"ترويج الاستثمار": استراتيجية التنمية الوطنية الثالثة تتيح فرصا مذهلة لإعادة تعريف المشهد الاقتصادي في قطر
تاريخ النشر: 6th, February 2024 GMT
أكدت وكالة ترويج الاستثمار في قطر، أن إطلاق استراتيجية التنمية الوطنية الثالثة لدولة قطر 2024 - 2030 ، الذي تم مؤخرا، يتيح فرصا مذهلة لإعادة تعريف المشهد الاقتصادي في الدولة، ويضعها في مكانة تؤهلها لمواجهة التحديات وكذلك الفرص بالقرن الحادي والعشرين، لا سيما في ظل التحولات الاقتصادية وما يشهده العالم من تقدم تكنولوجي.
جاء ذلك في منشور للوكالة اليوم على موقعها الإلكتروني، سلط فيه السيد حمد راشد النعيمي، مدير الإستراتيجية بوكالة ترويج الاستثمار في قطر، الضوء على أهداف الاستراتيجية الطموحة التي تتمثل في النمو الاقتصادي المستدام والاستدامة البيئية، وأبرز التزام الدولة بالتعامل مع المشهد العالمي المضطرب. كما أكد على أهداف الاستثمار الأجنبي المباشر، والدور المحوري لوكالة ترويج الاستثمار في تشكيل المشهد الاقتصادي في قطر، والتركيز على التنويع الاقتصادي والاستدامة والمسار نحو مستقبل مزدهر.
وقال السيد حمد راشد النعيمي "تقف دولة قطر عند منعطف مهم، وتتخذ خطوات استباقية من شأنها تسريع التحول إلى اقتصاد متنوع وقائم على المعرفة. وأطلقت استراتيجية التنمية الوطنية الثالثة لدولة قطر 2024 - 2030 التي تركز على دفع هذا التحول الاستراتيجي ليكون بمثابة خارطة طريق توجه البلاد نحو تحقيق رؤية قطر الوطنية 2030".
وأشار إلى أن استراتيجية التنمية الوطنية الثالثة ترتكز على سبع نتائج وطنية استراتيجية، بدءا من النمو الاقتصادي المستدام، وصولا إلى الاستدامة البيئية، لتبرز التزام دولة قطر بمواصلة مسيرتها التنموية على الرغم من المشهد العالمي المضطرب، مبينا أنه من خلال إعطاء الأولوية لتنويع القطاعات الاقتصادية الرئيسية وتعزيز بيئة جاذبة للأعمال، تظل البلاد ملتزمة بجذب الاستثمار الأجنبي، ورعاية المواهب الماهرة، وترسيخ مكانتها كمركز عالمي للأعمال.
وفي شأن الأهداف ومجالات التركيز الاستراتيجي، قال إن استراتيجية التنمية الوطنية الثالثة وضعت أهدافا طموحة، تسعى من خلالها إلى تسريع وتيرة النمو الاقتصادي إلى معدل 4% سنويا حتى عام 2030، مدفوعا بالزيادة في إنتاج الغاز وجهود التنويع الاقتصادي. وتركز الاستراتيجية على الابتكار والبحث، مستهدفة حجم إنفاق على البحوث والتطوير بمعدل 1.5% من إجمالي الناتج المحلي، في ظل مساهمة كبيرة من قطاع الأعمال. وبالإضافة إلى ذلك، يتمثل الهدف الرئيسي للاستراتيجية في تحسين إنتاجية العمل بمعدل سنوي منشود يبلغ 2%، بما يتماشى مع الرؤية الشاملة بشأن التحول إلى اقتصاد قائم على المعرفة، وتوفير فرص عمل لذوي المهارات العالية.
وبين أن الأهداف الطموحة لجذب الاستثمار الأجنبي المباشر بقيمة 100 مليار دولار أمريكي تجسد تركيز الدولة الاستراتيجي على تنويع اقتصادها، وتعزيز حضورها الاقتصادي عالميا، وتحفيز النمو المستدام. وتأتي "قطاعات النمو" في صدارة أولويات هذه الاستراتيجية في ضوء التنمية الاقتصادية المستدامة، مع التركيز على التصنيع والخدمات اللوجستية والسياحة، حيث تلعب هذه القطاعات دورا مهما في دفع عجلة التنمية الاقتصادية في القطاعات غير النفطية بالدولة، ولكل منها مجموعة من الأهداف المحددة بوضوح.
