أوقاف الفيوم تعقد (56) ندوة علمية بالمساجد الكبرى
تاريخ النشر: 12th, February 2024 GMT
عقدت مديرية أوقاف الفيوم برئاسة الدكتور محمود الشيمي وكيل الوزارة، عدد (56) ندوة علمية تحت عنوان: "مظاهر المال الحرام وصوره المعاصرة وآثاره المدمرة ".
يأتي هذا في إطار دور وزارة الأوقاف العلمي والدعوي والتثقيفي، وضمن جهودها في نشر الفكر الوسطي المستنير والتصدي للفكر المنحرف.
جاء ذلك تنفيذا لتوجيهات الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف وبحضور الدكتور محمود الشيمي مدير مديرية أوقاف الفيوم، ومديري إدارات الأوقاف الفرعية، ونخبة من الأئمة والعلماء المميزين.
وخلال هذه الندوات أكد العلماء على أن المال الحرام مدمر لصاحبه في الدنيا والآخرة، وأنه نار تحرق جوف من يأكله، حيث يقول الحق سبحانه وتعالى :" إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا ".
وقد نهى الإسلام عن أكل الحرام بكل صوره وأشكاله نهيًا قاطعًا لا لبس فيه،فقال سبحانه:"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا * وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللّهِ يَسِيرًا "، فأكل الحرام قتل للنفس وإهلاك وتدمير لها في الدنيا والآخرة، فهو في الدنيا وبال على صاحبه في صحته، في أولاده في عرضه وفي أمواله " وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى " وآكل الحرام لا تستجاب له دعوة، فقد ذكر نبينا (صلى الله عليه وسلم) الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ: يَا رَبِّ يَا رَبِّ وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ، وَمَكْسَبُهُ حَرَامٌ، وَغُذِّيَ بِالْحَرَامِ، فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ ".
وأوضح العلماء أن من صور أكل المال الحرام أكل المال الناتج عن الغش سواء أكان غشًّا في الكم أم في النوع، ففي الكم بتطفيف الكيل أو الميزان أو المقياس، أم الاحتكار حيث يقول الحق سبحانه وتعالى: "وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ * الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُواْ عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ * وَإِذَا كَالُوهُمْ أَو وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ * أَلا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُم مَّبْعُوثُونَ * لِيَوْمٍ عَظِيمٍ "، أم كان غشًّا في النوع سواء أكان غذاءً أم دواءً أم أدواتٍ أم آلاتٍ إنتاجيةٍ أو خدميةٍ، فمن يبيع طعامًا ضارًّا بالصحة أو لحمًا غير حلال على أنه لحم حلال، أو يبيع شيئًا فاسدًا على أنه صحيح فهو غاشٌّ لنفسه وللمجتمع، والنبي (صلى الله عليه وسلم) يقول : "من غشنا فليس منا" وفي رواية "من غش فليس منا" بحذف المفعول ليشمل كل غش وغشاش، فعلى الإنسان أن يراقب الله (عز وجل)، وليعلم أنه إن أفلت من عقاب الناس في الدنيا فلن يفلت من عقاب الله (عز وجل) لا في الدنيا ولا في الآخرة.
العلماء: من صور أكل الحرام أخذ الأجر على عمل لم يقم به الإنسانوأضاف العلماء أن من صور أكل الحرام أخذ الأجر على عمل لم يقم به الإنسان ولم يفِ بحقه ولم يتقنه ولم يعطه وقته، فبعض الناس قد يظن أن احتياله على الغياب من عمله أو هروبه منه أو عدم الوفاء بحقه أمرًا سهلاً، وهنا نؤكد أن العقد شريعة المتعاقدين ، فكما أن صاحب العمل إذا أكل حق العامل فإنه يدخل في دائرة غضب الله (عز وجل) وسخطه، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم ): " ثلاثةٌ أنا خَصْمُهُمْ يَوْمَ القِيامَةِ: رجُلٌ أعطى بي ثم غدر، ورجلٌ باعَ حُرّاً فأكَلَ ثمَنَهُ، ورجُلٌ استأْجَرَ أجيراً فاستوفى منهُ ولم يُعْطِهِ أجْرَهُ"، ففي المقابل إذا استحل العامل الأجر ولم يؤد العمل كان ممن لا يكلمهم الله لا ينظر الله عز وجل إليهم ولا يزكيهم يوم القيامة، فالحق مقابل الواجب، وإلا لاختل نظام الحياة وانفرط عقدها.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: أوقاف المال الحرام العلماء أكل الحرام الفيوم بوابة الوفد جريدة الوفد فی الدنیا عز وجل
إقرأ أيضاً:
لماذا تعد العشر الأوائل من ذي الحجة أعظم أيام الدنيا؟.. الإفتاء توضح
قالت هند حمام، أمينة الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن العشر الأوائل من شهر ذي الحجة تُعد من أعظم أيام السنة، ولها مكانة خاصة في الشريعة الإسلامية، حيث اجتمع فيها من الفضل ما لم يجتمع في غيرها من الأيام.
وأضافت عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى، خلال تصريح: "جرت سنة الله تعالى في خلقه أن يجعل لبعض الأزمنة فضلاً على غيرها، تمامًا كما فضل أماكن وأشخاصًا، فجعل للمسجد الحرام والمسجد الأقصى شرفًا عن غيرهما، وكرم الإنسان على سائر المخلوقات، ومن ضمن هذه التفضيلات، نجد أن الأيام العشر الأوائل من ذي الحجة لها منزلة عالية، فهي من أعظم أيام العام".
وتابعت: "فضل هذه الأيام يبدأ بكونها واقعة في شهر من الأشهر الحُرُم، وهو شهر ذي الحجة، وقد قال الله تعالى: (فلا تظلموا فيهن أنفسكم)، كما ورد ذكر هذه الأيام في القرآن في أكثر من موضع، ومنها قول الله تعالى: (واذكروا الله في أيامٍ معدودات)، وقد فسّر المفسرون هذه الأيام بأنها العشر الأوائل من ذي الحجة".
وأكدت أمينة الفتوى بدار الإفتاء أن السنة النبوية أظهرت كذلك فضل هذه الأيام، حيث قال النبي ﷺ: ما من أيامٍ العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام، والمقصود بها العشر، حتى إن الصحابة قالوا: "ولا الجهاد؟"، فقال النبي: ولا الجهاد، إلا رجلٌ خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء.
وأضافت: "في هذه الأيام يُستحب الإكثار من التسبيح، والتهليل، والتكبير، كما قال النبي ﷺ: فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد، ويكفي أن هذه الأيام تحتوي على يوم عرفة، وهو يوم العتق الأكبر من النار، كما ورد عن النبي ﷺ أنه قال: ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدًا من النار من يوم عرفة، وصيامه يكفّر ذنوب سنتين، السنة الماضية والقادمة".
وأكدت على أن الله سبحانه وتعالى أقسم بهذه الأيام لعظيم قدرها، في مطلع سورة الفجر: (والفجر وليالٍ عشر)، وبعض المفسرين أكدوا أن المقصود بالليالي العشر هي العشر الأوائل من ذي الحجة، وما أقسم الله بشيء في القرآن إلا للدلالة على عظمته، فحريٌ بنا أن نغتنم هذه الأيام، ونكثر فيها من العمل الصالح والتقرب إلى الله.