بوابة الوفد:
2025-05-24@10:51:59 GMT

صرخة غوتيريش

تاريخ النشر: 1st, February 2024 GMT

الانهيار الكامل أصاب غزة وحولها إلى مدينة للأموات والأشباح، وأعاد أهلها إلى ما قبل عصور التاريخ ليحيا أهلها حياة بدائية فى غياب جميع مقومات الحياة من قطرة المياه إلى كسرة الخبز مرورا بالأدوية والعلاج والتعليم، بل إنهم يعيشون تحت هول حرب الإبادة الشاملة وجرائم الحرب على مدار الساعة.

الوضع اللاإنسانى للأشقاء فى غزة والذى تجف الأحبار دون وصفه فاق فى ضراوته أفلام الرعب والخيال ومصاصى الدماء، بل أصبح حديث الصباح والمساء وتندد من هوله المظاهرات التى اجتاحت العالم وتعقد من أجل مئات المؤتمرات الدولية لكنه يبقى مجرد كلمات جوفاء لا توقف بحور الدماء ولا تهدأ من زلزال الأرض المباركة ولا تخمد نيران المعركة.

ورغم قرارات محكمة العدل الدولية التى أقرت بوجود جرائم حرب فى غزة إلا أن العالم أجمع وقف عاجزا عن فرض هذه القرارات على المحتل الغاصب الذى لا يترك فرصة إلا ويجدد تأكيده على أن المعركة مستمرة والتوقف مستحيل، وأن المفاوضات خيار لن يتحقق والمجازر لن تتوقف.

وزادت من صعوبة الحياة فى القطاع تعليق 9 دول لمساهماتها فى الأونروا لتقديم المساعدات الإنسانية لأهالى غزة لبدء مرحلة الموت البطيء، فمن لم يمت تحت وطأة الصواريخ والقنابل والمعارك جوا وبحرا وبرا حتما سيلقى حتفه بسبب الجوع، ونقص الأدوية فى محاولة لإنهاء مسيرة ووجود شعب يتمسك بوطنه ويعشق ترابه ويدافع عن أرضه وعرضه.

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش – الذى لم يسلم من سهام اليهود الذين يكيلون التهم لكل من تعاطف مع قضية فلسطين- أطلق صرخة مدوية لجميع الدول الأعضاء بالمنظمة الدولية لتقديم المساعدات للأونروا لإنقاذ الأرواح فى قطاع غزة، مشددا على أن نظام الدعم الإنسانى فى القطاع يتعرض للانهيار.

وقال فى كلمته فى الجلسة الافتتاحية للجنة الأمم المتحدة المعنية بممارسة الشعب الفلسطينى لحقوقه مساء الأربعاء أن المنظومة الإنسانية فى غزة تتهاوى، وأن المدنيين يواجهون ظروفا غير إنسانية ويعانون للبقاء على قيد الحياة فى ظل انعدام الخدمات الأساسية، منددا بالعنف العسكرى المفرط من قبل الاحتلال الإسرائيلى ضد المدنيين فى القطاع، ما تسبب فى الموت والدمار والتشريد والجوع والفقدان والمعاناة.

صرخة الأمين العام للأمم المتحدة ليست كسابقتها فإنها تأتى فى وقت بالغ الخطورة وفى لحظات فارقة بين الحياة والموت، داعيا على إطلاق سراح الرهائن والمعتقلين فورا بلا قيد أو شرط، ومشدد على ضرورة احترام القوانين الدولية والالتزام بقرارات محكمة العدل الدولية، بل أعرب عن انزعاجه الشديد من الأعمال الإجرامية المتزايدة من قبل المستوطنين الإسرائيليين فى الضفة الغربية تجاه الفلسطينيين.

باختصار.. الطبيعى أن يطلق المظلومون استغاثات بالأمم المتحدة لنصرتهم من الظلم والبطش مطالبين بتدخلها لوقف العدوان عليهم، أما أن تصدر الاستغاثة من الأمين العام للمنظمة، فالأمر يعنى أن الكارثة فاقت الحدود وأن اختراق القوانين الإنسانية فى غزة تعدى كل الخطوط الحمراء، وبات أكبر من جرائم الحرب نفسها، وأن الدول الأعضاء مطالبة بحلول عاجلة تردع إسرائيل فى المقام الأول ومن خلفها الولايات المتحدة والدول الداعمة الذين يدعمون الظلم والباطل ويرسخون أقدام الاحتلال ودولته المزعومة على جثث الشهداء.

