غلوبال تايمز: الخطة الغربية للاستيلاء على الأصول الروسية سابقة خطيرة
تاريخ النشر: 6th, February 2024 GMT
تحت هذا العنوان نشر موقع "غلوبال تايمز" مقالا رأت فيه الجريدة أن محاولات الاستيلاء على أصول الأموال الروسية المجمدة سابقة خطيرة في النظام المالي العالمي.
وجاء في المقال:
ليس سرا أنه منذ جمدت الحكومات الغربية ما يقرب من 300 مليار دولار من الأصول السيادية الروسية، كانت تعمل على خطط للاستيلاء بشكل شرعي على تلك الأصول المجمدة.
وفي أحدث التطورات، تعكف الحكومات الغربية على وضع خطط لإصدار ديون للمساعدة في تمويل أوكرانيا، وذلك باستخدام الأصول الروسية كدعم للسداد، حسبما ذكرت "فاينانشال تايمز" مؤخرا. وقد عممت الحكومة البلجيكية هذه الخطط على دول مجموعة الدول السبع، الأمر الذي قد يسمح للغرب بتجنب الأسئلة القانونية حول أسباب قيام الدول الأخرى بالاستيلاء على الأصول السيادية الروسية.
ورغم أن التفاصيل القانونية لهذه الخطط تظل غير واضحة، فمن الواضح أنه، وبغض النظر عن مدى تمجيد الغرب أو إضفائه شرعية على محاولاته للاستيلاء على الأصول الروسية المجمدة، فإن ذلك لن يساعد في حل المشكلة الروسية الأوكرانية. قد يعتقد بعض السياسيين في الغرب أن مصادرة الأصول الروسية يمكن استخدامها لإظهار الدعم لأوكرانيا وسلاح ضد روسيا، لكن أولئك الذين لديهم معرفة حقيقية بالنظام المالي العالمي يدركون أن اتخاذ مثل هذه الخطوة لن يؤدي سوى إلى نتيجة كارثية. فهو لن يؤدي إلى تعقيد المشكلات بين روسيا وأوكرانيا فحسب، بل سيؤدي أيضا إلى عواقب وخيمة على النظام المال العالمي.
ووفقا لتقارير وسائل الإعلام، يمتلك البنك المركزي الروسي نحو 300 مليار دولار من الأصول المجمدة في الولايات المتحدة وأوروبا، والتي تدر مليارات الدولارات من مدفوعات الفائدة كل عام. ومصادرة مثل هذا المبلغ الضخم من الأموال من دولة ذات سيادة هو أمر غير مسبوق، ولا يمكن تصوره، وقد يؤدي إلى عواقب قانونية واقتصادية لا يمكن التنبؤ بها لكل من روسيا والغرب.
على سبيل المثال، فإن بعض أصول روسيا المجمدة في الغرب هي سندات حكومية، وإذا استولى الغرب على هذه الأصول باسم دعم أوكرانيا، فإن هذا من شأنه أن يلحق الضرر بمصداقية التزاماته. وبصرف النظر عن الكيفية التي يبرر ها الغرب مصادرته للأصول السيادية الروسية، ويجعل العملية قانونية من خلال تغييره لقوانينه وأنظمته، فإن ما يهم حقا هو الكيفية التي ينظر بها المستثمرون والبلدان التي تشتري أيضا ديون الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى هذه القضية.
إقرأ المزيدوإذا قادتهم الحالة الروسية إلى إدراك أن المخاطر الجيوسياسية يمكن أن تؤدي أيضا إلى تخلف الدول الغربية عن سداد الديون السيادية، وأن التفسيرات والتغييرات في القوانين واللوائح التنظيمية في هذا المجال خارجة عن سيطرتهم تماما، فإن الاستثمارات المالية في السندات المدعومة حكوميا مثل ديون خزانة الولايات المتحدة، والتي كانت تعتبر ذات يوم ملاذا آمنا، ربما لن تصبح آمنة في مواجهة التحديات الجيوسياسية.
وقد يسفر مثل هذا التخلف عن السداد عواقب على النظام المالي العالمي، حيث تتجنب البلدان، خارج المعسكر الغربي، استخدام الدولار واليورو في التسوية التجارية وتتجنب الحكومات الغربية ما لم يكن من الممكن تجنبها.
ففي هذه البيئة الدولية المعقدة، لن يعرف أحد ما إذا كان الغرب قد يستولي على أصوله السيادية في يوم ما، بمجرد أن يبدأ الغرب فتح باب المصادرة.
