من غابات الكونغو إلى مركز موتوبو.. رحلة المقاتلين العائدين إلى رواندا
تاريخ النشر: 1st, December 2025 GMT
في إحدى غرف مركز موتوبو شمال رواندا، يروي مبالي هافاشيمانا آموس، المقاتل السابق في القوات الديمقراطية لتحرير رواندا، رحلته من غابات شرق الكونغو إلى داخل رواندا.
يتحدر آموس من الهوتو، وقد نشط مقاتلا ضمن القوات الديمقراطية لتحرير رواندا التي تشكّلت من بقايا الجيش الرواندي المسؤول عن الإبادة الجماعية بحق التوتسي عام 1994 قبل فراره إلى الجانب الآخر من الحدود.
ويقول آموس لوكالة الصحافة الفرنسية "في أبريل/نيسان الماضي وخلال القتال ضد حركة إم 23 اضطررنا للانسحاب إلى منطقة صعبة لم نتمكن فيها من العثور على أي شيء نأكله".
ويضيف أنه عندما قرر تسليم نفسه، هذا العام، كان يعتقد أنه سيُقتل، لكنه فوجئ بأنه نُقل إلى مركز إعادة التأهيل في موتوبو، حيث يخضع لبرنامج مدني واقتصادي كامل.
شهادة مشابهة يقدمها نزاييسينغا إيفاريست، وهو عريف سابق في القوات الديمقراطية لتحرير رواندا -وصل إلى رواندا في سبتمبر/أيلول الماضي- يقول فيها "إن مد اليد للعدو كان أمرًا مرعبًا"، وينقل عن قيادته أنها كانت تؤكد لهم أن رواندا "بلد للتوتسي ولا صوت فيه للهوتو، وأننا إذا ذهبنا إلى هناك سيقتلوننا"، ويصف هذه السردية بأنها "أكاذيب".
ويوضح سيبريان موديي، الضابط المتقاعد الذي يرأس مركز موتوبو، أن المقاتلين "عادة ما يكونون في حالة خوف شديد عند وصولهم بسبب الأيديولوجيا التي تلقوها"، لكنه يقول إن "الخوف يتلاشى تدريجيًا" مع بدء مراحل التأهيل.
رواندا.. إدماج مقاتلين سابقينبدأت رواندا منذ عام 2001 تنفيذ جهود جدية لإدماج مقاتلين سابقين من القوات الديمقراطية لتحرير رواندا في المجتمع.
تبدأ العملية بمجرد عبور المقاتلين الحدود من شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، وبعد تسليم السلاح مباشرة، ينقلون إلى مركز مختص بإعادة تأهيلهم وتسهيل عودتهم للحياة الطبيعية.
إعلانويقع مركز موتوبو لنزع السلاح وإعادة الإدماج قرب مدينة موسانزي شمال رواندا، ويعمل بإشراف لجنة رواندا لنزع السلاح وإعادة الإدماج.
تتمثل مهمته في نزع سلاح المقاتلين السابقين في الجماعات المسلحة القادمة من شرق الكونغو، ولا سيما القوات الديمقراطية لتحرير رواندا، وتهيئتهم للعودة إلى الحياة المدنية بالتدريب والدعم المالي.
وتقدّر السلطات الرواندية أن عشرات الآلاف مرّوا من المركز منذ تأسيسه، وتشير إلى أنها سجلت منذ يناير/كانون الثاني 2025 عودة نحو ستة آلاف رواندي طوعًا من شرق الكونغو.
لم تكن جهود الإدماج بمنأى عن التطورات الإقليمية. ففي 27 يونيو/حزيران الماضي، وقعت رواندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية اتفاق سلام بوساطة قطرية وأميركية.
تضمن الاتفاق وقف دعم الجماعات المسلحة واحترام السيادة والتنسيق الأمني، إضافة إلى خطط للاندماج الاقتصادي الإقليمي.
ويعود أصل المسار إلى لقاء في الدوحة جمع أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بالرئيس الرواندي بول كاغامي والرئيس الكونغولي فيليكس تشيسيكيدي في 18 مارس/آذار الماضي.
ومن هذا اللقاء انطلق مسار تفاوضي رواندي–كونغولي في الولايات المتحدة، وازاه مسار كونغولي–كونغولي أفضى إلى توقيع اتفاق الدوحة الإطاري للسلام بين حكومة كينشاسا وتحالف نهر الكونغو/إم 23 في 15 نوفمبر/تشرين الثاني 2025.
برنامج إعادة التأهيليعمل برنامج إعادة التأهيل ضمن البرنامج الوطني الرواندي لنزع السلاح وإعادة الإدماج، ويتكون من ثلاث مراحل متتابعة.
ويخضع المقاتلون في المرحلة الأولى لدروس في التربية المدنية والتاريخ والإرشاد النفسي، مع توفير الخدمات الأساسية.
أما المرحلة الثانية فتستمر نحو ثلاثة أشهر، ويتلقى فيها المقاتلون مساعدات مالية وعينية تمكنهم من الالتحاق بعائلاتهم بعد مغادرة المركز مباشرة.
