أين تُكمم أفواه الصحفيين وتُقيد حرية التعبير في أوروبا؟
تاريخ النشر: 5th, March 2024 GMT
في حين انخفض عدد التهديدات الخطيرة بشكل طفيف مقارنة بالعام السابق، إلا أن الصحفيين استمروا في التعرض للترهيب والمراقبة والاعتداء والاحتجاز في أوروبا في عام 2023.
يتزايد القلق بشأن سلامة وحرية الصحفيين في جميع أنحاء أوروبا. ففي دول مثل بيلاروسيا وروسيا بشكل خاص، تمّ التجسس على أعضاء وسائل الإعلام بشكل غير قانوني حيث تعرضوا لدعاوى قضائية مسيئة، وتمّ اعتقال البعض منهم.
وفي دول غرب أوروبا عانى بعض الصحفيين من المشاكل أيضا، وهذا ما خلص إليه التقرير السنوي لهذا العام، والصادر يوم الثلاثاء عن مجلس أوروبا.
رغم تراجع عدد الصحفيين الذين قتلوا في أوروبا في عام 2023 مقارنة بالعام السابق، فالتهديدات التي تواجهها وسائل الإعلام في الدول الأعضاء بمجلس أوروبا البالغ عددها 46 دولة أصبحت أكثر تنوعا، مما يجعل مهام الصحفيين وتنقلهم أكثر صعوبة.
ويتناول التقرير، الذي يحمل عنوان "حرية الصحافة في أوروبا: حان الوقت لتغيير المسار"، تقييم القضايا الرئيسية التي تقوّض حرية الصحافة في أوروبا.
وتشمل هذه التهديدات: التخويف، والاحتجاز، والتشريعات المقيدة، والدعاوى القضائية المسيئة، والهجمات على وسائل الإعلام العامة وغيرها.
من إجمالي 285 تنبيهًا بشأن التهديدات والاعتداءات الخطيرة على حرية الإعلام بأوروبا، جاء ما يقرب من 15 في المائة منها من روسيا وحدها حيث يواصل الكرملين اضطهاد الصحفيين الذين انتقدوا خططه، بما في ذلك أولئك الذين فروا إلى الخارج.
وفقا لمؤلفي التقرير، فالتهديد المتمثل في عنف المافيا حاليا "يخيم كالسحب الداكنة فوق الصحفيين الذين يتابعون إيقاع الجريمة"، وخاصة أولئك الذين يحققون في تجارة المخدرات.
التهديدات في أوروبا: الأرقامتتأرجح التهديدات التي يواجهها الصحفيون في جميع أنحاء أوروبا بين الاعتداءات الجسدية والموت والاحتجاز والمراقبة غير القانونية وتشويه وسائل الإعلام من قبل السياسيين والتكميم والرقابة التي تفرضها الحكومة.
توزيع التنبيهات بين عامي 2015 و2023 على مستوى أوروباتمثل التهديد الكبير للسلامة الجسدية للصحفيين في عام 2023 في الغزو الروسي واسع النطاق لأوكرانيا. وفي العام الماضي، استهدفت الضربات الروسية بوهدان بيتيك وأرمان سولدين أثناء تغطيتهما للحرب في أوكرانيا. كما تمّ تسجيل إصابات كثيرة في صفوف الصحفيين.
توزيع التنبيهات لكل دولة (على مستوى أوروبا) 2023بروكسل تحضر قانوناً جديداً لحماية حرية الصحافة والعاملين في المجال الإعلاميالأمم المتحدة: حرية الصحافة والتعبير مهددة في أنحاء العالمقُتل عضو إعلامي آخر، وهو حارس الأمن بال كولا عام 2023 في هجوم على محطة تلفزيون القناة العليا في ألبانيا. وكانت حالة كولا هي الحالة الوحيدة التي قُتل فيها عامل إعلامي خارج منطقة الحرب.
كان هناك ما مجموعه 41 تنبيهًا يدين الهجمات على السلامة الجسدية للصحفيين وسلامتهم في عام 2023: 11 منها جاءت من الأراضي التي تحتلها روسيا في أوكرانيا؛ أربعة من فرنسا؛ أربعة من تركيا؛ ثلاثة من إيطاليا؛ وثلاثة من صربيا.
يظل الاحتجاز عقوبة شائعة للصحفيين الذين ينتقدون قادة بلادهم وخاصة في روسيا وبيلاروسيا. اعتبارًا من نهاية عام 2023، تم اعتقال 59 صحفيًا في بلدان بجميع أنحاء أوروبا، بما في ذلك الأراضي الأوكرانية التي تحتلها روسيا. وتم اعتقال 65 منهم في روسيا وبيلاروسيا.
وتمّ اعتقال ما لا يقل عن 18 صحفياً العام الماضي في تركيا، في حين اعتقلت بولندا بابلو غونزاليس والمملكة المتحدة جوليان أسانج.
الدول التي أبلغت عن تنبيهات بشأن تهديدات للصحفيين العام 2023: بيلاروسيا (42)؛ روسيا (39)؛ تركيا (27)؛ أوكرانيا (24)؛ فرنسا (19)؛ إيطاليا (16)؛ بولندا (12)؛ صربيا (11)؛ أذربيجان (10)؛ اليونان (9)؛ ألبانيا (6)؛ إسبانيا (6)؛ المملكة المتحدة (5)؛ سلوفاكيا (5)؛ جورجيا (5)؛ البوسنة والهرسك (5)؛ بلغاريا (5)؛ أرمينيا (4)؛ كرواتيا (4)؛ ألمانيا (4)؛ هولندا (4)؛ مولدوفا (4)؛ بلجيكا (3)؛ تشيكيا (3)؛ فنلندا (3)؛ النمسا (2)؛ المجر (2)؛ الدنمارك (1)؛ أيرلندا (1)؛ لاتفيا (1)؛ مالطا (1)؛ البرتغال (1)؛ رومانيا (1).
