18 يونيو، 2025

بغداد/المسلة: ارتفعت حدة الترقب في العراق مع اتساع رقعة المواجهة بين إيران وإسرائيل، ما أدى إلى تأزيم المشهد الأمني والاقتصادي في آن.

وواكبت السلطات العراقية بتردد مشوب بالحذر هذه التحولات، فيما واصلت الأحزاب السياسية التزام خطابات إعلامية مؤيدة لإيران من دون التورط العملي في النزاع، تجنباً لانزلاق البلاد إلى أتون أزمة إقليمية متفجرة.

وتمسكت الجهات الرسمية بخطاب موارب، لكن هناك قناعة متزايدة بأن العراق لن يبقى على هامش النتائج، مهما بدت مؤقتة.

وأكدت أن ارتدادات الحرب بدأت تتسلل إلى الواقع العراقي من خلال مؤشرات اقتصادية مقلقة وسلوك شعبي يشي بخوف كامن.

وأطلقت وزارة التجارة خطة طوارئ لتأمين الأمن الغذائي عبر تخزين استراتيجي وتوسيع مفردات البطاقة التموينية، في ظل مخاوف من انقطاع الإمدادات بسبب إغلاق الأجواء وتعطّل المنافذ الحدودية، لا سيما مع إيران التي ترتبط معها بغداد بـ%30 من حجم استيراد المواد الغذائية والسلع الأولية.

وتفاقمت أزمة النقل الداخلي والخارجي بعد توقف الرحلات في مطار بغداد، ليُستعاض عنه بمطار البصرة كمخرج وحيد للمغادرين والعائدين جواً. وبلغت كلفة العودة البرية عبر الأردن 250 دولاراً للفرد، ما وضع عبئاً جديداً على آلاف المسافرين العراقيين.

وارتفعت أسعار النفط عالمياً بنسبة 11% في الأسبوع الثاني من يونيو 2025، ما أتاح للعراق هامشاً مالياً إضافياً لكنه ظل محفوفاً بالمخاطر. واصطدمت هذه الفوائض بعوائق ارتفاع كلفة التأمين والشحن بنسبة تراوحت بين 30 و45%، ما قلّص المكاسب المتوقعة من هذا الصعود.

وأظهرت بيانات من البنك المركزي العراقي أن الدين العام ارتفع في النصف الأول من 2025 إلى 113 مليار دولار، وسط تصاعد معدلات التضخم إلى 5.8% مدفوعة بزيادة تكاليف النقل والطاقة والغذاء. واحتدمت الأزمة في ظل اعتماد العراق على الغاز الإيراني لتشغيل 40% من محطات الكهرباء، ما جعله عرضة لهزات مفاجئة في حال تضررت البنية التحتية الإيرانية أو قررت طهران وقف الإمدادات.

وواجهت سلاسل الإمداد اللوجستي تهديدات إضافية بسبب تصنيف موانئ العراق كـ”نقاط عالية الخطورة” من قبل شركات تأمين دولية، وهو ما رفع كلفة الشحن البحري بنحو 37%، بحسب تقرير لمؤسسة Lloyd’s البريطانية. وتضاعف ذلك مع مخاطر بيئية نتيجة القصف المتكرر لمواقع صناعية إيرانية، ما ينذر بحدوث تسربات كيميائية تؤثر على مياه شط العرب.

واشتدت الخشية من فقدان العراق لمكانته كممر جوي دولي بعد أن أعلنت “إياتا” إعادة تقييم المسارات الجوية فوق أراضيه. وتوقفت فعلياً حركة العبور الجوي منذ بداية الشهر، ما كبّد بغداد خسائر يومية تقدّر بـ500 ألف دولار من رسوم عبور الطائرات فقط.

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

الحرب تحاصر نجم توتنهام في تل أبيب.. وزفافه يتحول إلى مأزق دولي

يواجه مانور سولومون، جناح فريق توتنهام الإنجليزي، أزمة في مغادرة إسرائيل، بعدما وجد نفسه عالقًا في تل أبيب رفقة زوجته، بسبب التصعيد العسكري المتواصل بين إيران وإسرائيل، والذي تسبّب في تعليق عدد كبير من الرحلات الجوية.

وكان سولومون (25 عامًا) قد سافر إلى بلاده مؤخرًا لعقد قرانه على شريكته دانا فوشينا، في حفل زفاف أُقيم يوم الخميس الماضي، وذلك بعد مشاركته بستة أيام فقط في فوز منتخب بلاده على إستونيا ضمن التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2026.

الزمالك يتحرك لحسم ملف عبد الله السعيد.. والقرار بعد عودته من ألمانياموعد مباراة الترجي وفلامنجو البرازيلي في كأس العالم للأندية

ووفقًا لما نشرته صحيفة "ذا صن" البريطانية، فإن اللاعب لم يتمكن من مغادرة الأراضي الإسرائيلية حتى الآن، بسبب توقف الملاحة الجوية، ما يعطّل عودته إلى لندن للالتحاق بناديه.

وفي سياق متصل، تسبّب التوتر الأمني في غياب نجم آخر عن الساحة الدولية، حيث لم يتمكن الإيراني مهدي طارمي، مهاجم فريق إنتر ميلان الإيطالي، من الانضمام لمعسكر فريقه المشارك حاليًا في بطولة كأس العالم للأندية 2025 في الولايات المتحدة الأمريكية.

ويغيب طارمي عن المواجهة الأولى المرتقبة لفريقه أمام مونتيري المكسيكي، المقررة يوم الأربعاء، بسبب صعوبة التنقل الدولي بين إيران ودول أخرى في ظل تصاعد التوتر العسكري.

يُذكر أن بطولة كأس العالم للأندية 2025 تقام لأول مرة بنظامها الموسع بمشاركة 32 فريقًا، وتشهد منافسة قوية بين أندية العالم الكبرى، في مقدمتها إنتر ميلان، مانشستر سيتي، ريال مدريد، وبايرن ميونخ.

طباعة شارك تل أبيب إسرائيل ايران توتنهام نجم توتنهام مانور سولومون

مقالات مشابهة

  • غابت الكراسي.. وحضرت البيانات.. نواب غائبون عن جلسة تناقش الحرب!!
  • خبير اقتصادي يكشف أهمية تشكيل لجنة أزمات لمواجهة تداعيات حرب طهران وتل أبيب
  • صوت الواقعية في زمن القنابل..الانتخابات على الأبواب والمدافع خلف الجدار
  • إسرائيل تدمن انتهاك الأجواء العراقية: من 1981 إلى 2025
  • الأسواق العالمية تحت وطأة التصعيد.. الذهب يفقد بريقه والنفط يتماسك فيما تستعيد الأسهم أنفاسها
  • التصعيد الإيراني ـ الإسرائيلي يُفرمل الخروج الأميركي من أرض الرافدين
  • الحرب تحاصر نجم توتنهام في تل أبيب.. وزفافه يتحول إلى مأزق دولي
  • الحرب الايرانية- الاسرائيلية وخارطة النفط والغاز الجديدة في المنطقة
  • حرب إيران تشعل أسعار الذهب والنفط.. كيف أثرت التوترات الإقليمية على الاقتصاد؟