عربي21:
2024-06-11@19:53:43 GMT

طموحات الإمارات في شرق أفريقيا تتسبب بكوارث إنسانية

تاريخ النشر: 1st, February 2024 GMT

طموحات الإمارات في شرق أفريقيا تتسبب بكوارث إنسانية

‌نشرت صحيفة "موند أفريك" الفرنسية تقريرًا تحدثت فيه عن دور دولة الإمارات العربية المتحدة في إقليم شرق أفريقيا، حيث تمارس نفوذًا واسعًا في السودان وإثيوبيا واليمن.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن شرق أفريقيا (السودان وإثيوبيا واليمن)، الذي غالبًا ما يتجاهله المجتمع الدولي، متروك لطموحات الإمارات التي تعتمد على الميليشيات المسلحة دون هوادة، بما في ذلك قوات الدعم السريع التابعة للجنرال السوداني المتمرد محمد حمدان دقلو، المعروف باسم "حميدتي".



وأوردت الصحيفة أن الضربات التي شنها الأمريكيون ضد الحوثيين في اليمن، والحرب على غزة وسقوط آلاف الشهداء، حجبت الثغرات التي تهز شرق أفريقيا من ليبيا إلى البحر الأحمر.

وأبرزت الصحيفة أن العملية الجوية البحرية واسعة النطاق التي قام بها الأنجلو-أمريكيين ضد الحوثيين في اليمن لا يمكن أن تجعلنا ننسى الضربات القاتلة التي تعرض لها هؤلاء الانفصاليون من قبل السعوديين والإماراتيين.


في هذه الحرب التي تم تجاهلها منذ فترة طويلة، تمكنت الإمارات من الاعتماد على ميليشيات الجنرال السوداني "حميدتي". وكقائد لميليشيات "قوات التدخل السريع"، يقف "حميدتي" وراء عشرات الآلاف من القتلى في دارفور وتشاد منذ سنة 2003، والمذبحة التي ارتكبت بين سنتي 1997 و2000 ضد السكان المدنيين في اليمن، وأخيرا "حرب الجنرالات" التي جعلت السودان في حالة من الفوضى منذ نيسان/أبريل 2023.

وأشارت الصحيفة إلى أن الكثير من التدخلات الوحشية التي قام بها "الجنرال المجرم" لم تكن ممكنة إلا بفضل الدعم المالي والدبلوماسي الهائل من دولة الإمارات التي أصبحت خبيرة في فن ممارسة الحرب بالوكالة.

إثيوبيا حليفة الإماراتيين
لم يقتصر الأمر على قيام الإماراتيين بتقديم بيادقهم في السودان؛ حيث فشل الإثيوبي آبي أحمد علي، الذي أثار الكثير من الآمال بوصوله إلى منصب رئيس الوزراء سنة 2018 على رأس ثاني أكبر دولة في أفريقيا من حيث عدد السكان، في انتخابه مرة أخرى وتعزيز سلطته، مما تسبب في وفاة ما بين 500 ألف ومليون شخص في سنة 2018 في مقاطعة تيغراي. ولم تكن هذه الانتهاكات ممكنة إلا بفضل الدعم بالسلاح والمساعدات من قبل محمد بن زايد، الذي يحكم الإمارات.

وسمحت الضمانة الإماراتية لرئيس الوزراء الإثيوبي بإبادة مئات الآلاف من المدنيين دون أدنى عقوبة من الغرب. ومؤخرا، قام البنك الدولي بصرف 135 مليون دولار أمريكي لتزويد المناطق النائية في البلاد بالكهرباء. كما تم أيضا التكفل بسد إثيوبيا الضخم، الذي يهدد دول المصب، بما في ذلك مصر.

سباق حميدتي إلى البحر الأحمر
وبفضل الدعم الثلاثي من الإمارات وإثيوبيا وتشاد، أصبح للجنرال حميدتي الآن مطلق الحرية في محاولته، إن لم يكن للاستيلاء على السلطة في السودان، فإنه على أي حال، لتقسيم بلد مستنزف بشكل كبير.

والجدير بالذكر أن حوالي 40 ألف رجل من قواته، التي تم حشدها في اليمن، عادوا إلى بلادهم ويحاولون منذ نيسان/أبريل 2023 هزيمة الجيش النظامي للجنرال عبد الفتاح البرهان وأجهزة المخابرات الموروثة من دكتاتورية عمر البشير.

