منذ ساعات الصباح الباكر، يتوافد الناس على وكالة البلح، هذا المكان الذي يشهد ازدحامًا شديدًا وحركة مستمرة تكاد لا تتوقف، فعبر الممرات والأزقة تحت كوبري 15 مايو، يتجول الناس بين "الاستندات" المتحركة، تقلب وتختار تبحث بشغف عن أفضل قطعة تلائمها وتعكس ذوقها الشخصي، بينما تتعالى أصوات الباعة المتحمسين، ليتنافسوا على جذب انتباه الزبائن.

 ولكن ما الذي جعل وكالة البلح تحظى بهذا الإقبال والشهرة؟ في الحقيقة يعود سر نجاحها إلى تاريخها العريق حيث يعتبرها البعض "مول الفقراء"، الذي يلتقي فيه الجميع بغض النظر عن طبقتهم الاجتماعية. فهي توفر للزبائن فرصة الحصول على ملابس ماركات عالمية بأسعار رمزية، ما يجعلها مكانًا مثاليًا لمن يبحثون عن الجودة بأسعار معقولة.

ويعود تاريخ وكالة البلح لأكثر من 30 عاما مضت، حيث كانت الملاذ الوحيد لمحدودي الدخل الباحثين عن الملابس المستعملة بأسعار رمزية، خاصة في فصل الشتاء، فملابس "البالة" الخيار الأنسب لمحدودي الدخل، حيث يبحثون عن بديل يلبي احتياجاتهم بأسعار معقولة، لكن خلال السنوات الماضية، شهدت وكالة البلح تحولًا جذريًا في جمهورها وسياق عملها، فلم تعد ملابس "البالة" محصورة فقط للفئات المحدودة، بل أصبحت وجهةً مفضلة للطبقات الأغنى والمتوسطة أيضًا. وتحولت وكالة البلح إلى ملتقى لـ "صائدي البراندات" بأسعار رخيصة، حيث يتنافس الزبائن على شراء قطع ملابس ماركات عالمية بأسعار تنافسية لا تضاهى، حى وإن كانت هذه الملابس مستعملة!.

ومع هذا الانتشار الواسع والإقبال المتزايد على وكالة البلح، جاءت زيادة في الأسعار، حيث ارتفعت تكلفة الملابس المستعملة بشكل ملحوظ، وذلك نتيجة  لزيادة أسعار الملابس في الأسواق بشكل عام نتيجة لتقلبات سوق العملة وارتفاع سعر الدولار، مما جعل عملية الشراء تحديًا يواجهه الجميع.

وتبقى الوكالة مكانا مناسبا رغم ارتفاع الأسعار و لا يزال الإقبال مستمرًا، حيث يجد الكثيرون فيها فرصة للحصول على ملابس ماركات عالمية بأسعار معقولة، وهو ما يجعلها واحدة من أكثر الأماكن شهرةً وإقبالًا في القاهرة.

«رمضان» يكشف تفاصيل وأسرار العمل في ملابس البالة
الأسعار تضاعفت 4 مرات خلال الفترة الأخيرة

واقفا بين عشرات الاستندات يتابع الزبائن وهم يقلبون في البضائع، ليعرف سعر كل قطعة حسب "الاستند" الذي قام بفرزه سابقا، فهو لديه القدرة أن يتابع 10 زبائن في نفس الوقت، عم رمضان قضى في وكالة البلح أكثر من 20 عاما، وهو واحد من بائعي الملابس الذين يقومون بتنظيم الملابس المستعملة وتحديد أسعارها في هذه السوق النابضة، يعكف على فرز الملابس التي تصل إلى الوكالة وتحديد أسعارها بناءً على حالتها و"البراند"، ما يسهم في توفير ملابس بأسعار مناسبة للزبائن من مختلف الفئات الاجتماعية.

يقول رمضان إن سعر البالة ارتفع أربعة أضعاف خلال الفترة الأخيرة مشيرًا إلى التحديات التي تواجههم في تحديد الأسعار في ظل ارتفاع أسعار الملابس بشكل عام. ومع ذلك، يؤكد أن الوكالة تظل مكانًا مناسبًا للعديد من الزبائن، حيث تتوافر فيها ملابس بأسعار تنافسية وغيرمقارنة بالأسواق الأخرى.

بفضل خبرته الطويلة في هذا المجال، يتوقع رمضان زيادة الإقبال على الوكالة مع الارتفاع الجنوني في الأسعار وبسبب الأعباء الاقتصادية التي يعاني منها المواطنون.

