سرايا - تناولت صحف عالمية الهجمات التي يشنها جيش الاحتلال على مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، التي قالت إنها أصبحت الملاذ الأخير للنازحين، مشيرة إلى أن العالم كله بات غير قادر على التعامل مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وقالت "لوموند" الفرنسية إن تعرض رفح -التي تؤوي أكثر من مليون نازح- لقصف إسرائيلي دفع العشرات إلى المستشفى الكويتي في وقت مبكر من صباح الاثنين، وذلك تزامنا مع إعلان أجهزة الأمن الإسرائيلية تحرير اثنين من المحتجزين بالقطاع عبر عملية عسكرية.



أما صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، فقالت إن الغارة الإسرائيلية على رفح تأتي وسط مخاوف دولية متزايدة من توغل عسكري أوسع نطاقا في مدينة يعيش فيها أكثر من مليون نازح، ويقول المسؤولون الإسرائيليون إنها آخر مركز سكاني كبير تسيطر عليه حركة المقاومة الإسلامية حماس.


تزايد التوتر بين واشنطن ونتنياهو
وأشارت الصحيفة إلى أن مصير رفح زاد -في الآونة الأخيرة- من التوتر بين حكومة نتنياهو وإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن.

وقال مقال في صحيفة "وول ستريت جورنال" إن عملية تحرير "الرهينتين" يمكن أن تحقق انتصارا محليا لرئيس الوزراء الإسرائيلي في مواجهة ما يتعرض له من ضغوط دولية لإنهاء الحرب، في ظل خلافه مع الولايات المتحدة بشأن توسيع العمليات العسكرية في رفح.

لكن المقال يرى أن حجم الخسائر البشرية الناجمة عن تلك العملية يمكن أن يؤكد أيضا تعقيدات عملية واسعة النطاق في المدينة المكتظة بالسكان.

ورأى مقال في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن العالم كله يشعر باليأس من نتنياهو "باستثناء الرئيس الأرجنتيني الجديد الشعبوي غريب الأطوار".

وقال المقال إن بعض وزراء حكومة الحرب من أمثال بيني غانتس وغادي إيزنكوت باتوا محبطين، مضيفا "بالطبع يشعر جو بايدن والإدارة الأميركية بأكملها والاتحاد الأوروبي بالإحباط من نتنياهو".


مخلوق هجين
وجاء في المقال أن نتنياهو "كسر قواعد اللعبة الديمقراطية والدكتاتورية بشكل كامل، وبات مخلوقا هجينا ينظر إليه العالم كله بيأس وغير قادر على التعامل معه بفعالية".

وفي شأن متصل، قال موقع "بلومبيرغ" إن السفن التجارية التي تمر من البحر الأحمر باتت تعمل على أساليب مبتكرة لتجنب هجمات جماعة الحوثيين عليها في مضيق باب المندب.

ونقل الموقع أن إحدى شركات النقل البحري وجهت رسالة للحوثيين عند اقتراب السفينة من المضيق بأن جميع أفراد طاقمها مسلمون.

وكانت حملة الحوثيين تسببت في قلب حركة الشحن العالمية رأسا على عقب ورفع تكاليف النقل، إذ تواجه السفن تحويلات ورسوما إضافية للتأمين والأمن.
إقرأ أيضاً : الضفة .. استشهاد شاب برصاص الاحتلال في قلقيليةإقرأ أيضاً : “العفو الدولية” تحذر من “خطر إبادة جماعية حقيقي ووشيك” في رفحإقرأ أيضاً : بايدن: هدنة مؤقتة في غزة لستة أسابيع قيد البحث


المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: الاحتلال مدينة العالم رئيس الوزراء مدينة الرئيس الوزراء المدينة العالم الرئيس بايدن العالم باب قلب العالم المدينة مدينة بايدن غزة الاحتلال باب قلب رئيس الوزراء الرئيس

إقرأ أيضاً:

بعد 12 يوما من الحرب مع الاحتلال والولايات المتحدة.. هل تعثر النظام الإيراني؟

في أعقاب صراع عسكري دام 12 يوما، تعيش الجمهورية الإسلامية واحدة من أكثر لحظات تاريخها تقلبًا وخطورة، وسط انقسامات داخلية، وأسئلة كبرى عن مستقبل النظام الإيراني الذى حكم منذ أكثر من أربعة عقود.