علاوة على ذلك، فإن التدابير المضادة التي ستتخذها روسيا قد تؤدي أيضا إلى إطلاق موجات من الصدمة عبر الأسواق المالية العالمية.
وحالة عدم اليقين في حد ذاتها تعكس الأجزاء غير العادلة وغير المعقولة من النظام المالي الحالي. لقد هيمنت الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون على جميع العقوبات المالية تقريبا في السنوات الأخيرة، في حين أن الدول الأخرى ليس لها رأي في مثل هذه المجالات، بل وربما تواجه خطر التعرض للعقوبات عندما لا تلتزم بالعقوبات والقواعد الغربية.
إلا أنه لا يمكن تحقيق أي غرض جيد من خلال العقوبات الأحادية الجانب، التي لا تشكل حلا للحرب أو الصراع الجيوسياسي، ولكنها لا تؤدي سوى إلى صب الوقود على النار، ولهذا السبب أيضا لا تحذو العديد من الدول حذو الولايات المتحدة في فرض عقوبات على روسيا.
وإذا كان ثمة ما يحتاجه الغرب من النصيحة بشأن طبيعة السيف ذي الحدين المتمثل في العقوبات الأحادية الجانب، فهو أن يتوخى الحذر بشأن التحركات المستقبلية. وإذا استمر في إساءة استخدام سلطته المالية في النظام المالي الدولي، فإن الضرر سوف يلحق بمصالح النظام المالي العالمي برمته.
المصدر: Global Times
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: الأزمة الأوكرانية الاتحاد الأوروبي الجيش الروسي العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا الكرملين حلف الناتو عقوبات اقتصادية عقوبات ضد روسيا فلاديمير بوتين مؤشرات اقتصادية وزارة الدفاع الروسية النظام المالی العالمی الولایات المتحدة الروسیة المجمدة الأصول الروسیة
إقرأ أيضاً:
نيويورك تايمز: مقاتلون أجانب في سوريا.. ولاء للثورة أم تهديد للأمن الدولي؟
نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، تقريرا، للصحفية رجا عبد الرحيم، من كفريا وإدلب ودمشق، قالت فيه إنّ: "آلاف المقاتلين الأجانب قاتلوا إلى جانب جماعات الثوار السوريين التي أطاحت بنظام الأسد. ويخطّط الكثيرون منهم البقاء، على الرغم من تحفّظات الولايات المتحدة وبعض السوريين".
وتابع التقرير الذي ترجمته "عربي21" أنّه: "في نظر قادة سوريا الجدد، يُعدّ المقاتلون الأجانب الذين قاتلوا إلى جانب جماعات الثوار للإطاحة بنظام الأسد حلفاء مخلصين، قد وقفوا إلى جانب الثورة".
وأبرز: "بالنسبة للولايات المتحدة، يستحضر العديد من هؤلاء المقاتلين صورا لجماعات مثل تنظيم الدولة"، مردفا: "توافد آلاف الأجانب إلى سوريا للقتال في الحرب الأهلية متعددة الأطراف، التي بدأت عام 2011 واستمرت قرابة 14 عاما. انضم بعضهم إلى جماعات، مثل: الفصيل الإسلامي الذي كان يقوده سابقا الرئيس السوري الجديد، أحمد الشرع، وساعدوه على الإطاحة بالرئيس بشار الأسد في كانون الأول/ ديسمبر".
وأضاف: "أمّا الآن، قد أصبح المقاتلون الأجانب الذين بقوا في سوريا موضع خلاف، في ظل اتخاذ إدارة ترامب خطوات لتحسين العلاقات مع البلاد. على مدار الشهرين الماضيين، اقترح المسؤولون الأمريكيون بشكل متباين طردهم أو استبعادهم من المناصب العليا في الحكومة والجيش".
وأردف: "لكن مع إعادة بناء الحكومة السورية لجيشها بعد الحرب المدمرة، فقد بدأت بالفعل في ضم بعض هؤلاء الأجانب للجيش، وفقا لمسؤولين حكوميين وبعض المقاتلين أنفسهم. فيما لم تستجب وزارات الدفاع والخارجية والإعلام إلى طلبات التعليق على الأمر"، مبرزا أنّ جماعة الشرع "هيئة تحرير الشام" قد ضمّت العديد من المقاتلين الأجانب.
