رفح "الملاذ الأخير" للفلسطينيين
تاريخ النشر: 4th, February 2024 GMT
◄ إسرائيل تواصل جرائم إبادة البشر والحجر لإنهاء الحياة في قطاع غزة
◄ 1.5 نازح بالمدينة الحدودية في خطر وسط أوضاع إنسانية قاسية
الرؤية- غرفة الأخبار
مع الساعات الأولى من فجر أمس السبت، استهدفت قوات الاحتلال منزلين مأهولين في رفح جنوب قطاع غزة، ما أدى إلى ارتقاء عدد من الشهداء وعشرات المصابين، إذ أكدت وسائل إعلام فلسطينية أن منزلا كان يأوي عشرات النازحين شرق رفح يعود لعائلة حجازي، وأن القصف أسفر عن ارتقاء 11 شهيدا على الأقل وإصابة عدد آخر، وأن المنزل الآخر يعود لعائلة الهمص وأدى لارتقاء شهيدين وعدة إصابات.
وتؤكد جميع التطورات الميدانية منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يتعمد استهداف كل فئات الشعب الفلسطيني في القطاع وتدمير أكبر عدد من المنشآت السكنية والتعليمية، بهدف تحويل غزة إلى مكان غير صالح للحياة، وإجبار السكان على النزوح إلى الدول المجاورة.
ومنذ بدء العملية البرية، تركزت العمليات العسكرية على شمال قطاع غزة، وزعم جيش الاحتلال أن وسط القطاع وجنوبه مناطق آمنة يمكن للسكان النزوح إليها، لكنه سرعان ما استهدف قوافل النازحين في الشوارع والطرقات، كما استهدف مخيماتهم في وسط القطاع الذي ادعى أنه منطقة آمنة، ليعود إلى الكذب والتضليل مرة أخرى ويطالب الفلسطينيين بالنزوج إلى الجنوب باعتباره منطقة آمنة.
وحاليا يتعرض جنوب القطاع في خان يونس ورفح والذي يأوي مئات الآلاف من النازحين، إلى قصف متواصل برا وبحرا وجوا، وتعمد تدمير المباني والمدارس الأممية التي تأوي النازحي، وهو ما يجسد صورة من صور الإجرام الإسرئيلي بحق الشعب الفلسطيني.
واستقبلت رفح منذ بداية الحرب حوالي 1.5 مليون نازح فروا من نيران الاحتلال في شمال ووسط القطاع، إلى أن نيران الصواريخ والمدافع لاحقتهم في رفح، ويكثف جيش الاحتلال ضرباته لهذه البقعة المكتظة بالنازحين بعد الفضل في تحقيق أي إنجازات عسكرية حتى الآن وبعد مرور أكثر من 120 يوما على الحرب.
وسلطت "وول ستريت جورنال" الضوء على الكارثة الإنسانية التي يتسبب فيها الاحتلال إذا ما قرر مواصلة القتال في رفح قائلة: "الحديث عن تحويل إسرائيل تركيزها بعد خان يونس نحو رفح يخاطر بالقتال في منطقة مكتظة ويثير مخاوف تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة".
وعبر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، عن قلقه إزاء تصاعد القتال في خانيونس، والذي أجبر المزيد من الفلسطينيين على الفرار إلى رفح بجنوب قطاع غزة، ووصف المدينة الحدودية بأنها "طنجرة ضغط مملوءة باليأس".
وتأتي هذه التصريحات فيما تستعد إسرائيل للتقدم أكثر نحو الجنوب بالقرب من الحدود المصرية، حيث لجأ معظم السكان هربا من الهجوم الإسرائيلي.
وقال ينس لايركه، المتحدث باسم المكتب: "أريد أن أشدد على قلقنا البالغ إزاء تصعيد الأعمال القتالية في خانيونس، والذي أدى إلى زيادة في عدد النازحين داخليا الذين سعوا إلى ملاذ في رفح خلال الأيام القليلة الماضية".
