قال الكاردينال لويس روفائيل ساكو بطريرك الكنيسة الكلدانيّة، دور رجال الدين مهم في السعي لتربية البشر تربية سليمة على أساس الأخوَّة والسلام ومحافظة حقوق الناس وحريتهم وكرامتهم وتعزيز الوحدة ضمن التنوع والعيش المشترك، هذا هو المستقبل الذي ينبغي أن نعمل من أجله. 

وأضاف “ساكو" حسب ما نشرته الصفحة الرسمية له اليوم، أنه يجب الحديث عن الله “المحبة” كما في المسيحية و”الرحمة” في الإسلام والنصح بالأخلاق الحميدة، وإشاعة القيَم الإنسانية والروحية، باختيار مفردات بسيطة ومفهومة ومعبِّرة، وتقديم تفسير سليم للنصوص المقدسة، لسد الباب أمام من يفسِّرها خارج إطارها لغايات نفعيّة وسياسيّة، وبهذه الطريقة المنفتحة والمستنيرة يمكن مكافحة الإرهاب وتفكيك الأيدولوجية الاجتماعية المتطرِّفة التي تهدد الأمن الوطني والعالمي.

received_191161320758115-768x1024 received_362517956596211-1024x696 received_775459780618420-1024x755 received_956020972530524-1024x768 received_1061905054922126-1024x685 received_1486142325645376-1024x608 received_3704051009854148-1024x803 (1) received_3704051009854148-1024x803

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الكاردينال لويس روفائيل ساكو المنتدى السعودي للإعلام رجال الدين الله المحبة الرحمة المسيحية

إقرأ أيضاً:

بعد القسوة .. ماذا يبقى في جوف الإنسان؟

تنظر ساحات المحاكم يوميا كما هائلا من القضايا التي يرتكبها البشر، ويعجز اللسان عن الحديث عن فظاعتها، ويتألم القلب في شكواه منها. أما العين فتغرق بالدمع حزنا وألما على ما تراه من جرائم يرتكبها بعض البشر ضد بعضهم البعض؛ وذلك بسبب قسوة القلوب، وعدم خوفها من عقاب المولى -عز وجل-.

يقول الداعية الإسلامي خالد الراشد: «قسوة القلب مرض عظيم ابتلينا به في هذا الزمان؛ فأصبحنا نسمع القرآن ولا نتأثر، وندفن موتانا ولا نعتبر، ونسمع المواعظ والعبر ولا نتذكر، والسبب قسوة القلب».

ويضيف: «وما من داء إلا وقد أنزل الله له دواء، فدواء قسوة القلب هو مداومة النظر في كتاب الله بتدبر وتفكر؛ فإن هذا الكتاب لو أُنزل على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله».

فهناك من البشر من يتجردون من إنسانيتهم. يقدمون على فعل أفعال خارجة عن المألوف. بعض تلك أعمالهم تتعدى التوقعات والتخيلات؛ فمنهم من يعتدي على إنسان عاجز، ويبطش بطفل صغير يافع، وينكل بامرأة لا حول لها ولا قوة. فالجريمة أصبحت ليست حكرا على جنس أو لون أو غير ذلك، فهي ترتكب بدون سياج يحدها أو إطار يجمعها في قالب واحد. فكل تلك التصرفات وغيرها تأتي من غلظة القلوب بعد أن أصبحت كالحجارة صماء متجردة من أي مشاعر، أو أحاسيس بشرية. أصبحت كذلك بعد أن انزوت، واتخذت طرقات الشيطان سبيلا لها متحجرة مشاعرها، ونزع الله من قلوب البعض كل معاني الرحمة والشفقة ومخافة العقاب في الدنيا والآخرة.

أحيانا تكشف التحقيقات التي تقوم بها أجهزة الأمن عن فظائع ترتكب في أماكن كان يتخيل للناس أنها الحصن الحصين، والمأوى الذي يضمن السلامة من أي عداء أو اعتداء. الجناة يقدمون للعدالة في هيئة مجرمين متسببين في أذى الناس لينالوا عقابهم. أما الضحايا فيتولاهم الله برحمته يتجرعون ألما تلو الآخر. بعضهم لا يتخلص من الأذى الذي لحق به طيلة حياته؛ بحيث تظل آثار الجريمة التي لحقت به حاضرة في ذاكرته مسببة له الحزن والبؤس والشقاء. وقد تكون بصمة عار لا يستطيع الخلاص منها بسهولة حتى مع مرور الزمن.