"يجد نفسه الآن في موقف صعب، إذ يحاول الموازنة بين ولائه لهم وتركيزه على إقامة علاقات دبلوماسية مع الدول التي تريد تهميش المقاتلين أو رحيلهم. وإذا همشت الحكومة الأجانب المتمرّسين في القتال، فقد يُشكّل ذلك أيضا تحديات داخلية للجيش السوري الناشئ" بحسب التقرير نفسه.
إلى ذلك، أجرت صحيفة "نيويورك تايمز" مؤخرا، مقابلات، مع أكثر من ستة مقاتلين أجانب من مصر وروسيا والعراق، وجميعهم قالوا إنهم لا يُخطّطون لمغادرة سوريا. تزوّج بعضهم من نساء سوريات وأنجبوا أطفالا، وافتتحوا أعمالا تجارية. وهم يُواجهون خطر الاعتقال أو ما هو أسوأ إذا عادوا إلى بلدانهم الأصلية. وتحدّث بعضهم عن السعي للحصول على الجنسية السورية.
ووفقا للصحيفة، قال عبد الله أبريك، 36 عاما، وهو مقاتل أجنبي من منطقة داغستان الروسية، مؤخرا في مقهى بالعاصمة دمشق: "من المستحيل على الشرع أن يبيعنا لأننا كنا أمامه، وخلفه، وبجانبه"، مضيفا: "كنا جسدا واحدا، وهو يعلم أننا مقاتلون أكفا، ربما سيحتاجنا غدا".
وأوضح أبريك، الذي يطلق مشروع استيراد خاص به، أنّه يريد البقاء والحصول على جواز سفر سوري.
وأوردت الصحيفة: "يُفرّق الشرع بين الأجانب الذين قاتلوا مع جماعات الثوار مثل جماعته، وأولئك الذين قدموا للانضمام إلى تنظيم الدولة، الذي سيطر على مساحة كبيرة من سوريا خلال الحرب وحكمها لسنوات".
وتابعت: "قاتلت جماعة الرئيس السابقة، هيئة تحرير الشام، تنظيم الدولة الإسلامية إضافة إلى نظام الأسد، ولا تزال تصنف رسميا من قبل الولايات المتحدة كجماعة إرهابية لأنها كانت تابعة سابقا لتنظيم القاعدة"، مردفة: "منذ استيلاء الشرع والثوار على السلطة، اتُهم بعض المقاتلين الأجانب المقربين من حكومته من قبل جماعات حقوق الإنسان، بالتورط في عمليات قتل طائفية ضد العلويين، التي تنتمي إليها عائلة الأسد".
وفي مقابلة أجريت معه في نيسان/ أبريل، صرّح الشرع لصحيفة "نيويورك تايمز" أنّ: "حكومته قد تنظر في منح الجنسية للمقاتلين الأجانب، الذين التزموا بالثورة وعاشوا في البلاد لسنوات". فيما قال: "طالما أن أيّا من هؤلاء الأفراد لا يشكل تهديدا لأي دولة أجنبية ويحترم السياسات والقوانين الداخلية لسوريا، فإن الأمر ليس ملحا حقا".
وأعلن ترامب، خلال الشهر الماضي، عن تعليق العقوبات الاقتصادية على سوريا، مانحا البلد المدمر اقتصاديا شريان حياة. وفي اليوم التالي، التقى الشرع في السعودية، وقال سكرتيره الصحافي إنّ: "ترامب طلب مغادرة جميع الأجانب سوريا، لكن لم يتضح من كان يقصد تحديدا".
وأورد التقرير: "يبدو أن المسؤولين الأمريكيين أصبحوا الآن أكثر تفهما لرأي الشرع. وصرح المبعوث الأمريكي إلى سوريا، توماس باراك، مؤخرا بأن واشنطن تسعى إلى "شفافية" من السلطات السورية بشأن أماكن تمركز المقاتلين الأجانب".
"ليس من الواضح ما إذا كانت الولايات المتحدة تربط قضية المقاتلين الأجانب برفع دائم للعقوبات. ولم يعلّق المسؤولون السوريون علنا على ما وافقت عليه الحكومة، إن وُجد، مقابل تخفيف العقوبات" بحسب التقرير ذاته، مبرزا: "لا يطابق إسلام شاخبانوف، 39 عاما، الصورة النمطية للمقاتل الأجنبي".
