شبكة اخبار العراق:
2025-06-30@22:38:33 GMT

ضاع العرب في متاهة فلسطين

تاريخ النشر: 3rd, March 2024 GMT

ضاع العرب في متاهة فلسطين

آخر تحديث: 3 مارس 2024 - 10:02 صبقلم: فاروق يوسف ضعف النفوذ العربي في المسألة الفلسطينية منذ أن وقّع الفلسطينيون اتفاق أوسلو فصاروا الطرف الوحيد المعني بالمسألة. غير أن ذلك لم يمنع العرب من مد يد العون المستمر لهم في كل الأحوال. فلا أوسلو ولا طريقة تفكير الفلسطينيين فيه باعتباره حلا ثبت فشله يمكن أن يخلقا أسلوبا عربيا جديدا للتفكير في فلسطين، باعتبارها قضية العرب الأولى أو قضية القضايا.

في المقابل فلا شعارات تحرير فلسطين التي رفعتها الأنظمة السياسية العربية التي قضت نحبها كانت كاذبة ولا المقاربة بينها وبين الواقع كانت حقيقية. لقد اندفع العرب وراء عواطفهم الصادقة غير أنهم ركبوا عبر سبعين سنة قوارب مطاطية مثقوبة. وهو ما جعل المسافة التي تفصل ما بينهم وبين قضيتهم الأولى تتّسع وينأى السلوك الواقعي عن الهدف. ذلك ما دفع الفلسطينيين في لحظة يأس إلى التورط في أسوأ الحلول. لقد استغرب المفكر الراحل إدوارد سعيد كيف قبل إخوته في منظمة التحرير التوقيع على اتفاق أوسلو بعد أن عُرضت عليهم حلول أفضل. هناك اليوم صراخ عربي يضفي على الواقع الكثير من العبث حين يذهب مطلقوه إلى هجاء العرب لمناسبة ما تتعرض له غزة وأهلها من عمليات إبادة إسرائيلية، كما لو أن العرب كانوا مسؤولين عمّا انتهت إليه الأوضاع هناك. وفي ذلك نوع من خلط الأوراق، الهدف منه تجييش الضحايا في حرب ضد العرب وإعفاء الطرف الفلسطيني ممثلا بسياسييه من أيّ مسؤولية. الحقيقة تقع على الجانب الآخر تماما. قبل غزة لم يكن للعرب حضور في المفاوضات الإسرائيلية – الفلسطينية التي استندت إلى اتفاق أوسلو. بعدها لم يكن للعرب يد في انفصال غزة عن فلسطين التي صارت تُسمّى أراضي السلطة الفلسطينية. ما يعنينا هنا وغزة تواجه مصيرا كارثيا أن العرب لم يكونوا على علاقة بـ”حركة حماس” التي استولت على غزة وجعلتها ملعبا لمغامراتها. ما يُقال عن علاقة دولة قطر بالحركة المذكورة هو شأن عقائدي لا علاقة له بالعرب، دولا وشعوبا ولا علاقة له بفلسطين أيضا. كانت علاقات قطر ولا تزال بحركة حماس تتم برعاية إسرائيلية. ما فعله الفلسطينيون حين وقّعوا اتفاق أوسلو شيء وما كان يفكر فيه العرب، سواء عن طريق أنظمتهم “الثورية” وأنظمتهم “المحافظة” هو شيء آخر. وليس خافيا على أحد أن كثيرا من الوقائع المأساوية التي تعرضت لها الشعوب العربية كان مرتبطا بالحماية الغربية لإسرائيل. يقف انهيار العراق في مقدمة تلك الوقائع. في المقابل فإن ما حدث ويحدث في غزة بعد انفصالها شيء وطريقة تفكير الفلسطينيين في الخروج من مأزق أوسلو شيء آخر. شيء مختلف تماما. ذلك لأن غزة ومنذ انفصالها صارت تُدار من قبل تنظيم مسلح لا يخجل من إعلان ولائه لإيران. جزء من فلسطين صار يُدار من قبل إيران. قادة حماس الذين يقيمون في قطر لا ينكرون ذلك. ارتمت حركة حماس في أحضان إيران. وهي تنفّذ فقرات أجندة إيرانية لا علاقة لها بالقضية الفلسطينية التي نجح الإيرانيون في طيّ أوراقها في العراق وهو البلد الخاضع لهيمنتهم. أما المغامرات الإيرانية التي ينفذها الحوثيون في البحر الأحمر فهي ليست سوى محاولات لتذكير الولايات المتحدة بضرورة العودة إلى مفاوضات الاتفاق النووي. لم يتخل العرب عن فلسطين حتى اللحظة. كانت ولا تزال قضيتهم. غير أن ما حدث لهم بسببها قد أدى إلى انهيارات قوية وعاصفة في الحياة العربية. سقطت أنظمة سياسية وفقدت دول هويتها وتاهت شعوب بين مللها ونحلها وتمزق نسيج مجتمعات لم تعد قادرة على العيش الآمن والمستقر. أما الإنسان العربي فإنه اليوم في أسوأ أحواله. “فلسطين هي السبب” لم يقلها العرب من قبل لأنهم يخشون أن يفهمها الفلسطينيون خطأً. ولكنها الحقيقة التي لا شيء فيها يدين الفلسطينيين. لقد انتهت فكرة النهضة العربية منذ قيام إسرائيل.كل الأنظمة الثورية التي أقيمت على أنقاض نكبة 1948 ونكسة حزيران 1967 دمرت باسم فلسطين أسباب الحياة حين عسكرتها وجعلت منها مَسْخًا. لقد وجدت الأنظمة الثورية العربية شرعيتها من خلال فلسطين ووضعت ثروات الدول التي قُدّر لها الاستيلاء على الحكم فيها في خدمة قضيتها غير أنها كانت تمشي في الطريق الخطأ. لذلك فإن توجيه اللوم إلى العرب ما هو إلا نوع من الشماتة التي لا تصنع أثرا.