وهكذا أصبح "حميدتي" لاعبًا جيوسياسيًّا حاسما في شرق أفريقيا، على الرغم من جرائم الحرب وانتهاكات حقوق الإنسان المسجلة على مدى العقد الماضي.

والآن، استولت "قوات التدخل السريع" التابعة لحميدتي، على غرب السودان وكل الخرطوم تقريبا. ويتجهون الآن نحو الشرق، وسيطروا في نهاية سنة 2023 على مدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة.

علاوة على ذلك؛ من الممكن أن تتمكن هذه الميليشيات العنيفة للغاية، المدعومة من حلفائها الإماراتيين، من الوصول إلى البحر الأحمر قريبا والاستثمار في بورتسودان. ويتناسب هذا تمامًا مع إستراتيجية محمد بن زايد المستمرة للسيطرة على الموانئ الأفريقية والعربية، على الرغم من الفشل الذي تعرض له في جيبوتي؛ حيث سيطر الصينيون على منشآت الموانئ من خلال إقامة قاعدة عسكرية.

العلاقة بين حفتر وحميدتي
في ليبيا، بدأت الإمارات تتصور هزيمة المشير حفتر. وقد يسمح لهم هذا السيناريو بإعادة العديد من المقاتلين الليبيين الموالين لهم إلى السودان لتعزيز هجوم "قوات التدخل السريع" التابعة للجنرال حميدتي باتجاه المحيط الهندي.

وأضافت الصحيفة أن حفتر وحميدتي يرتبطان أيضا بعالم تهريب الكبتاجون والذهب والمواشي والسيارات المسروقة. بالنسبة لحفتر، فإن "انتصار قوات التدخل السريع" يوفر له الفرصة لإدامة دوره في هذا الاقتصاد غير المشروع، الذي يعد أمرًا ضروريًّا في العلاقة بين ليبيا وتشاد والسودان. في المقابل؛ قد يكون الوصول إلى بورتسودان بديلًا لفقدان الساحل الليبي، الذي يتم مراقبته بشكل متزايد من قبل الطائرات العسكرية الحكومية من طرابلس.

إريتريا معزولة وإيران بالمرصاد
من جانبه؛ لا يرى الرئيس الإريتري أسياس أفورقي، الذي تم الاعتراف به من قبل الرئيس الأمريكي بيل كلينتون في التسعينيات من بين "قادة النهضة" في القارة الأفريقية، والذي أصبح ديكتاتورًا شرسا، بالضرورة أنّ تقدم الإمارات نحو البحر الأحمر أمرًا جيدًا.

ولكن كيف يمكن التصرف في ظل التنافس الداخلي المتزايد على السلطة في أسمرة؟



بالتالي، هي عالقة بين إثيوبيا، التي تم التوقيع معها على اتفاق سلام هش بعد الحرب على الحدود الدموية بين سنتي 1998 و2000، والجارة السودانية القوية، ولا تستطيع إريتريا الصغيرة أن تخاطر بالقتال على هذه الجبهات، بينما يسعى جزء من شبابها إلى الفرار من البلاد.

فقط إيران، التي تحافظ على دعمها للحوثيين في البحر الأحمر، يمكنها التأثير على نتائج الحرب الأهلية السودانية، حيث يدرك الجنرال عبد الفتاح البرهان، الزعيم الحالي "للانتقالي" في السودان، جيدًا أن مرشدي طهران لوحدهم هم الذين ما زالوا قادرين على مساعدته في قلب توازن القوى في مواجهة تمرد منافسه الجنرال حميدتي.

ولهذا السبب؛ أعاد العلاقات الدبلوماسية مع إيران في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 قبل أن يتوجه إلى السعودية في تشرين الثاني/نوفمبر لطلب المساعدة مرة أخرى.

هؤلاء الحلفاء أصبحوا أعداء
وهكذا، ترى كل من السعودية والإمارات أن الحرب تشكل فرصة لتوسيع نفوذهما في المنطقة. من جهتهم؛ يدعم السعوديون حكومة عبد الفتاح المعترف بها دوليًّا، بينما يميل الإماراتيون نحو زعيم المتمردين والرجل الثاني السابق في النظام.