يُظهر رمضان من خلال حديثه تطورات السوق والتغيرات التي طرأت عليها خلال السنوات الماضية، حيث كانت الوكالة في السابق تُعتبر وجهة للمواطنين ذوي الدخل المحدود، بينما أصبحت الآن وجهة للعديد من الفئات الاجتماعية بفضل توافر الملابس بأسعار معقولة ومناسبة للجميع.

 

من الصعيد لزحام الوكالة

«عبد العظيم»: غالبية الزبائن من النساء

شاب في العشرينات من عمره، بشرته أقرب لسمار الفتى الجنوبي، صوته جهوري، ولهجته تؤكد أنه من صعيد مصر. عبد العظيم صبري، ابن محافظة أسيوط، جاء إلى القاهرة للعمل في إحدى فرشات وكالة البلح.

يتحدث عبد العظيم عن تجربته في الوكالة، حيث يلاحظ وجود فئات اجتماعية مختلفة تأتي لشراء الملابس، مشيراً إلى أن غالبية زبائن الوكالة من النساء، سواء كن فتيات يبحثن عن البراندات والملابس العصرية، أو أمهات يقمن بشراء الملابس لأطفالهن الصغار.

كما يشير أيضًا إلى أن إقبال الشباب يظهر بشكل ملحوظ خلال هذه الفترة، ويكشف عبد العظيم عن تفاصيل عمله اليومية، حيث يعمل باليومية بمبلغ 150 جنيهًا، ويمتد يومه الطويل من الساعة 11 صباحًا حتى الساعة 11 مساءً.

وعن الأسعار، كشف عبدالعظيم أن ملابس الأطفال تبدأ من 20 ج للقطعة وصولا لـ250 جنيها والسيدات تبدأ من 50 جنيها للقطعة حتى 650 جنيها، أما عن ملابس الرجال فتبدأ من 40 جنيها للقطعة، وتصل في بعض الأحيان 1000 جنيه في الجواكت والمعاطف "في حالة الزيره" -على حد قوله-،  ويستكمل حديثه قائلا :" القطعة اللي هتاخدها من هنا بجنيه هتجيبها من أي مكان بـ 10 زود صفر وأنت مغمض وكمان فيه برندات هنا مبتنزلش مصر جديدة أصلا".

 

تتردد على الوكالة كل شهر

«أم سعد» تقدم وصفة للتعامل مع الملابس المستعملة  

تتجول في الطرقات الضيقة وبين الفرشات، وعيناها ترصد وتفحص وتترقب كصياد ماهر يطارد فريسته، فهي تبحث عن أفضل القطع لشرائها سواء لها أو لأبنائها، صابرين أو "أم سعد" سيدة في الأربعينات من عمرها اعتادت التردد على وكالة البلح بشكل دوري لاقتناء أفضل الملابس بأرخص سعر.

تقول "أم سعد" في حديثها لـ «البوابة نيوز» إنها تأتي للوكالة كل شهر تقريبا لشراء الملابس، من الوكالة فهي  تبحث عن قطعتين إلى 4 قطع شهريا حسب السعر وحسب الفرصة  حيث قالت " الوكالة عايزة صبر وتقلب عشان توصل لأفضل حاجة  سواء جودة أو سعر أنا بجيب حاجات زيها زي الجديد بالظبط بس لازم أقلب عشان أوصلها، الأسعار بره مولعة والشتا عايز هدوم كتير أنا كل شهر بعد القبض بنزل أختار الحاجة اللي عوزاها وتعجبني".

وتضيف أم صابرين : " لما باخد الهدوم وأروح بنضفهم كويس الأول احطها في خل وسيبهم كام ساعة كده عشان ينضفوا كويس وبعدين أنشفهم من غير ما أعصرهم، وبعد كده أحطهم في مسحوق كتير وأحط كلور برده وأغسلهم وأكويهم وبيبقوا زي الجديد بالظبط، حاجة الوكالة بتبقى خامة عالية وبتعيش فترة طويلة، وأحياننا لما حاجة تعجبني وتبقى كبيرة شوية باخدها وأيفها على المقاس وممكن لو فستان أو بلوزة برده أعمل فيها تعديل وأهي ماشية".

تجربة مميزة  

شباب الجامعات يبحثون عن «البرندات» على الأرصفة

بنظرات منبهرة مما يراه، فالأسعار هنا تختلف تماما عن المحلات التي اعتاد الشراء منها، لا يعرف ماذا يفعل ولكنه يقلد الزبائن وبصحبته صديقان، جاءوا إلى الوكالة للمرة الأولى لشراء معاطف شتوية.

