ما وراء الزيارة المفاجئة لرئيس الحكومة اليمنية الى العاصمة الروسية.. رؤية خليجية
تاريخ النشر: 29th, February 2024 GMT
كشف كاتب سياسي سعودي بارز عن مخاوف يمنية طارئة تقف وراء الزيارة الغير مسبوقة لرئيس الحكومة اليمنية الى العاصمة الروسية واصفا هذه الزيارة المفاجئة لموسكو اولاً وقبل العواصم الغربية بانه تنبيء بدور نشط لحكومة اليمن الشرعية ولحلفائها في فضاء الدبلوماسية الوقائية .
وأكد الكاتب السياسي السعودي وعضو مجلس ادارة الجمعية السعودية للعلوم السياسية " سليمان عبدالعزيز العقيلي" في مقال تحليلي له – اطلع عليه مأرب برس- ان المخاوف الخليجية واليمنية من تحول النزاع في البحر الاحمر الى صراع دولي تكون اليمن والسلامة الاقليمية اول ضحاياه.
وأشار " العقيلي" الى انه "فيما تخوض الولايات المتحدة ما يشبه الحرب في جنوب البحر الاحمر وخليج عدن ؛ دفاعاً عن سلامة الملاحة الدولية. وعن المصالح الاسرائيلية خصوصاً. قد توفر هذه الحرب التي ربما تتحول الى حرب استنزاف امريكية فرصة ملائمة لخصوم واشنطن لتقديم دعم سري الى الطرف المشتبك معها ؛ وهم الايرانيون و وكلاؤهم المحليون الحوثيون".
ولفت الكاتب السياسي السعودي البارز الى انه في "المواقف التي واكبت الاجتماعات ادان الطرفان الاعتداء على سلامة الملاحة في البحر الاحمر وهو موقف يحمد للروس المتمسكون حتى الان بالقانون الدولي" منوها الى أن وزير الخارجية الروسي لافروف تمايز عن نظيره اليمني بانتقاد الضربات الامريكية البريطانية لمواقع الحوثيين العسكرية و تلخص مبعث انتقاده لها بقوله انها لم تكن بتفويض من مجلس الامن التي تملك فيه موسكو حق النقض ، وهذه مناكفة روسية متوقعة تجاه واشنطن. ان لم تتطور الى انحياز الى ايران والحوثيين لاحقاً . وهو ما تخشاه الحكومة اليمنية الشرعية وحلفاؤها الخليجيين"
وأعتبر "المعيقلي " الى أن "التطورات في اشتباكات جنوب البحر الاحمر وخليج عدن مفتوحة على كل الاحتمالات ، فرغم نعومة القبضة الامريكية وتديرها بالدفاع عن النفس. الا ان الايراني والحوثي الباحثين عن الشعبوية الاقليمية والشرعية المحلية يحاولان الظهور بصورة المناضل بمناجزة القوة الامريكية والمدافع عن فلسطين ! ويبدو ان خصومهم الامريكيين لا يمانعون في اسداء هذا الصفة لكل منهما في اطار سياسة الغرب لتوازن القوة في الشرق الاوسط وهذه اللعبة السياسية الغربية محفوفة بالمخاطر . فهي تثير غضب الحلفاء ، وتغري الخصوم بمزيد من الاندفاع. بما في ذلك الخصوم الدوليين".
ولفت الى أن " جل المراقبين في الخليج والمنطقة يعتقد ان موسكو والصين لن تغامرا بالاندفاع وبصورة فجة بالوقوف مع ايران والحوثيين ضد مصالحهما الخليجية والعربية حتى وان كان ذلك يعزز من فرصهما بمواقع مؤثرة في نظام دولي مازال طور التشكيل. لسبب واحد وهو ان روسيا والصين يتقدمان الآن في الخليج والمنطقة بل وفي افريقيا ايضاً ويعززان حضورهما في المنطقتين بدون حروب مكلفة ، بل بمجرد الاستثمار في اخطاء خصومهم الغربيين . "
المصدر: مأرب برس
كلمات دلالية: البحر الاحمر
إقرأ أيضاً:
ما وراء خطة نتنياهو بشأن احتلال غزة التي لا ترضي أحدًا؟
أكد تحليل لشبكة "سي إن إن " أنه بعد مرور ما يقارب العامين على اندلاع حرب الإبادة الإسرائيلية ضد قطاع غزة، صوّت المجلس الوزاري الأمني المصغر على خطة توسع عسكري جديدة تستهدف السيطرة على مدينة غزة.
وأضاف التحليل أن "المبادرة، التي جاءت بدفع مباشر من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تكشف على نحو واضح عن أبعاد سياسية داخلية أكثر مما تعكس استراتيجية عسكرية محكمة الإعداد".
وقال إنه "رغم التحذيرات الشديدة من القيادة العسكرية الإسرائيلية والمخاوف المعلنة من تفاقم الأزمة الإنسانية وتعريض حياة نحو خمسين رهينة إسرائيلياً ما زالوا في غزة للخطر، أصر نتنياهو على المضي بالخطة قدماً. يأتي هذا التوجه في وقت يشهد فيه الدعم الدولي لإسرائيل تراجعاً ملحوظاً، إلى جانب انخفاض التأييد الشعبي الداخلي لاستمرار الحرب"، على حد وصفه.