تبقى كلمة.. ما شهدته غزة خلال 117 يوما من الموت والدمار كانت الأصعب على الشعب الفلسطينى منذ نكبة عام 1948 وحتى الآن، فقد خلفت الحرب ما يقرب من 27 ألف شهيد و7 آلاف مفقود تحت الأنقاض وهم أيضا فى تعداد الشهداء بالإضافة إلى 66 ألف مصاب بينهم 7 آلاف حالة حرجة تستدعى إصابتهم العلاج العاجل خارج القطاع، وهذا العدد من الشهداء وفقا للسفير رياض منصور المراقب الدائم لفلسطين لدى الأمم المتحدة، أكبر من الضحايا فى أى صراع خلال هذه المدة الزمنية منذ الحرب العالمية الثانية.

الأرقام لا تكذب وفى الوقت نفسه تكشف هول ما تعرض له الغزيون منذ السابع من أكتوبر الماضى حيث ارتكبت قوات الاحتلال أكثر من 2000 مجزرة وفقا للسفير مهند العكلوك مندوب فلسطين لدى الجامعة العربية، وأسقطت أكثر من 65 ألف طن من المتفجرات على غزة، ودمرت 390 مدرسة وجامعة و282 مسجدا و3 كنائس بالإضافة إلى 359 ألف منزل منها 70 ألف دمرت تدميرا كليا، كما تسببت الحرب فى نزوح 2 مليون غزاوي.

منطقة الشرق الأوسط تشهد الآن بسبب ما يحدث فى غزة تصعيدا غير مسبوق تتزايد بؤر الصراع فيه كل يوم عن سابقه من غزة إلى اليمن مرورا بجنوب لبنان والبحر الأحمر.. المنطقة كلها باتت معنية بالكارثة فالحدود الملتهبة تعنى أنه لم يعد أحد فى مأمن وأن الخطر قادم لا محالة. 

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: باختصار الانهيار الكامل غزة عصور التاريخ ل فى غزة

إقرأ أيضاً:

صحيفة: ضغوط واشنطن على إسرائيل بشأن غزة انحصرت بالمساعدات

قالت صحيفة "الأخبار" اللبنانية، صباح اليوم السبت 24 مايو 2025، إن ضغوط الإدارة الأمريكية برئاسة دونالد ترامب على إسرائيل لوقف الحرب على قطاع غزة إنحصرت بالمساعدات فقط.

وأوضحت الصحيفة، أن المفاوضات غير المباشرة بين الاحتلال الإسرائيلي وحركة " حماس " في الدوحة، توقفت تماماً في ظل تعثّر المسار التفاوضي وتبدّد الآمال بالتوصل إلى اتفاق جديد بشأن تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار، بسبب التعنّت الإسرائيلي، ورفض تقديم أي التزام بإنهاء الحرب، وسط غياب أي صغوط جدّية من قبل الولايات المتحدة، التي اكتفت برعاية خطة لإدخال عدد قليل من شاحنات المساعدات الإنسانية الى قطاع غزة، في ما فُهم على أنه تنازل قدّمته تل أبيب للتغطية على استمرار وتوسيع عملياتها العسكرية في القطاع.

إقرأ أيضاً: حرب خداع - تفاصيل مشادة بين نائب في الليكود ووزير الجيش الإسرائيلي بشأن غــزة

وبحسب الصحيفة، تتّجه تل أبيب حالياً إلى توسيع اجتياحها البري في قطاع غزة، وهو ما تجلّى ميدانياً مع دخول "الفرقة 98" إلى القطاع عبر معبر صوفا، للتمركز والعمل في ممر موراج الاستراتيجي جنوب القطاع.

وفي سياق متصل، أعلن جيش الاحتلال إلغاء نشر قوات المظليين في قطاع غزة، مبرّراً ذلك باستمرار خضوع تلك الوحدات لتدريبات عسكرية، في خطوة تعكس تأثير اعتراض أهالي الجنود على زجّ أبنائهم في القتال، وهم لم ينهوا تدريباتهم بعد، علماً أن الجيش الإسرائيلي يعاني من نقص في عديده، نتيجة أزمة في تجنيد المزيد من جنود الاحتياط الذين يرفضون الاستجابة للاستدعاءات بعد أكثر من عام ونصف عام من القتال في غزة ولبنان وسوريا.