ثم المرحلة الثالثة، وهي مرحلة طويلة الأمد، يجري فيها تأهيل المقاتلين مهنيًا وتزويدهم بالأدوات اللازمة للمهن التي يتدربون عليها، إضافة إلى منح مالية تساعدهم على إطلاق مشاريع صغيرة أو إيجاد فرص عمل.
ولضمان تنفيذ بنود الاتفاق، أنشأت حكومات قطر والولايات المتحدة والكونغو الديمقراطية ورواندا وتوغو، بصفتها وسيط الاتحاد الأفريقي، إلى جانب مفوضية الاتحاد الأفريقي، لجنة الرقابة المشتركة لاتفاق السلام، التي تعقد اجتماعاتها عادة في واشنطن.
وفي 7 نوفمبر/تشرين الثاني، قالت اللجنة إن الطرفين اتفقا على إجراءات تنفيذية قصيرة الأجل لتحييد القوات الديمقراطية لتحرير رواندا والجماعات المرتبطة بها، إلى جانب تنفيذ إجراءات فك القوات ورفع التدابير الدفاعية من جانب رواندا.
ورغم أن الطريق من غابات الكونغو إلى مركز موتوبو لا يمحو سنوات الصراع أو الأيديولوجيا المتجذرة، فإن تزايد العائدين طوعا يوحي بتحول أعمق يتجاوز الحدود.
ويبقى نجاح برامج التأهيل مرهونا بقدرة اتفاق السلام على الصمود، في حين يأمل كثيرون أن يتحول موتوبو من محطة عبور مؤقتة إلى بداية لاستقرار طويل تستفيد منه المجتمعات على جانبي الحدود.
إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات إلى مرکز
إقرأ أيضاً:
الجيش الإسرائيلي: قواتنا في حالة استعداد عالية تحسباً للتطورات في سوريا
توغلت القوات الإسرائيلية صباح اليوم الاثنين في الجهة الغربية لقرية صيدا الحانوت في ريف القنيطرة الجنوبي بسوريا، وفق ما أفادت به وكالة “سانا”.
وأوضحت الوكالة أن القوة العسكرية الإسرائيلية المتمركزة في المنطقة تتألف من ثلاث سيارات، إلى جانب طائرة مسيرة تحلق فوق القرية لمراقبة الوضع، فيما تم نقل دبابتين من نقطة البرج إلى نقطة الحميدية في ريف القنيطرة الشمالي.
وكانت القوات الإسرائيلية قد نفذت أمس عمليات توغل في شمال وجنوب القنيطرة، وأقامت حاجزين لتفتيش المارة.
في السياق نفسه، زار اللواء رافي ميلو، قائد قيادة المنطقة الشمالية بالجيش الإسرائيلي، القوات المتمركزة على طول الحدود مع سوريا ولبنان للاطلاع على التدريبات وإجراء تقييمات للأوضاع الميدانية.
وأشار ميلو إلى العملية الأخيرة في بلدة بيت جن جنوب سوريا، والتي أصيب خلالها ستة جنود من قوات الاحتياط، مؤكدًا أن القوات نجحت في تنفيذ المهمة واعتقال المشتبه بهم رغم تعرضهم لإطلاق نار مباشر.
وشدد على أن العمليات العسكرية تأتي ضمن سلسلة جهود واسعة لمكافحة الإرهاب في سوريا، مؤكدًا أهمية التحرك الاستباقي والدفاع المتقدم، وقال: “انتظار العدو ليبدأ الهجوم ليس خيارًا، وعلينا المبادرة لتحديد التهديدات قبل تفاقمها”.
وأكد ميلو أن الجيش الإسرائيلي ملتزم بالبقاء خط الدفاع الأول بين السكان والجهات التي يعتبرها معادية، مع الاستمرار في العمل على تحديد التهديدات والرد عليها والدفاع عن الحدود بكل الوسائل المتاحة.
ويشكل ريف القنيطرة الجنوبي والشمالي أحد أبرز مناطق التوتر على الحدود الإسرائيلية-السورية، حيث تتكرر عمليات التوغل الإسرائيلية ضمن ما تصفه تل أبيب بـ”منطقة الأمن” للحد من نشاط التنظيمات المسلحة والمسلحين في جنوب سوريا.
رئيس الوزراء العراقي يبحث مع مبعوث ترامب دعم المسار الدبلوماسي لحل خلافات المنطقة
بحث رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، الأحد، مع مبعوث الرئيس الأمريكي الخاص إلى سوريا توم باراك، سبل دعم المسار الدبلوماسي لحل الخلافات في المنطقة وتعزيز الاستقرار والنمو الاقتصادي.
وذكر بيان لمكتب رئيس الوزراء أن اللقاء تناول دور العراق في دعم استقرار سوريا وأمنها وازدهارها الاقتصادي، بما يعزز في الوقت نفسه استقرار وازدهار العراق، إضافة إلى تبادل وجهات النظر حول منع أي تصعيد إضافي في المنطقة.
وأشار باراك إلى أهمية الدور البنّاء الذي يمكن للعراق أن يلعبه لتحقيق هذه الأهداف المشتركة.