وأضاف أن قطاع التصنيع يركز على توسيع المواد الكيميائية والمعادن منخفضة الكربون، بما يتماشى مع توجهات الاستدامة العالمية، بهدف الوصول إلى تصنيف متميز ضمن أفضل 40 دولة على مؤشر الأداء الصناعي التنافسي. ويعمل قطاع الخدمات اللوجستية على تعزيز مكانة قطر كمركز عالمي لسلاسل التوريد من خلال توسيع أنشطة النقل الجوي، وتحسين العمليات بالموانئ، مستفيدا من التقدم التكنولوجي وتطوير العمليات، ومدعوما بموقع الدولة الجغرافي وبنيتها التحتية.
وتستهدف هذه الجهود معدل نمو سنوي مركب في إجمالي الناتج المحلي بنسبة 6.6%، ومعدل نمو سنوي مركب في إنتاجية العمل يبلغ 2.4%، والوصول إلى حجم عمليات إعادة التصدير بما يعادل 25 مليار ريال.
وقال "أما قطاع السياحة فيركز على تطوير سياحة الأعمال، مع الاستفادة أيضا من الخصائص الفريدة للبلاد التي تمكنها من أن تصبح وجهة سياحية مفضلة للعائلات، حيث تستهدف قطر جذب 6 ملايين زائر بحلول عام 2030، وزيادة إجمالي الإنفاق داخل الدولة إلى 34 مليار ريال، والوصول إلى 19 مليون ليلة فندقية، وبالتالي تحويل البلاد إلى وجهة رائدة للسفر والزيارة".
ونوه السيد حمد راشد النعيمي، مدير الإستراتيجية بوكالة ترويج الاستثمار في قطر، إلى أن هذه القطاعات الرئيسية تدعم "مجموعات التمكين" التي تشمل قطاعات التعليم والخدمات المالية، لتجعل دولة قطر مركزا للتميز الأكاديمي والابتكار في تكنولوجيا المال. وتلعب هذه القطاعات دورا حاسما في تطوير اقتصاد قائم على المعرفة متقدم تكنولوجيا، متوقعا أن تشهد القطاعات الناشئة، مثل التكنولوجيا الخضراء والصناعات المبتكرة، إمكانات نمو هائلة.
وحول دور وكالة ترويج الاستثمار في دعم استراتيجية التنمية الوطنية الثالثة، قال إن الوكالة تأسست عام 2019، لتضطلع بمهمة تعزيز مكانة دولة قطر كوجهة مثالية للاستثمار، مع تشجيع الاستثمارات التي تعزز التنمية والتنويع الاقتصادي. ويدمج النهج الاستراتيجي الذي تتبعه الوكالة بشأن استراتيجية التنمية الوطنية الثالثة التركيز على قطاعات محددة، مع الالتزام بالتنمية الاقتصادية الشاملة، كما توفر هذه الخطة منظومة مترابطة، حيث تمكن القطاعات المختلفة من دعم وتعزيز بعضها البعض، مما يدفع نحو اقتصاد متوازن ومستدام ومرن.
وتعمل وكالة ترويج الاستثمار كذلك على تعزيز بيئة الأعمال في البلاد، وتسهيل إجراءات الاستثمار، وتوفير خدمات متنوعة للمستثمرين، وتهيئة بيئة مواتية للأعمال تسهم في تعزيز النمو والابتكار. "ومن شأن هذه الجهود أن تقوم بدور محوري في تحقيق غاية الوصول إلى تصنيف متميز بين العشرة الأوائل من حيث بيئات الأعمال، وتلبية أهداف الاستثمار الأجنبي المباشر، وتسهيل الاندماج السلس للاستثمارات الأجنبية في النسيج الاقتصادي لدولة قطر".
ولفت إلى أن وكالة ترويج الاستثمار تركز بشكل خاص على الاستثمارات الخضراء والمستدامة، بما يعكس التزام دولة قطر نحو الاستدامة البيئية، وهدفها المتمثل في خفض انبعاثات الغازات الدفيئة بنسبة 25% بحلول عام 2030، حيث تمكنت دولة قطر من توفير بيئة جاذبة للاستثمارات الخضراء والزرقاء، وبرزت كنقطة اتصال للمشاريع المتوافقة مع الحوكمة البيئية والاجتماعية، وتعتزم الدولة طرح أكثر من 75 مليار دولار في شكل فرص للاستثمار المستدام بحلول عام 2030.