المصدر: شبكة اخبار العراق

كلمات دلالية: اتفاق أوسلو غیر أن

إقرأ أيضاً:

خبير استراتيجي: التصعيد الإسرائيلي في غزة يهدف إلى انتزاع تنازلات سياسية من حماس

قال الدكتور محمد عز العرب، رئيس وحدة الدراسات العربية والإقليمية بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، إن التصعيد العسكري الإسرائيلي المتواصل تجاه قطاع غزة تحكمه مجموعة من الاعتبارات، يأتي في مقدمتها الرؤية السياسية التي تتبناها الحكومة اليمينية الحالية بقيادة بنيامين نتنياهو.

47 شهيدا في غارات إسرائيلية على قطاع غزة منذ فجر اليوم

أوضح "عز العرب" في تصريحات برنامج «عن قرب مع أمل الحناوي»، الذي تقدمه الإعلامية أمل الحناوي، عبر قناة القاهرة الإخبارية: "، أن هذه الحكومة تعتقد أن التصعيد العسكري المكثف من شأنه أن يدفع حركة حماس إلى تقديم تنازلات سياسية، مشيرًا إلى أن هذا التصور ظل ثابتًا في سلوك نتنياهو منذ اليوم التالي لهجمات 7 أكتوبر وحتى نهاية يونيو الجاري.

وأضاف أن الحكومة الإسرائيلية تواصل ممارسة أقصى درجات الضغط على القطاع، من خلال استهداف البنية التحتية، وفرض سياسة الحصار، والتجويع، والتدمير، في محاولة لتركيع سكان غزة ودفع الفصائل الفلسطينية إلى تغيير مواقفها.

وأكد عز العرب أن هذا النهج لا يهدف فقط إلى تحقيق مكاسب أمنية، بل يُستخدم كورقة سياسية داخلية أيضًا لتعزيز موقع الحكومة أمام الرأي العام الإسرائيلي، خاصة في ظل تصاعد الضغوط السياسية والقضائية على نتنياهو.

وأشار إلى أن هذا التصعيد المستمر يحمل مخاطر حقيقية على الأمن الإقليمي، وقد يقود إلى انفجار أوسع إذا لم يتم احتواؤه بوساطة دولية فعالة، تنقل الملف من ساحة الصراع المسلح إلى مسار التفاوض والحلول السياسية المستدامة.

طباعة شارك خبير استراتيجي حماس التصعيد الإسرائيلي

مقالات مشابهة

  • الهيئة القومية للاستشعار من البعد توقع بروتوكول تعاون مع اتحاد المستثمرات العرب
  • الزعاق: علاقة العرب بالنجوم ليست مجرد تراث بل وجودية حقيقية.. فيديو
  • 30.59 مليار جنيه.. ارتفاع شهية إقبال العرب والأجانب لشراء أذون الخزانة المصرية
  • أيها الإيرانيون عليكم بالإتصال الحضاري مع العرب المسلمين
  • غسان سلامة: الشعوب العربية تخاذلت عن نصرة غزة
  • زينب عبد الباري رئيسًا لاتحاد شباب المستثمرين العرب
  • كأس العالم للأندية 2025 .. ماذا حصد العرب من البطولة؟
  • عمتي “أم غالب الغرير” مدرسة في الإستقلال الإقتصادي
  • خبير استراتيجي: التصعيد الإسرائيلي في غزة يهدف إلى انتزاع تنازلات سياسية من حماس
  • كم المبالغ المالية التي حصل عليها العرب بعد المشاركة في كأس العالم للأندية؟