وكان هناك بالفعل 27 تنبيهًا بشأن التهديدات التي يتعرض لها الصحفيون في أوروبا منذ بداية العام، معظمها في أوكرانيا (7)، وتركيا (6)، والاتحاد الروسي (4)، والبرتغال (3).
الإفلات من العقاب عقب استهداف الصحفيينويسلط تقرير مجلس أوروبا أيضًا الضوء على أنه بحلول نهاية العام 2023، لا تزال هناك 30 حالة إفلات من العقاب على جرائم قتل 49 صحفيًا وعاملًا في مجال الإعلام. ولا تزال القضايا مفتوحة حتى يومنا هذا على الرغم من أن الاغتيالات حدثت منذ فترة طويلة.
وفقا لتقرير مجلس أوروبا، فإن الإفلات من العقاب على جرائم قتل الصحفيين لا يزال هو القاعدة حيث فشل المحققون والمدعون العامون في العثور على الجناة وتأمين إدانتهم.
في نوفمبر-تشرين الثاني 2023، تم العفو عن ضابط شرطة روسي سابق يقضي حكمًا بالسجن لمدة 20 عامًا لدوره في مقتل الصحفية آنا بوليتكوفسكايا عام 2006، وهي منتقدة لفلاديمير بوتين، بموجب مرسوم رئاسي بعد إكمال عقد عسكري مدته ستة أشهر في أوكرانيا.
المصادر الإضافية • تقرير مجلس أوروبا
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية شاهد: الحرب الأوكرانية الموضوع المهيمن في جوائز بوليتزر للصحافة الأمريكية اليونسكو تمنح جائزة حرية الصحافة لثلاث صحفيات إيرانيات سجينات في إيران توصية البرلمان الأوروبي حول حرية الصحافة بالمغرب "لا تلزم فرنسا" مراسلون بلا حدود اعتقال حرية الصحافة روسيا أوروبا حرية التعبيرالمصدر: euronews
كلمات دلالية: مراسلون بلا حدود اعتقال حرية الصحافة روسيا أوروبا حرية التعبير إسرائيل غزة حركة حماس فلسطين روسيا قطاع غزة الحرب في أوكرانيا جو بايدن الشرق الأوسط أوكرانيا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إسرائيل غزة حركة حماس فلسطين روسيا قطاع غزة وسائل الإعلام حریة الصحافة یعرض الآن Next مجلس أوروبا فی أوکرانیا فی أوروبا فی عام 2023
إقرأ أيضاً:
استثمار أمريكي في غاز السيل التركي يثير حفيظة روسيا
الاقتصاد نيوز — متابعة
كشفت وكالة ريانوفستي الروسية أن شركة الاستثمار الأمريكية "Elliott Investment Management"، التي يديرها الملياردير بول سينغر، تجري مفاوضات أولية لشراء حصة في أصول بنية تحتية تشمل جزءاً من خط أنابيب "السيل التركي" الواقع على الأراضي البلغارية، مبينة أن هذا الاستثمار يثير مخاوف روسية بشان محاولات التأثير الامريكية على سوق الطاقة الروسي.
وذكرت الوكالة في تقرير، أنه وفقاً للمعلومات، وقّعت الشركة اتفاقاً لعدم الإفصاح مع شركة "بلغار ترانسغاز" البلغارية المشغّلة للغاز، كما عقد ممثلوها اجتماعات مع الحكومة البلغارية أواخر نيسان/أبريل الماضي. ولم تُحدَّد بعد قيمة الصفقة المحتملة، ولا توجد ضمانات مؤكدة لإتمامها.
وأوضحت الوكالة أن المثير في الاستثمار الأمريكي المقترح يشمل أيضاً الوصول إلى مراكز بيانات وكابلات لنقل المعلومات، وهو ما يشير إلى طموح أبعد من مجرد البنية التحتية للطاقة.
الوكالة لفتت إلى أن دخول مستثمر أمريكي في مشروع ينقل الغاز الروسي إلى أوروبا قد يُثير جدلاً، لا سيّما في ظل سعي الاتحاد الأوروبي للتخلّص من الاعتماد على مصادر الطاقة الروسية، خاصة بعد حرب أوكرانيا.
وأشارت إلى أن "السيل التركي" يُعد اليوم المنفذ الوحيد لتدفق غاز غازبروم إلى أوروبا بعد وقف الترانزيت عبر أوكرانيا مطلع 2025.
وتجدر الإشارة إلى مشروع "السيل التركي" هو مشروع استراتيجي لنقل الغاز الروسي عبر البحر الأسود إلى تركيا، ومنها إلى جنوب وشرق أوروبا. وتبلغ سعته الإجمالية: 31.5 مليار متر مكعب سنوياً.ويخدم دولاً مثل: صربيا، رومانيا، اليونان، مقدونيا الشمالية، البوسنة والهرسك، وهنغاريا.وينقسم إلى خطين: الأول مخصص لتركيا، والثاني لأوروبا.
وبحسب الوكالة الروسية فمن غير المستبعد أن تسعى واشنطن عبر هذا الاستثمار إلى التأثير غير المباشر في آليات نقل الطاقة الروسية لأوروبا، سواء عبر مراقبة التدفقات، أو الضغط السياسي في المستقبل. كما أنه يُظهر مفارقة كبرى: بينما تعلن النخب الغربية عن إنهاء الاعتماد على الغاز الروسي، نجد استثمارات أمريكية تلاحق خطوطه في قلب أوروبا.
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام