تايمز: الليبرالية الأوروبية تواجه تحديات في جميع دول القارة العجوز
تاريخ النشر: 22nd, July 2023 GMT
حذرت صحيفة ذا تايمز البريطانية (The Times) من التحديات التي يتعرض لها نظام الحكم الليبرالي في أوروبا وتحوّل غالبية دول القارة العجوز نحو سياسات اليمين المتطرف التي تغيّر وجه أوروبا تماما.
وقالت الصحيفة في افتتاحيتها: من المفارقات أنه، في الوقت الذي تسعى فيه الأحزاب الرئيسية إلى تبني سياسات اليمين المتطرف، على أمل سلبها من المؤيدين، فإنها تجعل هذه الأحزاب أكثر احتراما.
واستعرضت التحول الأوروبي نحو اليمين وبدأت عرضها بالسويد، واصفة إياها بأنها البلد الذي ظل لعقود نموذجا لليبرالية دولة الرعاية الاجتماعية، لكن اليوم أصبحت سياساتها يمينية بشكل حاد، موضحة أن هذا البلد لن يتعامل مع الجريمة بعد اليوم على أنها استثناء اجتماعي، ولن يُعرض على السجناء إجازة للدراسة والعمل مع إجازة نهاية الأسبوع، ولن يتم الترحيب بطالبي اللجوء للتمتع بمزايا سخية وحماية اجتماعية.
ستوكهولم أصبحت أخطر الوجهات السياحيةوأشارت "ذا تايمز" إلى أن السويد قد صدمتها جرائم الأسلحة النارية وعنف العصابات وتجارة المخدرات في ستوكهولم، التي أدت -بشكل لا يصدق تقريبا- إلى تسميتها كواحدة من أخطر الوجهات السياحية في العالم، مضيفة أن الحكومة الجديدة تخطط لزيادة عدد السجون وتشديد الأحكام وحتى تأجير سجون في الخارج.
وقالت إن الحزب اليميني "المتطرف" الذي كان يُنظر إليه في السابق على أنه منبوذ سياسيا، يجد الدعم الآن من تحالف يمين الوسط الحاكم، وأصبحت الآراء والسياسات -التي اعتبرها السويديون من قبل غير متسامحة وغير مقبولة- تجد الترحيب والاحترام.
وأضافت أن السويد ليست وحدها، بل لدى غالبية الدول الأوروبية، أصبحت السياسات والأيديولوجيات التي يُنظر إليها على أنها سامة أكثر انتشارا، وتشكل أجندات الأحزاب التقليدية وتكتسب جاذبية انتخابية بشكل مطرد.
كل أوروبا وألمانيا أكثر إثارة للقلقواستعرضت الصحيفة عددا من الدول الأوروبية التي أصبح التيار اليميني فيها يُحظى بتأييد كبير، ومن بينها فرنسا وإسبانيا والمجر وبولندا، واليونان التي فاز فيها اليمين المتطرف مؤخرا بمقاعد في البرلمان، وفنلندا، وإيطاليا التي أصبح فيها حزب اليمين المتطرف حاكما حاليا.
وقالت إن الأمر الأكثر إثارة للقلق بالنسبة لمعظم أوروبا ربما يكون هو الجاذبية المتزايدة في ألمانيا لحزب "البديل من أجل ألمانيا" -الذي يعد الآن ثاني أكثر الأحزاب شعبية- متقدما على الديمقراطيين الاشتراكيين، إذ فاز للتو بانتخابات محلية شرق البلاد، ويمكنه الآن اختراق جدار الحماية الذي ضربته حوله جميع الأحزاب الأخرى المذعورة من أي صلات له بالماضي النازي السام.
وختمت الصحيفة افتتاحيتها بالقول إن جاذبية اليمين المتطرف تستند إلى مخاوف الهجرة غير المنضبطة وفقدان الهوية الوطنية، تحدي العولمة، الارتباك حول السياسة والحروب الثقافية الجديدة، تكلفة السياسات "التقدمية" خاصة على البيئة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الیمین المتطرف
إقرأ أيضاً:
بينما يموت أطفال غزة.. اليمين الأمريكي يستضيف مجرم حرب للحديث عن برجره المفضل
نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية، مقالا، للكاتبة أروى مهداوي، قالت فيه إنّ: رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، كان في مزاج المزاح عندما أجرى مقابلة مع بودكاست "فول سيند"، في محاولة منه للوصول لجيل الشاب، لكن ظهوره أدّى إلى خسارة القناة على "يوتيوب" وفي أقل من يوم.
وقالت مهداوي، في المقال الذي ترجمته "عربي21" إنّ: "غزة تتضور جوعا، حيث يعاني ما يقرب من 100,000 طفلا وامرأة من سوء تغذية حاد، ويقضي ثلث سكان غزة أياما دون طعام، وفقا لخبير من برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، فيما تتراكم أطنان من الطعام المتعفن في مستودعات على أطراف غزة، لكن حكومة إسرائيل لن تسمح بوصولها بحرية".
وأضافت أنه: "بدلا من ذلك يواجه الفلسطينيون في غزة، نسخة واقعية من سلسلة أفلام "هانغر غيمز" أو (ألعاب الجوع) ليعثروا على ما يأكلونه. وقُتل أكثر من 1,000 فلسطينيا يائسا برصاص القوات الإسرائيلية منذ نهاية أيار/ مايو وهم يحاولون الوصول إلى نقاط توزيع الغذاء التي تديرها الولايات المتحدة، ومؤسسة غزة "الإنسانية" المدعومة من إسرائيل".
وتابعت: "في يوم الاثنين، أجرى نتنياهو، أحد أبرز مهندسي حملة التجويع الجماعي المتعمد في غزة، مقابلة استمرت ساعة مع عضوي فرقة "نيلك بويز" كايل فورغيرد وآرون شتاينبرغ في بودكاست "فول سيند". وإذا لم تكن ضمن الفئة السكانية المستهدفة (شاب ذو ميول يمينية)، فقد لا تعرف الكثير عن المجموعة الإعلامية المعروفة باسم "نيلك بويز"، وهم يتمتعون بنفوذ كبير ولديهم أكثر من 8.5 مايون مشترك على "يوتيوب" وأجروا عدة مقابلات مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب".
وأكّدت: "في الواقع حقّقت مجموعة "نيلك بويز" إلى جانب مجموعات من مقدمي بودكاست الآخرين، فيما يمكن وصفه بـ" العالم الرجالي" مثل أدين روس وثيو فون وجو روغان على تحية من دانا وايت، المدير التنفيذي لـ "ألتيميت فايتنغ تشاميونغ" (يو أف سي" في حفلة فوز ترامب ليلة الإنتخابات".
وتابعت: "لكن من غير الواضح كيف تمكنوا من ترتيب مقابلة نتنياهو، على الرغم من أن رجل الأعمال إلكانا بار إيتان، الذي رتّب في السابق رحلة مجموعة نيلك "بويز" إلى إسرائيل، يدّعي أنه من كان وراء اقتراح الفكرة، ومن أجل المساعدة في: نقل رسائل مؤيدة لإسرائيل إلى جمهور أصغر سنا".
وتقول مهداوي: "يمكنك مشاهدة الدقائق السبعين السخيفة بأكملها بنفسك، إذا كنت تريد التضحية ببعض الخلايا العقلية والحصول على إعلانات مزعجة للمراهنات الرياضية والعملات المشفرة. لكنها توفّر على القارئ المعاناة وتقدم ملخصا للمحادثة التي تطرق فيها نتنياهو إلى جميع نقاط الحديث المفضلة لديه وكذب باستمرار دون أي رد ممن استضافوه".
وأكّد: "بدأ بالتملق لترامب، وهو أمر يجيده كثيرا مشيدا بروح الدعابة لدى الرئيس الأمريكي وقال إن زوجته سارة أخبرته أن ترامب: شخص طيب القلب"، مردفا: "ادّعى نتنياهو أنّ معظم الضحايا المدنيين في غزة ماتوا بسبب حماس وخطئها. وادعى كذبا أن الجميع في غزة يريدون المغادرة، وبعد ذلك انتقل إلى موضوع زهران ممداني المرشح الديمقراطي لعمدة نيويورك، ونتنياهو ليس من المعجبين به، قبل أن يقضي الكثير من الوقت في الحديث عن إيران".
وأورد: "لكن لا تقلق، فقد تخلّلت هذه الجولة القوية من الصحافة اللاذعة لحظات مرحة، مثل عندما سأل نيلك بويز عن طلب نتنياهو المفضل من ماكدونالدز، وأجاب نتنياهو أنه يفضل برجر كنغ، فرد شتاينبرغ مازحا: أعتقد أن هذا أسوأ رأي لك".