ونشرت صحيفة "نيويورك تايمز" مقالا لرئيس مكتبها في باريس، روجر كوهين، قال فيه إن الجمهورية الإسلامية تترنح بعد صراع دام 12 يوما وتساءل "إلى أين تتجه الأمة من هنا؟"

وبحسب المقال شعرت رقصانة صبري وكأنها عادت إلى سجون طهران وبينما كانت تشاهد قصف إسرائيل لسجن إيفين، مركز الاحتجاز سيئ السمعة الذي يُمثل جوهر القمع السياسي في إيران، ارتجفت من ذكريات الحبس الانفرادي، والاستجواب المتواصل، واتهامات التجسس الملفقة، والمحاكمة الصورية خلال فترة سجنها التي استمرت 100 يوم عام 2009.

وتابع كوهين أنه مثل العديد من الإيرانيين في الشتات وفي الوطن، ترددت صبري، ممزقة بين أحلامها بانهيار الحكومة الذي من شأنه أن يُحرر إمكانات البلاد الهائلة، وقلقها على عائلتها وأصدقائها مع تزايد عدد القتلى المدنيين. تنافست التطلعات إلى التحرير ووقف إطلاق النار.

وأضاف المقال أن صبري، البالغة من العمر 48 عاما، وهي كاتبة تحمل الجنسيتين الإيرانية والأمريكية، قد أخذت استراحة من مسيرتها الصحفية قالت: "تخيلتُ للحظة أنني سأرى إيران مرة أخرى في حياتي".


وأضافت: "فكرتُ أيضا في مدى سخافة إضاعة الجمهورية الإسلامية عقودا في اتهام آلاف المدافعات عن حقوق المرأة والمعارضين وغيرهم بالتجسس، بينما لم يتمكنوا من القبض على الجواسيس الحقيقيين".

وأردف كوهين خلال المقال أن هؤلاء الجواسيس، ومعظمهم من جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلي الموساد، اخترقوا أعلى المستويات السياسية والعسكرية في إيران.

وتابع أن السؤال الآن هو: ماذا ستفعل الجمهورية الإسلامية المهتزة التي تعاني من ضائقة اقتصادية خانقة بما وصفه الرئيس المعتدل مسعود بزشكيان بـ"فرصة ذهبية للتغيير"، تلك اللحظة هي أيضا لحظة خطر شديد، بل وجودي، ناجم عن الحرب الإسرائيلية الإيرانية التي استمرت 12 يوما والتي انضمت إليها الولايات المتحدة لفترة وجيزة.

وقال كوهين أن الحملة العسكرية راودت فكرة إزاحة الاستبداد الديني الذي جعل من تخصيب اليورانيوم رمزا للفخر الوطني لإيران، لكنها توقفت عند حد قتل آية الله علي خامنئي، المرشد الأعلى الإيراني البالغ من العمر 86 عاما، على الرغم من أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال إن وفاة آية الله "ستنهي الصراع". لا تزال الجمهورية الإسلامية البالغة من العمر 46 عاما تتعثر.

وأضاف أنها تفعل ذلك على الرغم من انهيار "محور المقاومة" الذي تشكل من خلال تمويل وكلاء مناهضين للغرب من لبنان إلى اليمن، على حساب ميزانيات ضخمة؛ وعلى الرغم من القصف المدمر لمنشآتها النووية الباهظة الثمن التي لم تنتج قنبلة أبدا ونادرا ما أضاءت مصباحا كهربائيا؛ وعلى الرغم من الإذلال المتمثل في تسليم سماء إيران لأعدائها.


وأكد أنه مع ذلك، يرى خامنئي، بصفته حارس الثورة الدينية المناهضة للغرب التي انتصرت عام 1979، نفسه منتصرا. قال في مقطع فيديو بُثّ يوم الخميس من مكان سري، مُبددا شائعات وفاته: "انتصرت الجمهورية الإسلامية"، إنها لعبة بقاء مُشبعة بالحكمة، تواجه الآن أعظم اختبار لها خلال 36 عاما في السلطة.

وتابع كاتب المقال أن صنم وكيل، مديرة برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في تشاتام هاوس، وهو مركز أبحاث في لندن قالت: "إن فهم إيران وخامنئي والمحيطين به يعني إدراك أن بقاء الجمهورية الإسلامية هو دائما نصر".

وقال إنها تبدو التوترات حول كيفية معالجة الأزمة التي جلبتها الحرب جلية بالفعل.
يبدو أن الرئيس بيزيشكيان يُفضّل تغييرا جذريا، وإصلاح العلاقات مع الغرب من خلال اتفاق نووي محتمل. وقد تحدث في الأيام الأخيرة عن "فرصة لتغيير وجهات نظرنا بشأن الحكم".