من جانب آخر، لا يأمل العاهل الإماراتي في تحقيق نصر كامل "لقوات الدعم السريع"، وهو أمر غير محتمل على أي حال، نظرًا لقوة وشرعية عبد الفتاح. لكن السيناريو المحتمل سيكون مشابها للوضع في ليبيا، حيث تتصارع مجموعات متنوعة من أجل مناطق النفوذ على مساحة شاسعة من الأراضي في حالة من "لا حرب ولا سلام" ، حيث سيكون السكان المدنيون في شرق أفريقيا أول ضحاياها.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية الإمارات شرق أفريقيا حميدتي الإمارات أثيوبيا شرق أفريقيا حميدتي صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة البحر الأحمر شرق أفریقیا عبد الفتاح فی السودان فی الیمن من قبل

إقرأ أيضاً:

هل يَعِي (التقدميون) خطورةَ ما يفعلون؟

لا يستطيع أحد أن ينكر حقيقة أن تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) تضم عدداً لابأس به من الشخصيات المحترمة جداً؛ من الأكاديميين والإعلاميين والسياسيين الذين لهم تأريخهم الطويل في مجابهة الشمولية والديكتاتورية على امتداد تأريخ الظلم الطويل في بلادنا السودان. إلا أن المُثير للشفقة والحيرة حد البكاء، هو أنه بات من الصعوبة بمكان التمييز بين نشطاء الدعم السريع المعروفين بتأريخهم الكيزاني المتسخ، وبين معظم منتسبي (تقدم) الذين تحوّلوا من قادة وأيقونات ثورة ديسمبر إلى أدوات وأبواق لتجميد أفعال مليشيا الدعم السريع الإجرامية والتستبيح بحمد حميدتي بكرة و أصيلا! وما فرحة الكثير منهم بمذابح قرية ود النورة بالجزيرة والتحريض لإبادة مواطني الفاشر وموقفهم المستفز مما جرى لمواطني الجنينة منّا ببعيد .

* ان من نافلة القول الإشارة إلى معاناة أحزاب تقدّم -كغيرها-، من بطش حميدتي وأربابه الذين كان يحرسهم لأكثر من عقد من الزمن ؛ آخرها مجزرة فض اعتصام القيادة العامة و انتهاء بغدر انقلاب الخامس والعشرين من اكتوبر ؛ فيما عُرف بانقلاب تحالف (الموازة) مع العسكر (الجيش ودعمه السريع). لكن بعد اندلاع الحرب الحالية، وبدلاً من أن تقف (تقدم) على مسافة واحدة من القوتين،(الجيش ودعمه السريع) اللذَّين لا يخشيان في الوطن ولا المواطن إلّاً ولا ذمةً ؛ أعمتهم غبار الانتقام ، فأرتموا في احضان الدعم السريع، الفصيل الخارج أساسا من رحم الجيش، فارتضع من ثديه وترعرع على يد المستذئبين من قادته، أمثال البرهان وغيره...فاشتهر بالقتل، النهب، الحرق والاغتصاب.

* إن ارتماء تقدم في أحضان الدعم السريع بهذه السذاجة، لا تقل خطورة عن ارتماء بعض فصائل الكفاح المسلح في احضان الانقلابيين في انقلاب الخامس والعشرين من اكتوبر 2021، والذين لم يجنوا منه سوى تمكين الكيزان من التقاط انفاسهم وإعادة تدوير ماكينة الكيد والعمل على وأد جذوة ثورة ديسمبر المجيدة. الا ان خطورة تحالف(تقدم) مع الجنجويد تكمن في الآتي: أولاً: ان الدعم السريع لم يتمرد على صانعيه نتيجة لوعي ثوري وقناعة منه بضرورة التغيير ، وإنما تمرده جاء لهذين السببين:

1- استشعاره بانقضاء فترة وجوده كقوة مستقلة لها امبراطوريتها المالية بعيدة عن مؤسسة القوات المسلحة ؛ بعد أن كثُر الحديثُ عن ضرورة دمجه في الجيش؛ وذلك بعد ان انتهت مهمتها المتمثلة في حراسة نظام الكيزان من ضربات الخصوم.

