كشف معهد “Lowy” مقره أستراليا، أن تركيا احتلت المركز الثالث كأوسع شبكة دبلوماسية في العالم.

جاء ذلك وقف تقرير نشره المعهد تحت اسم” مؤشر الدبلوماسية العالمية” درس فيه بيانات 66 دولة من آسيا ومجموعة العشرين ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، من أجل تحديد الشبكات الدبلوماسية “الأهم” في العالم.

واستفاد التقرير من بيانات عائدة لمؤسسات رسمية في 66 دولة ومنطقة بين يوليو/ تموز ونوفمبر/ تشرين الثاني عام 2023، حيث صنف البلدان والمناطق وفقًا لعدد ممثلياتها الخارجية.

وجاءت الصين في المرتبة الأولى كأوسع شبكة دبلوماسية، تلتها الولايات المتحدة الأمريكية، فيما احتلت تركيا المرتبة الثالثة.

المصدر: تركيا الآن

إقرأ أيضاً:

نظرة على النظام العالمي الصاعد

يعيش العالم لحظات تاريخية لا يتسنى لكل الأجيال أن تشهدها، حالة من الصعود والهبوط والتعقيد والغموض، لحظة يدخل فيها النظام العالمي «المتداعي» إلى ما يمكن تسميته بلحظة «التعب». القوى التي قادت القرنين الماضيين، من لندن الصناعية إلى واشنطن ومن بعدها بكين، تكتشف أن المحركات القديمة فقدت قدرتها على الدفع، وأن طريق «النهوض السريع» الذي عرفه العالم منذ الثورة الصناعية يكاد يُغلق.

طوال مائتي عام تقريبا، كان التاريخ يتحرك وفق منطق واضح؛ دول تفتح مصانعها، وتُعيد تشكيل مجتمعاتها، وتلتحق بركب القوة عبر التصنيع، والجيش، والتوسع. هذا المنطق أنتج حروبا عالمية وإمبراطوريات استعمارية وحربا باردة؛ لكنه كان يقوم دائما على فكرة وجود قوة صاعدة في الأفق، تطرق باب النظام القائم وتزعزع موازينه. لكن هذه الفكرة تتآكل اليوم بشكل واضح جدا.

الإنتاجية تتباطأ في معظم الاقتصادات الكبرى، والمجتمعات تشيخ قبل أن تُنهي بناء اقتصادات عادلة ومتوازنة. لم تعد فكرة الغزو مجدية جدا أو مغرية في هذه اللحظة التي يعيش فيها العالم ثورة المعرفة والبرمجيات. الصين، التي قيل إنها «وريثة حتمية» للهيمنة الأمريكية، محاصرة بمزيج من ديون هائلة، وأزمة عقار، وتحديات ديموغرافية وتعليمية. الولايات المتحدة بدورها أقل ثقة وأكثر انقساما، وأوروبا واليابان وروسيا تتقدم في العمر أسرع مما تجدّد قاعدة إنتاجها.

في المقابل، يقف جزء كبير من الجنوب العالمي ـ من إفريقيا إلى بعض مناطق الشرق الأوسط ـ عند مفارقة صعبة؛ الكثير من الشباب بلا عمل، وديون ثقيلة بلا مقابل تنموي حقيقي، ودول تتعرض لضغط الهجرة، وتغيّر المناخ، وسلاسل إمداد هشة، من دون شبكة أمان اجتماعي أو مؤسسي كافية.

هذا الركود في قمة النظام لا يعني هدوءا في الأطراف.. على العكس، القوى المتراجعة تميل تاريخيا إلى المغامرة العسكرية لتأجيل الاعتراف بتراجعها. ما فعلته روسيا في أوكرانيا نموذج على عقلية تستعيد الهيبة بالقوة حين تستنفد أدوات النفوذ الأخرى. الخطر أن تنجذب قوى أخرى إلى المنطق ذاته، وأن تتحول مناطق التوتر المفتوحة ـ من شرق أوروبا إلى شرق آسيا ـ إلى ساحات اختبار لقوى متعبة تبحث عن انتصار رمزي.

في الوقت نفسه، تتعرض الديمقراطية الليبرالية لضغط عميق من الداخل. اتساع فجوة اللامساواة، وضمور الطبقات الوسطى، وتآكل الثقة في المؤسسات، وصعود الشعبويات القومية في أوروبا وأمريكا، كلها إشارات إلى أن النموذج الذي قدّم نفسه لعقود باعتباره أفقا عالميا، يواجه أزمته الخاصة. ومع انكماش شرعية هذا النموذج، تتراجع أيضا شرعية النظام الدولي الذي بُني حوله؛ فتضعف المؤسسات متعددة الأطراف، وتتقدم الحمائية، ويصبح «التحالف» أقرب إلى صفقة عابرة منه إلى التزام طويل المدى.

لكن غياب القوى الصاعدة لا يعني غياب الأدوار؛ بل يعني العمل على إعادة تعريف القوة ذاتها. عندما تتعب المراكز الكبرى، تزداد قيمة الأطراف القادرة على إنتاج الاستقرار، وبناء الجسور، وتوفير ممرات آمنة للتجارة والطاقة، واقتراح صيغ جديدة للتعايش في منطقة مثقلة بالتوترات.

النظام العالمي الراهن لا يمنح أحدًا ضمانات جاهزة، لكنه يفتح مساحة لخيارات جديدة.. إما أن نقرأ لحظة الركود هذه بوصفها نهاية زمن الصعود فقط، فننغلق وراء حدودنا ونكتفي بمراقبة تصدعات العالم؛ أو أن نفهمها كبداية زمن آخر، يصبح فيه الاستقرار وبناء الإنسان، وتوسيع دائرة العدالة الاجتماعية، أدوات قوة لا تقل وزنا عن حاملات الطائرات. وفي هذه المنطقة يمكن أن يتحدد موقع كل دولة من النظام العالمي القادم.

مقالات مشابهة

  • أبو العلا: الالتزام بأحكام القضاء يمثل ركيزة رئيسية في ترسيخ دولة المؤسسات
  • تركيا تعلن تعرض سفينة روسية لهجوم في المياه الدولية بالبحر الأسود
  • ضبط شبكة دعارة في تركيا
  • حضور 80 دولة.. ليبيا تشارك بمنتدى حول «منع هدر الغذاء والمياه» في تركيا
  • نظرة على النظام العالمي الصاعد
  • "استثمر في عمان" توسع شبكة الشراكات الدولية بـ"حوار الأعمال" في جنوب أفريقيا
  • بقائي: أمريكا أصبحت أكبر تهديد للأمن في العالم بسلوكها
  • العراق في المرتبة 116 عالمياً بين أغنى دول العالم لعام 2026
  • وكالة الطاقة الدولية تتوقع تراجع الطلب العالمي على الفحم
  • مسؤول قطري يتحدث عن اتفاق غزة والقوة الدولية ومكتب حماس بالدوحة