فالناس لا تنسى ولا ترحم، وأمام تلك الضغوطات النفسية والمجتمعية يقدم بعض الضحايا على الخلاص من حياتهم؛ بسبب التأثير القاتل الذي يلازمهم لفترات طويلة. فكم من حوادث مؤسفة ومؤلمة حدثت لبعض الذي تعرضوا لانتهاكات إنسانية رغم أنهم لم يكن لهم ذنب في سبب حصولها أو تعرضهم لها! كل هذه الجرائم والتصرفات الخاطئة، والأفعال الخارجة عن المألوف هي نتاج حتمي لضعف الإيمان بالله تعالى؛ فالمجرمون وإن تعددت وجوههم وأساليبهم ومآربهم فهم يقومون بهذه الأفعال بعكس فطرتهم الإنسانية، ويتعمدون مخالفة مبادئ دينهم الحنيف والأعراف التي تعارف عليها الجميع. بعض الجناة يتوهم النفاذ من العقاب، ويتخيل بأن سيف العدالة لن يطاله طالما أبعد الشبهات عنه، لكن الله تعالى يفضح أمره فينال العقاب الذي يستحقه في الدنيا، ويؤخر العذاب الآخر إلى يوم القيامة.

في كل يوم هناك كم هائل من القضايا التي تأخذ طريقها نحو «القضاء العادل الناجز» الذي يحكم بين الناس بالعدل الذي يردع الظالم، ويساند المظلوم، ويحق الحق بكلمات الفصل والبيان. ولكن مع كل الأحكام المشددة التي تطال الأشقياء لا يزال بعض الناس يأتون بما لا يرضي الله ورسوله بارتكابهم الموبقات والجرائم المختلفة التي تنال من كرامة الإنسان على وجه الأرض.

إن الله -سبحانه وتعالى- أمد الإنسان بالعقل، وجعل الدين الحنيف منارة له يهديه إلى التفكر والتدبير بآيات الله البيانات التي ترسم له خارطة الطريق نحو السعادة. وأيضا السنة النبوية الشريفة توضح له جميع التعاليم الإسلامية النقية التي تبعده عن رجس العمل، وتدفعه نحو السعادة في الدنيا، وتجنبه براثن الكفر والفجور والفواحش ما ظهر منها وما بطن.

إن الاعتداء على الحرمات، وكسر قلوب الضعفاء، وسلبهم لحقوقهم الشرعية، والتنكيل بهم هي أمور لا ترضي أحدا قط، بل تزيد من حالة الاحتقان، والكراهية بين الناس؛ لذا كان العدل هو أساس الملك والحكم بين البشر. والله تعالى أمرنا بأن نسير على خطى الأسوياء؛ حتى ننال الصلاح والرضا في الدنيا والآخرة. وليعلم كل امرئ على وجه الأرض ويعي حقيقة لا مناص منها، وهي أن الدنيا مهما طالت لياليها وأيامها فهي قصيرة، ومهما عظم شأن الإنسان فيها فهي لا تسوى شيئا أمام الموت. سيأتي اليوم الذي ستمدد فيه على فراشك وحيدا. تريد أن تنفر من مكانك، أو تود أن تودع الصغير، فلا تستطيع. تريد أن تودع الكبير، فلا تستطيع إلى ذلك سبيلا «وحيل بينهم وبين ما يشتهون».

مقالات مشابهة

  • بعد القسوة .. ماذا يبقى في جوف الإنسان؟
  • البطريرك الأنبا إبراهيم إسحق يترأس قداس المناولة الاحتفالية بكنيسة العائلة المقدسة بالزيتون
  • اللواء شقير يزور البطريرك يونان في لقاء تعارف
  • بابا الفاتيكان يحث قادة العالم على السعي لتحقيق السلام بـأي ثمن
  • المشهورة ريناد تعاني من فقدان الشغف.. فيديو
  • البطريرك السادس.. الكنيسة تحيي تذكار نياحة البابا يسطس
  • الصِّدق أساسُ التَّعامل بين الحاكم والمحكوم.. أبوبكر الصديق نموذجاً
  • الإنسانية في خطر
  • "الأنصاري": هدفنا خدمة المواطن وتحقيق رضاه.. ومواصلة السعي تؤدي إلى حتمية الوصول
  • البطريرك الراعي يفتتح حديقة الصلاة ويكرّس كنيسة سيّدة الأرز في حريصا