل في نهاية المطاف.
اقرأ أيضاً
بايدن لنتنياهو: لن أدعم حربا مستمرة لمدة عام في غزة
ومع أن بايدن لم يعين مبعوثا خاصا للإشراف على الحرب الإسرائيلية على غزة، فقد عين ديفيد ساترفيلد مبعوثا خاصا للأزمة الإنسانية في غزة بعد أيام من الحرب.
وعمل ساترفيلد مع الحكومة الإسرائيلية لتوسيع المساعدات الإنسانية التي تدخل غزة مع تزايد مخاطر المجاعة والمرض، وقد دافع عن حرية حركة الفلسطينيين في غزة والحاجة إلى آليات جديدة لمنع الاشتباك، كما تقول "هآرتس".
من ناحيتها، لعبت مديرة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية سامانثا باور دورا مهما في تنسيق الجهود الأمريكية لتقديم المساعدة الإنسانية للفلسطينيين، حيث سافرت إلى مصر وأشرفت على تسليم 500 ألف رطل من المساعدات الغذائية وعشرات الملايين من الدولارات كمساعدات تكميلية، مع إنشاء مستشفى ميداني وتوسيع المساعدات لتشمل السلع التجارية.
العلاقات مع السلطة الفلسطينيةفي الوقت نفسه، تقول الصحيفة إن كبار المسؤولين في وزارة الخارجية الأمريكية يعملون على الحفاظ على العلاقات مع السلطة الفلسطينية، التي أصبح دورها الحالي والمستقبلي كهيئة حاكمة للفلسطينيين نقطة خلاف بين واشنطن وتل أبيب.
اقرأ أيضاً
بايدن يوفد مدير مخابراته لبحث صفقة طموحة جديدة تنهي الحرب في غزة
وبالفعل قام هادي عمرو، الممثل الأمريكي الخاص للشؤون الفلسطينية، بزيارة رام الله للقاء رئيس الوزراء محمد اشتية، الذي شدد على الحاجة إلى وقف فوري لإطلاق النار وكذلك الضغوط المالية المستمرة التي تواجهها السلطة الفلسطينية بسبب عائدات الضرائب المحتجزة.
وقد لعب مسؤولون كبار آخرون في وزارة الخارجية، مثل النائب الرئيسي لمساعد وزير الخارجية هنري ووستر، وكبيرة الدبلوماسيين في الشرق الأوسط باربرا ليف، والمستشار ديريك شوليت، والمنسق الأمني الأميركي اللفتنانت جنرال مايكل فينزل، ونائب مساعد وزير الخارجية للشؤون الإسرائيلية الفلسطينية أندرو ميلر، أدوارا في التواصل مع المسؤولين الإسرائيليين والفلسطينيين والأردنيين، وتحدثوا عن الحاجة إلى إصلاح داخلي في السلطة الفلسطينية، فضلا عن مخاطر عنف المستوطنين.
المصدر | الخليج الجديد + متابعاتالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: العلاقات الأمريكية الإسرائيلية جو بايدن غزة السلطة الفلسطینیة الإنسانیة فی اقرأ أیضا حرب غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
هآرتس: ما مخاوف إسرائيل من زيارة ترامب الشرق أوسطية وهل سيتخلى عن طموحاته بالتطبيع الإسرائيلي السعودي؟ (ترجمة خاصة)
قالت صحيفة "هآرتس" العبرية إن إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هذا الأسبوع يكشف عن مشكلة اعتماد إسرائيل على دعمه، وهو دعمٌ متقلبٌ للغاية ويعتمد على ما يناسب الرئيس في تلك اللحظة.
وذكرت الصحيفة في تقرير لها "هل نتنياهو قادر على التعامل مع تراجع ترامب في موقفه بشأن اليمن" ترجمه للعربية "الموقع بوست" إن العملية الأمريكية بدأت ضد الحوثيين بتهديداتٍ بتركيعهم وتلقينهم درسًا لن ينسوه أبدًا. وعندما لم يُجدِ ذلك نفعًا - لأنه، كما هو متوقع، من الصعب ردع قيادة دولة تُعدّ، في الأصل، من أفقر دول العالم - رحل ترامب ببساطة، مُروّجًا كذبةً أخرى للشعب الأمريكي (الذي لا يُبالي أصلًا) حول نصرٍ ساحقٍ يُفترض تحقيقه في ساحةٍ بعيدة.
وأضافت "لم يكن لدى الحكومة متسع من الوقت للتفاخر بالغارة الجوية الثانية على اليمن خلال يومين يوم الثلاثاء. وبالفعل، حلقت عشرات الطائرات المقاتلة التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي لمسافة تقارب 2000 كيلومتر، مُلحقةً أضرارًا جسيمة بمطار العاصمة اليمنية صنعاء، ردًا على الصاروخ الحوثي الذي سقط بالقرب من مطار بن غوريون الدولي يوم الأحد.
وقالت "تستطيع إسرائيل التعامل مع الخطر والأضرار الناجمة عن اليمن، على الرغم من أن الصاروخ الذي أصاب مطار بن غوريون قد أثّر بشدة على خدمات الخطوط الجوية الأجنبية.
وأكدت الصحيفة العبرية أن ما يُثير قلق نتنياهو أكثر هو تزايد احتمالية توقيع ترامب قريبًا على اتفاقٍ جديد مع إيران.
