عرض «جوانب الإنصاف والإصلاح للمرأة في القرآن» في جناح الأزهر بمعرض الكتاب
تاريخ النشر: 3rd, February 2024 GMT
يقدم جناح الأزهر الشريف بمعرِض القاهرة الدولي للكتاب، في دورته الـ55 لزواره كتاب «جوانب الإنصاف والإصلاح للمرأة في القرآن الكريم»، بقلم الدكتور عبدالفتاح عبد الغني العواري، أستاذ التفسير وعلوم القرآن عميد كلية أصول الدين بالقاهرة سابقا، عضو مجمع البحوث الإسلامية، يكشف عن نظرة عادلة وحكم مستقيم يدفع الشبة الباطلة والأقاويل الزائفة، والاتهامات الجائرة التي توجه للإسلام في قضية المرأة وما يتعلق بها، من إصدارات مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر.
ويؤكد المؤلف، أن الشريعة الإسلامية عنيت عناية فائقة واهتمت اهتماما كبيرا بشتى شؤون المرأة، من حفظ كرامتها، ورعاية حقوقها، وتكريمها، واحترام إنسانيتها، فهي شريكة الرجل في الحقوق، والواجبات، ويتعبير رسول الإسلام سيدنا محمد ﷺ: «النِّسَاءَ شَقَائِقُ الرِّجَالِ»، لافتا أنك إذا رمت دليلا على ذلك، فتأمل القرآن الكريم حق التأمل، وابحث في صحيح النسبة لسيدنا رسول الله ﷺ، فإنك ستقف مشدوها، ذاهلا أمام الأدلة الساطعة والبراهين الناصعة، والحجج النيرة التي أتت لتنصف المرأة من تعسف مقيت، وظلم جائر ارتكبه أهلها ضدها.
ويلفت المؤلف أن شريعتنا الإسلامية قد كرمت المرأة أيما تكريم، وراعت شؤونها أيما رعاية، ولكننا ما نلبث بين الحين والآخر نسمع أصواتا وأبواقا تتهم الإسلام بظلم للمرأة و بخسه حقوقها، ومن ثم جاءت فكرة هذا البحث لإبراز جوانب تكريم الإسلام للمرأة بإنصافها وإصلاح أوضاعها، واعتبارها جوهرة ثمينة، ولؤلؤة مكنونة في شريعته الغراء؛ لئلا يظن ظان أن ما تعانيه المرأة الشرقية من تهميش أو إهمال أحيانًا هو بسبب تعاليم الإسلام، لأن هذا زعم باطل، بل إن المعاناة التي تعانيها المرأة إنما لحقتها بسبب المخالفة الصريحة لتعاليم الإسلام الخاصة بالمرأة، وإيثار التقاليد العتيقة والأعراف البالية التي لا تمت للإسلام بأدنى صلة.
ويوصي المؤلف، في كتابه، بالعمل على إبراز منهج القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة في العناية بالمرأة، وحفظ مكانتها، ورعاية شئونها، والرد على جميع المغالطات والشبهات التي يثيرها أعداء الإسلام حول مكانة المرأة وموقف الإسلام منها، وذلك عن طريق وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة حتى تعلم بنات حواء، ويعرف العالم أجمع أنه لا توجد شريعة عنيت بالمرأة حق العناية إلا شريعة الإسلام.
ويشتمل الكتاب على مطلبين، المطلب الأول: جوانب الإنصاف للمرأة في القرآن الكريم، ويتضمن 7 جوانب، هي احترام إنسانيتها، ومنحها حق التعلم، ومنحها حق العمل الملائم لطبيعتها، ومنحها حق المساواة بينها وبين الرجل في جميع الحقوق المدنية، منحها حقا معلومًا في الميراث بعد أن كانت محجوبة، وحرمة نكاحها كرها ومنع عضلها، حرمة أخذ شيء من مالها إلا بطيب نفس منها، شبهة حول إنصاف المرأة وردها.
