إيران - إسرائيل .. معركة كسر العظم
تاريخ النشر: 18th, June 2025 GMT
صحا العالم على ضربة إسرائيلية جوية مباغتة على إيران، الهدف منها تعطيل، أو قصف البرنامج النووي الإيراني، اغتيالات في الساعات الأولى لعلماء ذرة، وسياسيين، وعسكريين إيرانيين، رد إيراني لم يتأخر كثيرا، هجوم بصواريخ بالستية، وطائرات مسيرة في العمق الإسرائيلي، وبدأت الشرارة الأولى لحرب مفتوحة، لا أفق لها، ولا حواجز، الغرب كالعادة يتدخل بكل طاقاته، ولكن بشكل غير مباشر، يريد حماية الكيان المتمرد، والولايات المتحدة ورئيسها لا يدخران جهدا لمساعدة طفلهما المدلل، وإسرائيل تعربد في المنطقة، والحرب الإعلامية تشتعل بين أطراف النزاع.
هذه الضربة الاستباقية التي قامت بها إسرائيل تعبّر عن يأس من الحلول الدبلوماسية، وما كانت المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران في سلطنة عمان، إلا غطاء أمريكي لهذه الضربات، ورغم ذلك فإن الرد الإيراني كان مزلزلا، وعنيفا، لم يتوقعه الأمريكان ولا الإسرائيليين، وبات الصهاينة أياما داخل الأقبية، لا يعلمون ما هي الخطوة التالية؟ ولا متى يكون القصف التالي؟ وهرب الكثيرون من أرض هي في الأصل ليست أرضهم، ولكنهم امتلكوها بمؤامرات بريطانية فرنسية غربية ضمن معاهدة «سايكس بيكو» المشؤومة، وها هم «عرابو الدولة اليهودية» يحاولون حماية ما زرعوه في قلب الوطن العربي، دون خجل، ولا حياء.
وكان تهديد الرئيس ترامب بتصفية المرشد الأعلى لإيران، مخزيا، لأنه يصدر من دولة كبرى يفترض فيها ضبط السلام العالمي، ومنخرطة في مفاوضات سياسية مع دولة محورية، ولكن ترامب لا يضبط إيقاع تصريحاته، ولا يهتم لردود فعل الآخرين، وكأنه يمسك برقبة العالم، ويطلب من ضحيته الطريقة التي يحب أن يموت بها، ولكن إيران لا ترتجف لتلك التهديدات، ولا تأبه لتصريحات «الكاوبوي» الأمريكي، وتستمر في ضرب أهدافها في الكيان، رغم محاولات نتنياهو لتجميل صورة التدخل الأمريكي لإنهاء المعركة سريعا، واستخدام الترسانة العسكرية العاتية للولايات المتحدة، لإنهاء ما بدأته إسرائيل.
إن وجود إسرائيل في حد ذاته خطر على السلام العالمي، فمعظم الحروب في الشرق الأوسط تكون هي الطرف المعتدي فيها، وتحاول جر العالم إلى معركتها كي تغرق الأرض في فوضى عارمة، وتنجو هي من الغرق، وهذا هو ديدنها في كل الحروب التي خاضتها من أجل بقائها، ولكن إلى متى ستستمر الولايات المتحدة والغرب في دعم الكيان؟ وإلى متى ستستمر هذه الفوضى، والخراب اللذان يسودان المنطقة، بسبب الخوف الوجودي الإسرائيلي؟ وإلى متى سيظل الصمت العربي المطبق، وهو يرى العالم من حوله يتغير، ويُرسم بيد غيره، وهو لا يحرك ساكنا؟.. وإلى متى سيظل العرب مهمشين في تقرير مصيرهم؟!!
إن هذه الحرب، ستنتهي إلى إحدى النتائج التالية: إما إخضاع إيران لشروط إسرائيل والغرب لتوقيع اتفاق نووي منزوع المخالب، وإما صمود إيران بشراسة، وإنهاك إسرائيل على المدى الطويل، وهذا يتطلب شروطا، وظروفا معينة، وإما أن تؤدي إلى عقد هدنة طويلة الأجل بين الأطراف المتحاربة، وفي كل الأحوال لا أعتقد أن إيران ستحاول الدخول في حرب أخرى مع إسرائيل خلال المرحلة المقبلة على أقل تقدير؛ لأن الظروف المساندة لتغذية هذه الحرب لم تعد مواتية، ولأنها لا تحارب إسرائيل وحدها بل تحارب من ورائها دولا نووية كبرى، أعلنت تأييدها للعدوان، بينما اكتفت الدول العربية -كالعادة- بالتفرج من بعيد، وكأن الأمر لا يعنيها.
وفي كل الأحوال، فإن العرب أصبحوا خارج المعادلة الإقليمية، واقتصر دورهم على توقيع اتفاقيات السلام، وتأمين أمن الكيان الإسرائيلي، والحفاظ على بقائه، وتقوية أركانه، فإسرائيل مارست كل أنواع البلطجة، والإجرام لإرهاب الأنظمة العربية، ولكي تظهر أنها القوة الوحيدة المسيطرة على الوضع في الشرق الأوسط، ولكن إن تحقق للكيان ما أراده في إيران فعلى دول عربية محورية وتركيا وباكستان أن تنتظر دورها، عاجلا أو آجلا، فشهية إسرائيل للدم لا تشبع، ورغبتها في الهيمنة لا تتوقف، وعذرها القبيح وهو «الحفاظ على أمنها، وبقائها» حاضر دائما، وفي يوم ما سيردد العرب الكلمات الأخيرة للثور الأسود، التي قالها قبل أن يلفظ أنفاسه: «أُكلت يوم أُكل الثور الأبيض».