ونقل عن مراقبين قولهم إن "لهذه الخطوة فائدة خفية لنتنياهو، إذ تمنحه مساحة زمنية إضافية لتعزيز فرص بقائه السياسي، خاصة مع اعتماده على دعم شركائه في الائتلاف اليميني المتطرف، وهو ما يعني عملياً إطالة أمد الحرب. فقد لعب وزراء مثل إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش دوراً أساسياً في تعطيل أي تقدم بمفاوضات وقف إطلاق النار، مهددين بإسقاط الحكومة إذا توقفت العمليات العسكرية".
ومع ذلك، لم تصل خطة نتنياهو للسيطرة على مدينة غزة إلى مستوى طموحات شركائه، إذ يطالب بن غفير وسموتريتش باحتلال كامل للقطاع كخطوة أولى لإعادة بناء المستوطنات الإسرائيلية فيه، وصولاً إلى ضمه نهائياً. حتى أن الخطة لم تواكب ما روج له نتنياهو نفسه قبل الاجتماع، حيث صرح في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز" بأن إسرائيل تعتزم السيطرة على كامل قطاع غزة، ما أعطى انطباعاً بحسمه قرار الاحتلال الكامل.
وأوضح التقرير أن "نتنياهو تبنى نهجاً تدريجياً، يبدأ بمدينة غزة فقط، متجنباً السيطرة على مخيمات أخرى قريبة يُعتقد أن بعض الرهائن الإسرائيليين محتجزون فيها. وحدد موعداً فضفاضاً لبدء العملية بعد شهرين، تاركاً الباب مفتوحاً أمام جهود دبلوماسية محتملة لإحياء صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار، وربما إلغاء العملية".
وذكر أن "هذا الموقف أثار غضب شركائه اليمينيين الذين اعتبروا الخطة غير كافية. وقال مصدر مقرب من سموتريت:ش إن الاقتراح الذي قاده نتنياهو ووافق عليه مجلس الوزراء يبدو جيداً على الورق، لكنه في الواقع مجرد تكرار لما جرى من قبل، قرار بلا معنى، ولا أخلاقي، ولا يخدم المشروع الصهيوني".
وقال إن "التحفظات لم تأتِ من الجناح السياسي فقط، بل من المؤسسة العسكرية أيضاً. ففي اجتماع ماراثوني استمر عشر ساعات، عرض رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زامير، معارضة الجيش الحاسمة لإعادة احتلال غزة، محذراً من أن أي عملية جديدة ستعرض حياة الرهائن والجنود للخطر، وستحوّل غزة إلى "فخ" يفاقم استنزاف الجيش المنهك بفعل القتال المستمر، كما سيزيد من عمق المأساة الإنسانية للفلسطينيين".
وبيّن أن "هذه المخاوف العسكرية تتسق مع توجهات الرأي العام، إذ تظهر استطلاعات متكررة أن غالبية الإسرائيليين تؤيد إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار يعيد الرهائن وينهي الحرب. لكن قرارات نتنياهو تبدو منفصلة عن توصيات الجيش وإرادة الجمهور، بل مدفوعة، وفق محللين ومعارضين سياسيين، باعتبارات البقاء السياسي الضيقة".
وأضاف "دولياً، تضع خطة السيطرة على غزة إسرائيل في عزلة متزايدة. فحتى مع الدعم الواسع الذي حصلت عليه من إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب خلال الحرب، فإن تفاقم أزمة الجوع والمجاعة في القطاع أضعف شرعية العمليات الإسرائيلية. وقد كانت التداعيات سريعة، إذ أعلنت ألمانيا، الحليف الاستراتيجي الأهم بعد الولايات المتحدة، تعليق بعض صادراتها العسكرية إلى إسرائيل، فاتحة الباب أمام دول أوروبية أخرى لخفض مستوى العلاقات".
وأشار إلى أنه "في نهاية المطاف، يمضي نتنياهو بخطة لا تحظى برضا أحد: لا شركاء إسرائيل الدوليون، ولا قيادتها العسكرية، ولا الجمهور الذي يطالب بإنهاء الحرب، ولا حتى حلفاؤه المتشددون الذين يرون أنها غير كافية".
وأوضح أن "الجمهور الوحيد الذي تخدمه هذه الخطة – كما يصفه منتقدوه – هو نتنياهو نفسه، إذ تمنحه مزيداً من الوقت لتجنب الخيار الحاسم بين وقف إطلاق نار قد ينقذ الرهائن، أو تصعيد عسكري واسع يُرضي ائتلافه. وبذلك، فإن الخطوة تمثل أكثر من مجرد مناورة عسكرية؛ إنها استمرار لأسلوب نتنياهو الكلاسيكي في إطالة أمد الحرب، على حساب سكان غزة والرهائن الإسرائيليين، من أجل هدف واحد: بقاؤه السياسي".