وأوضح أن هذه الرؤية الاستراتيجية تتوافق مع التحول العالمي نحو الاستدامة وتستقطب جيلا جديدا من المستثمرين الذين يعطون الأولوية لممارسات الأعمال المستدامة وصديقة البيئة. كما تساهم وكالة ترويج الاستثمار بشكل فعال في هذا التوجه المستدام من خلال جذب المستثمرين المهتمين بالاستدامة، وتزويدهم بالحلول الاستثمارية، وإمكانية الوصول إلى الحوافز الحكومية، وتسهيل الاتصال بالجهات المعنية ذات العلاقة، بما يضمن توجيه استثماراتهم نحو الفرص المستدامة التي تتماشى مع المبادرات الخضراء، وتدعم كذلك الربحية على المدى الطويل.
وأكد أن استراتيجية التنمية الوطنية الثالثة، التي تتميز بمجالات تركيز واضحة وتنطوي على أهداف طموحة للاستثمار الأجنبي المباشر، تجسد المبادرات والعمل الدؤوب لتعزيز بيئة استثمار حيوية. ويعتبر هذا الالتزام محوريا، ليس فقط لتحقيق هذه الأهداف، ولكن أيضا لتشكيل مستقبل قطر الاقتصادي. وباعتبارها مشاركا فاعلا في رحلة التحول هذه، فإن وكالة ترويج الاستثمار حريصة على المساهمة في مساعي البلاد نحو اقتصاد مستدام ومتنوع.
المصدر: العرب القطرية
إقرأ أيضاً:
إبرام حزمة اتفاقيات لتمكين الكفاءات الوطنية في القطاع الصناعي تتضمن إنشاء مركز تدريب صناعي بشمال الباطنة
◄ مسن: الاستثمار في الكفاءات الوطنية أساس بناء اقتصاد قوي ومستدام
الرؤية- ريم الحامدية
تصوير/ راشد الكندي
في خطوة مهمه لتعزيز الشراكة مع القطاعين العام والخاص لتمكين الكفاءات الوطنية في القطاع الصناعي، وقّعت وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار، أمس، مجموعة من الاتفاقيات مع عدد من المؤسسات الحكومية والخاصة، وذلك بحضور معالي قيس بن محمد اليوسف وزير التجارة والصناعة وترويج الاستثمار، ومعالي الدكتور سعيد بن محمد الصقري وزير الاقتصاد، وسعادة الدكتور صالح بن سعيد مسن وكيل الوزارة للتجارة والصناعة، وسعادة محمد بن سليمان الكندي محافظ شمال الباطنة، وعدد من كبار المسؤولين التنفيذيين وممثلي الجهات المُوقِّعة.
وأكد سعادة الدكتور صالح بن سعيد مسن- في كلمة له- أن توقيع هذه الاتفاقيات يمثل محطة مهمة في مسار تعزيز القدرات الوطنية الصناعية، انطلاقًا من إيمان الوزارة العميق بأن الاستثمار في الكادر الوطني وتطوير مهاراته هو الأساس في بناء اقتصاد قوي ومستدام. وأوضح أن هذه المبادرات تأتي استكمالًا لتنفيذ مستهدفات الاستراتيجية الصناعية 2040، التي ترتكز على تنمية قطاع صناعي متنوع وقائم على المعرفة والتقنية. وأشار سعادته إلى أن الوزارة تعمل على ترجمة التوجهات الاستراتيجية للقطاع الصناعي إلى مشاريع ومبادرات عملية، تُسهم في رفع القيمة المضافة، وتنويع الأنشطة الصناعية، وزيادة الصادرات الصناعية، واستقطاب الاستثمارات النوعية، وتعزيز ثقة المستثمرين في بيئة الأعمال الصناعية.
وجاءت الاتفاقيات الموقعة لتجسد هذا التوجه؛ حيث تم توقيع اتفاقية بين وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار ومكتب محافظ شمال الباطنة وشركة “جندال ستيل” لإنشاء مركز تدريب صناعي بمحافظة شمال الباطنة، يهدف إلى تأهيل الكفاءات الوطنية ورفع جاهزيتها لسوق العمل، وتعزيز الابتكار والإنتاجية، ودعم جهود التوطين في القطاع الصناعي، بما ينسجم مع مستهدفات الاستراتيجية الصناعية 2040 وتوجهات رؤية "عُمان 2040".
كما تم توقيع اتفاقية تمويل بين الوزارة وشركة “دليل للنفط” لتطوير منصة “تصنيع”، وهي منصة إلكترونية تربط الصناعات الوطنية بالمشتريات والعقود في القطاع الصناعي، وتسهم في تعزيز القيمة المحلية المضافة ورفع كفاءة سلاسل التوريد.