«محمد» وصديقاه «حسن» و«وليد» طلاب في إحدى الجامعات سمعوا عن الوكالة من فيديوهات منتشرة على وسائل التواصل وجاءوا لإلقاء نظرة لعلهم يشترون معاطف شتوية بعدما أصبحت أسعارها جنونية في المحلات الكبرى.  

يقول «محمد» إن هذه هي المرة الأولى التي يأتي فيها إلى هذا المكان، وأن هناك أشياء جيدة ولكنه لن يشتري هذه المرة فهو مازال مترددا في هذه الخطوة، أما صديقه حسن فقد حصل على جاكيت  من ماركة عالمية مشهورة بـ350 جنيها فقط، فعلى حد قوله أن هذا الجاكيت يصل إلى 3000 جنيه في المحلات الأخرى، وأنه رغم كونه مستعملا لكن  حالته جيدة جدا، كما أنه يفكر أن  يأتي مرة أخرى من أجل الحصول على جاكيت آخر.

وأضاف «وليد» أن هذا المكان جيد جدا وأسعاره مغرية، ولكن يحتاج لمجهود كبير من أجل الحصول على قطعة مناسبة، ولكنه لن يتردد في الشراء في حالة حصوله على قطعة مناسبة. 

 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: وكالة البلح الملابس الملابس المستعملة بأسعار معقولة وکالة البلح عبد العظیم

إقرأ أيضاً:

خطاب الكراهية يُذكي نيران حروب مُقبلة في السودان

منتدى الاعلام السوداني

تقرير من إعداد: هيام تاج السر

الخرطوم (شبكة إعلاميات) – طالبت قيادات نسوية بمقاومة دعاة الحرب والكراهية والعنصرية بكل الوسائل السلمية الفاعلة، مع توضيح الأثر الخطير لاستمرار الحرب على مصائر الناس. وشددت على ضرورة مقاومة أي دعوة تُشكل تحريضًا على التمييز أو العداوة أو العنف، وعدم إفلات دعاة الكراهية والعنصرية من العقاب على جرائمهم.

ودعت القيادات النسوية إلى إنشاء وحدات للرصد والتقييم لمراقبة اتجاهات خطاب الكراهية وجمع التقارير ولفت انتباه المؤسسات الرئيسية والمجتمع المدني المحلي والإقليمي والدولي. كما طالبت بتأسيس مراكز بحثية لدراسة ورصد الانتهاكات التي وقعت في مناطق النزاعات والصراعات، ورصد وتحليل صور خطاب الكراهية ونماذجه الظاهرة والخفية في المجتمع، وسَنِّ قوانين رادعة تُجرِّم خطاب الكراهية والعنصرية بجميع أشكالها وأنواعها.

وأكدن على ضرورة التحلي بحساسية أخلاقية مُفرطة في رصد وتتبع خطاب الكراهية عبر وسائل التواصل الاجتماعي والتعليقات الفكاهية الساخرة في المجال العام، وحظر المنظمات والنشاطات الدعائية المُروِّجة لخطاب الكراهية والتمييز العنصري والتحريض عليه، واعتبار الاشتراك في أي منها جريمة يُعاقب عليها القانون العام.

الإقصاء الاجتماعي:

ترى نهلة الخزرجي، مديرة منظمة المستقبل للاستشارة والتنمية بدارفور، أن خطاب الكراهية مظهر من مظاهر الإقصاء الاجتماعي، والذي تجلى في السياسات العامة للدولة، وتسبب في غبن كبير. وقدمت نهلة سرداً تاريخياً لخطاب الكراهية منذ الاستعمار وحتى حرب 15 أبريل 2023م، وأشارت إلى أن الغبن الاجتماعي وغياب التنمية المتوازنة والعادلة تسبب في نزاعات مثل جنوب السودان وجبال النوبة والنيل الأزرق، حيث فرض المركز الإسلام والعروبة كبديل للأديان الأفريقية والمسيحية، كما تم تهميش الأقاليم مما دفع الشرق ودارفور للاحتجاج، ورسخت سياسة المناطق المقفولة، بجانب تجارة الرقيق فضلاً عن الاستعمار الذي كرس السلطة والوظائف في الخدمة المدنية والتجارة بيد بيوتات ومكونات بعينها. وعقب الاستقلال، حمت تلك البيوتات والمكونات السلطة عبر العسكر.