وتابع لايركه: "رفح بمثابة طنجرة ضغط مملوءة باليأس، ونخشى مما سيحدث لاحقا".
ويعيش معظم النازحين في خيام بمناطق مفتوحة، ويعانون من انعدام مقومات الحياة الأساسية، وشح الموارد الغذائية والمياه، إلى جانب الانخفاض الكبير في درجات الحرارة وهطول أمطار غزيرة، تتسبب في غرق الخيم ودخول المياه إلى المكان الذي ينامون فيه.
وباتت رفح هي الملاذ الأخير للنازحين، ولذلك تحذر منظمات دولية وإنسانية من انفجار الأوضاع بسبب استمرار نزوح السكان إلى هذه المدينة الصغيرة التي لا يتجاوز عدد سكانها في الأساس أكثير من 300 ألف فلسطيني، أو قيام جيش الاحتلال بقصف هذه المدينة التي تعج بالفلسطينيين في المنازل والمناطق المفتوحة، وهو ما ينذر بكارثة إنسانية وسقوط الشهداء بالمئات في حال استهداف أي منزل أو منطقة مفتوحة بها خيام النازحين.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: جیش الاحتلال قطاع غزة فی رفح
إقرأ أيضاً:
هندسة التهجير.. الاحتلال يخطط لتفريغ شمال القطاع باستخدام سلاح المساعدات
يتخذ جيش الاحتلال خطوات عملية على الأرض لتهجير مئات الآلاف من سكان شمال قطاع غزة، نحو جنوبه، مستخدما المساعدات وملف الغذاء كسلاح جديد في حرب الإبادة الجماعية المتواصلة.
ولا يخفي الاحتلال نواياه بشأن التهجير، ويصرح بذلك علنا، متخذا عدة إجراءات لتطبيق الخطة، بدأها بإطباق حصاره على قطاع غزة، مانعا دخول الغذاء والدواء من الثاني من آذار/ مارس الماضي، ما تسبب في مجاعة غير مسبوقة، ونقص حاد في المواد الأساسية والمستلزمات المنقذة للحياة.
توزيع المساعدات جنوب القطاع فقط
ولاحقا خصص الاحتلال مراكز معينة تخضع لسيطرته وفي نطاق عملياته، وتقع جميعها في مناطق جنوب قطاع غزة، وذلك لتوزيع المساعدات التي ما زال يمنع دخولها، بالتزامن مع إجراء ترتيبات مع شركات أمريكية من خلفيات عسكرية، لتولي عمليات التوزيع المتوقعة.
وتوقع إعلام عبري، بدء توزيع الغذاء في قطاع غزة عبر شركات أمريكية، الأحد المقبل، وذلك رغم رفض أممي للخطة الإسرائيلية لشكوك في أهدافها.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية نقلا عن مصادر: "من المتوقع أن يشهد الأحد المقبل بدء توزيع الغذاء على أعداد كبيرة من السكان عبر شركة أمريكية".
وأضافت أن ذلك سيكون من خلال "أربعة مراكز اكتمل بناؤها، أحدها في منطقة محور نتساريم، وثلاثة أخرى على محور موراج قرب رفح جنوب القطاع".
أين تقع مناطق توزيع المساعدات؟
قالت ميدانية لـ"عربي21"، إن قوات الاحتلال تعمل منذ فترة طويلة على إنشاء مناطق محاطة بسواتر ترابية، تشبه معسكرات الاعتقال في منطقة مواصي مدينة رفح، حيث تسيطر قوات الاحتلال على المدينة الحدودية بالكامل.
وأكدت المصادر أن المناطق التي يعتقد أنها ستكون مخصصة لتوزيع المساعدات تحاذي شاطئ البحر، وتخضع لسيطرة أمنية تامة، محذرة من خطط قد ينفذها الاحتلال للتهجير وإجراء عمليات "تصفية" للأسماء تحت غطاء توزيع المساعدات.
