بقلم : حسن المياح – البصرة ..
{ لا تعبير حقيقي صادق تحت ظل قيودات وفروضات وتحذيرات …… ولا صدق قول لما يلوح بالعقوبات …. }
ما يعني التعبير ، وعلام يدل …. ؟
التعبير هو نقل الفكرة من الذهن الى الواقع الخارجي …. وهذه الفكرة تمثل ما يؤمن به الإنسان ، وما يريده ، وما يسعى الى تحقيقه ، وما يريد تفهيمه الى الٱخر ….
وهذا الجو المستقر الهاديء الأمين الحاضن المشجع الجاذب لإخراج الفكرة بحقيقتها ووضوحها وصدقها ، نسميه { الحرية } …..
وأي قيد ، أو فرض ، أو بلطجة مادية أو معنوية مهما كان نوعها ، تمارس بمختلف الأساليب ، تكون حاجزٱ ومانعٱ وكاتمٱ ولاغيٱ لضمان إخراج حقيقة ما يفكر فيه ، وله ، ومن أجله …. لذلك تسود الضبابية كغطاء ساتر مؤثر لاغ ، مما ينتج مما هو غير معول عليه ، وما هو خلف حقيقة الفكرة وواقع التفكير ويقين الإيمان ….. ويمكن أن يطلق على الناتج والمنتوج مختلف التسميات التي لا تفصح عن حقيقة ما يراد له أن يظهر ويكون ….. من مثل ، نصف الحقيقة أو ربعها أو ثلثها ، أو التضليل ، أو ما يراد قسرٱ وجبرٱ أن يقال خدمة وتخادمٱ ، وما الى ذلك من تسميات وإطلاقات ….
وحقيقة الكلام هو صدق وتعيين الدال الذي هو اللفظ ، على المدلول الذي هو المعنى …. لينتقل الذهن من التصور الى التصديق ، متى ما ظهر التصور على الحقيقة المبينه لما هو الواقع الموضوعي الخارجي ، ليؤكد دلالته على مدلوله ، ويجعل المستمع فاهمٱ مدركٱ ومتفهمٱ للمدلول ، من خلال سمع الدال ، الذي يفصح ويوضح ويشير الى الشيء المقصود الذي هو المدلول ، ليتضح المعنى ، عند السامع والمستمع ، وينتقل ذهنه الى المراد من معنى ، من خلال القرن { الإقتران } الأكيد الواقع بين الدال { اللفظ } ، والمدلول { المعنى } ….. لما هناك من علاقة إنتقال من ذهن اللافظ { المتكلم } ، الى ذهن المستمع { المخاطب } … ليعي ما يشير اليه اللفظ ، وما يراد منه ، وما يدل عليه ، ويرشد اليه من معنى ….
والوصول الى حقيقة الفكرة ، وما يريده المتكلم ، يكون لما تتوفر الحرية التامة الكاملة غير المقيدة بأي شرط أو قيد ، لينقل التعبير { اللفظ } الصورة الذهنية للمتكلم وما يعتمل في داخل الإنسان من تفكير ، الى ذهن المخاطب ليفهم مراده ، ومعنى حقيقة ما يريده المتكلم { معنى اللفظ ومصداقه الواقعي الخارجي } ، ولتتحقق مصداقٱ حقيقيٱ موضوعيٱ أمينٱ صادقٱ خالصٱ في الواقع الخارجي ، لما يكون الجو نقيٱ أمينٱ مستوعبٱ قابلٱ ، بلا قيود ولا تحذيرات ، ولا فروضات مانعات ولا توعدات إرهابية ، ولا تلويحات عذاب ولا إشارات منع وقمع وعقوبات ، ولا الى ما الى ذلك من موانع ومنغصات ، ومطبات وعرقلات …… حتى يعبر اللفظ عن المعنى ، بما هو عليه من {{ (( وضع )) ، وضع اللفظ للدلالة على المعنى }} …. الذي هو وسيلة [ التعبير ] ، الذي ينقل الفكرة كما هي في ذهن المتكلم ، الى حقيقتها المدلولة من معنى ، ليفهما السامع والمتلقي والمخاطب ، على حقيقتها الواضحة المرادة ….
هذا هو التفصيل الموضح لما يشار اليه من موضوع ومفهوم [[{{(( حرية التعبير ))}}]] ….
حسن المياح
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات الذی هو
إقرأ أيضاً:
ما الذي على ترامب أن يسمعه في الرياض غدًا؟!!
تختلف القمة الخليجية الأمريكية التي يحضرها الرئيس الأمريكي ترامب هذه المرة عن تلك التي حضرها في ولايته الرئاسية الأولى، فالعالم لم يعد هو العالم والشرق الأوسط تغير كثيرا عما كان عليه في عام 2017، حتى أفكار ترامب نفسها تغيرت رغم أن استراتيجية «الصفقة» ما زالت هي التي ترسم تفاصيل المشهد في مجمله.
عودة ترامب إلى المنطقة هذه المرة لا تمثل استئنافا لتحالفات تقليدية ولكنها اختبار لتوازنات جديدة تتشكل بهدوء في شرق العالم وغربه. ولذلك سيكون أمام قادة دول الخليج الذين سيحضرون القمة غدًا مسؤولية كبيرة ليُسمعوا ترامب ما يجب أن يسمعه حول مستقبل الشراكة الخليجية الأمريكية وحدودها وشروطها.