وفي موازاة ذلك، أفادت وسائل إعلام عبرية بأن 107 شاحنات مساعدات إنسانية دخلت، أمس، إلى قطاع غزة عبر معبر كرم أبو سالم. غير أن "برنامج الغذاء العالمي" انتقد استمرار منع الاحتلال توزيع المساعدات مباشرة على السكان، محذّراً من تفاقم الأزمة الإنسانية، خصوصاً لدى الفئات الضعيفة كالأطفال وكبار السن والمرضى. ودعا البرنامج إلى السماح الفوري باستئناف التوزيع المباشر لتلبية الحاجات العاجلة ومنع انهيار الوضع الإنساني.

وفي حادثة لافتة تعكس حجم الفوضى على الأرض، كشفت تقارير إسرائيلية أن سلاح الجو الإسرائيلي نفّذ هجوماً استهدف قوات تأمين المساعدات الإنسانية في دير البلح، خلال اشتباكها مع لصوص حاولوا السطو على شاحنات الإغاثة.

وأكّد "برنامج الغذاء العالمي" أن نحو 15 شاحنة محمّلة بالمساعدات الإنسانية تعرّضت للنهب مساء أول أمس جنوب القطاع، ما يسلّط الضوء على هشاشة الوضع الأمني وغياب الحماية اللازمة لعمليات الإغاثة.

وفي غضون ذلك، تواصلت موجات اعتراض المستوطنين الشعبية داخل إسرائيل، حيث تظاهر نحو 450 شخصاً عند مفترق "شاعر هنيقب" للمطالبة بوقف الحرب وإعادة الأسرى.

ورفع المحتجون لافتات تدعو إلى وقف الحرب، مردّدين هتافاً لافتاً عبر مكبّرات الصوت: "القنابل تعيد الرهائن في توابيت".

وأسفرت التظاهرة عن اعتقال أحد المتظاهرين، فيما كانت الشرطة قد اعتقلت في وقت سابق مدير حركة "الوقوف معاً"، ألون لي جرين، وتسعة نشطاء آخرين خلال احتجاجات قرب حدود غزة، حيث وُضع جرين قيد الإقامة الجبرية لثلاثة أيام.

وفي السياق نفسه، شهد ميدان رابين وسط تل أبيب تظاهرة ضخمة شارك فيها آلاف الإسرائيليين، مساء أول أمس، احتجاجاً على حكومة نتنياهو، متهمين إياه بـ"التخلي عمداً" عن الأسرى الإسرائيليين في غزة، من أجل البقاء في السلطة، وسط تنديد بدور وزرائه الذين "يفتخرون بإفشال فرص التوصل إلى صفقة لإطلاق سراحهم".

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين بالفيديو: جار مطلق النار في هجوم المتحف اليهودي يفاجئ الصحافة الأمريكية بتعليق عن غزة أطباء مغاربة يتضامنون مع زملائهم بغزة ويطالبون بوقف الإبادة مسلمو بريطانيا يطالبون بوقف مبيعات الأسلحة لإسرائيل والاعتراف بفلسطين الأكثر قراءة تحقيق ألماني: نتنياهو روّج لوثائق مزوّرة لإفشال صفقة تبادل قبل عام الأمم المتحدة: لدينا خطة جاهزة لإغاثة غزة ولا وقت لطرق بديلة شهيد باستهداف مُسيّرة إسرائيلية سيارة في محيط بلدة الزرارية جنوب لبنان الرئيس عباس: على حماس وجميع الفصائل في غزة تسليم سلاحها للسلطة عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • غوتيريش يطالب إسرائيل بالدخول الفوري للمساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة
  • صحيفة: ضغوط واشنطن على إسرائيل بشأن غزة انحصرت بالمساعدات
  • ما سر الضغوط والإدانات الدولية للاحتلال؟
  • غوتيريش يتحدث عن خطة أممية لإغاثة غزة.. لن نشارك في مخطط لا يحترم القانون الدولي
  • غوتيريش: لن نشارك في خطة لا تحترم القانون الدولي بغزة
  • غوتيريش يحذّر من الوفيات في غزة بسبب نقص المساعدات
  • النرويجي للاجئين : إسرائيل تضرب بالمواثيق الدولية عرض الحائط
  • صحيفة: إسرائيل تواصل امتصاص الضغوط الدولية لوقف حرب غزة
  • مظاهرة أمام البرلمان الإيطالي للمطالبة بإنهاء الحرب على غزة
  • صرخة صامتة تهز ضمير العالم.. جوليان أسانج يهزّ «كان» بقميص يحمل أسماء 4986 طفلاً فلسطينياً