2-طمع قائده في الحصول على كرسي الرئاسة بأي ثمن، حتى ولو على رقعة جغرافية معينة من السودان (دار فور تحديدا). وهو ما يدفعني بالقطع بأن كلا الطرفين يحاول التذاكي لاستغلال الآخر للنيل من خصومه ومن ثم ركله جانبا...وبالتالي فلا رابط يجمع بين (تقدم) والدعم السريع سوى فرضية أن (عدو عدوك صديقك) . ثانيا: لا شك أن للكيزان ارتباطاتهم وولاءاتهم الخارجية مع تنظيم الاخوان المسلمين في بلدان مختلفة، معتنقين ذات الأفكار المتطرفة التي لا تؤمن بدولة التنوع والديمقراطية . لكن في ذات الوقت يتمتع الدعم السريع أيضاً بذات التمدد الخارجي الذي يربطه بهم أهداف عرقية يتنافى تماما مع شعارات (تقدم) الرامية إلى وحدة السودان وديمقراطيته ووقف الحرب. إذ أن الدعم السريع لا يزال يمارس ذات الافعال والاقوال التي تعلمها من الكيزان، بجانب افكارهم المبنية على إبادة كل من هو (أمباي). وبالتالي، أعتقد ان أعضاء (تقدم) سيكونون أول ضحايا دولة الجنجويد إذا قُدر لهم إقامتها.

* إن السبب الرئيسي وراء تخاذل المجتمع الدولي في التحرك العاجل لوقف العنف في السودان هو أن هذا الصراع دائر بين قوتين لا يختلفان كثيراً في كثير من الجوانب . إذ ان اي تحرك منهم لدعم القوات المسلحة سيوقعهم في ورطة اعادة إحياء نظام الاخوان المسلمين في السودان. وذلك لأن جل قادة الصف الأول للجيش السوداني يدينون بولاء لا محدود لحزب المؤتمر الوطني (الوجه السوداني لتنظيم جماعة الإخوان العالمية). من جهة أخرى يدرك المجتمع الدولي خطورة دعم الدعم السريع ، لأنها تدرك حقيقة هذه القوات التي لم ترتقِ بعد لدرجة النضج الثوري الذي يجعلها متحررة من أدبيات الكيزان الارهابية. لم يبقى أمام الأسرة الدولية سوى تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم)، لكن ارتماء الاخيرة في أحضان الدعم السريع دفعهم إلى صرف النظر عن الصراع السوداني ولعب دور المتفرج فقط. وهو في اعتقادي خطر على الوطن والمواطن وعلى (تقدم) نفسه. لذلك، وحتى تستردّ (تقدم) احترامها ومكانتها لدى الشعب السوداني والمجتمع الدولي ؛ اعتقد أن عليها التحرر من تلك التبعية الخطيرة التي تمجد القتلة وتبرر قتل المواطنين واغتصابهم وتشريدهم .

وغداً ستكشف الأيام ما سكتت عنها الألسن والأقلام.

أحمد محمود كانم

8 يونيو 2024

# لا_للحرب

amom1834@gmail.com  

مقالات مشابهة

  • طالبوا الحكومة الأميركية بالتدّخل السريع..وقفة احتجاجية لطلاب سودانيين أمام مبنى بعثة الإمارات في نيويورك
  • شاهد بالفيديو.. مستشار قائد الدعم السريع يهرب من السؤال الصعب الذي طرحه عليه مذيع قناة الجزيرة (ما هي المرة الأخيرة التي تواصلت فيها مع حميدتي؟) وساخرون: (ما فيها حاجة قول انجغم عادي)
  • في نيويورك.. احتجاجات تندد بالسياسة الإماراتية في السودان
  • لعبة غموض يمارسها رئيس أفريقيا الوسطى في تعامله مع السودان
  • برنامج الغذاء العالمي: السودان مهدد بالانزلاق إلى أكبر أزمة إنسانية في العالم
  • من أسقط الدعم السريع وزجه في هذه المحرقة هُم مستشاريه
  • بعد معارك عنيفة.. خروج المستشفى الرئيسي في الفاشر السودانية عن الخدمة
  • الدعم السريع يتوغل في الفاشر… ومستشفى المدينة يتوقف وقوات «حميدتي» تتهم الجيش بقتل 50 مدنياً في أم درمان
  • السودان.. مستشفى الفاشر الرئيسي يخرج عن الخدمة
  • هل يَعِي (التقدميون) خطورةَ ما يفعلون؟