أحد أهم الأفكار التي على ترامب أن يسمعها غدًا في الرياض أن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة تجاوزت كل الحدود وباتت عبئا أخلاقيا واستراتيجيا على حلفاء واشنطن، وفي مقدمتهم دول الخليج. وإذا كانت دول الخليج لا تستطيع، منطقا، الطلب من أمريكا أن تتخلى عن إسرائيل، فإن عليها في هذه القمة أن تطلب من أمريكا قبل ترامب إعادة تعريف العلاقة معها ضمن إطار يحفظ للمنطقة استقرارها ويكبح جماح السياسات التي تهدد بإشعال صراعات لا يمكن احتواؤها.
ورغم أن الحديث عن التطبيع مع إسرائيل بات مريرا، بعد سلسلة الجرائم التي ارتُكبت في غزة ولبنان وسوريا واليمن خلال الأشهر الماضية، فإن من الضروري أن توضح دول الخليج موقفها للرئيس الأمريكي إذا ما أعاد طرح ملف الاتفاقيات الإبراهيمية وتحيله إلى شروط المبادرة العربية التي تشترط قيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، ودون ذلك، إن الدفع باتجاه تطبيع غير مشروط يعكس ما وصفته دراسات غربية بأنه «تسوية وظيفية» لا «تسوية سياسية»، أي بناء علاقات سطحية دون معالجة جذور الصراع، مما يهدد بإعادة تدوير العنف، إضافة إلى أنه تخلٍ واضح عن القضية الفلسطينية.
وفي هذا السياق، فإن ملف الطاقة لا يُمكن فصله عن مفهوم الشراكة الاستراتيجية. فالاستقرار الاقتصادي الذي تسعى إليه واشنطن مرهون باستقرار سياسي لا تصنعه السوق وحدها، بل يضمنه التفاهم العميق مع الحلفاء.
ولا يجب هنا أن يغيب عن بال ترامب أن موازين القوى في الخليج لم تعد أمريكية بالكامل. فالصين بعد الاتفاق النفطي في عام 2023 مع الرياض، أصبحت شريكا موازيا في التجارة والاستثمار، فيما تتقدم الهند كمحور جيو ـ اقتصادي بديل، كما أن المستثمرين الروس، وهم كثر، نقلوا الكثير من ملياراتهم إلى الخليج منذ فبراير 2022 إلى اليوم. وعلى ترامب أن يسمع بوضوح أن الحديث عن «العودة إلى الشرق الأوسط» لا يكفي وعليه أن يعرف جيدا أن الشراكة اليوم لم تعد عمودية، بل أفقية، قائمة على التوازن لا التبعية.
ثمة أمر آخر شديد الأهمية، وهو إشكالية عميقة تراكمت منذ ولاية ترامب الأولى وتتمثل في تداخل المصالح الخاصة مع مصالح الدولة، ومن حق الدول الخليجية أن تسمع إجابة واضحة: هل الشراكات التي أبرمت منذ ولاية ترامب الأولى إلى اليوم هي عميقة مع واشنطن أم مرحلية عمرها الافتراضي لا يتجاوز أربع سنوات!
هذا السؤال وما شابهه من الأسئلة ليست هامشية؛ فالثقة الاستراتيجية تُبنى على مؤسسات، لا على أفراد. والدول الخليجية لا تريد بناء علاقات استراتيجية قائمة على أفراد وإلا فإنها قادرة على البحث عن توازنات جديدة أكثر موثوقية في لحظة مفصلية من لحظات التغير العميق في العالم.
وفيما يخص الطاقة وهو موضوع لا يمكن فصله عن العلاقات الاستراتيجية والاستقرار السياسي فمن المهم أن يسمع ترامب وجهة نظر خليجية قوية مفادها أن ليس في مصلحة أمريكا أن تضعف أصدقاءها وحلفاءها عبر العمل على انهيار أسعار النفط، وكذلك فرض رسوم جمركية تنهار معها اتفاقيات التجارة الحرة بين أمريكا ودول الخليج.. تحتاج دول الخليج إلى أخذ التزامات من واشنطن تضمن استقرار المنطقة سياسيا واقتصاديا.
سيكون على الرئيس الأمريكي، إذا أراد استعادة ثقة حلفائه، أن يُظهر استعدادا للاستماع إلى الكثير من الملاحظات الاستراتيجية وفي مقدمتها أن الخليج بات قادرا على بناء شراكات استراتيجية أمنية واقتصادية مع أقطاب جديدة في العالم، وأن تكلفة دعم إسرائيل باتت عالية سياسيا وأمنيا، وأن الشراكة الاقتصادية لا يمكن أن تغطي على فجوات الثقة.
لن تكون قمة الرياض، إذن، اختبارا لشكل العلاقة مع إدارة ترامب فقط، ولكن للحظة الخليج نفسها: هل ما زالت ترى في أمريكا شريكا حصريا، أم أصبحت شريكا بين شركاء في نظام عالمي يعاد تشكيله بلا قيادة مركزية؟ الجواب لن يظهر في البيان الختامي ولكن في الخيارات الفعلية التي تتخذها العواصم الخليجية بعد القمة.