وذكر أنه لم يكن واضحا ما يعنيه، لكن الكثيرين في إيران يُفضّلون تعزيز المؤسسات المنتخبة وجعل المرشد الأعلى رمزيا أكثر منه مصدر السلطة المطلقة. إنهم يسعون إلى جمهورية إسلامية أقرب إلى جمهورية، حيث تُمكّن المرأة، ويتخلص الجيل الشاب من القمع الذي يمارسه نظام ديني يحكمه الشيوخ.

وأشار كاتب المقال إلى أن خامنئي أصر على أن الهجوم الإسرائيلي والأمريكي على المنشآت النووية فشل في "تحقيق أي شيء ذي شأن". لكن وزير الخارجية عباس عراقجي بدا وكأنه يشكك في هذا الحكم، إذ قال يوم الخميس إن المنشآت النووية للبلاد قد لحقت بها "أضرار جسيمة وخطيرة".

وبحسب المقال يرى المتشددون أي الانقسام مؤشر خطر. ويعتقدون أن التنازلات تُنذر بالانهيار. لقد أثّر سقوط الاتحاد السوفيتي عام 1991، بعد 69 عاما من تأسيسه، و"الثورات الملونة" التي جلبت الديمقراطية الغربية إلى دول ما بعد الاتحاد السوفيتي، تأثيرا عميقا على خامنئي وحاشيته.

وقال كوهين إنهم متشككون في أي اتفاق نووي، ويصرون على أن تحتفظ إيران بحقها في تخصيب اليورانيوم على أراضيها، وهو ما وصفته إسرائيل والولايات المتحدة بأنه غير مقبول. كما أنهم ممثلون بقوة في أقوى مؤسسة في البلاد، الحرس الثوري الإسلامي.

 وتابع أن وكيل قالت إن عدد الحرس الثوري يتراوح بين 150 ألفا و190 ألف عضو وبفضل سيطرتهم على قطاعات واسعة من الاقتصاد، فإن لديهم مصلحة راسخة في بقاء الحكومة. إنهم يمثلون نوعا من الحماية المؤسسية الكبيرة التي افتقر إليها الرئيس بشار الأسد في سوريا قبل سقوطه العام الماضي.


وأضاف أنه كما فعلت في عام 2009 عندما هددت انتفاضة واسعة النطاق بإسقاط الجمهورية الإسلامية، شرعت إيران في حملة قمع شملت مئات الاعتقالات، وثلاث عمليات إعدام على الأقل، ونشر الحرس الثوري وميليشيا الباسيج في المناطق الكردية وغيرها من المناطق المضطربة.

وتابع كاتب المقال أن الإيرانيون شاهدوا هذا الفيلم من قبل ويتساءل البعض عن سبب الحرب إذا ما كانوا سيواجهون سحقا آخر. قال عبد الخالق عبد الله، عالم السياسة البارز في الإمارات: "يريد الشعب أن يعرف من المسؤول عن الهزائم المتعددة، لكن لا يوجد قائد يتحدى النظام. قد تصمد جمهورية إسلامية ضعيفة لأربع أو خمس سنوات".

وأشار إلى أنه يبدو هذا الضعف عميقا. إن "النصر" الذي يدّعيه خامنئي لا يخفي حقيقة أن إيران أصبحت الآن دولة ذات ردع شبه معدوم.

يقول جيفري فيلتمان، الزميل الزائر في معهد بروكينغز بواشنطن، ووكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية عام 2012، وأحد الأمريكيين القلائل الذين التقوا بالمرشد الأعلى: "أتصور أن أولوية خامنئي، وهو في أعماق مخبئه، هي كيفية إعادة بناء ردع قائم على البرنامج النووي وبرنامج الصواريخ والوكلاء المسلحين، وكلها الآن في حالة تفكك".

ويتذكر فيلتمان: "كان خامنئي مهووسا بكذب الولايات المتحدة وعدوانيتها. كانت عيناه خيرتين، لكن كلماته، التي عُبِّر عنها بنبرة هادئة رتيبة، لم تكن خيرة على الإطلاق".

وأكد كوهين أن وعد آية الله الخميني، سلف خامنئي، بالحرية عندما تولى السلطة في ثورة 1979 التي أطاحت بشاه كان يُنظر إليه على أنه بيدق في يد الغرب العلماني المنحل. لكن ذلك لم يكن ليتحقق. فسرعان ما اندلعت التوترات بين من ناضلوا من أجل الديمقراطية ومن كانوا يعتبرون الحكم الديني أكثر أهمية بالنسبة لهم.