ويأتي المطلب الثاني تحت عنوان «جوانب الإصلاح للمرأة في القرآن الكريم»، ويتضمن 7 جوانب تحميل الرجل أعباء المعيشة كافة، وتكليف الرجل بالقوامة على الأسرة، ومراعاة طبيعة المرأة في الإشهاد، وبيان الوسائل الناجعة في علاج نشوز المرأة، علاج نشوز الرجل، القضاء على الشقاق بين الزوجين ببعث الحكمين، رعاية المرأة لشئون الأولاد.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: جناح الأزهر معرض الكتاب المرأة المرأة في الإسلام الميراث القرآن الکریم
إقرأ أيضاً:
البحوث الإسلامية: الإسلام حرم الثَّأر وحذَّر من فوضى العصبية الجاهلية.. فيديو
قال الدكتور محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، إنَّ الدِّين الإسلامي الحنيف كرَّم الإنسان وحفظ دمه، وشدَّد على تجريم القتل والثأر؛ لِمَا في ذلك من إهدارٍ لحياة الناس، وتفكيكٍ لبنية المجتمعات، وإنَّ مِن أعظم مقاصد الشريعة الإسلاميَّة حِفظ النفْس، وهو ما تجلَّى في تحريم القتل وجَعْله مِنَ الكبائر التي تفتح أبواب الجريمة والفوضى.
وأضاف الجندي -خلال كلمته في ملتقى (الأزهر للقضايا المعاصرة) الذي عُقِدَ اليوم بعد صلاة المغرب بالجامع الأزهر، تحت عنوان: (حرمة الدماء ووَحدة الصف)- أنَّ ظاهرة الثأر مِن أخطر الظواهر التي تُكدِّر صفو المجتمع وتمسُّ أمنه واستقراره، مبينًا أنَّ الإسلام واجه هذه الظاهرة منذ لحظة إشراقه على الوجود، حين كانت الجاهليَّة تموج بفتن الدماء والقتل العشوائي، وتسودها العصبيَّة والهمجيَّة، فجاءت الشريعة لتحرِّم هذا المسلك الوحشي، وترسِّخ بدلًا منه مبادئ التسامح والعفو وتحقيق العدل.
وأكَّد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية أنَّ دِيننا الحنيف قد نهى عن العصبيَّة القبليَّة، وحذّر النبي مِنَ التحزُّبات التي تُفضي إلى القتل، لافتًا إلى أنَّ البيئة التي تشرعن الثَّأر تُشبِهُ حياة الغابة، وأنَّ الشريعة قد أرسَت قواعدَ صارمةً لتحقيق الأمن المجتمعي؛ مِنْ خلال مَنْع الاعتداء على النفْس، والتحذير مِن عاقبة القاتل.
وأوضح أنَّ النبي بُعِثَ في بيئة كان القتل فيها فاشيًا، وتسودها الحروب لأتفه الأسباب، فحرص على القضاء على هذه المظاهر البربريَّة، وأكَّد أنَّ قَتْل النفْس الواحدة كقتل الناس جميعًا؛ لِمَا فيه من هَتْكٍ لحرمة الدماء، وفَتْحٍ لباب الإفساد، وتطبيعٍ للعدوان، مشيرًا إلى أنَّ كثيرًا مِنَ الأحاديث النبوية والآيات القرآنية جاءت لتؤكِّد أنَّ هذه الجريمة مِنَ الموبِقات، وأنَّ القاتل محرومٌ مِن دخول الجنة إذا أراق دمًا بغير حق.
وتابع أنَّ مِن بشاعة هذه الظاهرة أنَّ القاتل يفقد إنسانيَّته، ويُحرَم من نعيم الجنة؛ كما جاء في الحديث النبوي: «ومَن استطاع ألَّا يُحال بينه وبين الجنَّة بملء كفٍّ من دم أهراقه، فليفعل»، مشدِّدًا على أنَّ الإسلام لا يميز في حرمة النفْس بين مسلم وغير مسلم؛ بل جعل قَتْل المعاهَد خيانةً لعهد الله ورسوله، وتوعَّد فاعله بعدم شمِّ رائحة الجنَّة.
واختتم الدكتور محمد الجندي كلمته بتأكيد أنَّ الدماء أوَّل ما يُقضَى فيه يوم القيامة، في دلالة واضحة على خطورة هذه الجريمة، ووجوب مواجهتها بمنهجيَّة واعية تنطلق من تعاليم الدِّين وتكريم الإنسان، داعيًا إلى تكثيف التوعية، وتحصين الشباب ضد ثقافة العنف والثَّأر، والاحتكام إلى الشرع الحنيف؛ حفاظًا على الأرواح، وصَوْنًا للمجتمعات مِنَ التمزُّق والانهيار.
ويأتي انعقاد هذا الملتقى دعمًا للحملة التوعويَّة الشاملة التي أطلقها مجمع البحوث الإسلاميَّة بعنوان: (ومَن أحياها) لمواجهة الخصومات الثأريَّة، وذلك في ضوء توجيهات فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، بضرورة تكثيف الجهود التوعويَّة والوقائيَّة لمعالجة الظواهر السلبيَّة مِن منظور دِيني وإنساني شامل.