السد العالي أضخم مشروع مائي في القرن العشرين
تاريخ النشر: 7th, February 2024 GMT
أول مشروع يُقام لتخزين المياه على مستوى دول حوض النيل، بلغ عدد العاملين به 34 ألفا، واستغرق بناؤه 10 أعوام (1960-1970) بتكلفة بلغت نحو مليار دولار. يلي قناة السويس من حيث الأهمية، وصنفته الهيئة الدولية للسدود والشركات الكبرى في صدارة المشروعات في القرن العشرين.
لم تقتصر فوائد بنائه على القطاع الزراعي والحيواني فحسب، بل كان له تأثير مباشر على اقتصاد مصر بشكل كامل، وانعكس تأثيره على قوة مصر السياسية والإقليمية ومكانتها في المنطقة.
بني السد العالي على نهر النيل في محافظة أسوان جنوبي مصر على الحدود الشمالية بين مصر والسودان. يبلغ طوله عند قمته 3830 مترا، وعند القاعدة 520 مترا بين ضفتي النيل، أما ارتفاعه فيبلغ 111 مترا فوق منسوب قاع النهر، وعرضه عند القمة 40 مترا. ويتخذ السد شكل جناحين على جانبي النهر.
ما قبل المرحلة الأولىبدأ بناء أول سد وهو "سد أسوان السفلي (المنخفض)" عام 1889. وانتهى بناؤه عام 1902. وكان ارتفاعه منخفضا نحو 54 مترا، ثم زاد لاحقا على مرحلتين: الأولى من 1907 إلى 1912، والثانية من 1929 إلى 1933.
في عام 1946 كان هذا السد المنخفض على وشك أن يفيض، لذلك تقرر بناء سد آخر على بعد 8 كيلومترات من المنبع. اقترح المهندس المصري اليوناني أدريان دانينوس عام 1952 مشروع بناء السد العالي في أسوان لحجز فيضان النيل وتخزين مياهه وتوليد طاقة كهربائية منه، وفي أوائل عام 1954 قدمت شركتان هندسيتان ألمانيتان تصميما للمشروع، وفي ديسمبر/كانون الأول من العام نفسه أقرت لجنة دولية جدوى بناء السد العالي.
بدأ بناء "السد العالي الجديد لأسوان" في عهد الرئيس المصري جمال عبد الناصر، وفي البداية عرضت الولايات المتحدة قرضا بقيمة 270 مليون دولار، لكنها سحبته.
وفي ديسمبر/كانون الأول 1955 وافق البنك الدولي على طلب مصر تمويل المشروع، وقدم عرضا يغطي ربع تكلفته الإجمالية، لكنه كان مصحوبا بشروط أميركية وبريطانية رفضتها مصر واعتبرتها "شروطا استعمارية"، مما دفع البنك الدولي إلى سحب عرضه.
المرحلة الأولى لبناء السد العاليفي ديسمبر/كانون الأول 1958 وقعت مصر اتفاقية مع الاتحاد السوفياتي لتمويل المرحلة الأولى من المشروع، وفي ديسمبر/كانون الأول 1959 وقعت مصر اتفاقية توزيع مياه خزان السد مع السودان.
بدأ العمل في تنفيذ المرحلة الأولى من السد يوم 9 يناير/كانون الثاني 1960، وشملت حفر قناة التحويل والأنفاق وتبطينها بالخرسانة المسلحة وصب أساسات محطة الكهرباء وبناء السد حتى ارتفاع 130 مترا.
المرحلة الثانيةوقعت مصر يوم 27 أغسطس/آب 1960 الاتفاقية الثانية مع الاتحاد السوفياتي لإقراضها مبلغا إضافيا لتمويل المرحلة الثانية من بناء السد. وفي مايو/أيار 1964 حوّلت مياه النهر إلى قناة التحويل والأنفاق، وتم إقفال مجرى النيل والبدء في تخزين المياه بالبحيرة. وفي هذه المرحلة استمر بناء جسم السد حتى نهايته وإتمام بناء محطة الكهرباء وتركيب التوربينات وتشغيلها، مع إقامة محطات المحولات وخطوط نقل الكهرباء.
وبدأ إنتاج الطاقة من محطة كهرباء السد العالي في أكتوبر/تشرين الأول 1967، كما بدأ تخزين المياه أمام السد العالي عام 1968، واكتمل بناء السد بشكل كامل في يوليو/تموز 1970، واحتفل المصريون بعد عام بافتتاحه رسميا.
بحيرة صناعيةيحتوي على محطة للكهرباء على الضفة الشرقية للنيل معترضة مجرى قناة التحويل التي تنساب منها المياه إلى التوربينات من خلال 6 أنفاق مزودة ببوابات للتحكم في المياه، إضافة إلى حواجز للأعشاب.
تشكل المياه المحجوزة أمام السد بحيرة صناعية يبلغ طولها 500 كيلومتر، ومتوسط عرضها 12 كيلومترا، حيث تغطي النوبة المصرية بأكملها وجزءا من النوبة السودانية. كما توصلت مصر والسودان إلى اتفاق في عام 1959 لتخصيص 18.5 كيلومترا مكعبا من المياه للسودان.
أنشأ السد العالي خزانا ضخما يسمى بحيرة ناصر، التي أدت مع توسيع النيل خلف السد إلى نزوح أكثر من 50 ألف شخص في مصر والسودان. كما أغرق السد مواقع أثرية، ونقلت الحكومة المصرية مواقع أثرية أخرى قبل أن تغمرها المياه.