وأشار كاتب المقال أول رئيس للجمهورية الإسلامية، أبو الحسن بني صدر، قد عُزل وأُطيح به بعد أكثر من عام بقليل من توليه منصبه، لتحديه حكم رجال الدين. هرب إلى فرنسا. أُعدم الآلاف مع ترسيخ الحكومة لسلطتها.


وتابع أن الحرب اجتاحت البلاد الثورية عام 1980، عندما أمر صدام حسين، الزعيم العراقي، بغزو البلاد. استمر القتال ثماني سنوات، مخلفا ما يُقدر بـ 500 ألف قتيل، معظمهم من الجانب الإيراني، قبل أن يتجرع آية الله الخميني "كأس السم"، كما وصفها، ويقبل بإنهاء الحرب.

وقال إن الجيل الذي خاض تلك الحرب، والذي نُسي إلى حد كبير في الغرب الآن، يشكل جزءا كبيرا من النخبة السياسية والعسكرية في إيران اليوم. لقد خرجوا من الحرب مقتنعين بالغدر الأمريكي في ضوء الدعم العسكري الأمريكي للعراق، ومقتنعين بصمود إيران، ومخلصين بشدة للثورة التي رأوا الكثيرين يسقطون في سبيلها.

وقالت وكيل: "لقد رسخت الحرب، في كثير من الحالات، رؤية عالمية مهووسة، وشعورا بالضحية دفع النخبة، وخاصة خامنئي، إلى عدم إدراك كيفية تطور العالم من حولهم".

وتابع أن كل هذا شكّل النظام، لقد أصبح الآن مؤسسيا تماما. لقد ثبت أن التغيير صعب، وتفاقم الصراع، على مدى أكثر من أربعة عقود منذ الثورة، استمرّ السعي الإيراني المتواصل منذ قرن كامل لإيجاد تسوية عملية بين رجال الدين والعلمانية، تسوية لا تُنكر رسوخَ الإيمان الإسلامي في البلاد ولا انجذابها الواسع للقيم الليبرالية.

وأشار إلى أنه في بعض الأحيان، تصاعد التوتر إلى مواجهات عنيفة، كما حدث عندما نزل أكثر من مليوني شخص إلى الشوارع عام 2009 احتجاجا على ما اعتبروه انتخابات مزورة أعادت الرئيس محمود أحمدي نجاد إلى السلطة.

سبقت التصويت أسابيع من المناظرات الرئاسية المتلفزة الصاخبة، التي شاهدها عشرات الملايين من الناس، والصعود السريع للحركة الخضراء الليبرالية بقيادة مير حسين موسوي. تبخّر كل ذلك مع إخضاع الحرس الثوري وميليشيا الباسيج للمحتجين خلال الأيام التي تلت التصويت.

في الآونة الأخيرة، وتحديدا في عام 2022، اندلعت موجة من الاحتجاجات بعد وفاة الشابة مهسا أميني أثناء احتجازها لدى شرطة الآداب الإيرانية بعد اعتقالها بفترة وجيزة لعدم ارتدائها الحجاب. عكست هذه الحركة استياء عميقا من فكرة أن يُملي رجال الدين المتقدمون في السن على النساء ما يجب أن يرتدينه، وقد أدت إلى بعض التغيير. فالآن، لا ترتدي الكثيرات من النساء الحجاب، وأصبحت التوبيخات أقل وطأة.

مقالات مشابهة

  • اقتراح بتولي نتنياهو رئاسة دولة الاحتلال لمنحه حصانة من الملاحقة الجنائية
  • حريق بشنين: النفايات تشتعل… والسياسة أيضاً!
  • البنتاغون تنتقد إدارة بايدن بشأن تزويد أوكرانيا بالأسلحة
  • “الخارجية”: المملكة تدين التصريحات الإسرائيلية التي تدعو لفرض السيادة على أراضي الضفة الغربية
  • المملكة تدين وتستنكر التصريحات الإسرائيلية التي تدعو لفرض السيادة على أراضي الضفة الغربية
  • صحف عالمية: نتنياهو قد يوقف الحرب ودعاوى ضد جنود إسرائيليين في أوروبا
  • تقرير أممي يكشف تورط شركات عالمية كبرى بـجرائم الإبادة الإسرائيلية في غزة
  • صحف عالمية: تصعيد إسرائيلي بغزة والتوقيت يناسب نتنياهو لعقد اتفاق
  • بعد 12 يوما من الحرب مع الاحتلال والولايات المتحدة.. هل تعثر النظام الإيراني؟
  • المحكمة الإسرائيلية تستدعي نجل نتنياهو لهذا السبب