وقالت "قد يُعلن ترامب، الذي وعد بـ"خبرٍ عظيم"، عن اتفاقٍ مع طهران مشابهٍ للاتفاق السابق. إذا حدث ذلك، فسيتعين على رئيس الوزراء الإسرائيلي إقناع الرأي العام بأنه أعاد النظر في موقفه، وإلا سيُخاطر بمواجهة مع واشنطن.
وتابعت "لكن حتى صور الحرائق الهائلة في صنعاء، التي استقبلتها بعض البرامج التلفزيونية الإسرائيلية بحفاوة، لم تبقَ في عناوين الأخبار طويلًا. ويرجع ذلك إلى إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعد ساعات قليلة أن الهجمات الأمريكية على الحوثيين ستتوقف".
في تبريره لقراره إنهاء الحملة، التي تعرّض فيها اليمن لقصف جوي مكثف، قال ترامب إن الحوثيين "استسلموا" وطلبوا من الأمريكيين وقف القصف مقابل وعد بوقف هجماتهم على طرق الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن. تختلف رواية الحوثيين لما تم الاتفاق عليه، ولكن عمليًا، المهم هو انتهاء القتال، وأن إسرائيل ليست طرفًا في الاتفاق.
أعلن الحوثيون أنهم سيواصلون إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة على إسرائيل "حتى وصول المساعدات إلى غزة". ووفق الصحيفة فإن ذلك، يُمثّل تغييرًا ملحوظًا في موقفهم.
تضيف "هارتس" هذه هي المرة الثانية خلال شهر التي يُبلغ فيها ترامب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأخبار غير سارة في وقت قصير. ففي بداية أبريل، دعا نتنياهو إلى البيت الأبيض لحضور اجتماع عاجل، ليُعلن رئيس الوزراء حينها عن بدء محادثات مع إيران بشأن تقييد برنامجها النووي.
"يُطلق المتحدثون باسم الحكومة على ترامب لقب الصديق الحقيقي لإسرائيل، ولكن يبدو مرارًا وتكرارًا أنه يتخذ قراراته بناءً على المصالح الأمريكية البحتة، بينما يُغير مواقفه بشكل متقلب دون استشارة نتنياهو". وفق التقرير.
يوم الأربعاء، وعد الرئيس بـ"أخبار هامة" قريبًا، ربما حتى قبل زيارته الخليج الأسبوع المقبل. قد يكرر خطوة مماثلة في الشأن الإيراني، معلنًا عن اتفاق "عظيم" مع النظام في طهران، لا يختلف عمليًا كثيرًا عن الاتفاق الذي وقّعته إدارة أوباما عام 2015، والذي شجبه ترامب ونتنياهو على مدى العقد الماضي.
تؤكد الصحيفة "إذا حدث هذا، فلن يكون أمام نتنياهو خيار سوى قبوله وهو يصرّ على أسنانه. ولكن على عكس التهديد القادم من اليمن، تُعدّ إيران قضية استراتيجية بالغة الأهمية يتعامل معها رئيس الوزراء منذ ما يقرب من ثلاثة عقود. ولتجاوز هذا التذبذب، سيتعين على نتنياهو مخاطبة الرأي العام الإسرائيلي بصراحة وتفصيل أكبر".
من ناحية أخرى، إذا تم توقيع الاتفاق بالفعل، فإن إصدار أوامر للجيش الإسرائيلي بتنفيذ عملية ضد المواقع النووية الإيرانية سيحمل خطرًا مزدوجًا - أن تجد إسرائيل صعوبة في تعطيل المواقع، وكثير منها عميق تحت الأرض، دون مساعدة أمريكية، وأن مثل هذه الخطوة ستخلق احتكاكًا مع إدارة ترامب".
وتوقعت هارتس أن تُسفر زيارة ترامب إلى الخليج عن إنجازات في مجال واحد (صفقات ضخمة مع دول الخليج)، وربما في مجال آخر (انفراجة في المفاوضات المتعثرة بشأن صفقة أسرى غزة). ويبدو أن تلميحات ترامب مرتبطة بالقضية الأولى. ويبدو أن السعوديين، على وجه الخصوص، حريصون على الجمع بين الاتفاقيات مع الأمريكيين وإزالة التهديد الإيراني من جدول الأعمال.
وطبقا للتقرير فإن هذا قد يُحدث هذا ديناميكية مثيرة للاهتمام بين ترامب ونتنياهو: بعد إنهاء الهجمات الأمريكية على اليمن، وبافتراض أن الرئيس يسعى بالفعل إلى اتفاق مع إيران، هل سيتخلى ترامب عن طموحاته بالتطبيع الإسرائيلي السعودي، أم أنه سيشترط وقف إطلاق النار في غزة؟ من ناحية أخرى، هل سيسمح لنتنياهو بفعل ما يشاء في غزة، كمكافأة تعويض عن الضرر الذي لحق بموقفه في قضايا أخرى؟
تفيد الصحيفة أن المؤسسة الدفاعية، التي تُكافح هي الأخرى لاستيعاب التطورات في ظل سلوك ترامب المتقلب، تشعر بأن الأمور بدأت تتحرك.
وقالت إذا صدر إعلان قريبًا عن ترتيبات جديدة للمساعدات الإنسانية لغزة، مثل توريد الوقود واتفاقيات مع شركات أمريكية لتوزيع الغذاء، فقد يُشير ذلك إلى تفاهمات أعمق تم التوصل إليها خلف الكواليس. يأتي هذا في وقت يستدعي فيه جيش الدفاع الإسرائيلي عشرات الآلاف من جنود الاحتياط ويهدد بتوسيع عملياته البرية في قطاع غزة، بعد انتهاء زيارة ترامب للمنطقة.