التأثير والتنميةتمثلت مجالات تأثير السد العالي فيما يلي:
استصلاح الأراضي وزيادة المساحة الزراعية فيها من 5.5 إلى 7.9 ملايين فدان، وتحويل نظام الري من موسمي إلى مستدام، مما أدى إلى زيادة الإنتاج الزراعي. توسيع الزراعات التي تعتمد على وفرة الماء كالأرز وقصب السكر. توليد طاقة كهربائية تستخدم في إدارة المصانع وإنارة المدن والقرى تصل إلى 10 مليارات كيلووات/ساعة. زيادة الثروة السمكية عن طريق بحيرة السد العالي (بحيرة ناصر)، وتحسين الملاحة النهرية طوال العام. ضمان التشغيل الكامل المنتظم لمحطة خزان أسوان بتوفير منسوب ثابت على مدى العام. السد العالي والكوارث الطبيعيةجنّب السد العالي مصر كوارث الجفاف والمجاعات نتيجة للفيضانات المتعاقبة في الفترة بين عامي 1979 و1987، حيث تم سحب ما يقرب من 70 مليار لتر مكعب من المخزون ببحيرة السد العالي لتعويض العجز السنوي في الإيراد الطبيعي لنهر النيل.
كما جنّب مصر أخطار الفيضانات العالية التي حدثت في الفترة بين عامي 1998 و2002، وقد وفرّ على الدولة نفقات طائلة في مقاومة هذه الفيضانات وإزالة آثارها.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: فی دیسمبر کانون الأول المرحلة الأولى السد العالی فی بناء السد
إقرأ أيضاً:
المياه الوطنية تشرع في تنفيذ 23 مشروعًا بالمدينة المنورة بأكثر من 814 مليون ريال
المناطق_المدينة المنورة
أعلنت شركة المياه الوطنية، ممثلة بالقطاع الشمالي الغربي البدء في تنفيذ 23 مشروعًا مائيًا وبيئيًا في أماكن متفرقة بمنطقة المدينة المنورة، وبكُلفة تتجاوز (814) مليون ريال، وذلك بهدف زيادة نسبة التغطية بالخدمات، ورفع الكفاءة التشغيلية، والارتقاء بمستوى خدمة العملاء.
وأوضحت الشركة أن المشروعات التي بدأت في تنفيذها تضمنت (15) مشروعًا مائيًا لإيصال خدمة المياه، منها (11) مشروعًا لخدمة المستفيدين في أحياء متفرقة بالمدينة المنورة، تشمل أحياء (شوران، المطار، الإسكان، مهزور، حمراء الأسد، الشافية، الغابة، الكتانة، المحاميد، شرق المدينة، العاقول، السكب، الشهباء، ورقان، النبلاء) بأطوال خطوط وشبكات تتجاوز (726) كيلو مترًا طوليًا، وبكُلفة إجمالية تجاوزت (454.6) مليون ريال، بالإضافة إلى البدء في تنفيذ (4) مشروعات مائية أخرى لخدمة المستفيدين في قرى وأحياء متفرقة من محافظات الحناكية والعيص وبدر، تتضمن تنفيذ خطوط وشبكات بأطوال تقارب (223) كيلو مترًا طوليًا، وبكُلفة إجمالية تجاوزت (117.7) مليون ريال.
أخبار قد تهمك “المياه الوطنية” تُنفّذ مشروع شبكات الصرف الصحي بمحافظة الدوادمي بأكثر من 73 مليون ريال 18 يونيو 2025 - 1:34 مساءً المياه الوطنية تستعد لموسم ما بعد الحج بالمدينة المنورة بتوزيع يومي يتجاوز 630 ألف متر مكعب يومياً 9 يونيو 2025 - 8:02 مساءًوذكرت أن المشروعات البيئية التي شرعت بتنفيذها في منطقة المدينة المنورة تضمنت (8) مشروعات لإيصال خدمة الصرف الصحي، منها (4) مشروعات لخدمة المستفيدين في أحياء متفرقة بالمدنية المنورة، من بينها أحياء (النبلاء، الروابي، المطار، قربان، السيح، العزيزية، شوران، الرانوناء، السلام، عين الخيف، الخالدية، العيون، الميقات، الجرف، النخيل، بئر عثمان، الندوة، الوبرة، الشريبات، الأصفرين، العنابس، السقيا، الظاهرة، البرماوية) بخطوط وشبكات أطوالها تقارب (98) كيلو مترًا طوليًا، وبكُلفة إجمالية تتجاوز (157.8) مليون ريال، مبينة أنها بدأت في تنفيذ (4) مشروعات بيئية أخرى في محافظات العلا وبدر وينبع، تتضمن تنفيذ خطوط وشبكات صرف صحي أطوالها أكثر من (54) كيلو مترًا طوليًا، وبكُلفة إجمالية تجاوزت (84.6) مليون ريال.
وبيّنت الشركة أن هذه الحزمة الجديدة من المشاريع تأتي استكمالاً لما أعلنته في شهر مايو 2024م عن شروعها في تنفيذ (9) مشاريع في المدينة المنورة بنحو (500) مليون ريال.
وأكدت الشركة أن هذه المشروعات تأتي ضمن خططها الهادفة إلى تعزيز منظومة توزيع المياه، وإزالة الضرر البيئي، وزيادة نسب التغطية بالخدمات، ورفع الكفاءة التشغيلية وفق أعلى معايير الجودة والأداء للوصول لمستهدفات رؤية المملكة 2030.