واسترسل: "كان يجلس مؤخرا في مقهى يعجّ بالدخان، في مدينة إدلب شمال غرب سوريا، مرتديا بنطالا رماديا ضيقا وقميصا ضيقا بياقة مفتوحة الأزرار من المنتصف فوق تيشيرت. كان لديه لحية صغيرة مشذّبة، ويحمل حقيبة كتف عليها شعار لويس فويتون".
ومثل أبريك، شريكه في شركة استيراد، قال إنه من داغستان وجاء إلى سوريا عام 2015 للانضمام إلى الثوار. وأطلع صحيفة "نيويورك تايمز" على شهادته في القانون من داغستان.
وقال شاخبانوف إنّ: "بعض المقاتلين الأجانب يخشون أن تُسلّمهم حكومة الشرع إلى الولايات المتحدة أو تُرحّلهم إلى بلدانهم. وتساءل: "إلى أين سيذهبون إذا اتُهموا بالإرهاب في بلدانهم؟.. إلى أي مكان آخر يمكنهم الذهاب؟".
من جهته، قال أبريك إنه وصديق شيشاني قاتلا في صفوف جماعة الشرع. وأضاف أنهما يفكران الآن في الانضمام إلى الجيش السوري. وقال شاخبانوف إنه قاتل مع جماعة ثوار أخرى، وهي فيلق الشام، التي تتكون في معظمها من معارضين سوريين رئيسيين. وقال إنه غير متأكد مما إذا كان سينضم إلى الجيش السوري.
لكنه قال أيضا: "سأدافع عن بلدي، إذا اندلعت اشتباكات بين الحكومة وبقايا مسلحين من نظام الأسد". بينما يقدّر خبراء ودبلوماسيون إقليميون، بحسب الصحيفة الأمريكية، أنّ: "هناك ما بين 3,000 و5,000 مقاتلا أجنبيا في سوريا الآن، وأن العدد الأكبر منهم من الأويغور. لن ينضم جميعهم إلى الجيش، ومن سينضمون لن يشكلوا سوى جزءا ضئيلا من إجمالي القوات المسلحة".
"لا تشمل هذه الأرقام آلاف الأجانب الآخرين المسجونين كأعضاء في تنظيم الدولة الإسلامية، حيث يقدر عدد مقاتلي تنظيم الدولة المحتجزين في معسكرات اعتقال في سوريا بما يتراوح بين 9,000 و10,000 مقاتلا، ويُعتقد أن نصفهم تقريبا مقاتلون أجانب" أبرز التقرير ذاته الذي ترجمته "عربي21".
وأورد: "حتى العام الماضي، كانت جماعات الثوار، مثل جماعة الشرع، متمركزة في مناطق أكثر محافظة دينيا في سوريا. أما الآن، فيتمركز بعض المقاتلين الأجانب الذين تم دمجهم في الجيش في مدن أكثر تنوعا مثل دمشق. وقد أثار ذلك توترات دينية وطائفية في بعض الأحيان".
وتابع: "بعد أيام من الإطاحة بالأسد في 8 كانون الأول/ ديسمبر، كانت تيماء عيسى، البالغة من العمر 28 عاما، وهي امرأة من الأقلية الدينية العلوية في سوريا، في حيها قدسيا بدمشق، وشعرها الطويل المجعد مكشوفا، وينسدل أسفل كتفيها. قالت إن مقاتلا أوقفها عند نقطة تفتيش وسألها: أين حجابك؟". وأضافت أن مثل هذه التفاعلات جعلت بعض السوريين يخشون المقاتلين الأجانب. لم ترق لها فكرة منحهم الجنسية السورية.
وبحسب التقرير، قال المقاتلون الأجانب الذين تحدثوا إلى صحيفة "نيويورك تايمز" إنهم ملتزمون بالامتثال للقانون السوري. قال مقاتل مصري إنه جاء إلى سوريا عام 2013 وكان عضوا في جماعة ثائرة مكونة في الغالب من الأجانب، وكثير من مناطق تنتشر فيها اللغة الروسية.
تحدث من منزله في قرية زوجته السورية الريفية، في محافظة إدلب الشمالية الغربية. وقال إنه الآن قناص في كتيبة تابعة للجيش السوري الجديد. وطلب عدم الكشف عن هويته خوفا من تعريض عائلته في الوطن للخطر، وقال إنه لا يستطيع العودة إلى مصر دون المخاطرة بالاعتقال.
أومأ برأسه نحو ابنته وابنه، اللذين كانا يتدربان على الخط العربي على الأريكة بجانبه، وتساءل عما سيحدث لأطفاله إذا غادر.