أصابت النجاسة مكانًا أريد الصلاة فيه وقد خفي موضعها .. فماذا أفعل؟
تاريخ النشر: 28th, February 2024 GMT
حكم طهارة من أصابت مكان صلاته نجاسة ولا يعلم موضعها، أمر يشغل ذهن الكثيرين وأجابته دار الإفتاء المصرية، من خلال موقعها الرسمي.
حكم طهارة من أصابت مكان صلاته نجاسة ولا يعلم موضعهاحيث جاء سائل يقول: أصابت النجاسة مكانًا أريد الصلاة فيه وقد خفي موضعها.. فماذا أفعل حتى تصح صلاتي في هذا المكان؟
وقالت الإفتاء: من أصاب مكان صلاته نجاسة عَلِم موضعها فيكفي غَسْل هذا الموضع، فإن خَفِيَ موضعُ النجاسةِ؛ فإن كان المكان صغيرًا، فلا تُجزئ الصلاةُ فيه حتى يَغْسلَه كله، وإن كان المكان واسعًا فلا يجب غَسْله ويصلي حيث شاء، لأنَّ ذلك يشق عليه.
واتَّفق جمهور الفقهاء من الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة: على أنَّ طهارة الثوب والبدنِ والمكانِ شرطٌ من شروط صحة الصلاة، وذلك كما أفادته عبارة "بدائع الصنائع" للعلامة الكاساني الحنفي (1/ 114، ط. دار الكتب العلمية)، و"شرح الخَرَشِي على مختصر خليل" للعلامة الخَرَشِي المالكي (1/ 103، ط. دار الفكر)، و"المجموع" للإمام النووي الشافعي (3/ 131، ط. دار الفكر)، و"كشاف القناع" للعلامة البُهُوتي الحنبلي (1/ 288، ط. دار الكتب العلمية).
فمَن أصاب مكان صلاته نجاسةٌ ظاهرةٌ وجبَ عليهِ إزالتها حال القُدْرة، وإلَّا لا تَصِحُّ صلاتُه.
وإن خَفِيَ موضعها، ففيه خلاف: فيرى المالكيةُ والشافعيةُ والحنابلةُ، وزُفَر من الحنفية أنَّ النجاسة إذا كانت في مكانٍ صغيرٍ وَخَفِيَ مكانها، فلا تُجزئ الصلاةُ فيهِ حتى يَغْسِلَهُ كله؛ إذ الأصلُ بقاءُ النجاسةِ ما بقيَ جُزءٌ منها، وإن كان المكان واسعًا فلا يجبُ غَسْلُه، ويُصَلِّي حيثُ شاء، لأنَّ ذلك يشقُّ عليهِ، ولأنه لو مُنِعَ الصلاةَ أفضى إلى أنْ لا يجدْ موضعًا يُصَلِّي فيه.
قال الشيخ الحَطَّاب المالكي في "مواهب الجليل" (1/ 158، ط. دار الفكر): [محلُّ النجاسة سواء كان بدنًا، أو ثوبًا، أو أرضًا، أو غير ذلك إذا أريد تطهيره إنَّما يَطْهُر بغَسْله، ولا يطهر بغير الغَسْل] اهـ.
وقال العلامة الخطيب الشربيني الشافعي في "مغني المحتاج" (1/ 403، ط. دار الكتب العلمية): [(ولو نَجَس) بفتح الجيم وكسرها (بعضُ ثوبٍ أو) بعضُ (بدنٍ) أو مكانٍ ضيقٍ (وجُهِل) ذلكَ البعضُ في جميعِ ما ذكرَ (وجبَ غَسْلُ كله) لتصحَّ الصلاةُ فيه؛ إذ الأصلُ بقاءُ النجاسةِ ما بقيَ جزءٌ منهُ، فإن كانَ المكانُ واسعًا لم يجبْ عليهِ الاجتهادُ، ولكن يُسنُّ، فله أن يُصلي فيه بلا اجتهادٍ] اهـ.
وقال العلامة ابن قُدَامة الحنبلي في "المغني" (2/ 64، ط. مكتبة القاهرة): [وإن خَفِيت النجاسةُ في فضاءٍ واسعٍ، صَلَّى حيثُ شاءَ، ولا يجب غَسْلُ جَمِيعِهِ، لأنَّ ذلكَ يَشُقُّ، فلو مُنِعَ من الصلاةِ أفضى إلى أن لا يجد موضعًا يُصَلِّي فيه، فأمَّا إن كان موضعًا صغيرًا، كبيتٍ ونحوهِ، فإنَّه يَغْسِلهُ كُله؛ لأنه لا يَشُقُّ غَسْلُه، فأشبهَ الثوبَ] اهـ.
ويرى فقهاء الحنفية -عدا زفر-: أنَّ الأرضَ تَطْهُر بالجفافِ دونَ حاجةٍ إلى غسلها، فلا يشترط إيراد الماء الطاهر عليها، ومن ثَم فيجوز الصلاةُ عليها إنْ أَصابتها نجاسةٌ جَفَّت وذهبَ أثرها، دونَ حاجةٍ إلى غَسلها.