وضمن التوجه نحو تعزيز التمكين الاقتصادي، تم توقيع برنامج تعاون بين الوزارة وشركة “العالمية للتجزئة”، بهدف توفير 300 فرصة تدريب وتأهيل وتوظيف للقوى العاملة الوطنية، منها 100 فرصة عمل مباشرة مقرونة بالتدريب، و200 فرصة تدريبية مقرونة بالتوظيف، ما يسهم في تمكين الكوادر العُمانية وتوسيع حضورها في سوق العمل.
وشهد الحفل أيضًا إشهار البرامج التدريبية لشركة صناعة الكابلات العُمانية، كنموذج ناجح في التدريب والتأهيل الصناعي، تأكيدًا على التزام الوزارة بتمكين الكوادر الوطنية وتعزيز الشراكة مع المصانع المحلية.
وأكد المهندس خالد بن سليم القصابي مدير عام الصناعة بوزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار، أن توقيع اتفاقيات برامج تطوير القدرات الوطنية يُعد محطة محورية نحو تحقيق مستهدفات التمكين الصناعي؛ حيث تضع هذه المبادرات الكادر الوطني في قلب العملية الصناعية من خلال تأهيله فنيًا ومهنيًا، وتزويده بالمهارات التقنية المتقدمة والمعارف التخصصية.
وأشار إلى أن هذه البرامج تأتي بالتعاون مع عدد من المؤسسات المتخصصة، بهدف ربط مخرجات التعليم باحتياجات السوق الصناعي، وضمان مواءمتها مع متطلبات الثورة الصناعية الرابعة والتحولات الاقتصادية المتسارعة، بما يسهم في بناء قاعدة وطنية مؤهلة قادرة على قيادة المنشآت الصناعية، ورفع كفاءتها الإنتاجية، وتعزيز تنافسيتها محليًا ودوليًا.
ومن جانبها، أوضحت نصرة بنت سيف الحبسية مدير عام التجارة بوزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار، أنه تم توقيع برنامج تعاون مع شركة العالمية للتجزئة، يتضمن توفير 300 فرصة تدريب وتأهيل وتوظيف للقوى العاملة الوطنية، منها 100 فرصة عمل مباشرة مقرونة بالتدريب، و200 فرصة تدريبية مقرونة بالتوظيف؛ بما يعزز من حضور الكوادر الوطنية في سوق العمل ويُسهم في تمكينها اقتصاديًا.
وقال هارشا شيتي الرئيس التنفيذي لشركة جندال للحديد، إن عُمان تُجسّد من خلال مركز جندال لتدريب مهارات الشباب التزام الشركة برؤية "عُمان 2040"؛ إذ تُعد الاستدامة الاجتماعية من خلال الرياضة وتمكين الشباب جوهر فلسفتها. وأضاف أن سلطنة عُمان تتميز بنسبة شباب تصل إلى نحو 47% من إجمالي السكان، وهي فئة مفعمة بالحماس والطاقة والتطلّع، وتشكل المورد الحقيقي للوطن.
وأكد أن معهد جندال لتدريب المهارات سيعمل على تقييم احتياجات الشباب العُماني من المهارات، وتقديم برامج تدريب صناعي متخصصة لسد الفجوة المطلوبة للجاهزية الوظيفية والمساهمة في دفع مستقبل عُمان نحو الأفضل، مشيرًا إلى أن المركز جاء ثمرة الرؤية المشتركة بين وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار، ومكتب محافظ شمال الباطنة، ورئيس مجلس إدارة الشركة نافين جندال، ليكون منارة مشرقة لتنمية الشباب وتوفير فرص العمل للمجتمع المحلي.
وتسعى وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار من خلال مبادراتها وبرامجها المتنوعة إلى دعم وتعزيز القطاع الصناعي باعتباره ركيزة أساسية في منظومة التنويع الاقتصادي، وذلك من خلال تنفيذ الاستراتيجية الصناعية التي تهدف إلى تطوير بنية تحتية صناعية متكاملة، وتحفيز الاستثمارات المحلية والأجنبية، ورفع كفاءة الأداء الصناعي، وتعزيز التنافسية للصناعات الوطنية في الأسواق الإقليمية والعالمية. كما تعمل الوزارة على تهيئة البيئة التشريعية والتنظيمية المحفزة للنمو الصناعي، وتقديم التسهيلات والحوافز للقطاع الخاص، وتطوير المناطق الصناعية المتخصصة، إلى جانب التركيز على التحول نحو الصناعة الذكية والصناعات ذات القيمة المضافة العالية؛ مما يسهم في تحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة وتوفير فرص عمل نوعية للمواطنين.