هذا الاتجاه دفع بعض المجموعات للجهر بأن الوظائف في الخدمة المدنية والالتحاق بالكلية الحربية وكلية الشرطة حكراً على مكونات محددة. ولمعالجة هذه الوضعية، تم الإقرار في اتفاقيات السلام التي وقعت مع الحركات المسلحة بدارفور على وضع تمييز إيجابي لأبناء دارفور في الالتحاق بمؤسسات التعليم العالي والكلية الحربية وغيرها من أوجه التمييز المناطقي الذي اشتكت منه بعض المجموعات.

وأضافت نهلة أن المسيحيين في السودان اشتكوا من التمييز والاضطهاد الديني، وخلال الفترة التي أعقبت اتفاقية نيفاشا، ظلت صحيفة ورقية تدعو لخطاب الكراهية بحق مواطني جنوب السودان قبل انفصاله، كما ظل رئيس تحريرها ورئيس منبر السلام العادل يكتب المقالات ويدعو في المنابر بخطاب عنصري ضد الجنوبيين.

المجموعات التحريرية:

ولمقاومة التهميش الذي طال بعض الأقاليم، تكونت الحركات المسلحة في دارفور على أساس قبلي، وهذا تسبب في صراع اجتماعي وتنافس على التسليح واندلاع نزاع دامي بين المجموعات العرقية بالإقليم. وساهم حزب المؤتمر الوطني عبر تدخله الماكر في تسليح مجموعات قبلية محددة وتكوين الدعم السريع الذي حارب المجموعات الأفريقية بالإقليم، فضلاً عن توزيع الأراضي والحواكير لمجموعات محددة، وهذا أدى إلى صراع اجتماعي بين الرعاة والمزارعين وبين المكونات القبلية الأخرى.

وعقب حرب منتصف أبريل 2023م، شهدت مواقع التواصل الاجتماعي خطاب كراهية عال بين أطراف الحرب وحلفائهم، حيث تم وسم الدعم السريع بأنهم “عرب شتات” و”أم كعوك”، بينما وصف مناصرو الدعم السريع الجيش وحلفاءه من الحركات المسلحة بأنهم “دولة (56)” و”فلنقيات”، بينما وصف مناصرو ثورة ديسمبر بأنهم “عملاء للسفارات”. سرديات الحرب الداعية للكراهية والعنصرية لم تكتف بذلك، بل كان هنالك قانون “الوجوه الغربية” الذي تم تنفيذه في المناطق الآمنة البعيدة عن نيران الحرب التي نزح إليها بعض المواطنين، حيث تم اعتقال الكثير منهم بذلك القانون. وكذلك شهدت مواقع التواصل الاجتماعي خطاب كراهية من قبل قيادات في شرق السودان بحق قيادات دارفور، وأيضاً لم يسلم النازحون الهاربون من لعلعة الرصاص إلى الولايات الآمنة من خطاب الكراهية.

المجموعات المهمشة:

من جهتها، قالت الأستاذة إلهام مالك، المختصة في علم الاجتماع، إن خطاب الكراهية والعنصرية ليس مشكلة اجتماعية حديثة، بل هو نتائج لتاريخ طويل في المجتمع السوداني، مثل التعالي العرقي والثقافي والديني والطبقي والتمييز المدروس والمنهجي ضد الفئات الضعيفة والمهمشة.

وأوضحت أن لذلك جذوراً تاريخية عميقة في تاريخ الرق في السودان، بالإضافة إلى السياسات التي مارستها الحكومات في المركز والهامش في فترات تاريخية مختلفة. كما أن تاريخ الرق جزء لا يتجزأ من النظام الاجتماعي السوداني، حيث تم استبعاد شعوب بعينها. وبعد دخول الحكم الاستعماري الإنجليزي المصري، بدأت حملة لتحريم الرق، وأصدرت الإدارة الاستعمارية البريطانية قوانين تمنع الرق، ولكن لم يتم تفعيلها وتطبيقها، وظل واقع السودان كما هو حتى منتصف القرن العشرين (1924).

وبعد استقلال السودان (1956)، استمرت النخب في السيطرة والهيمنة والتسلط ومصادرة حقوق الآخرين. وفي عهد الإنقاذ، تعمقت المشكلة القائمة في السودان على أساس ديني، مما أوجد ضغائن مستمرة لمدة (30 عاماً) من خلال سياسات التمكين للعناصر الإسلامية والإقصاء لكل الذين لا ينتمون إليه.