قال العلامة الحَصْكَفِي في "الدر المختار" (1 / 311، ط. دار الفكر): [(و) تَطْهُر (أرض)، بخلاف نحو بساط (بيبسها) أي: جفافها ولو بريحٍ، (وذهاب أثرها، كلون)، وريح (لـ)أجل (صلاة) عليها] اهـ.
قال الإمام ابن عابدين مُحَشِّيًا عليه: [(قوله: ولو بريحٍ) أشار إلى أنَّ تقييد "الهداية" وغيرها بالشمس اتِّفاقي، فإنَّه لا فرق بين الجفاف بالشمس، أو النار، أو الريح، كما في "الفتح" وغيره] اهـ.
وقال الإمام الكاساني في "بدائع الصنائع" (1/ 85): [ولو أصابت النجاسة الأرض فجفَّت وذهب أثرها تجوز الصلاة عليها عندنا. وعند زفر: لا تجوز] اهـ.
وشددت بناءً على ما سبق: فمَن أصاب مكان صلاته نجاسة عَلِم موضعها فيكفي غَسْل هذا الموضع، فإن خَفِيَ موضعُ النجاسةِ؛ فإن كان المكان صغيرًا، فلا تُجزئ الصلاةُ فيه حتى يَغْسلَه كله، وإن كان المكان واسعًا فلا يجب غَسْله ويصلي حيث شاء، لأنَّ ذلك يشق عليه.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: طهارة دار الإفتاء کان المکان دار الفکر واسع ا
إقرأ أيضاً:
قيادات عسكرية ومسؤولين يزورون مكان استشهاد شيخ الشهداء الفريق علي ناصر هادي بحجيف في ذكرى استشهاده العاشرة
شمسان بوست / علي مقراط
جسد كوكبة من القيادات العسكرية ومسؤولين ونشطاء وشخصيات اجتماعية أروع لحظات الوفاء والعرفان لشهيد الوطن البطل شيخ الشهداء الفريق الركن علي ناصر هادي قائد المنطقة العسكرية الرابعة بمناسبة الذكرى اليوبيلية العاشرة لاستشهاده في مثل هذا اليوم السادس من مايو 2015م
وشارك هؤلاء القيادات والشخصيات اولاد الشهيد العميد طارق والمقدم سند والشيخ سالم علي ناصر هادي وكافة اسرتهم واحفاده المناسبة الخالدة وذهبوا إلى موقع استشهاده في منطقة حجيف بمديرية التواهي بالعاصمة عدن ووضعوا اكليلا من الزهور وقراءة الفاتحة على روحه
وتقدم المشاركين نائب رئيس هيئة الاركان العامة اللواء الركن أحمد البصر سالم ووكيل محافظة عدن خالد الجعيملاني ونائب المفتش العام للقوات المسلحة اللواء الركن مسفر الحارثي ورئيس هيئة العمليات المشتركة اللواء الركن صالح علي حسن وقائد القوات البرية القوات المسلحة الجنوبية اللواء الركن أحمد علي البيشي أبو طاهر والقائد العام لقوات الشرطة العسكرية اللواء الركن محمد صالح الشاعري ورئيس هيئة التدريب والتاهيل بوزارة الدفاع اللواء الركن محمد بن محمد الردفاني ومدير دائرة الامداد والتموين قائد القاعدة الادارية العميد علي محمد الكود والعميد محمود الدوسري والعميد عبدالكريم قاسم شائف العيسائي والعميد محمد صالح عبدالقوي والعميد صالح عثمان المنصب والعميد عبدالسلام البيحاني والصحفي العميد علي منصور مقراط والعميد عبدالله سعيد المداري والشيخ عبدالله حسين العرماني واخرين
واستشهد القائد العسكري التاريخي الكبير الفريق الركن علي ناصر هادي مقبلا غير مدبرا يوم السادس من مايو 2015م وهو يقود معركة الشرف والكرامة وجهاً لوجه مع مليشيات الحوثي الارهابية المدعومة من النظام الايراني حيث اخترقت رصاصة قناص جمجمته واستشهد في الحال على اثرها وكان في المعركة نفسها بالقرب منه العميد طيار ناصر السعدي والذي تعرض لإصابات بالغة …
وسجل الشهيد علي ناصر هادي موقفاً عظيما في معركة الدفاع عن عدن وهو من أشهر القادة الذين تبقوا في عدن بعد أن لاذ الاخرين بالفرار واخرين في بيوتهم فكان الضوء الوحيد لرمزية الجيش فاصدر الرئيس الشرعي السابق المشير عبدربه منصور مقراط قراراً قضى بتعيينه قائدا المنطقة العسكرية الرابعه وبظهوره بسنه الكبير وهو يتقدم الصفوف آلتف حوله بقية القادة والضباط وشباب المقاومة الأبطال ليسطروا أشرس الملاحم الشجاعة في مواجهة الالة الحربية للحوثيين وقال كلمته الشهيرة وصدق : لن يمرون إلا على جثثنا . وبالفعل حين استشهد سقطت التواهي والفتح فاستمر القتال بدعم الأشقاء في قيادة التحالف العربي حتى تم تحرير عدن وباقي المحافظات الجنوبية بفضل تضحيات شباب المقاومة الأبطال. فتحقق النصر العظيم
رحم الله شيخ الشهداء الفريق الركن علي ناصر هادي واسكنه فسيح جناته