أما بالنسبة لنقطة توزيع المساعدات الخاصة بالمحافظات الوسطى من قطاع غزة، فتقع جنوب محور نتساريم والذي يسيطر جيش الاحتلال على أجزاء واسعة منه، ما يعني أنه لن يكون أي مركز أو نقطة للتوزيع في مناطق شمال القطاع.
خطة لإفراغ شمال غزة
ووفق التفاصيل المعلنة، فإن خطة توزيع المساعدات تحقق نفس الغرض المعلن إسرائيليا من مبادرة تروج لها حكومة الاحتلال في الفترة الأخيرة، وهي "إفراغ شمال غزة من المواطنين الفلسطينيين"، ما يثير الشكوك بشأنها.
والثلاثاء، قالت إذاعة جيش الاحتلال إن الآلية الجديدة لتوزيع المساعدات الإنسانية في غزة تهدف لتحويل شمال القطاع إلى منطقة "خالية تماما من السكان"، حيث تستغل حاجة الفلسطينيين هناك إلى الطعام من أجل تهجيرهم ومنع عودتهم.
تورط أمريكي في التهجير
ومؤخرا، أعلنت مؤسسة "إغاثة غزة الإنسانية" المدعومة أمريكيا وإسرائيليا، أنها ستقيم 4 مراكز لتوزيع المساعدات في القطاع تتركز في الجنوب في الأيام القادمة.
والاثنين الماضي، قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية الخاصة إن شركة تابعة "لصندوق إنساني" أسسه المبعوث الرئاسي الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، ستتولى الأسبوع المقبل توزيع مساعدات للفلسطينيين بغزة عبر موظفين مسلحين ومدربين على القتال.
وتثير الشركة الجدل، إذ تعتزم هي، وليس مؤسسات الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية، توزيع المساعدات بمناطق محددة يحميها جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وتعد هذه الخطوة أول محاولة لتفعيل جهة توزيع جديدة للمساعدات بعد أشهر من الجمود، ضمن حرب إبادة جماعية تشنها دولة الاحتلال بدعم أمريكي على نحو 2.4 مليون فلسطيني بغزة.
في المقابل، تطالب المنظمات الأممية والدولية باستئناف المساعدات واستمرارها عبر القنوات القائمة، وهي وكالات الأمم المتحدة ومؤسسات إغاثية دولية.
وقال متحدث الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك مؤخرا، إن عمليات المساعدات الإنسانية التي تقدمها الأمم المتحدة لا يمكن أن تتم إلا وفقا لمبادئ الإنسانية والحياد والاستقلالية، معربا عن رفض المنظمة الدولية للآلية الجديدة لتوزيع المساعدات.
وحذرت الأمم المتحدة من استخدام إسرائيل المساعدات في غزة "طُعما" لإجبار الفلسطينيين على النزوح من مناطقهم، خاصة من شمال القطاع إلى جنوبه.
"الغيتوهات النازية"
وحذر المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، من مخططات إسرائيلية لإنشاء مخيمات عزل قسري للفلسطينيين على غرار "الغيتوهات النازية"، عبر آلية توزيع المساعدات التي تروج لها دولة الاحتلال.
وأكدت الحكومة أنها ستتصدى لهذه المخططات باعتبارها "امتداد للإبادة الجماعية" المتواصلة في قطاع غزة منذ 19 شهرًا.
وقال المكتب الإعلامي الحكومي في بيان: "نرفض بشكل قاطع مخططات الاحتلال لإنشاء مخيمات عزل قسري كالغيتوهات النازية، عبر التحكم في المساعدات الإنسانية وتوزيعها ضمن مخططات عزل ممنهجة، بما يخالف كل قواعد القانون الدولي".
واعتبر المكتب الخطط الإسرائيلية "نموذجاً لاإنسانياً مرفوضاً بكل المعايير، ويتنافى مع قواعد القانون الدولي ومبادئ العدالة والكرامة الإنسانية".