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: إلى متى
إقرأ أيضاً:
لأول مرة منذ اندلاع الحرب.. إيران تترقّب أول زيارة للوكالة الدولية للطاقة الذرية
أعلنت إيران، الإثنين، أن الضربات الأميركية التي استهدفت منشآت نووية على أراضيها ستكون بندًا رئيسيًا في أي مفاوضات مستقبلية مع الولايات المتحدة. اعلان
أكد الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي خلال إحاطة إعلامية اليوم الأثنين 4 آب/أغسطس أنه "في أي مفاوضات محتملة، ستكون مسألة محاسبة الولايات المتحدة ومطالبتها بتعويضات على عدوانها العسكري في حق منشآت إيران النووية السلمية على جدول الأعمال".
وردا على سؤال عما إذا كانت إيران ستنخرط في محادثات مباشرة مع الولايات المتحدة، قال بقائي "لا".
حرب قصيرة أطاحت بالمفاوضاتفي 13 حزيران/يونيو الماضي، شنّت إسرائيل ضربات عسكرية استهدفت مواقع إيرانية حساسة، شملت منشآت نووية وعسكرية ومناطق سكنية، مما أشعل مواجهة استمرت 12 يومًا ما أدى إلى توقف محادثات دبلوماسية انطلقت في نيسان/أبريل بين طهران وواشنطن، وكانت الأرفع مستوى منذ انسحاب إدارة الرئيس دونالد ترامب من الاتفاق النووي عام 2018. وردّت إيران بإطلاق مئات الصواريخ على أهداف داخل إسرائيل.
وفي 22 حزيران/يونيو، انضمت الولايات المتحدة إلى الحرب إلى جانب إسرائيل وضربت مواقع فوردو ونطنز وأصفهان النووية الإيرانية، باستخدام قاذفات بي 2 وصواريخ توماهوك.
وردًا على الضربات الجوية الأمريكية، شنت إيران "عملية بشائر الفتح"، التي شملت إطلاق صواريخ باليستية على قاعد العديد الأميركية في قطر.
ولاحقا، في وقت مبكر من يوم الثلاثاء 24 حزيران/يونيو، أعلن ترامب وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل في تدوينة على منصة تروث سوشيال، حيث كتب ترامب "تهانينا للجميع! تم التوصل إلى اتفاق كامل ونهائي بين إسرائيل وإيران على وقف شامل وكامل لإطلاق النا". وأطلق اسم حرب الاثني عشر يوماً على المواجهة.
ترامب يهدد برد جديدوفي تصعيد جديد، حذر الرئيس ترامب، يوم الإثنين 28 تموز/يوليو، من أن "أي محاولة من إيران لاستئناف برنامجها النووي ستُسحق على الفور"، ملوّحًا بإمكانية تنفيذ ضربات جديدة ضد المنشآت الإيرانية.
وخلال مؤتمر صحافي عقده في منتجع "تيرنبري" باسكتلندا بعد لقائه رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، قال ترامب:"قضينا على قدراتهم النووية، وإذا حاولوا إعادة تشغيلها فسنقضي عليها من جديد، وبأسرع مما يتخيلون".
Related بعد اتهامات غربية بالتحضير لمحاولة قتل واختطاف معارضين.. إيران ترد: اتهامات لا أساس لهامواقف جديدة لإيران بشأن التخصيب النووي: استئناف القتال مع إسرائيل واردفي ظل التوتر المتصاعد مع إسرائيل.. إيران ترفع جاهزيتها العسكرية وتعيد تشكيل مجلس الدفاع خلاف مستمر مع الوكالة الدولية للطاقة الذريةوفيما يتعلق بالعلاقة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أكدت الخارجية الإيرانية أنها لا تزال ملتزمة بمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، لكنها انتقدت أداء الوكالة واصفًة إياه بأنه "مسيس وغير مهني"، كاشفة عن زيارة مرتقبة لنائب مديرها العام إلى طهران خلال أقل من عشرة أيام.
وفي وقت لاحق، شدد رئيس لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني، إبراهيم عزيزي، على أن زيارة الوفد الأممي "ستقتصر بشكل صارم على محادثات تقنية وعلى مستوى الخبراء"، مؤكدًا أنه "لن يُسمح تحت أي ظرف بدخول الوفد أو أي جهة أجنبية إلى المواقع النووية الإيرانية".
ضغوط أوروبية متواصلةوعلى الصعيد الأوروبي، التقى دبلوماسيون إيرانيون بنظرائهم من فرنسا وبريطانيا وألمانيا في 25 تموز/يوليو، في أول لقاء من نوعه منذ انتهاء الحرب مع إسرائيل. وتُعد الدول الثلاث من الأطراف الموقعة على الاتفاق النووي المبرم عام 2015، والذي انهار بعد انسحاب واشنطن منه.
وحذرت العواصم الأوروبية من أنها ستلجأ إلى فرض عقوبات جديدة على طهران إذا لم تتجاوب مع مطالبها بشأن تخصيب اليورانيوم وتعزيز التعاون مع مفتشي الوكالة الذرية. في المقابل، شددت إيران على أن التخصيب هو حق سيادي مشروع، معتبرة أن أي عقوبات إضافية ستكون "إجراءً غير شرعيًا".
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة