الطيور المهاجرة تُراكم الخبرات وتحسن سلوكها
تاريخ النشر: 7th, March 2024 GMT
أظهرت دراسة جديدة أن الحيوانات المهاجرة تحسّن سلوكها مع تقدمها في السن، مما يشير إلى أن التعلم التجريبي جزء مهم من الهجرة الناجحة. وقال الباحثون في الدراسة التي نشرت يوم 4 مارس/آذار الجاري في مجلة "بروسيدينغز أوف ذي ناشيونال أكاديمي أوف ساينس": إن علم الوراثة والسلوك الاجتماعي هما عاملان مهمان في تشكيل هجرة الحيوانات، إلا أن المعلومات المكتسبة من خلال الخبرة الفردية للحيوان يبدو أنها تساعد أيضا في تشكيل حركات الهجرة.
ويقصد بالأنواع المهاجرة تلك التي تسافر كل عام من أجل التكاثر والبحث عن الغذاء، وتعبُر في سبيل ذلك البحار والقارات، وتقطع أحيانا آلاف الأميال. وتلعب الأنواع المهاجرة دورا رئيسيا في الحفاظ على النظم البيئية العالمية، وغالبا ما تشارك في تلقيح النباتات ونقل العناصر الغذائية الأساسية، وتفترس الآفات، وتساعد في تخزين الكربون.
الذاكرة المكانية للطيوروتوضح المشاركة في الدراسة إلين أيكنز -وهي أستاذة مساعدة في كلية البيئة والموارد الطبيعية بجامعة وايمنغ الأميركية- أن الأنواع المهاجرة -وخاصة الطيور- قادرة على ممارسة الملاحة الحقيقية والتي تعرف على أنها القدرة على العودة إلى وجهة معروفة بعد الانتقال إلى مكان غير معروف دون الاعتماد على محيط مألوف أو إشارات تنبع من الوجهات، أو المعلومات التي تم جمعها في أثناء الرحلات بعيدا عن الموائل.
وتضيف أيكنز في حديث مع "الجزيرة نت" أن الطيور تكتسب المزيد من الخبرة مع طول ترحالها وتقدمها في السن الذي يعوقها في مرحلة متقدمة من العمر عن استكشاف أماكن جديدة، ومن ثم تلجأ إلى الاعتماد على الخبرات السابقة من رحلاتها لاختيار طرق أقصر لبلوغ الموائل أو أماكن الغذاء والتكاثر.
وتشير الباحثة إلى أن الحركة السريعة لهذه الكائنات تؤدي إلى إنفاق المزيد من الطاقة في أثناء رحلة الهجرة، وهو السبب الرئيسي الذي يدفعها إلى تكوين ما يعرف بالذاكرة المكانية المكتسبة من تكرار الرحلات لمساعدتها على قطع الطريق في وقت أقصر خلال هجرات الربيع.
تقنية تتبّع متطورةوتضمنت الدراسة تتبّعا متطورا تقنيا لأكثر من 250 طائر لقلق أبيض منتشرة في خمس مناطق تكاثر في جنوب ألمانيا والنمسا بين عامي 2013 و2020. ولم تحدد بيانات التتبّع التي جمعها الباحثون مسارات هجرة طيور اللقلق فحسب، بل قامت أيضا بقياس توقيت ووتيرة هجرة طيور اللقلق الفردية بالإضافة إلى تقدير كمية الطاقة المستخدمة في أثناء الطيران.
ووجد الفريق أنه بينما تأخذ طيور اللقلق الصغيرة وقتها في استكشاف أماكن جديدة أثناء الهجرة، فإن هجراتها تصبح أسرع مع تقدم العمر.
ويقول الباحثون إن طيور اللقلق الفردية قامت بتقويم مسارات هجرتها بشكل تدريجي لإيجاد طرق أكثر مباشرة للتنقل بين الوجهات في أثناء هجرة الربيع إلى مناطق التكاثر والتعشيش في الصيف، ويمكن أن يكون لهذه النتائج آثار على مجموعة متنوعة من الأنواع الأخرى من الحيوانات المهاجرة، وفقا للبيان الصحفي المصاحب للدراسة.
ويشير الفريق البحثي إلى أنه رغم تجاهل المعلومات إلى حد كبير باعتبارها عملة تشكل سلوك الهجرة، فإن الحصول على المعلومات واستخدامها لتحسين سلوك الهجرة بشكل تدريجي من خلال التعلم يمكن أن يلعب دورا مهما في توفير الطاقة والوقت.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
تعليق استيراد الدواجن من البرازيل بسبب إنفلونزا الطيور
صراحة نيوز ـ أعلنت وزارة الزراعة اليوم عن تعليق استيراد الدواجن الحيّة ومنتجات الدواجن غير المعالجة حراريًا من جمهورية البرازيل، وذلك على خلفية تسجيل عدد من حالات الإصابة بمرض إنفلونزا الطيور هناك.
وجاء هذا القرار كإجراء احترازي ضمن إطار سياسة الوزارة الرامية إلى حماية الثروة الحيوانية والصحة العامة، والحفاظ على سلامة الأمن الغذائي في البلاد. وأوضحت الوزارة في بيان رسمي أن التعليق سيستمر حتى إشعار آخر، وإلى حين تحسّن الوضع الوبائي في البرازيل، وورود تقارير موثوقة من المنظمة العالمية لصحة الحيوان (WOAH) تؤكد السيطرة على تفشي المرض، والتزام السلطات البيطرية البرازيلية بتنفيذ الإجراءات الوقائية والرقابية اللازمة.
وأضافت الوزارة أن القرار يأتي استنادًا إلى تقييم المخاطر البيطرية وتقارير المتابعة الدولية، ويشمل جميع أنواع الطيور الحيّة ومنتجاتها التي لم تخضع للمعالجة الحرارية الكافية للقضاء على الفيروس المسبب للمرض، بينما يُستثنى من الحظر المنتجات التي ثبت خضوعها لعمليات معالجة حرارية تضمن سلامتها.
وأكدت وزارة الزراعة أن فرقها الفنية تتابع عن كثب تطورات الوضع الصحي في الدول المصدّرة للمنتجات الحيوانية، مشددة على أنها لن تتوانى عن اتخاذ أي قرارات ضرورية لحماية الصحة العامة والقطاع الزراعي