حرب الكل ضد الكل:

وأوضحت إلهام أن الهدف الأخير لخطاب الكراهية في أجندة دعاة استمرار الحرب (حال خسارتهم الحرب) هو توريط المجتمع في حرب تنحدر فيها كل المكونات السودانية إلى الحضيض، مما يضطرهم فقط للدفاع عن وحداتهم الاجتماعية الأولى، كالقبيلة والمنطقة على حساب الولاء للوطن، أي الوصول إلى هدف الحرب الأهلية الشاملة (حرب الكل ضد الكل).

وأكدت أن ذلك هو الهدف الخبيث من خطاب الكراهية والعنصرية في أجندة دعاة الحرب، باعتبار أن هذا الهدف سيعفيهم من مسؤوليتهم عن إشعال الحرب، ويحقق لهم أحد خيارَيْهم: حكم السودان، أو حرقه، أو انفصاله وتقسيمه جغرافيا وعرقيا. وطالبت القوى المدنية والديمقراطية بقطع الطريق على هذا الخطاب العنصري من خلال تبني سياسات واضحة وإنشاء مراكز لرصد هذا الخطاب العنصري وسن قوانين رادعة.

نيران الفتنة:

في المقابل، قالت المحامية والناشطة الحقوقية سلوى أبسام إن خطاب الكراهية والعنصرية يهدد البشرية وأشعل الكثير من الصراعات التي أودت بحياة الملايين من البشر. وأضافت أن العنصرية والجهوية ظلتا واحدة من جذور المشاكل التي تؤجج الصراعات في السودان مع الأسباب الضرورية الهامة، وأن الحكومات العسكرية وكل راغبي السلطة وظفوهما سياسياً ودينياً لتعزيز الانقسامات وإقصاء الآخر. وأشارت إلى أنه تم استخدامهما في هذه الحرب مما أذكى نيران الفتنة وجعلها حرباً أهلية ما زال أوارها يتمدد.

وأوضحت أبسام أن القوانين الدولية جرمت خطاب الكراهية والعنصرية وحمت في ذات الوقت حرية التعبير والمعتقد والتنقل وغيرها من الحقوق. وكذلك نصت الوثيقة الدستورية التي تم الانقضاض عليها بانقلاب أكتوبر 2021م ومن ثم تعديلها، حيث حددت الوثيقة الدستورية طبيعة الدولة بأنها دولة المواطنة دون تمييز بسبب العرق أو الدين أو الثقافة أو الجنس أو اللون أو النوع أو الوضع الاجتماعي أو الاقتصادي أو الرأي السياسي أو الإعاقة أو الانتماء الجهوي أو غيرها من الأسباب، ونصت على أن تلتزم الدولة باحترام الكرامة الإنسانية والتنوع وتؤسس على العدالة والمساواة وكفالة حقوق الإنسان والحريات الأساسية، كما نصت على المساواة أمام القانون وحرية التعبير والحق في المشاركة السياسية وغيرها من الحقوق.

يُنشر هذا التقرير عبر منتدى الإعلام السوداني بمناسبة يوم الصحافة العالمي، وضمن جهود الإعلاميين في مكافحة خطاب الكراهية الداعم للحرب واستمرارها.

الوسومالإسلام الاستعمار الإنجليزي المصري الحرب السودان العروبة المجموعات المهمشة المسيحيين خطاب الكراهية دارفور

مقالات مشابهة

  • عنوان بديل: انخفاض ملحوظ بأسعار الليمون في الأردن بعد موجة غلاء
  • استعراض جهود وكالة الفضاء المصرية خلال مؤتمر سات إكسبو 2025 بدبي
  • ارتفاع حصيلة الشهداء في غزة إلى 77 جراء غارات إسرائيلية منذ فجر اليوم
  • شركة AJet التركية تعلن عن حملة تخفيضات غير مسبوقة!
  • التموين تخصص شوادر للأضاحي ابتداء من 20 مايو بأسعار أقل من السوق.. فيديو
  • وليد عبدالله يكشف كواليس واقعة “الماتش بدأ يا وليد” الشهيرة .. فيديو
  • مهرجان كان يمنع التعري على السجادة الحمراء خلال حفل افتتاحه الليلة
  • الوكالة الوطنية للمواد الصيدلانية..تسجيل 2500 قرار متعلق بتسجيل الأدوية
  • خطاب الكراهية يُذكي نيران حروب مُقبلة في السودان
  • وكالة الشؤون الدينية بالمسجد النبوي تطلق خطتها التشغيلية لموسم الحج