إلى ذلك، تعلق مهداوي قائلة: "مضحك، أليس كذلك؟ إنه أمر مضحك للغاية أن يموت الأطفال من الجوع في غزة بفضل رجل من أشد المعجبين بووبرز"، ساندويشة بيرغركينغ الشهيرة".
وتضيف: "إذا أراد شتاينبرغ رؤية المزيد من "الآراء السيئة" لنتنياهو، فإنني أقترح عليه بشدة البحث في بعض الأشياء التي قالها رئيس الوزراء عن الفلسطينيين. ففي عام 2001، على سبيل المثال، قال إن نهجه تجاه الفلسطينيين هو أنه يجب عليك: ضربهم، ليس مرة واحدة ولكن مرارا وتكرارا، ضربهم حتى يتألموا بشدة وحتى يصبح الأمر لا يطاق".
وبحسب التقرير: "كان نتنياهو واضحا في سبب جلوسه مع بودكاست "نيلك بويز"، وهو الوصول إلى فئة الشباب. ولكن بعد عامين تقريبا من المذبحة ومقتل أكثر من 17,000 طفلا، تراجع دعم إسرائيل بين الشباب الأمريكي. وليس من الواضح ما إذا كان نتنياهو قد حقق ما أراده من هؤلاء الحمقى المفيدين الذين أجروا معه المقابلة".
"بينما حظي "نيلك بويز" بدعاية كبيرة بسبب المقابلة فـ "لست متأكدة من رضاهم عن رد الفعل العنيف الذي يتلقونه. لقد فقدوا أكثر من 10,000 مشتركا في أقل من يوم ولم يكن قسم التعليقات ليس مرضيا تماما، ويقول أحد أشهر التعليقات على يوتيوب: يا إلهي، هذا جنون، مجرم حرب، ستتذكرون لقرون قادمة هذه المقابلة" وفقا للتقرير نفسه.
وتعلق مهداوي أن "نيلك بويز" يجب ألا يشعروا بالغضب على أنفسهم من هذه المقابلة مع مجرم حرب، فيبدو أن قطاعات واسعة من وسائل الإعلام الرئيسية لا تهتم كثيرا بسماع وجهة النظر الفلسطينية أو التصدي للدعاية الإسرائيلية. وقد وجد أحد تحليلات التغطية الإعلامية أن البرامج التلفزيونية الأمريكية أظهرت تحيزا مستمرا ضد الفلسطينيين، وقضت شهورا دون التحدث إلى فلسطيني واحد.
وأكّدت: "في الوقت الذي أصبح فيه التلويح السلمي بالعلم الفلسطيني أو الدفاع عن الفلسطينيين مدعاة للإعتقال في بريطانيا أو الترحيل من أمريكا، فإن المتهمين بجرائم الحرب يحصلون على معاملة تفضيلية. وعلينا أن نتذكّر أن المحكمة الجنائية الدولية، أصدرت مذكرة توقيف بحق نتنياهو بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب".
وتقول مهداوي: "في عالم عادل، سيجعله هذا منبوذا. بدلا من ذلك، تم تجاهل مذكرة التوقيف الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية، والتي لا تزال سارية المفعول ونادرا ما يذكر نتنياهو في التقارير الإخبارية، ولم يمنع ذلك السياسيين الأمريكيين من الاختلاط به بأريحية. حتى أمثال كوري بوكر، الذي يتظاهر بأنه ناشط في مجال الحقوق المدنية، التقطوا صورا مع نتنياهو في وقت سابق من هذا الشهر".
واسترسلت مهداوي، إنها تتحدّث عن هذا بسبب "تطبيع" نتنياهو و"التبيض" الدائم لجرائم دولة الاحتلال الإسرائيلي المزعومة من شخصيات "محترمة"، وهو ما يسمح لرجل تسيل الدماء من يديه، رجل مسؤول عما يصفه العديد من الخبراء بأنه: أسوأ وضع إنساني شهدوه على الإطلاق"، لكي يحظى بمقابلة ويتحدث إلى بودكاست "نيلك بويز" المؤثر للغاية ليلقي نكاتا حول ما إذا كان يفضل ساندويشات ماكدونالدز أم برجر كنغ".
وختمت بالقول: "في ظل مأساة غزة التي تتضور جوعا، هناك الكثير من السياسيين والصحافيين في الولايات المتحدة الذين يجب أن يسألوا أنفسهم عن دورهم في تمهيد الطريق لحدوث إبادة جماعية".